لغز أولمو والخلل الذي قتل تشافي.. 3 أسئلة على طاولة فليك

السبت، 24 أغسطس 2024 - 03:03

كتب : FilGoal

برشلونة - جيرونا - تشافي هيرنانديز

مرحلة جديدة في تاريخ برشلونة الذي يصارع أزمته الاقتصادية الطاحنة، نعيش لحظاتها الأولى بقيادة هانزي ديتر فليك، الرجل الذي كاد يغلق النادي تماما قبل 4 سنوات في ليلة فضيحة الثمانية الشهيرة.

تلك الليلة التي فجرت تراكمات السياسات الفنية والاقتصادية الكارثية للنادي في حقبة الإدارة السابقة، عصفت بالنادي يمينا ويسارا وصولا إلى مرحلة تصبح فيها كل آمال الإنقاذ معلقة على كتفي الرجل الذي بدأت سلسلة الكشف بفضل صاعقته.

ولكن الآن هناك 3 أسئلة رئيسية يجب على فليك إجابتها حتى لا تلقى تجربته مصير سابقتها..

ما قتل تشافي

تشافي حقق الدوري مع برشلونة قبل خروجه مقالا في نهاية موسم صفري، فما الفارق الرئيسي بين الموسمين؟ بأقصر الطرق وأكثرها اختزالا: عثمان ديمبيلي وسيرجيو بوسكيتس.

رحل الجناح الأكثر خلقا في الفريق ولم ينهض جناح آخر لتعويض الفارق حتى أتت صحوة اليافع لامين يامال.

على الجانب الآخر كانت الثغرة الأكثر خطورة هي رحيل أفضل ارتكاز في منظومة برشلونة، وتعويضه بأوريول روميو.

روميو بالطبع لم يتمكن من تعويض بوسكيتس ولو بنسبة 10%، وفقدان عنصر التوازن الهام في طريقة اللعب حول نقطة قوة برشلونة (خلال موسم التتويج) في مواجهة التحولات، إلى نقطة ضعف مرعبة أفقدته الكثير من النقاط الهامة.

فوق كل ذلك فقد تشافي أكثر لاعبي الوسط حركية وجهدا بدنيا، وهو جافي الذي تعرض لإصابة قاسية أنهت موسمه مبكرا.

بطبيعة الحال يأس تشافي سريعا من روميو، لدرجة أنه وجد الحل في مدافع بالأصل وهو أندرياس كريستنسن.

الآن على طاولة فليك لا يوجد صفقة لسد هذا المركز، وعلى الأرجح لن يحدث أي تحرك من أي نوع. برشلونة على الأرجح لن يتمكن من التعاقد مع لاعب آخر، وإن نجح في ذلك فسيكون جناحا.

حتى كريستنسن نفسه صرح عنه فليك قائلا إنه يعاني من الإصابات ونقص اللياقة وفقدان القدرة على الاستمرارية، وبالتالي يتم العمل على تجهيزه أولا، لأنه لن يتمكن من مساعدة الفريق قبل أن يصبح جاهزا بنسبة 100%.

الآن فليك استعاد جافي ومعه بيدري أيضا إضافة إلى وجود فرينكي دي يونج وفيرمين لوبيز وكذلك بابلو توري في الوسط، بعد رحيل روميو ومن بعده إلكاي جوندوجان، فكيف سيصنع خط وسط قادر على حماية دفاعه من أخطار التحولات المتكررة؟

أين سيلعب أولمو؟

لا خلاف على جودة داني أولمو، مثلما لم يكن هناك خلاف على جودة فيليبي كوتينيو وأنطوان جريزمان، والكل يتذكر كيف انتهى بهما الحال في برشلونة.

أول سؤال يتبادر إلى الأذهان في فريق يعاني من نقص واضح في الموارد المالية، هو لماذا اللجوء لتدعيم الوسط الهجومي بينما هناك أزمة واضحة في الوسط الدفاعي؟

الإجابة قد تأتي من تكرار إصابات بيدري ربما، ولكن إجابة السؤال الأول ستجيب الثاني، لأننا قد نكون على موعد مع رؤية أولمو في ثلاثي وسط يضم اثنين من دي يونج وجافي وبيدري، وربما نراه أمام ثلاثي الوسط تحت ثنائي هجومي مكون من ليفاندوفسكي ولامين يامال، وهو الحل الأقل تفضيلا.

الحل الأسهل في حال تواجد بيدري ودي يونج وجافي معا في الملعب، هو انتقال أولمو للهجوم رفقة يامال وليفاندوفسكي من الرواق الأيسر، وهو ما سيقلل من ظهور رافينيا في الملعب، وسيسدد ضربة مؤلمة لحظوظ فيران توريس في المشاركة.

الشيء الذي يجعل صفقة أولمو مفيدة حقا لبرشلونة هو قدرته على أداء عدة أدوار، ولكننا لا نزال في جهل تام بخصوص الدور الذي يخطط فليك للاستفادة منه فيه بشكل دائم، أو على الأقل أكثر من بقية الأدوار.

كذلك، الأمر الذي يبعد أولمو عن مصير كوتينيو وجريزمان يكمن في تعدد خصائصه، عكس تركز خصائص الثنائي سالف الذكر في مناطق لعب معينة بأسلوب معين، كان بالصدفة التي لم تدركها أبدا إدارة بارتوميو، يتضارب تماما مع خصائص ليونيل ميسي. سيذكر التاريخ دائما أن هناك فريق أنفق 380 مليون يورو لضم لاعبين يشاركان في أدوار يقوم بها لديه بالفعل من يراه العديد من الناس أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.

إلى الأمام؟

وهي الأزمة الثالثة التي تواجه فليك، ربما كان المدرب الألماني هو نفسه من أخرج نسخة شديدة الانفجار من روبرت ليفاندوفسكي مع بايرن ميونيخ، إلا أن العمر لا يرحم أحدا.

ليفاندوفسكي طوال الوقت هو نوع المهاجم الذي يجب خدمته ممن حوله حتى يسجل، وبالتالي فليك أمام خيار يجب حسمه بين أمرين، أو ربما التنويع بينهما.

الأمر الأول هو خلق منظومة تساعد على إعادة ليفاندوفسكي صاحب الأرقام الخرافية مع البافاري، وإن كان ليفا قد سجل بالفعل هدفين في أولى جولات الليجا ضد فالنسيا، إلا أن هذا لا يمكن القياس منه بشكل قاطع في الوقت الحالي.

أما الثاني فهو يردنا مباشرة إلى أولمو، الذي يمكنه اللعب كمهاجم وهمي، وهذا سيكون أكثر منطقية في حالة التعاقد مع جناح آخر يجاور يامال على الرواق المعاكس، خصوصا في بعض المباريات الكبيرة التي لن يتمكن فيها الفريق من فرض كلمته طوال الوقت، وهي نفسها المباريات التي لا يكون فيها ليفاندوفسكي مفيدا على الإطلاق في الآونة الأخيرة.

التعليقات