كتب : إسلام أحمد
في 2017 أصبح هان كوانج سونج أول كوري شمالي يسجل هدفا في الدوريات الخمس الكبرى الأوروبية، وبعد عامين انضم لـ يوفنتوس ثم الدحيل القطري.
لكن مسيرته الواعدة انتهت سريعا بعدما اختفى من الساحة في 2020 تاركا سؤال: "أين اللاعب الكوري الشمالي؟"، وعاد منذ أشهر قليلة للظهور وقاد منتخب بلاده للتأهل إلى كأس آسيا 2027 منذ أيام.
أحد المعلقين الإيطاليين وصفه "الكوري الشمالي الصغير"، إذ لم يكن هان طويل القامة لكن امتاز بالسرعة وضربات رأسية قاتلة على المرمى، على الأقل كانت جعلته قادرا على منافسة في أوروبا.
اللاعب القادم من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية لفت الأنظار بسبب براعته.
هان جون هيا معلق كرة القدم الكوري الجنوبي صرّح لشبكة CNN Sport: "لم تكن لياقته البدنية كبيرة، لكنه كان سريعا في تمركزه ويمكنه تسجيل الضربات الرأسية بشكل جيد".
ووفقا لـ"سوجوانج" إحدى وسائل الإعلام الدعائية الكورية الشمالية فتم الإشادة بهان في بلاده باعتباره "لاعبا واعدا لفت انتباه عالم كرة القدم الأوروبية".
لكن الأمور لم تسر كما يُريد، ففرض مجلس الأمن عقوبات على كوريا الشمالية في 2017 بسبب إجراء التجربة النووية السادسة.
ومن خلال العقوبات أمرت الدول الأعضاء إعادة جميع مواطني كوريا الشمالية العاملين في الخارج لبلادهم وسط مخاوف من تحويل أموال أجنبية لدعم برامج البلاد النووية، ووضع مجلس الأمن نهاية عام 2019 موعدا نهائيا للعودة إلى الوطن.
وبسبب تفشي فيروس كورونا أغلقت كوريا الشمالية حدودها بالكامل ما جعل عودة هان لبلاده مستحيلة، وكان مقررا له مغادرة قطر في 2021 ومنذ ذلك الحين اختفى، حتى عاد بعد ما يقارب 3 سنوات في الظهور لأول مرة بقميص منتخب بلاده وساهم منذ أيام في الوصول كوريا الشمالية لـ كأس آسيا 2027 لأول مرة بعد الانسحاب عن المشاركة في البطولة الماضية.
شبكة CNN الأمريكية أجرت تحقيقا عن قصة اختفاء هان كوانج سونج في وقت سابق نستعرض من خلاله مسيرة اللاعب حتى عودته
بيونج يانج
وُلد هان في عاصمة كوريا الشمالية في 1998، ولا يُعرف سوى القليل عن حياته والتحاقه بمدرسة بيونج يانج الدولية والتي أسسها كيم جونج أون رئيس البلاد والمعروف بحبه للرياضة.
كيم عندما تولى رئاسة كوريا الشمالية في 2012 وأصبحت الرياضة نافذة نادرة على بلد لا نعرف عنها شيئا تقريبا، ورأى أن الرياضة تشكل قوة ناعمة واستثمر بها للترويج لبلاده.
شاركات كوريا الشمالية في أولمبياد لندن 2012 والأولمبياد الشتوية في 2018 بكوريا الجنوبية، وحينها سار البلدان -الشمالية والجنوبية- تحت علم التوحيد الكوري وشاركا كفريق كوري موحد في هوكي الجليد للسيدات، وبدا أن كوريا الشمالية تحاول الانفتاح.
يورن أندرسن المدير الفني السابق لمنتخب كوريا الشمالية قال للشبكة: "جميع الألعاب الرياضية تحظى بشعبية كبيرة. تابعوا الألعاب الأولمبية وكرة القدم. كانت هناك بعض القنوات التلفزيونية المحلية -التي لم تكن تبث المباريات على الهواء مباشرة- والتي كانت تعرض أحيانا كرة القدم الأوروبية خلال الأسبوع".
