تتغير كرة القدم وتختلف بمرور الوقت، في البداية كان لا يوجد نظام احتراف، وأصبحت اللعبة احترافية ودخل المال.

وبات اللاعب ينتقل من نادي إلى آخر بمقابل مادي ورغبته حاسمة في كل شيء.

وثار اللاعب البلجيكي جان مارك بوسمان على تمسك الأندية بالحصول على مقابل مادي حتى بعد انتهاء عقد اللاعب، ولكن توجد نقطة مشتركة أو "لهو خفي" تسبب في تغيير كرة القدم منذ وقتها -ليس بوسمان- حتى الآن.

كل خطوة اتخذت في كرة القدم ونظامها الإداري تسببت في تغييرها، والآن ربما جاء الدور ليتم إنشاء نظام آخر، لكن ما هو ومن هو اللهو الخفي؟

عقد بلا قيمة

لنبدأ منذ أن قرر بوسمان تغيير كرة القدم دون قصد على الإطلاق.

في عام 1990 قرر بوسمان كان لاعبا لفريق ليج البلجيكي، لكنه قرر أن يرحل إلى فريق دنكيرك الفرنسي.

لكن طلب ليج مبلغا كبيرا للموافقة على رحيله، بالرغم من أن بوسمان كان عقده منتهيا.

لكن وقتها كان العقد بلا قيمة، فليس من حق اللاعب الرحيل من ناديه مطلقا إلا بموافقة النادي.

بالتالي إذا طلب النادي مبلغا ماديا مرتفعا بغض النظر عن رغبة اللاعب أو انتهاء عقده من استمراره، فلن يستطيع اللاعب الرحيل.

عقوبة رغبته في الرحيل

تلقى بوسمان عقوبات من ناديه بسبب رغبته في الرحيل، ولذلك خفض النادي راتبه وأجبر أيضا على عدم اللعب في الفريق الأول والمشاركة مع فريق الشباب.

الأمر الذي أغضب بوسمان كثيرا وجعله يثور أكثر وأكثر.

التوجه إلى المحكمة

اتجه بوسمان إلى المحكمة من أجل الرحيل من ليج واستمر الصراع في المحكمة لمدة 5 أعوام.

وحصل بوسمان على حكم في 1995 ينص على أحقية رحيله، وهنا تغيرت الكرة لتكون بشكلها الحالي.

قانون بوسمان

تغيرت قوانين الانتقالات والعقود بين اللاعب والنادي، لتكون بشكل مختلف.

أهمها أصبح للاعب الحق في الرحيل بشكل مجاني دون موافقة ناديه أبدا في حال انتهاء عقده.

وليس ذلك فقط، بل التفاوض والاتفاق مع أي نادي عندما يتبقى على انتهاء عقده 6 أشهر، وأصبح للعقد الآن قيمة حقيقية.

ديارا يكتب التاريخ؟

حصل لاسانا ديارا لاعب ريال مدريد وباريس سان جيرمان السابق على حكم ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يخص لوائح انتقالات اللاعبين.

ولجأ ديارا إلى المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بسبب تعارض قوانين الانتقالات في فيفا مع قوانين الاتحاد الأوروبي ومبادئ حرية التنقل.

وكان ديارا قد فسخ عقده مع لوكوموتيف موسكو من طرف واحد دون سبب عادل، وهنا تكمن المشكلة الكبرى.

ما هو القانون؟

تنص قوانين فيفا أن انتقال أي لاعب بعد فسخ عقده من طرف واحد دون سبب عادل، فيجبر على دفع مبلغ تعويض لنادي القديم.

وليس ذلك فحسب، بل ناديه الجديد يلزم عليه دفع تعويضات لنادي اللاعب القديم.

السبب العادل على سبيل المثال هو عدم حصول اللاعب على مستحقاته المادية، أو حرمان اللاعب من التدريب مع فريقه مما يؤثر على مستقبله.

لكن في قضية ديارا كان عقده يمتد مع ناديه الروسي لأربعة مواسم ورحل بعد موسم واحد، وكان لا يوجد أي سبب غير عادل.

بالتالي رفع لوكوموتيف موسكو قضية إلى غرفة تسوية المنازعات التابعة لفيفا بسبب انتهاك قواعد الانتقالات بإنهاء التعاقد من طرف واحد لسبب غير عادل.

عرض بلجيكي

ما حدث أن ديارا تلقى عرضا من نادي شارلروا البلجيكي، لكن النادي تراجع عن الخطوة بسبب رفض فيفا وكذلك عدم القدرة على تسجيله في الاتحاد البلجيكي.

وألزم فيفا لاعب الوسط بدفع 10 ملايين يورو كمبلغ تعويضي إلى لوكوموتيف موسكو، وهنا قرر اللاعب الفرنسي رفع دعوى قضائية على فيفا والاتحاد البلجيكي للمحكمة العليا.

هل الأمر مادي؟

من المتوقع أن تكون رغبة ديارا في الرحيل من لوكوموتيف بسبب تلقيه عرضا أكبر ماديا من شارلروا البلجيكي.

ذكر جوزيه مورينيو مدرب ديارا سابقا من قبل أن وكيل أعمال اللاعب كان يتحدث معه كل أسبوع مطالبا بتجديد عقد ديارا إذا لعب مباراة جيدة.

وبالتالي من المرجح للغاية أن رغبته في الرحيل من لوكوموتيف موسكو بسبب الأمور المادية.

انتصار ديارا

حصول ديارا على الحكم يعني أنه من الممكن بعد أعوام قليلة من الممكن أن يرحل أي لاعب عقب فسخ عقده دون وجود مادة "السبب العادل" وبالتالي إمكانية أن يجمع أي نادي من أصحاب الأموال فريق الأحلام أو Dream Team.

إذ ترى المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي أن هذا القانون يتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي، وتعيق حرية حركة اللاعبين المحترفين الذين يريدون تطوير أنفسهم من خلال الانتقال إلى أي نادي جديد.

استدعاء اللهو الخفي

اللهو الخفي هو المحامي البلجيكي جان لوي دوبون، لأن وقت قضية بوسمان كان دوبون هو المحامي الخاص به والذي نجح في الحصول على حكم غير كرة القدم كليا.

وحتى الآن تمكن دوبون من الانتصار ومن الممكن أن نشهد قريبا تغييرات تاريخية في كرة القدم.

وقال دوبون بعد الحصول على الحكم: "تأثر العديد من اللاعبين من هذه القاعدة غير القانونية وتطبق منذ عام 2001، والآن يمكنهم المطالبة بتعويضات".

واختتم "مقتنع بأن فيفا سيكون مجبرا على تغيير القوانين للخضوع إلى الاتحاد الأوروبي وسيتم تحديث اللوائح بشكل سريع".

يبدو أن دوبون يعرف من أين تؤكل الكتف، وينجح في إضافة قانون ديارا بعد قانون بوسمان.