"الفوز بكأس أخرى مع ليو هو ما أتخيله"

الإثنين، 15 يوليه 2024 - 07:28

كتب : أحمد أباظة

احتفال ميسي مع صافرة النهاية

No importa donde juegue Argentina, voy a estar a tu lado

لا يهم أين تلعب الأرجنتين سأكون إلى جانبها

dejando un par de cosas de lado por la Selección

سأترك بعض الأشياء لأجل المنتخب

No importa lo que diga la FIFA, lo que digan los diarios

لا يهم ما يقوله فيفا أو تقوله الصحف

Los pibes de Malvinas en el cielo quieren verte campeón

أولاد المالفينا في السماء يريدون رؤيتنا أبطال

Ganar otra copa con Leo, es lo que imagino

الفوز بكأس أخرى مع ليو هو ما أتخيله

هكذا غنى لاعبو الأرجنتين قبل انطلاق كوبا أمريكا 2024، لم يكن التتويج بيد ليو هذه المرة، وحتى في اللحظات الأخيرة لم يكن معه، بل لأجله.

منتخب الأرجنتين يفض الشراكة مع أوروجواي وينفرد بصدارة أبطال كوبا أمريكا، بالكأس الـ 16 على حساب كولومبيا في نهائي طويل ومتخم بالأحداث والمفاجآت قبله وفي منتصفه وإلى نهايته.

أرادوا كوبا 2021 لأجله والتفوا حوله لتحقيقها، وأرادوا مونديال 2022 لأجله فقادهم إليه، والآن أرادوا كوبا أخرى -وعلى الأرجح أخيرة- معه، فأهدوها إليه.

1921 - 1925 - 1927 - 1929 - 1937 - 1941 - 1945 - 1946 - 1947 - 1955 - 1957 - 1959 - 1991 - 1993 - 2021

تشير هذه الأعوام إلى 15 لقبًا فاز بها منتخب الأرجنتين في كوبا أمريكا، بينها 3 مباريات نهائية مباشرة فاز بها، اليوم كان رابعها في 2024.

1916 - 1917 - 1920 - 1923 - 1924 - 1926 - 1935 - 1942 - 1959 - 1967 - 2004 - 2007 - 2015 - 2016

وتشير هذه الأعوام إلى 14 مرة احتل فيها وصافة البطولة، بينها 4 نهائيات خسرها، حيث أقيمت البطولة بنظام الدورة المجمعة حتى عام 1975.

وبالمناسبة كولومبيا لعبت أول مباراة نهائية في تاريخ الكوبا عام 1975، وخسرتها أمام بيرو، ثم بلغت النهائي في 2001 وحققت لقبها الأول على حساب المكسيك، وها هي تخسر النهائي الثاني من أصل 3 بعد بطولة مميزة للغاية من "لوس كافيتيروس".

منذ 1983 سارت كوبا أمريكا على نفس النسق: فريق يفوز باللقب مرتين، ثم يفوز منتخب آخر باللقب لمرة واحدة، وتستمر الدائرة.

أوروجواي فازت بنسختي 1983 و1987، وقطعت البرازيل طريقها في 1989، ثم فازت الأرجنتين بلقي 1991 و1993، وعادت أوروجواي لتأخذ نسخة 1995.

البرازيل حققت لقبي 1997 و1999، ثم أتت كولومبيا في 2001، فعادت البرازيل لتحقق لقبي 2004 و2007، ثم أتت أوروجواي مرة أخرى في 2011.

تشيلي فازت بنسختي 2015 و2016، ثم حققت البرازيل لقب 2019، وفازت الأرجنتين بلقب 2021، والآن تكمل النسق.

مهزلة متكاملة الأركان

نهائي بطولة قارية تأجل انطلاقه لساعة و20 دقيقة لظرف لا علاقة له بالأحوال الجوية، كيف يمكن أن يكون للأمر وصف آخر؟

جماهير كولومبيا توافدت بكثافة وبلا تذاكر على البوابات، وقفز بعضهم مقتحما البوابات وسط مطاردات مثيرة للغاية مع رجال الأمن.

الطرق الخلاقة للدخول سواء بتذاكر أو بدونها لم تتوقف، إذ تسلق بعض جماهير الأرجنتين الأشجار حول الملعب، بينما اخترق الكولومبيون -حرفيا- فتحات التهوية!

في وسط هذه المهزلة خرج مسؤول أمن ملعب "هارد روك" ليؤكد إن المباراة لن تنطلق حتى يتم إخراج كل من دخل بلا تذاكر.

وفي النهاية كشف جاستون إيدول مراسل TYC عن اضطرار المسؤولين لفتح باب الملعب دون إخراج أحد، لتبدأ المباراة أخيرا بعد ساعة و20 دقيقة من موعدها الأصلي.

سقط ولكن..

وأخيرا انطلقت المباراة، وفي الدقيقة الأولى سدد خوليان ألفاريز مهاجم الأرجنتين كرة مرت بجوار القائم.

الرد أتى سريعا من جون كوردوبا في الدقيقة السابعة بتسديدة جاورت قائم إيميليانو مارتينيز.

وفي الدقيقة 13 سدد كارلوس كويستا رأسية خطيرة لكولومبيا أمسك بها مارتينيز مرة أخرى.

وأخيرا تكلم ليونيل ميسي قائد الأرجنتين بتسديدة اصطدمت بالدفاع في الدقيقة 20.

وحاول جيفرسون ليرما لكولومبيا في الدقيقة 33، ولكن تصدى مارتينيز مرة أخرى.

وفي الدقيقة 36 دب الذعر في قلوب كل مناصري الأرجنتين حين سقط ميسي مصابا إثر تدخل قوي من سانتياجو أرياس.