وأوضح أندرسن عن الأحداث الرياضية التي تبث على قناة KCTV الحكومية في كوريا الشمالية كل يوم تقريبا: "ربما مباراة واحدة من الدوري الألماني، وواحدة من الدوري الإسباني، وواحدة من إيطاليا وإنجلترا. أعتقد أن الكثيرين شاهدوها".
في عام 2013، أسس كيم مدرسة بيونج يانج الدولية لكرة القدم لتعزيز المواهب وإرسال الطلاب إلى الخارج، واستضافة الخبراء وتمت دعوة ممثلين عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى بيونج يانج في عام 2014 للمساعدة في تثقيف الفرق والمدربين المحليين، وكذلك لاعبو كرة قدم من الخارج في محاولة لرفع مستوى البلاد في هذه الرياضة "إلى مستوى العالم"، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وبعد أشهر فقط من تأسيسها، تم إرسال 14 طالبا إلى الخارج إلى إسبانيا و15 إلى إيطاليا على نفقة الدولة للتعلم من أندية كرة القدم.
ووفقا لوكالة سوجوانج فمن بين الكثيرين الذين تخرجوا من برنامج النخبة المرموق، كان هان كوانج سونج الأكثر تميزا بين أقرانه.
بدأ هان يحظى بالشهرة في بلاده بعد نشر مقطع له على يوتيوب، واعتبره بعض خبراء المدونات أنه من المحتمل أن يكون مرتبطا بمسؤولين رفيعي المستوى في كوريا الشمالية وقد يكون جزءا من حملة دعائية تهدف إلى تغيير الصورة الدولية للبلاد.
"أنا أحب هان. مهاراته قوية وهو جيد جدا في المراوغة”، يمكن رؤية أحد مواطني بيونج يانج يقول باللغة الكورية.
أصبح هان قصة نجاح في البلاد وهو ما زاد عندما انضم لمركز الكشافة الشبابي الإيطالي ISM Academy عبر برنامج تحديد المواهب الخاص به.
انضم هان في 2015 للمركز الذي يقبع في مدينة بيروجيا رفقة زميله تشوي سونج هيوك.
إلى أوروبا
تُظهر الأكاديمية بكل فخر صورة هان على موقعها الإلكتروني كلاعب "وصل إلى هدفه ودخل عالم كرة القدم الاحترافية". كما ظهر أيضا صديق هان تشوي، الذي ذهب للعب مع فريق بيروجيا، الذي يلعب الدرجات الأدنى من الدوري الإيطالي.
أمضى هان عاما على الأقل في الأكاديمية قبل تجربة ناجحة مع فريق الشباب في كالياري. وقد وضعته هذه الخطوة على الخريطة ومنحته اعترافا إقليميا.
وقال ماكس كانزي، مدرب كالياري آنذاك تحت 19 عاما، لشبكة CNN Sport: "أتذكر أن مديري ماريو بيريتا قال إن لدينا لاعبا كوريا شماليا تتم تجربته ويطلب مني معرفة ما إذا كان جيدا بما يكفي".
"كنت منزعجا نوعا ما لأننا كانت لدينا مباراة مهمة يوم السبت، ورفضت في البداية رؤيته".
"بدأ التدريب، وبعد 20 دقيقة، نظرت إلى مساعد مدربي وقلت له: "أخبر ماريو أن عليه أن يخرج. لدينا مشكلة، إنه جيد جدا”.
لكن توقيع العقود استغرق وقتا أطول من المعتاد نظرا لما وصفه كانزي بـ "المشاكل البيروقراطية" و"الأصوات المتجولة".
"طرح شخص ما في البرلمان الإيطالي سؤالا حول ما إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله لأننا إيطاليا فرضنا حظرا على توقيع العقود مع الكوريين الشماليين".
ولكن تبين أن الأمر كان مسعى جدير بالاهتمام بالنسبة لكالياري.
