كتب : أحمد أباظة
في 24 يونيو 2014، سجل دييجو جودين مدافع منتخب أوروجواي هدفا حسم إقصاء إيطاليا من دور مجموعات كأس العالم.. الخبر الجيد أنه كان آخر هدف تلقته إيطاليا في كأس العالم حتى اليوم، أما السيئ فهو أن إيطاليا لم تلعب أي مباراة أخرى في كأس العالم حتى اليوم.
هذا التاريخ المشؤوم كاد يعيد نفسه بعد 10 أعوام في 24 يونيو 2024، حين كادت إيطاليا تتلقى رصاصة الإقصاء من اليورو على يد كرواتيا، ولكن الخبر الجيد أن هذا لم يحدث، أما الخبر السيئ، فليس من نصيب إيطاليا، بل كرواتيا وقائدها لوكا مودريتش الذي تحول يومه من قمة السعادة إلى انتظار معجزة من أجل التأهل.
مودريتش أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 54، ثم سجل هدف تأهل كرواتيا في الدقيقة 55، ثم تلقى بطاقة صفراء في الدقيقة 59، ثم تلقت بلاده بأكملها ضربة مؤلمة من ماتيا زاكايني في الدقيقة 98، حولت كرواتيا من متأهل مباشر بالمركز الثاني، إلى فريق ينتظر نتائج الآخرين، حتى يسجل أول واقعة تأهل برصيد نقطتين فقط في تاريخ اليورو.
كدنا ننام
حسنا ماذا كنت تتوقع؟ إيطاليا تحتاج للتعادل، أي شوط أول مثير كنت تبحث عنه؟
كرواتيا المضطرة للسعي وراء الفوز حركت المياه الراكدة في الدقيقة 5 بمحاولة من لوكا سوتشيتش تصدى لها جيانلويجي دوناروما ببراعة في الدقيقة 5.
أما إيطاليا فكان لها نصيبها أيضا برأسية أليساندرو باستوني الخطيرة في الدقيقة 28، والتي تألق دومينيك ليفاكوفيتش في إبعادها، فيما عدا ذلك لم يفُتك شيء.
دقائق من مباراة أخرى
كرواتيا تحركت بين الشوطين بإشراك أنتي بوديمير بدلا من ماريو باساليتش، بينما ردت إيطاليا بنزول دافيدي فراتيسي بدلا من لورنزو بيليجريني.
فراتيسي كان محظوظا للغاية، حيث لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 52، ومنح كرواتيا ركلة جزاء واضحة بعد مراجعة تقنية الفيديو.
هذا كان الخبر السيئ، أما الخبر الجيد فهو أن دوناروما تصدى لتلك الركلة بقفزة على اليسار، بعد تنفيذ ضعيف بعض الشيء من لوكا مودريتش.
وذاك أيضا كان الخبر السيئ بالنسبة لكرواتيا، فالخبر الجيد أن بوديمير سدد في الدقيقة التالية ليتصدى دوناروما فيتابعها مودريتش في الشباك، في أسرع تكفير ممكن عن خطأ مشابه.
نريد الصافرة ولكن
حل فيديريكو كييزا على الفور في الدقيقة 57 بدلا من فيديريكو ديماركو.
وحاول باستوني مرة أخرى برأسية ولكنها مرت فوق العارضة في الدقيقة 62.
وفي الدقيقة 70 أتى إيفان بيرسيتش ولوكا إيفانوسيتش بدلا من لوكا سوتشيتش وماتيو كوفاسيتش.
وأتى جيانلوكا سكاماكا مطاردا هدف إيطاليا المنشود في الدقيقة 75، على حساب جياكومو راسبادوري.
وفي الدقيقة 80 ترك مودريتش موقعه وأتى لوفرو ماير بدلا منه، وكان يظن أن رفاقه سيهتمون ببقية العمل.
بالفعل كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه، ولكن بنفس التوقيت حل معه ماتيا زاكايني ونيكولو فايولي، بدلا من ماتيو دارميان وجورجينيو.
زاكايني على وجه التحديد، انقض على تمريرة وصلته من ريكاردو كالافيوري وسجل هدف التعادل في الدقيقة 98، الأخيرة في الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
ليست بهذه الصعوبة..
إيطاليا برصيد 4 نقاط في المركز الثاني للمجموعة الثانية، تأهلت لملاقاة سويسرا وصيف المجموعة الأولى، لا يوجد أي شيء يحتاج لتوضيح هنا.
أما كرواتيا التي تحتل المركز الثالث الآن بنقطتين فقط وفارق أهدافها (-3) بسبب الخسارة الساحقة أمام إسبانيا، فيسبقها بالفعل المجر ثالث المجموعة الأولى (3 نقاط) والنمسا ثالث المجموعة الرابعة (3 نقاط) وأيًا كان ثالث المجموعة الخامسة، فلكل فرقها 3 نقاط.
بالتالي كرواتيا تأمل في سقوط المقعد الرابع بين يديها بطريقة أو بأخرى، وهذا يشترط ألا يفوقها أي ثالث من المجموعتين الثالثة والسادسة.
كيف يحدث ذلك؟
بسيطة.. في المجموعة السادسة الشرط سهل للغاية: التشيك وجورجيا لكل منهما نقطة، وسيواجهان تركيا والبرتغال على الترتيب، وبالتالي، إن فازت البرتغال وتركيا على جورجيا والتشيك فلن تشكل هذه المجموعة لكرواتيا أي مشكلة، وهذا هو الخبر الجيد..
أما في المجموعة الثالثة، إنجلترا تلعب مع سلوفينيا ثالث هذه المجموعة بنقطتين، وتحتاج كرواتيا لفوز إنجلترا بفارق 3 أهداف، إن لم يحدث ذلك ستظل سلوفينيا تفوق كرواتيا.
صربيا أيضا في المعادلة، فإن تعادلت مع الدنمارك في الجولة الأخيرة وسقطت سلوفينيا بفارق هدفين، ستصبح هي الثالث بفارق أهداف (-1)، مما يجعلها تتفوق على كرواتيا أيضًا، وبالتالي يفضل أيضًا أن تفوز الدنمارك على صربيا لخدمة مودريتش ورفاقه.