ولكن بعد 3 دقائق وتلقيه للعلاج، عاد ليو مرة أخرى إلى الأرض الملعب.

المحاولات الكولومبية استمرت بتسديدة ريتشارد ريوس من خارج المنطقة في الدقيقة 41، ولكن كالعادة حضر قفاز إيميليانو.

وأخيرا سدد نيكولاس تاليافيكو رأسية فوق عارضة كولومبيا في الدقيقة 44، لينتهي الشوط الأول بعدها بالتعادل السلبي.

الاستراحة بين الشوطين امتدت لـ 25 دقيقة، أي 10 دقائق أكثر من المعتاد، وذلك بفضل الفاصل الفني للمطربة الكولومبية شاكيرا.

طريقة تنظيم فقرة شاكيرا كانت ممتعة للعين ومذهلة للغاية، خاصة إن قورنت بالكارثة المتنقلة في كل جنبات ملعب هارد روك قبل انطلاق صافرة البداية.

ثم سقط مجددا

حاولت كولومبيا عن طريق سانتياجو أرياس في الدقيقة 47 ولكن مرت تسديدته بجوار القائم.

وفي الدقيقة 49 سدد دي ماريا ليتصدى الحارس كاميلو فارجاس.

وحاول جون أرياس بتسديدة اصطدمت بدفاع الأرجنتين إلى ركنية في الدقيقة 54، ومنها سدد دافينسون سانشيز بالرأس فوق العارضة.

وفي الدقيقة 58 سدد دي ماريا مرة أخرى ليتصدى فارجاس، فيما حاول جيفرسون ليرما للجانب الآخر في الدقيقة 63، فمرت كرته فوق العارضة.

وهنا وقعت الصاعقة على رؤوس الأرجنتينيين، إذ سقط ميسي متعثرا دون احتكاك، ولم يفلح العلاج ليضطر للخروج باكيا في الدقيقة 66، ويحل نيكولاس جونزالي بدلا منه.

Messi saiu lesionado com queixas musculares e ficou em lágrimas.pic.twitter.com/yc7IahcXU5

— B24 (@B24PT) July 15, 2024

ما هي إلا دقائق حتى تلقى منتخب الأرجنتين إصابة ثانية في صفوفه مباشرة، كان ضحيتها جونزالو مونتييل في الدقيقة 72، ليحل ناهويل مولينا بدلا منه.

وفي الدقيقة 73 طالبت كولومبيا بركلة جزاء بعد سقوط جون كوردوبا، ولكن اللعب استمر بعد مراجعة تقنية الفيديو.

وسجل نيكولاس جونزاليس هدفا كاد يكتب سطرا مؤثرا في القصة، ولكن التسلل الواضح حذف هذا السطر مباشرة في الدقيقة 76.

وعاودت كولومبيا محاولاتها برأسية من كارلوس كويستا مرت بجوار القائم في الدقيقة 79.

وفي الدقيقة 88 أرسل دي ماريا عرضية رائعة لنيكولاس جونزاليس الذي أهدرها بغرابة.

وأخيرا أجرى منتخب كولومبيا أول تبديلين له بنزول كيفن كاستانو ورافاييل بوريس بدلا من ريتشارد ريوس المصاب وجون كوردوبا في الدقيقة 89، ليتجه الفريقان في النهاية إلى الوقت الإضافي.

ثم تكلم لاوتارو

مع انطلاق الوقت الإضافي حل خوان كوينتيرو بدلا من خاميس رودريجيز نجم البطولة في صفوف كولومبيا.

وفي الدقيقة 95 حاول نيكولاس جونزاليس بتسديدة تصدى لها فارجاس.

وأجرى ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين 3 تبديلات في الدقيقة 97، بنزول لاوتارو مارتينيز ولياندرو باريديس وجيوفاني لو سيلسو بدلا من خوليان ألفاريز وأليكسيس ماك أليستر وإنزو فيرنانديز.

وحاول تاليافيكو برأسية جديدة تصدى لها فارجاس في الدقيقة 100.

وفي الدقيقة 102 سدد جون أرياس كرة خطيرة اصطدمت بدفاع الأرجنتين.

ومع انطلاق الشوط الثاني الإضافي أتى الثلاثي الكولومبي جون كاراسكال وميجيل بورخا وماتيوس أوريبي بدلا من جون أرياس ولويس دياز وجيفرسون ليرما.

وحاول بورخا بتسديدة اصطدمت بالدفاعات في الدقيقة 108.

وأخيرا أنقذ لاوتارو مارتينيز أحلام الأرجنتين بهدف في الدقيقة 112، بعد بينية رائعة من لياندرو باريديس.

وختم أنخيل دي ماريا مسيرته مع منتخب الأرجنتين كما يريد، بلقب آخر، ليغادر الملعب في الدقيقة 117 ويحل نيكولاس أوتامندي بدلا منه.

وبعد مراجعة في اللحظة الأخيرة لركلة جزاء كولومبية، قرر الحكم استكمال اللعب وأطلق صافرة النهاية.

الأرجنتين ودعت دي ماريا رسميا، وربما تكون قد ودعت ميسي لتوها دون أن تدري، بعد نهاية خيالية للعنة الغياب عن منصات التتويج منذ كوبا أمريكا 1993، والابتعاد عن كأس الذهب العالمية الأغلى منذ مارادونا 1986.

كوبا أمريكا 2021 - الفيناليسيما 2022 - كأس العالم 2022 - كوبا أمريكا 2024.. رباعية تركها أنخيل وراءه ورحل، فهل سيتركها ليو ويلحق بصديق عمره؟ أم يخفي لنا القدر صفحة أخرى؟

التعليقات