حكاية أغرب موسم في تاريخ كرة القدم بـ البرازيل

تأهل حرس الحدود على حساب سبورتنج إلى الدوري المصري الممتاز الموسم المقبل في المباراة الختامية للدورة الرباعية التي جمعت فريق من دوري المحترفين (الدرجة الثانية) ودوري الدرجة الثانية ب (الدرجة الثالثة)

كتب : إسلام أحمد

الخميس، 27 يونيو 2024 - 23:25
تقرير

تأهل حرس الحدود على حساب سبورتنج إلى الدوري المصري الممتاز الموسم المقبل في المباراة الختامية للدورة الرباعية التي جمعت فريق من دوري المحترفين (الدرجة الثانية) ودوري الدرجة الثانية ب (الدرجة الثالثة)

حرس الحدود تأهل بعدما خاض طريقا صعبا بعدما احتل المركز الثالث في دوري المحترفين ثم تصدر دورة الترقي الرباعية.

أما سبورتنج تأهله كان سيصبح تاريخيا من الدرجة الثالثة إلى الدوري الممتاز مباشرة بعد خوض مباريات دوري الدرجة الثانية (ب) ثم الملحق ثم دورة الترقي الرباعية.

سيناريو سبورتنج -الذي لم يحدث- بالقفز درجتين في موسم واحد يعيدنا إلى موسمي 1999 و2000 في الدوري البرازيلي، مع اختلاف الأوضاع لكن هناك من استفاد من ذلك.

من خلال القصة التالية سنتعرف على أغرب موسم في تاريخ كرة القدم، والذي بنهايته حصد فريق درجة ثانية فرصة المشاركة في كوبا ليبرتادوريس –دوري أبطال إفريقيا لقارة أمريكا الجنوبية- لأول مرة في تاريخها ومن خلالها بنى أمجاده في وسط قصير.

والحديث هنا عن فريق ساو كايتانو الذي استغل الفرصة أفضل استغلال وربما كانت الفرصة مواتية لـ سبورتنج لكن بطريقة مغايرة.

ساندرو هيروشي

في 1999 لفت ساندرو هيروشي الأنظار بعمر 18 عاما مع فريقه ريو برانكو ببطولة باوليستا، عقب سنوات من انتقاله من فريق توكانتينوبوليس.

قرر ساو باولو ضمه من ريو برانكو وهنا بدأت الأزمة.

خرج نادي توكانتينوبوليس مدعيا أن ريو برانكو ضم ساندرو بعمر 15 عاما بدون تصريح منهم، بينما أدعى ريو برانكو أنه ضم اللاعب كشاب وبذلك لا حاجة للحصول على تصريح من ناديه.

اللاعب انتقل بالفعل إلى ساو باولو وهو الطرف الذي ليس لديه أي يد في الأزمة، شاهد لاعبا واعدا فضمه.

في 4 أغسطس 1999 شارك ساندرو مع ساو باولو ضد بوتافوجو في الفوز بنتيجة 6-1، بعد أيام قدم بوتافوجو شكوى بعدم قانونية مشاركة اللاعب.

وفي 19 أكتوبر حصل بوتافوجو بالفعل على النقاط الـ 3 وخُصمت من ساو باولو بحُكم المحكمة.

تقدم ساو باولو باستئناف ضد قرار خصم التقاط في الثالث من نوفمبر، لكن دون أي شيء.

وسار إنترناسيونال على حذو بوتافوجو وحصد نقطتين من ساو باولو لنفس السبب بعدما تعادل معه.

حصول بوتافوجو على 3 نقاط وإنترناسيونال على نقطتين في المحاكم ساهم في تغيير الهابطين.

الأمور تطورت فاكتشفت صحيفة "فولها دي ساو باولو" أن هيروشي من الأساس زور أوراقه ويلعب بأوراق مزورة من عام 1994.

وأصدر الاتحاد البرازيلي بيانا أعلن فيه إيقاف الللاعب لمدة 6 أشهر في نفس الوقت الذي كان يتم فيه دراسة طلبات الأندية الأخرى.

وعُرفت القضية باسم "القط" نظرا لتزوير أوراقه وكذلك وجود مشاكل بين الأندية.

في ذلك الوقت كان نظام الهبوط في الدوري البرازيلي يعتمد على متوسط النقاط.

وبفضل هذه النقاط أنقذ بوتافوجو نفسه من الهبوط وهبط عوضا عنه نادي جاما.

بينما استغل إنترناسيونال مبارياته المتبقية وأفلت بدوره من الهبوط.

تضرر جاما بشكل مباشر من تلك الأحداث، فتقدم بشكوى لعدم إقامة الموسم المقبل (2000) من الدوري البرازيلي.

ساندرو في حوار مع شبكة "جلوبو سبورتي" البرازيلية في 2011 أبدى ندمه على ما حدث ثم حكى ما مر به حتى نهاية الأزمة.

غيّر هيروشي أوراق ميلاده قبل أن يتمم عامه الـ 15 في 1994، وذلك من أجل المنافسة في بطولة بثها نادي أمريكانا في التلفزيون.

