منذ أن صرّح أحمد دياب رئيس رابطة الأندية في فبراير الماضي بأن موسم 2024-25 من الدوري المصري سيكون استثنائيا، والكل ينتظر لمعرفة كيف سيكون نظام المسابقة.
وفي السنوات الأخيرة وخاصة بعد تفشي فيروس كورونا، ومصطلح "موسم استثنائي" مطروح على طاولة الأندية والكرة المصرية بكل قوة قبل بداية كل موسم، في ظل ضغط المباريات العنيف وامتداد الموسم لما يقارب العام بسبب المؤجلات ناهيك عن الصراعات اليومية.
وكشف دياب في تصريحات لقناة أون تايم سبورتس 1 آنذاك قائلا: "دوري الموسم الجديد سيقام على غرار الدوري البلجيكي، ولن يقام بنظام المجموعتين".
وشرح دياب المقترح الأقرب للتطبيق الموسم المقبل، بأن تقام المرحلة الأولى والتي تتنافس فيها فرق الدوري من دور واحد، على أن تتأهل أندية مقدمة الترتيب للمرحلة الثانية والمنافسة على اللقب بنفس نقاط الدور الأول، فيما تتنافس بقية الأندية في نصف الجدول الأخير في مجموعة أخرى بنفس نقاط المرحلة الأولى، لتحديد الهابطين وبقية مراكز الدوري.
لاقى هذا المقترح قبولا من الأندية في ذلك الحين، ولكن حتى يومنا هذا وبعد مرور 6 أشهر لم نعرف كيف سيكون شكل الدوري الجديد.
ومن المفترض أن يبدأ موسم 2024-25 في منتصف أكتوبر المقبل وفقا لتصريحات سابقة من مسؤولي الرابطة.
لكن عامر حسين رئيس لجنة المسابقات صرّح قائلا: "الأندية ستشكل رابطة جديدة والرابطة ستشكل إدارة مسابقات جديدة ولا يمكن اتخاذ قرارات للموسم الجديد قبل ذلك".
وهو ما يعني أن الانتظار سيطول.
ومنذ أيام، كشف محمد عادل المشرف على الكرة في نادي المقاولون العرب عبر FilGoal.com عن مقترحات قدمها لرابطة الأندية المصرية لإقامة موسم استثنائي، لكن بما يضمن فرصة لبقاء فريقه في الدوري المصري بإلغاء الهبوط.
متقرح عادل هو عدم هبوط الثلاثي الهابط للدرجة الثانية (المقاولون العرب والداخلية وبلدية المحلة) على أن يلجأ لتقسيم الدوري لمجموعتين أو 3 الموسم المقبل. (طالع التفاصيل)
فلماذا لا نفكر في نظام الدوري الأرجنتيني، بدلا من البلجيكي؟
تعرف في البداية على قصة الدوري الأرجنتيني، وكيف وصل ليومنا هذا.
في 2014 صوّت الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم على إحداث تغيير جذري في مسابقات كرة القدم المحلية.
وبدلا من إقامة بطولة الدوري بنظام أبرتورا وكلاوسورا المتعارف عليه في أمريكا الجنوبية، يقام دوري واحد في الموسم.
تعرف على نظام أبرتورا وكلاوسورا المتبع في أغلب دوريات أمريكا الجنوبية من هنـــــــــــــــــــا.
التصويت تم بإعادة هيكلة المسابقات والبداية بإقامة تقسيم دوري الدرجة الثانية لمجموعتين، كل مجموعة تضم 11 فريقا ويتأهل منها أول 5 في كل مجموعة، إلى الدوري الأرجنتيني الممتاز.
تأهل 10 فرق من الدرجة الثانية كان يعني أن الدوري الأرجنتيني الممتاز سيضم 30 فريقا في موسم 2015.
وهو ما حدث بالفعل.
أقيم الدوري الذي بدأ في فبراير 2015 بين 30 فريقا بنظام دوري من دور واحد أي أن كل فريق سيخوض 29 مباراة، مع إضافة جولة أخرى تُعرف باسم "جولة الكلاسيكو" تقام فيها المباريات الكبرى بين الأندية.
وبذلك خاض كل فريق 30 مباراة في الموسم، ولعب كل فريق 15 مباراة على أرضه ومثلها خارجه.
الاتحاد الأرجنتيني كان لديه خطة لتقليل العدد في السنوات التالية للعودة للدوري الطبيعي، وأصبح شكله كالتالي:
موسم 2015: الدوري يضم 30 فريقا يهبط فريقان ويصعد بدلا منهما فريقان من الدرجة الثانية.
موسم 2016: الدوري يضم 30 فريقا بقسمون على مجموعتين ويهبط آخر فريق ويعوضه أخر من الدرجة الثانية.
الهدف هو أن تقام مباريات الدوري بنظام الموسم وليس العام الميلادي، من أغسطس وحتى يونيو للعام التالي.
موسم 2016-17: الدوري يضم 30 فريقا يهبط 4 ويتأهل 2 بنظام دوري من دور واحد.
موسم 2017-18: الدوري يضم 28 فريقا يهبط 4 ويتأهل 2 بنظام دوري من دور واحد.
