كتب : محمد مصطفى
"كان من الصعب حقًا بالنسبة لنا أن نعمل معًا".. تصريح أطلقه الفرنسي باتريك فييرا، عام 2020، حين سُئل عن علاقته بماريو بالوتيلي بعد أن اجتمعا قبلها بعام في فريق نيس.
بالوتيلي المنتقل حديثا في صفقة انتقال حر أواخر أكتوبر لنادي جنوى من أجل إعادة إحياء مسيرته بعد أن وصل اللاعب المشاغب إلى عمر الـ34، فوجئ بقرار إدارة الفريق الإيطالي بالإطاحة بـ ألبرتو جيلاردينو والتعاقد مع باتريك فييرا لقيادة الفريق بعد أيام من انضمامه، ليجتمع الثنائي مجددًا، ليظل السؤال المطروح في جنوى هل ينجحان سويا بعد سنوات من الخلاف.
جيلاردينو الذي ساهم في عودة جنوى إلى الدوري الممتاز الإيطالي لم يقدم مستوٍ جيد هذا الموسم بالخسارة في 6 مباريات والتعادل في 4 والفوز في مباراتين فقط، ليبقى في المركز 17 برصيد 10 نقاط بالقرب من مراكز مؤخرة الترتيب.
التدريب الأول لباتريك فييرا في فريق جنوى كان أول أمس الأربعاء، لتسلط الكاميرات الضوء عليهما، ولم يبدو أن هناك توترًا ملحوظا بينهما، وذلك قبل مواجهة كالياري المقررة الأحد في صراع الابتعاد عن الهبوط.
الاجتماع الأول
بالوتييلي وفييرا كانا زميلين في إنتر ميلان موسم 2009 - 2010، ثم انتقلا سويا في نفس فترة الانتقالات إلى فريق مانشستر سيتي موسم 2010 - 2011، قبل أن يعتزل الفرنسي ويتجه للتدريب.
افترقا طوال 7 سنوات قبل أن يجتمعا مجددا موسم 2018 - 2019، فييرا مدربا وبالوتيلي لاعبا.
الإطاحة بـ سوبر ماريو
بالوتيلي كان النجم الأول لفريق نيس، سجل 15 هدفا في 23 مباراة موسم 2016 - 2017، ثم سجل 18 هدفا في 28 مباراة في الموسم الذي يليه، تحت قيادة لوسيان فافر الذي انتقل بعدها لتدريب بوروسيا دورتموند وترك منصب المدرب، ليخلفه فييرا في صيف 2018.
4 أشهر فقط لعب فيهم بالوتيلي تحت قيادة فييرا ولكن لم يسجل أي هدف، ليقرر الرحيل عن نيس والانتقال إلى مارسيليا وتبدأ رحلة سقوط اللاعب الإيطالي.
تصريحات نارية متبادلة
بالوتيلي علق على تلك الفترة: "لم يكن لدي أي مشكلة مع فييرا على المستوى الشخصي، لكن أسلوب لعبه فشل في إخراج أفضل ما لدي على أرض الملعب".
وأكمل: "عشت في مدينة فيلفرانش، كنت أبتسم كل يوم، لقد كانت حياة حلم".
فيلفرانش مدينة تبعد 6 كيلو مترات فقط عن نيس، وهو المقر الذي عاش فيه بالوتيلي خلال فترة لعبه مع نادي نيس.
ولكن ما الذي حدث لـ بالوتيلي بعد تولي فييرا تدريب الفريق: "المشكلة هي أن الطريقة التي لعب بها فييرا لم تناسبني حقًا، لقد كنت على علاقة جيدة معه، لكن فيما يتعلق بالأمور الرياضية، لم أتفق معه، لو لم أواجه هذه المشاكل معه، لم أكن لأغادر نيس أبدًا".
وقال سوبر ماريو وقتها لموقع SoFoot الفرنسي: "أحد أسباب مغادرتي لنيس هو باتريك فييرا، كان يبدو أنه لا يريد وجودي في الفريق".
وعلى الجانب الآخر، احتفظ فييرا بالرد حتى عام 2020 حين رد في حواره مع صحيفة ديلي ميل الإنجليزي: "من الصعب العمل مع بالوتيلي في نيس بسبب أسلوب حياته العام، عقلية ماريو كانت صعبة بالنسبة للرياضة الجماعية، الفلسفة التي أردت وضعها، والعمل الجماعي وأخلاقيات العمل التي أردت بناءها، كان من الصعب بالنسبة لي العمل مع لاعب مثله".
واختتم قائلاً: "كان من الصعب حقًا بالنسبة لنا أن نعمل معًا، لذلك قررنا أن نسير في طريق مختلف".
بالوتيلي منذ قدومه إلى جنوى شارك في مباراتين كبديل لدقائق قليلة أمام بارما وكومو، وبدا أن سوبر ماريو بعيدا عن مستواه وفي حالة لوقت من أجل استعادة مستواه.
بالوتيلي تلقى بطاقتين صفراوتين في المباراتين ، رغم لعبه 4 دقائق فقط أمام بارما، و18 دقيقة أمام كوكو.
هل يتعانقان بعد التوتر؟
وبينما تتشكك الجماهير في نجاح بالوتيلي وفييرا سويا، إلا أن رئيس نادي جنوى ألبرتو زانجريلو يأمل في نجاح بالوتيلي في الاختبار الصعب والوصول إلى النضج خاصة أنه يواجه منافسة مع لاعبين معارين في مركز الهجوم وهما الإيطالي أندريا بينامونتي المعار من ساسولو، والبرتغالي فيتينيا المعار من مارسيليا.
وعلى الجانب الآخر، فييرا يخوض تجربه جديدة بعد تجاربه مع نيس وستراسبورج الفرنسيين، ونيويورك سيتي الأمريكي، وكريستال بالاس الإنجليزي، على أمل أن تكون مسيرته التدريبية قريبة من نجاحاته كلاعب حيث توج بكأس العالم 1998 الأول في تاريخ فرنسا، ثم التتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000، والتتويج في الفترة الذهبية لأرسنال بـ3 ألقاب للدوري الإنجليزي، تبعهم الفوز بـ4 ألقاب للدوري الإيطالي مع إنتر.
رئيس جنوى علق على علاقة بالوتيلي وفييرا: "ماريو شخص ذكي وكذلك مدربنا الجديد، سوف يتعانقان ويتصالحان بعد التوتر، وأنا متأكد من أنهما سوف يتعايشان بسعادة."
جنوى يواجه أزمات أخرى
توتر علاقة بالوتيلي وفييرا ليست الأزمة الوحيدة في فريق جنوى، حيث يواجه النادي أزمات عدة أبرزها رغبة مالكي النادي صندوق الأسهم الأمريكي "777 بارتنرز" في بيع النادي سريعا مع إجراءات الإفلاس بعد 3 سنوات فقط من الاستحواذ على النادي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تهاجم فيه الجماهير ملاك النادي، ورفعوا لافتات خلال الأيام الماضية تهاجم الإدارة وتصف ما يقدمون عليه بـ "العار"، ووصل الأمر إلى محاولة الاعتداء على مالك النادي السابق رجل الأعمال الإيطالي إنريكو بريزيوسي، الذي خرج في حماية الشرطة.