كتب : محمد رؤوف
لا تتفاجأ من موضوع التقرير، لا تستهن بالنوم أبدا، النوم علم ومواعيده أو أوضاعه ليست صدفة، فالأمر جاد للغاية ومصيري في مواجهة الأعمال اليومية وليس فقط على المستوى الكروي.
لكن وجودك هنا يعني اهتمامك بكرة القدم، ولذلك لنرى كيف تحدى لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا النوم وانتصر عليه.
وتوج دي لا فوينتي ببطولة يورو 2024 التي أقيمت في ألمانيا بعد الفوز على إنجلترا بهدفين مقابل هدف.
روتين دي لا فوينتي
في حديث خلال بطولة يورو 2024 للمدرب صاحب الـ63 عاما قال لراديو كادينا: "لدينا القليل من وقت الفراغ أستيقظ مبكرا، لدي روتيني وتماريني نعمل من الساعة 9 صباحا حتى 1 أو 2 أو 3 أو 4 فجرا".
وأضاف "لذلك لا أنام كثيرا، في بعض الأيام ثلاث ساعات، وفي أيام أخرى أربع، وفي أيام أخرى خمس، يمكنني أن آخذ قيلولة بعد تناول الطعام، ولكن ليس كثيرا".
لماذا كل ذلك؟
يبرر المدرب الباسكي ذلك قائلا: "لا أشعر بالضغط على الإطلاق، فقط هناك الكثير من العمل للقيام به، هناك القليل من الوقت بين المباريات".
وواصل "يجب تحليل مبارياتنا، وكذلك مباريات المنافسين أيضا، ويجب إعداد محادثات الفريق، وجلسات التدريب، والعمل الفردي للاعبين، ومهام أكثر كذلك".
توضيح الاتحاد الإسباني
يحتاج الأمر إلى توضيح من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم لأهميته الكبيرة.
وأوضح الاتحاد لموقع ذا أثلتيك أن نمط نوم دي لا فوينتي طبيعي في المنزل، لكنه يعمل في وقت متأخر كل ليلة خلال البطولات.
ويكمل قيلولة قصيرة بعد الغداء أو أثناء السفر على متن حافلة الفريق.
القيلولة في حافلة الفريق بالتأكيد غير مريحة مثل منزله مهما كانت الحافلة فارهة وبها كل وسائل الراحة، وهنا الأمر الذي سيتم إيضاحه فيما بعد.
ماذا نقول نحن؟
بالتأكيد نحن كأشخاص عاديين غير متخصصين للوهلة الأولى سنقول إن الأمر بسبب التوتر.
وقال خوانما كاستانيو المذيع في راديو كادا نوتشي: "التوترات والضغوط التي يعاني منها دي لا فوينتي أثناء البطولة جعلته مستيقظا ولا يعرف النوم".
ماذا يقول العلم؟
وجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في عام 2022 أن لأسباب وراثية، فبعض البشر لا يحتاجون إلى النوم بقدر كبير مثل أكثرية الناس.
ويتمكن هؤلاء الناس من الحصول على جميع فوائد النوم، ويحتاجون فقط من 4 إلى 5 ساعات يوميا.
وكشف الإسباني أوريول ميركادي خبير النوم لموقع ذا أثلتيك قائلا "يقول بعض الناس أن النوم 4 ساعات وقت كثير، حسنا، لكن الواقع مختلف".
وأضاف "ربما يقول شخص انظر كم أنا مجتهد، لكن بشكل عام هذه ليست فكرة جيدة، لا من حيث الإنتاجية أو الصحة".
وأنهى "النوم بشكل جيد يعطي القادة مزيد من الكاريزما والقيادة والقدرة على الإقناع".
لحظة، الأمر لم ينته بعد، هل نسيت أن صورة التقرير بها روبرت ليفاندوفسكي وكريستيانو رونالدو وبالتأكيد سألت نفسك ما دخلهما؟ لننتقل إلى ما يخصهما.
"لا أنام على الجانب الذي يريحني"
المثل الشهير الذي يقول "كل شخص ينام على الجنب اللي يريحه"، هذا الأمر لا يطبقه ليفاندوفسكي حرفيا حتى إذا كان للمثل أبعاد أخرى.
لنعود بالزمن إلى 15 ديسمبر 2020 لنجد ما قاله ليفاندوفسكي عندما كان لاعبا في بايرن ميونيخ.
وقال اللاعب البولندي لقناة يورو سبورت: "أنا محظوظ لأن زوجتي أخصائية تغذية، أنها تعرف ما أتناوله وما هي الفيتامينات التي يجب أن أتناولها".
وتابع "لكن على مستوى النوم، حصلت على نصيحة من أخصائي نوم بأن أتخلص من أي مصدر ضوء في غرفتي وقت نومي".
وواصل "لقد ناقشنا الوضعية التي يجب أن أنام عليها، أنا أستخدم يدي اليمنى، وألعب بقدمي اليمنى في كرة القدم، ولهذا السبب نصحني بأن من الأفضل بالنسبة لي أن أنام على الجانب الأيسر".
وأكمل "تركت البلايستيشن من أجل الاسترخاء، وبدلا من ذلك أقرأ الكتب في كثير من الأحيان، وأحب أن أقرأ في السير الذاتية للرياضيين".
لست في حاجة القول إن ليفاندوفسكي في تلك السنوات كان أفضل من كونه في العشرينيات من عمره، تألقه أصبح أكثر بعد دخوله الثلاثينيات.
مدرب نوم خاص ووضعية مختلفة
لا يستغنى كريستيانو رونالدو عن أمر نومه ومدرب النوم الخاص به منذ أن كان في ريال مدريد، لكن نصيحته بوضعية نومه كانت مختلفة.
يقول نيك ليتلهاليس مدرب وخبير النوم الخاص برونالدو لصحيفة ريكورد في 6 نوفمبر 2020: "يحصل رونالدو على قيلولة لمدة ساعة ونصف 5 مرات خلال اليوم وينام بوضعية الجنين".
وأضاف "ليست قيلولة أكثر من كونها طريقة للاستشفاء، لدى لاعبي كرة القدم حياة خاصة، الرياضة التي يمارسونها لها جداول زمنية متطلبة للغاية، وسيظل الأمر كذلك".
وواصل "يعاني العديد من الرياضيين الشباب الذين أعمل معهم من الأرق والقلق والتوتر وكل تلك الأشياء التي تصبح في نهاية المطاف جزءا من عالم الرياضة".
واختتم "مفتاح النوم الجيد هو النوم على مرتبة تحتوي على عشرة سنتيمترات فقط من الرغوة أو الأسفنج".
وقال رونالدو من قبل: "لا أستقبل أي مكالمات هاتفية بعد الساعة العاشرة مساء حتى أتمكن من النوم، وعند استيقاظي يجب أن أجلس في ضوء الشمس لكي أرسل لعقلي بالاستيقاظ وبداية اليوم".
ولذلك من الممكن أن نلقب ليفاندوفسكي ورونالدو بسفيران النوم بسبب الاهتمام الكبير به وبإيجابياته.
وفي النهاية الأمر ليس بالصدفة أبدا، فيوجد علم، حتى وأن انتصر دي لا فوينتي مرة، وإذا جاء في عقلك أنه غير رياضي ولا يحتاج لكل ذلك، لكن الجزء العقلي جميع البشر تحتاجه.