وسرعان ما أثبت المهاجم الكوري الشمالي، الذي انضم إلى فريق شباب النادي تحت قيادة كانزي في مارس 2017، قيمته بتسجيله في أول مباراة له مع الشباب، مما جعله يحصل على ترقية فورية إلى الفريق الأول في الدوري الإيطالي، وفقا لكانزي.
سجل هان هدفه الأول في الدوري الإيطالي ليصبح أول لاعب كوري شمالي يسجل هدفا في واحدة من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا بعد أسبوع واحد فقط من ظهوره الاحترافي لأول مرة في 2 أبريل 2017.
وصل هان من كوريا الشمالية وهو لا يعرف كيف يتحدث الإنجليزية أو الإيطالية، لكنه لم يستغرق وقتا طويلا للتكيف مع الثقافة الغربية وهو أمر محظور في وطنه.
يتذكر كانزي لشبكة CNN Sport: "في البداية، لم يكن الأمر سهلا لأنه لم يكن يعرف الإنجليزية أو الإيطالية. لكنه تعلم اللغة الإيطالية بسرعة كبيرة".
يتذكر نيكولاس بنينجتون، زميل سابق في فريق شباب كالياري، هان باعتباره "لاعبا جيدا جدا جدا" على أرض الملعب و"رجلا خجولا بعض الشيء ولكنه لطيف حقا خارجه".
وقال بنينجتون لشبكة CNN Sport: "كنت أقله في السيارة عدة مرات وكان يأتي للتدريب معي".
"في الحقيقة لم يقل أي شيء. أعتقد أنه يمكنك أن ترى أنهم كان خائفا بعض الشيء من قول أي شيء. كان يقول: لا أعرف، أشياء صغيرة، ولكن في الغالب متحفظ للغاية ولم يرغب في قول أي شيء عنها".
وكشف بنينجتون إن هان بالكاد تحدث عن عائلته في بيونج يانج.
"أتذكر هان وهو يتحدث عن عائلته، قائلا إن عائلته كانت هناك، إنه يفتقدهم، ولم يكن يعرف متى سيعود إلى المنزل لرؤيتهم، لأنه من الواضح في ذلك الوقت أن الأمر لم يكن، عليه أن يعود إلى وطنه ويعود إلى إيطاليا. أتذكر أنني كنت أفكر في ذهني أنه من الجنون مدى قلة ما يقوله عن الوطن مقارنة بما أفعله".
وقال كانزي، الذي عاش في سيول بكوريا الجنوبية لمدة 3 سنوات عندما كان طفلا، إن هان كان "خجولا للغاية ومهذبا للغاية".
"عندما وصل هان للمرة الأولى، استخدمت الكلمات الكورية القليلة التي أعرفها وقلت أنيونجهاساييو (مرحبا باللغة الكورية)، وقال: "رائع، ما الذي يحدث هنا؟" وعندما مرر الماء في وجبتنا الأولى، قال كامساهابنيدا (شكرا باللغة الكورية)".
"كرة القدم غريبة، لأنه عندما تلعب ضمن فريق وتكون لاعبا جيدا، فإن الجميع يحبونك. لقد وصل ورأى الجميع على الفور مدى كفاءته كلاعب".
"هنا في كالياري، الجميع يحبني. أشعر كما لو أنني في المنزل". هذا ما قاله هان باللغة الإيطالية بطلاقة في مقطع فيديو نشره كالياري في عام 2018.
أثناء عقده مع كالياري، تم إرسال هان على سبيل الإعارة إلى نادي بيروجيا وإلى فريق يوفنتوس تحت 23 عاما قبل أن يضمه يوفنتوس مقابل 3.5 مليون يورو في يناير 2020.
وقال كانزي: "كانت هذه صفقة رائعة لكالياري لأنه وصل بدون مقابل".
"نعم، كنت متفاجئا جدا. اعتقدت أنه لاعب جيد جدا، لكنه كان صغيرا ولم أتخيل إلى أي مدى يمكن أن يصل. كان لدينا بعض اللاعبين الآخرين في الفريق يشبهونه تماما، وبالطبع، كانت الأخبار الواردة عنهم أقل كثيرا لأن حقيقة أنه كوري شمالي كانت مشكلة كبيرة".
