سر تغيير شعارات الأندية.. لمراعاة طبيعة المنصات الرقمية وليس "استسهال" في التصميم
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 - 16:26
كتب : إسلام حسن
ارتبط عشاق كرة القدم بشعارات أندية العالم والدوريات الكبرى على مدار سنوات، وشارك تكرار ظهورها على شاشات التليفزيون في تكوين صورة ذهنية من الصعب أن تمحى، وكان من غير الممكن أن يتقبل أحد فكرة التغيير الجذري يومًا ما في هذه الشعارات.
ولكن، هذا أصبح مجرد تاريخ ننظر إلى بعضه بعين الحنين، فالتغيير الجذري بالشعار طال الكثير من المؤسسات الرياضية وكأنه شيء من "الموضة" المتبعة حول العالم.
حتى قرر نادي توتنام الإنجليزي مؤخرا اتباع النهج نفسه بصورة تبدو كوميدية من الوهلة الأولى.
فما هي قصة تغيير شكل شعارات الأندية حول العالم مؤخرا، وهل هناك أسباب أخرى لا نعرف وراء هذا التغيير؟
هذا ما يستعرضه معكم FilGoal.com خلال هذا التقرير.
أعلن توتنام في بيان رسمي تعديل شعاره الشهير بين الجماهير، ولكن الغريب أن هذا التغيير بالكاد تلاحظه. فقد تقرر إزالة اسم النادي وتغيير اللون أيضا.
أثار هذا التغيير الطفيف سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، فما الفارق بين الشعارين؟ وما السبب وراء هذه الخطوة من الأساس؟
في الحقيقة هذا هو السبب نفسه الذي دفع البقية من قبله إلى إطلاق حملة تغييرات في شعاراتها.
وجاء في بيان توتنهام:
"تم إنشاء هويتنا الجديدة بمشاركة أكثر من 300 لاعب وموظف ومحترف الذين يفهمون ما يعنيه توتنام بالنسبة لهم، ليكون الشعار أكثر مرحا وجرأة للعلامة التجارية للنادي عبر العديد من المنصات التي يتميز بها، والتركيز على الوضوح في البيئات الرقمية".
الجملة الأخيرة في بيان النادي تفسر كل شيء "التركيز على الوضوح في البيانات الرقمية".
فماذا يعني ذلك؟
أصبحت المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا من اهتمامات الأندية والمؤسسات الرياضية حول العالم للترويج لعلامتهم التجارية.
وأصبح يتم تخصيص ميزانيات ضخمة من أجلها وبالتوالي عوائد مالية كبيرة، وهذا أمر بديهي، فمن منا الآن لا يتابع مستجدات كرة القدم إلا من خلال الإنترنت في المقام الأول؟
فالنبدأ بالبريمييرليج الذي كان له الريادة في ذلك، حيث قرر تغيير شعاره عام 2016، حيث تخلى عن شعاره التاريخي منذ عام 1992 والذي طرأ عليه تعديلات بسيطة عام 2007، ولكن التغيير الأكبر كان منذ 8 أعوام.
الشعار الحالي جاء مراعاة للتصميمات المستخدمة على الإنترنت بشكل يتناسب معها ولا يشغل مساحة كبيرة من الصورة، حيث إنه كلما كان التصميم مفسدا على صعيد تناسق الألوان والمساحة كلما كان استخدامه غير مفضل بالنسبة للمصممين والمسؤولين الفنيين عن الصورة.
فيتعثر استخدامه أحيانا، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على انتشار العلامة التجارية.
فكان الشعار الجديد أكثر بساطة وأقل مساحة ويمكن التخلي عن اسم الدوري وله أكثر من نسخة بألوان مختلفة.
يمكن من خلال الصورة التالية ملاحظة الفارق بين الشعارين، حيث أن المصمم سيتضطر لتصغير اللوجو القديم ليكون أكثر تناسقا مع الصورة، ولكن في هذه الحالة ستتلاشى تفاصيل الشعار، ويكون الخاسر الأكبر هو العلامة التجارية للدوري.