حصل اللاعب على بطاقة هوية من أمانة الأمن العام في مارانهاو تثبت أنه وُلد في 19 نوفمبر 1980 وهو اليوم الذي احتفل فيه بعيد ميلاده الأول.

وُلد هيروشي عام 1979 ولم يمكن بإمكانه المشاركة في تلك البطولة، ارتكب خطأ ودفع ثمنه لاحقا، وتسبب في مشكلة ضخمة في دوري بلاده.

هيروشي ندم بالفعل على ما فعله فصرّح قائلا: "ما يحزنني هو عندما أكون مع عائلتي ويقول لي أحدهم إنني محتال. أخطأت بسبب حلم صبي وأنا اليوم عبرة. انتهى بي الأمر بأن أصبح مرجعا عندما يتم القبض على رياضي".

بعد ذلك مسيرة هيروشي امتدت حتى 2013 ولعب لأندية فلامنجو والجزيرة الإماراتي وخاض تجارب في كوريا الجنوبية واعتزل بقميص ريو برانكو.

ماذا بعد؟

احُتسب فوز كورينثيانز باللقب في 1999 لكن المشكلة كانت في تحديد الهبوط.

لم يتقبل جاما الوضع فذهب إلى المحكمة وقدم شكوى ضد الاتحاد البرازيلي، وأصبح حينها الاتحاد بين قرارين بين هبوط جاما بفضل نتائجه أو بقاءه وسط الكبار بعد حصوله على حكم من المحكمة باستمراره.

النتيجة مُنع الاتحاد البرازيلي من إقامة بطولة الدوري البرازيلي في عام 2000 ونظمته رابطة الأندية الـ 13 (تضم أكبر 13 ناديا في البلاد).

وجاءت الفكرة من أجل ضم جاما أن تقام المسابقة بالأقسام بين الجميع، ومع استمرار المشاكل والمداولات وافق الاتحاد البرازيلي على إقامة الدوري بمشاركة 116 ناديا مقسمين على 4 مجموعات وبدون تسميات الدرجة الأولى والثانية والثالثة.

المجموعات الأربعة

قُسمت الأندية الـ 116 إلى 4 مجموعات كل واحدة بلون (الأزرق والأصفر والأخضر والأبيض)، الأخضر والأبيض كانا قسما واحدا مع تقسيم إقليمي.

المجموعة الزرقاء

ضمت 25 ناديا هم الـ 17 المتبقين من الدوري البرازيلي بالإضافة لـ جاما وجوفينتود اللذان ألغي قرار هبوطهما للدرجة الثانية وفلومينينسي الذي صعد من الدرجة الثالثة للثانية، وباهيا وأمريكا مينيرو، ومعهم سانتا كروز وجوياس اللذان صعدا من الدرجة الثانية في 1999 إلى الدرجة الأولى.

أقيمت مباريات تلك المجموعة بنظام دوري من دور واحد وتأهل أول 12 في المجموعات للمرحلة النهائية للمنافسة على اللقب.

من تلك المجموعة تأهلت فرق كروزيرو وسبورت ريسيفي وفلومينينسي وجوياس وفاسكو دا جاما وساو باولو وبونتي بيرتا وأتليتكو باراناينسي وإنترناسيونال وجريميو وباهيا للدور النهائي.

المجموعة الصفراء

ضمت 36 ناديا من الدرجتين الثانية والثالثة، مقسمين على مجموعتين كل واحدة تضم 18 فريقا، خاضوا مبارياتهم بنظام دوري من دور واحد وتأهل أول 8 من كل مجموعة.

وأصبح لدينا 16 فريقا لعبوا بنظام خروج المغلوب من أجل حسم أول 3 مراكز للتأهل للدور المقبل للمنافسة على اللقب.

وتأهل من تلك المرحلة كل من ساو كايتانو وبارانا وريمو.

المجموعتان الخضراء والبيضاء

تقسم 55 ناديا من الدرجة الثالثة لمجموعتين: الخضراء ضمت 28 فريقا، والبيضاء ضمت 27 فريقا وفقا للتوزيع الجغرافي للبلاد.

قسمت الفرق لـ8 مجموعات في المرحلة الأولى كل مجموعة تضم 7 فرق وواحدة تضم 6 فرق، وتأهل أول 3 في ترتيب كل مجموعة للمرحلة التالية.

تم تقسيم الفرق الـ 24 المتأهلة إلى 6 مجموعات كل مجموعة تضم 4 فرق وتأهل أول كل مجموعة بالإضافة لأفضل وصيفين للمرحلة الثالثة.

تأهل 8 فرق للمرحلة الثالثة ومنها قُسمت الفرق لمجموعتين تأهل أول كل مجموعة للنهائي بنظام الذهاب والإياب وحجز فريق مالوتروم بطاقة التأهل بعد تلك التصفيات الشاقة إلى المرحلة النهائية.

المرحلة النهائية

تأهل 12 من المجموعة الزرقاء، و3 من الصفراء و1 من الخضراء والبيضاء، أًصبح لدينا 16 فريقا للمنافسة على لقب بطولة الدوري التي حملت اسم "كأس جواو هافيلانج" وهو اسم رئيس الاتحاد البرازيلي والدولي السابق.