كان اللعب في الدوري الإيطالي بمثابة علامة فارقة بالنسبة لهان، لكن الانتقال إلى البيانكونيري كان إنجازا أكبر.
"لقد كان طريقا طويلا ولكن أخيرا أستطيع أن أقول إن حلمي أصبح حقيقة بعد تسجيل هدفي الأول في الدوري الإيطالي وأصبح أول كوري شمالي يرتدي قميصا مهما مثل يوفنتوس. أحلامي أصبحت حقيقة!"، هذا ما قال هان في منشور مكتوب عبر المركز الكشفي الدولي ISM.
ومع ذلك، استمر حلم هان بارتداء الخطوط السوداء والبيضاء الشهيرة لمدة أسبوع واحد فقط، فباعه يوفنتوس لاحقا إلى الدحيل القطري في نفس الشهر مقابل رسوم نقل قدرها 7 ملايين يورو.
بينما كان هان يبدأ رحلته في الدوريات الأوروبية في 2017 كانت بلاده تعمل على تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية من خلال اختبار ما زعمت أنه أول صاروخ باليستي عابر للقارات.
ثم في 3 سبتمبر 2017، أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، الأمر الذي دفع مجلس الأمن الدولي إلى فرض قائمة من العقوبات بسبب مخاوف من أن "الأنشطة المستمرة المتعلقة بالصواريخ النووية والباليستية في الدولة المنعزلة قد زعزعت استقرار المنطقة وخارجها".
تطلبت العقوبات من جميع الدول الأعضاء التوقف عن تقديم تصاريح العمل للمواطنين الكوريين الشماليين في ولاياتهم القضائية، وبعد ثلاثة أشهر، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى ذلك أن جميع المواطنين الكوريين الشماليين الذين يعملون في الخارج و"يدرون عائدات التصدير الأجنبية التي تحصل عليها جمهورية كوريا الشماليةلدعم برامجها الباليستية النووية المحظورة” يجب إعادتها إلى الوطن في موعد أقصاه 22 ديسمبر 2019.
ولم يكن هان، الذي يحمل جواز سفر كوريا شماليا، استثناء من هذه العقوبات، على الرغم من موهبته الخارقة في كرة القدم. لكن لا يزال من غير الواضح كيف واصل يوفنتوس والدحيل المضي قدما في عملية الانتقال في يناير 2020، والتي جاءت بعد الموعد النهائي الذي حدده مجلس الأمن الدولي.
الانتقال إلى قطر
انتهت مسيرة هان الواعدة في إيطاليا سريعا، لكن الشاب الموهوب تم الترحيب به بحرارة من قِبل نادي الدحيل القطري.
منذ انضمامه إلى النادي في يناير، في منتصف دوري نجوم قطر موسم 2019-20، شارك في 10 مباريات بالدوري، وسجل ثلاثة أهداف ولعب دورا مهما في فوز النادي بلقب الدوري.
وعلى الرغم من أن هان كان يؤدي بشكل رائع على أرض الملعب، إلا أن الأسئلة ظلت قائمة حول ما إذا كان يرسل الأموال إلى وطنه، كما قال مجلس الأمن الدولي عن الكوريين الشماليين الآخرين الذين يعملون في الخارج.
وتُظهر وثيقة الأمم المتحدة أن هان وقع على تعهد لبنك قطري بعدم تحويل "أي تكلفة مالية أو مبلغ إلى كوريا الشمالية في أي حال من الأحوال".
ومن جهة أخرى فوّت زميله تشوي، فرصة اللعب لنادي فيورنتينا بعد أن فتح البرلمان الإيطالي تحقيقا بشأن مخاوف من الاستيلاء على راتبه من قبل نظام كيم.
على الرغم من أنه من غير الواضح في حالة هان ما إذا كان يرسل الأموال إلى نظام كيم، إلا أنه يُقال على نطاق واسع أن كوريا الشمالية غالبا ما تجبر عمالها على الخروج من البلاد.
