كتب : أحمد أباظة
وأخيرا عادت ألمانيا إلى ربع نهائي مسابقة كبرى للمرة الأولى منذ 2016. أمر غريب بالنسبة لأحد عمالقة عالم كرة القدم، ولكن حدث.
ألمانيا منذ تتويجها بلقب كأس العالم 2014، خسرت نصف نهائي يورو 2016 أمام فرنسا وانتهت علاقتها بالبطولات الكبرى، فودعت كأس العالم 2018 من دور المجموعات، ثم يورو 2020 من دور الـ 16 على يد إنجلترا، ثم كأس العالم 2022 مرة أخرى من دور المجموعات.
الضحية الإقصائية الأولى للمانشافت كانت منتخب الدنمارك، في مباراة أعاقتها عاصفة رعدية قبل نهاية شوطها الأول، وألغت تقنية الفيديو فيها هدفين، وشهدت تحطيم مانويل نوير لرقم قياسي جديد، ليصبح أكثر الألمان مشاركة في تاريخ اليورو بـ 19 مباراة، وها قد فتح الطريق أمام العشرين.
والآن تلتقي ألمانيا مع الفائز من إسبانيا وجورجيا في ربع النهائي، انتظارا لفرصة مواجهة لم تحدث في اليورو منذ نهائي 2008 الذي شهد تتويج الماتادور، ولم تحدث في بطولة كبرى منذ نصف نهائي كأس العالم 2010، الذي انتهى أيضا بفوز الإسبان.
ما قبل العاصفة.. حرفيا
ألمانيا سجلت مبكرا للغاية بهدف نيكو شلوتيبربيك في الدقيقة الثانية، ولكن مخالفة ضد جوشوا كيميتش تسببت بإلغاء الهدف.
قفاز كاسبر شمايكل حارس الدنمارك وقف حائلا بين الماكينات وبين مرماه، حيث تصدى لفرصة خطيرة من كاي هافيرتز الذي تلقى بينية وسدد ليبعدها الحارس إلى ركنية في الدقيقة 10.
الركنية وصلت إلى رأس روبرت أندريتش، ولكن أمسك بها شمايكل في الدقيقة التالية.
وبدأت الدنمارك في أخذ زمام المبادرة بتسديدة من يواكيم مايلي في الدقيقة 24، ولكنها مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 31 سدد كريستيان إريكسن ركلة حرة ولكن اصطدمت بالحائط.
ثم حل الرعد
أحوال جوية مزرية هاجمت ملعب سيجنال إيدونا بارك في مدينة دورتموند، ليدوي الرعد في الأرجاء، وتنهمر الأمطار بغزارة تجمعت فوق الملعب وأمطرت بعض الجماهير بدفعات مائية أكبر، لتتوقف المباراة على الفور بعد 35 دقيقة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ما يلي:
بسبب الأحوال الجوية السيئة (عاصفة رعدية وأمطار غزيرة) في دورتموند، تقرر إيقاف مباراة دور الـ 16 ليورو 2024 بين ألمانيا والدنمارك.
يويفا سيعلن عن استكمال المباراة في الوقت المناسب.
وبالفعل لم يدُم التوقف طويلا، وبمجرد أن هدأت الأجواء في أقل من نصف ساعة، عادت المباراة مرة أخرى للانطلاق.
وسدد هافيرتز رأسية بعد عرضية وصلت إليه في الدقيقة 37، ولكن عاود شمايكل تصدياته.
ثم كادت الدنمارك تقتنص المباراة مرتين بواسطة راسموس هويلوند، الأولى في الدقيقة 42 ولكنها مرت بجوار القائم، والثانية في الدقيقة 45 من انفراد تمكن نوير من إيقافه.
ذبذباتك لم تُعجبني.. ركلة جزاء لألمانيا
افتتحت الدنمارك الشوط الثاني بالتسجيل سريعا بواسطة يواكيم أندرسن من متابعة في الدقيقة 48، ولكن مراجعة تقنية الفيديو أثبتت التسلل ليُلغى الهدف.
وفي الدقيقة 51 اتجه الحكم لمراجعة ركلة جزاء لألمانيا، أثبتتها المستشعرات داخل الكرة، حيث أوردت وجود ذبذبات مرتفعة أخرى بعد ذبذبات لعب الكرة بالقدم كعرضية، وهذه الذبذبات الإضافية كانت تنتمي ليد يواكيم أندرسن داخل المنطقة.
ركلة الجزاء تم احتسابها وسجل منها كاي هافيرتز الهدف الأول في الدقيقة 53.
وفي الدقيقة 59 انطلق هافيرتز بطريقة رائعة لينفرد ويسدد ولكن الكرة مرت سيئة للغاية بجوار القائم.
وأخيرا حسم جمال موسيالا المباراة بثاني الأهداف في الدقيقة 69، حيث انطلق من اليسار وسجل ببراعة على يسار شمايكل.
وفي الدقيقة 91 سجل فلوريان فيرتز هدفا ثالثا، ولكن التسلل تسبب في إلغاء سريع.
ألمانيا الآن تنتظر إسبانيا لإعادة مواجهات كلاسيكية تبحث فيها الماكينات عن ثأر قديم، أو مواجهة أولى من نوعها ضد جورجيا.