قياسا على ذلك، سيتضح لنا سبب تغيير شعار الدوري الإسباني من الدائرة التي تضم العديد من الأوان ويتوسطها كلمة "ليجا" بالإسبانية، إلى شعار بسيط يحتوي على حرف L ثلاثي الأبعاد وهو الحرف الأول من كلمة ليجا، وكذلك الدوري الفرنسي League 1 الذي وجد في الرقم 1 المرتبط باسمه أفضل خيار للوصول إلى الهوية الجديدة، وهو نفس المبدأ الذي بني عليه شعار الدوري الإيطالي الجديد.
وبعد أن أصبح الأمر واضحا بالنسبة للدوريات الكبرى، يمكننا الآن أن نتفهم القرار الذي اتخذته الكثير من الأندية بالتغييرات سواء إن كانت جذرية أو طفيفة.
أما شعار توتنام فكان من الضروري بالنسبة للمسؤولين فيه مراعاة تقليل المساحة بإزالة الاسم بالإضافة إلى تغيير اللون إلى الأبيض ليكون أساسيا وهو الأوضح على الصور ومقاطع الفيديو على كافة المنصات الرسمية، ويمكنك كمصمم استخدام اللون الأزرق القاتم حال اضطررت إلى ذلك، ولكنك بالطبع لن تضيف اسم توتنهام.
يوفنتوس الإيطالي كان مراعيا لهذا الأمر منذ فترة، حيث أرسل لكل المنصات الرسمية شعارين باللون الأبيض والأسود.
وفي منطقتنا العربية كان نادي الهلال السعودي أشهر مثال على ذلك، حيث يتوفر في شعاره كل المعايير التي تحدثنا عنها ويمكن أن يتغير من الأزرق إلى الأبيض، وهذا لا يتوافر في الشعار القديم.
بعض الأندية لم تبدل شعارها تماما على غرار توتنهم، حيث اكتفى الأهلي المصري بإزالة جملة "نادي القرن الإفريقي" بالإنجليزية وإزالة العديد من النجوم من شعار فريق الكرة وتصغيره، مع الاحتفاظ بالشعار النادي العام عندما لا يتعلق الأمر بكرة القدم فقط.
أيضا ليفربول الإنجليزي فقد اكتفى بإزالة الإطار الذي كان على شكل درع واكتفى بطائر الليفر التاريخي للمدينة، أما فيورنتينا الإيطالي فاكتفى بتصغير أبعاد الشعار من الأسفل ليس أكثر.
وعدل نادي بايرن ميونيخ الألماني شعاره من أجل تسهيل رؤيته من جانب الأشخاص المصابين بعمى الألوان.
ويريد النادي الألماني تسهيل مهمة الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر أو أي إعاقة بصرية في قراءة حروف شعار النادي بشكل مثالي.
وكشف بايرن "نادي بايرن بمراجعة لوحة الألوان الخاصة به لتحسين إمكانية الوصول الرقمي في محتوى الويب، وتم الاتفاق على هذا التغيير أيضا مع ممثلي المشجعيين".
وفي وقت سابق قام فينورد الهولندي أيضا بتعديلا شعاره وإجراء بعض التغييرات الصغيرة على غرار إزالة الخط الفاصل بين الأحمر والأبيض على الشعار.
العالم تغير. وكلنا نرى شعارات أندية كرة القدم والدوريات على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر مما نراه في مكان آخر، وأصبح الجميع يعرف قيمة الاهتمام بها من قبل المؤسسات لما لها من تأثير على العقل الجمعي.
وهذا ما دفع الجميع لكل هذه المعاناة من التغيير والتعديل والابتكار من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والحفاظ على مكانة العلامات التجارية.
وأيضا لتسهيل العمل على مصممي الصور graphic design، وأيضا لتسهيل عملية المونتاج لمقاطع الفيديو التي تحتوي على صور شعارات الأندية والدوريات.