موسم 2018-19: الدوري يضم 26 فريقا يهبط 4 ويتأهل 2 بنظام دوري من دور واحد.
موسم 2019-20: الدوري ضم 24 فريقا يهبط 4 ويتأهل 2 بنظام دوري من دور واحد أي أن كل فريق سيخوض 23 مباراة.
كما تم استحداث بطولة كأس الدوري الأرجنتيني بنظام دوري من مجموعتين بين الـ 24 فريقا، وبذلك سيكون كل فريق قد خاض 34 مباراة في الموسم.
وبسبب تفشي فيروس كورونا وتوقف المسابقات في الأرجنتين، قرر الاتحاد الأرجنتيني إلغاء الهبوط وتصعيد أول فريقين من الدرجة الثانية ليعود الدوري مجددا لـ 26 فريقا.
كما تقرر إلغاء نظام الهبوط في موسم 2019-2020 وكذلك موسم 2021 لمساعدة الفرق بعد توقف المسابقات محليا لفترة طويلة.
موسم 2021: الدوري ضم 26 فريقا بنظام دوري من دور واحد وتم إلغاء الهبوط.
موسم 2022: الدوري ضم 28 فريقا بنظام دوري من دور واحد وهبوط آخر فريقين وصعود 2.
موسم 2023: الدوري ضم 28 فريقا بنظام دوري من دور واحد وهبوط آخر فريقين وصعود 2.
موسم 2024: الدوري ضم 28 فريقا بنظام دوري من دور واحد وهبوط آخر فريقين وصعود 2.
لن نكرر نفس التجربة بحذافيرها وأن يصبح الدوري المصري 28 فريقا بدلا من 18، بل لابد من وضع خطة مستمرة لسنوات وليست لموسم واحد لإصلاح كل شيء.
ماذا عن الدوري المصري؟
موسم 2023-24 ضم 18 فريقا وبافتراض استمرار الثلاثي الهابط: المقاولون العرب وبلدية المحلة والداخلية، سيستمر 18 فريقا.
وإذا حاولنا تكرار تجربة بلاد الفضة وبشكل سريع، فيمكن ضم 10 فرق والتي نافست في مرحلة التأهل لدوري المحترفين الموسم الماضي ومن بينهم الثلاثي الصاعد وهم بتروجت وغزل المحلة وحرس الحدود.
سيصبح لدينا 28 فريقا، ومن أجل أن نبدأ الموسم كما فعلت الأرجنتين، سيتم ضم سبورتنج ومنتخب السويس اللذان احتلا المركزين الثاني والثالث في دورة الترقي خلف حرس الحدود ليصبح لدينا 30 فريقا يتنافسون في الدوري المصري الموسم المقبل.
وحتى الآن لم يعلن اتحاد الكرة بشكل رسمي عبر حساباته عن النظام الجديد للدرجة الثانية للموسم المقبل، لكنه أوضحه عبر FilGoal.com في وقت سابق. (طالع التفاصيل)
وبما أننا سننتظر كثيرا لحين انتخاب مجلس إدارة رابطة الأندية فمن الممكن أن يتم التوصل لاتفاق مع اتحاد الكرة لإعادة هيكلة ووضع نظام خاص بدوري المحترفين خاصة بعد ضم 10 فرق من دوري المحترفين للدوري الممتاز.
وبالتأكيد كل ذلك سيتم بموافقة الأندية الـ 30 على هذا المقترح.
حينها سنخوض الدوري المصري من 29 جولة (دوري من دور واحد) أي أن كل فريق سيلعب 15 مباراة على أرضه و14 خارجها وفقا لما تسفر عنه القرعة، وبالتالي تم تخفيض 5 جولات.
في حين أن مقترح الدوري البلجيكي سيخوض من خلاله كل فريق من 25 لـ 28 مباراة في الموسم وفقا لمشاركته في مرحلة المنافسة على اللقب أو الهبوط.
وعلى اتحاد الكرة ورابطة الأندية الاتفاق على عدد الأندية التي ستهبط للدرجة الثانية، فعلى سبيل المثال أن يهبط آخر 6 فرق يعوضها 2 من الدرجة الثانية ليصبح العدد في الموسم التالي 26 فريقا.
وبالتالي ستقل عدد المباريات في موسم 2025- 26 بالدوري المصري ليصبح 25 فقط، وهو الذي سيشهد مشاركة منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا في ديسمبر 2025 بالمغرب حال تأهله.
هذا العدد من المباريات سيفسح المجال لرابطة الأندية بالتنسيق مع اتحاد الكرة لوضع بطولتي كأس الرابطة وكأس مصر في الحسبان، ومحاولة وضع مباريات البطولتين خلال الأجندة الدولية مع تعديل لوائح المشاركة فيما يخص اللاعبين الدوليين.
وهو ما سيفسح المجال أكثر لإنهاء بطولتين فرعيتين بشكل أسرع خلال الوقت المحدد من الموسم تاركا المساحة المناسبة لجدول الدوري.
كل هذه أفكار، في محاولة لوضع شكل للموسم الاستثنائي الذي لا نعرف كيف سيكون حتى وقت كتابة هذه الكلمات.