وتنافست الفرق الـ 16 على بطاقة الوصول للنهائي بنظام خروج المغلوب بعد مباراتي ذهاب وإياب،وحجز فاسكو دا جاما وساو كايتانو من الدرجة الثانية بطاقتي التأهل للنهائي.

ساو كايتانو

تأسس النادي عام 1999 ولعب في الدرجات الأدنى وبعد 10 سنوات وجد نفسه يخوض نهائي الدوري البرازيلي دون أن يلعب من قبل بالشكل المعتاد للمسابقة.

في مشواره للنهائي أقصى ساو كايتانو كل من فلومينينسي وبالميراس وجريميو على الترتيب.

ودون ذكر ما حدث في نهائي نسخة 2000 الآن، يكفي أن الفريق نافس على لقب الدوري البرازيلي في 2001 وخسر اللقب لصالح أتليتكو باراناينسي.

وبعد عام خسر نهائي كوبا ليبرتادوريس أمام أولمبيا الباراجوياني بركلات الترجيح.

وفي 2004 أصبح بطل ولاية ساو باولو، في نفس العام جاءت وفاة سيرجينيو لاعب الفريق في مباراة فريقه ضد ساو باولو على أرض الملعب لتنهي تاريخ النادي القصير سريعا.

وفي الوقت الحالي تراجع ساو كايتانو للمشاركة في الدرجة الرابعة البرازيلية، كما تم استبعاده من المشاركة في المسابقات المحلية من قبل.

النهائي

ضم فريق ساو كايتانو عدة لاعبين شباب في ذلك الوقت أبرزهم سيرجينيو والشاب ماركوس سينا تحت قيادة جاير بيسيرني.

فيما ضم فاسكو كل من جونينيو بيرنامبوكانو وجونينيو باوليستا وأويلر وروماريو في الهجوم، وفي حراسة المرمى تواجد هيلتون.

النادي أقال أوزوالدو دي أوليفيرا مدربه قبل 10 أيام على المباراة النهائية بسبب محاولته إعطاء اللاعبين لإجازة وهو ما رفضه يوركو ميراندا رئيس النادي وتسبب في إقالته، وعوضه جويل سانتانا الذي حصد اللقب.

في 27 ديسمبر على ملعب باليسترا إيطاليا سجل روماريو هدف التعادل في الدقيقة 27 لتنتهي مباراة الذهاب بالتعادل 1-1.

وبعد 3 أيام شعر روماريو بإصابة عضلية وفي الوقت الذي استعد فيه للخروج من أرض الملعب، اندلعت بعض الاشتباكات بين جماهير فاسكو في مدرجات ملعب ساو جانواريو.

أدى ذلك لانهيار إحدى الأسوار وسقوط أكثر من 150 مصابا في تلك الحادثة على أرض الملعب.

تم إعادة المباراة مجددا يوم 18 يناير 2001 وانتصر فاسكوا بنتيجة 3-1 في ماراكانا وتوج بلقب الدوري البرازيلي الاستثنائي.

أديمار هداف ساو كايتانو والدوري البرازيلي في هذا الموسم سبق أن صرّح من قبل:" إحدى البطولات البرازيلية التي لا تُنسى ومن الأسهل تذكرها هي بطولة عام 2000. جواو هافيلانج، ساو جانواريو وساو كايتانو: هذه الأسماء الثلاثة هي الأكثر تذكرا".

روماريو في تلك السنة سجل 66 هدفا منها 21 في كأس جواو هافيلانج والتي حل بها وصيفا في ترتيب الهدافين.

في ذلك العام حقق لقب هداف كأس ميركوسول وكأس العالم للأندية وبطولة كاريوكا وكأس ساو باولو.

وفي البرازيل سجل 7 أهداف لتعويض غياب رونالدو المصاب حينها وفي النهاية غاب عن المشاركة في كأس العالم 2002 مع لويس فيليبي سكولاري.

في الموسم التالي 2001 ضم الدوري 28 ناديا بعدما حصل ساو كايتانو على قرار للمشاركة في الدوري البرازيلي من المحكمة، وكذلك فلومينينسي الذي استفاد بالتأهل من الدرجة الثالثة إلى الأولى بضربة واحدة فقط، وأيضا بوتافوجو الذي تفادى الهبوط.

تأهل أول 8 فرق للمرحلة النهائية للمنافسة على اللقب وكرر ساو كايتانو معجزته لكنه خسر اللقب لصالح أتليتكو باراناينسي وحل وصيفا مرة أخرى.

وصل الدوري البرازيلي لـ 20 فريقا بشكل تدريجي في 2005.

نسخة فريدة وغريبة أقيمت من الدوري البرازيلي ولم تتكرر بعد ذلك.

وأخيرا وصف أويلر مهاجم فاسكو بطل المسابقة: "كانت هذه البطولة بمثابة مفاجأة. شيء من المروع رؤيته. الطريقة التي أجريت بها المنافسة، وكيف تم إجراؤها، ولماذا تم إجراؤها. إنها ليست مثالية".