آخر مباراة لهان مع الدحيل كانت في 21 أغسطس 2020، عندما خرج من مقاعد البدلاء أمام الأهلي في نهائي كأس دوري نجوم قطر.
رفع هان البالغ من العمر 21 عاما يديه في الهواء بينما كان هو وزملاؤه في فريق الدحيل يرفعون كأس دوري نجوم قطر، مرتدين قميصا أحمر كتب عليه: "الأبطال".
ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي يرى فيها مشجعو كرة القدم هان يلعب مباراة احترافية.
وفي الشهر التالي ومع بداية التحضيرات للموسم الجديد كان هان قد رحل، ولم يعد يظهر في التشكيل الأساسية ولا على مقاعد البدلاء، مع عدم ظهور أي أخبار عن أي انتقال.
مرت أشهر دون أي تحديث فيما يتعلق بمكان وجود هان حتى أكد التقرير النهائي للجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي الصادر في مارس 2021 أن عقد اللاعب قد تم إنهاءه مع الدحيل في وقت سابق من ذلك العام وتم ترحيله من قطر.
ومع ذلك، في عام 2021 مع دخول العالم العام الثاني الكامل لتفشي فيروس كورونا، أبقت كوريا الشمالية حدودها مغلقة وقيدت جميع الأشخاص والبضائع القادمة إلى البلاد خوفا من الفيروس.
حتى أن كيم جونج أون طرد العديد من كبار المسؤولين في عام 2021 الذين فشلوا في فرض جهود الوقاية الصارمة من فيروس كورونا في البلاد. أدى إغلاق الحدود الصارم الناتج إلى ترك هان عالقا.
استقل هان رحلة الخطوط الجوية القطرية من الدوحة في 26 يناير 2021، عندما تم ترحيله، وفقا لرسالة مرفقة في التقرير النهائي لفريق الخبراء التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، ومع عدم وجود منزل للعودة إليه، أعادت الرحلة هان إلى روما، حسبما أكد مسؤول مطلع على الأمر لشبكة CNN Sport.
وقال أندرسن، مدرب هان السابق، لشبكة CNN: "أعتقد أنه لا يزال هناك، لكنه لا يستطيع لعب المزيد من كرة القدم. كان من سوء حظه أنه لم يستمر في اللعب والتحسن".
منذ ذلك الحين، ورد أن هان، كان يعيش آخر مرة في سفارة كوريا الشمالية في عام 2021. وفي انتظار استئناف رحلات العودة إلى بيونج يانج، وفقا لمسؤول آخر قريب من القضية.
وكان تشوي، الذي سافر إلى إيطاليا مع هان، لا يزال في البلاد في عام 2021 "بسبب تعليق الرحلات الجوية الدولية لدخول جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية"، وفقا للتقرير النهائي للجنة الخبراء الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.
وأضاف المسؤول أن بعض سفارات كوريا الشمالية كانت تستوعب مواطني البلاد غير القادرين على العودة إلى ديارهم لأن الحدود لا تزال مغلقة، حيث "يأوي البعض عشرات وأكثر من المواطنين الكوريين الشماليين".
وقال مسؤول حكومي كوري لشبكة CNN Sport إنه على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة، “فإن أكثر من 100 ألف عامل كوري شمالي يقيمون في حوالي 40 دولة، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة”.
ورغم أن وضعه ظل موضع تكهنات، تلاشت أحلام هان في اللعب لنادٍ مشهور لكرة القدم فقط بسبب ظروف ولادته، ربما كان ذلك العار الأكبر الذي يعيب هان.
وقال كانزي: "لن يكون من السهل العودة إلى هذا المستوى، لكنه ممكن. إذا أتيحت له فرصة العودة، فهذا دافع جيد للغاية. بالطبع، كان من الممكن أن تكون مسيرته جيدة ويحصل على أموال جيدة".
فيما قال أندرسون بأسف: "استمر ما يقرب من عامين، لم يلعب كرة القدم، وأعتقد أنه كان يتدرب فقط مع فريق صغير، لا أعرف أي فريق، لكنه لا يلعب كرة القدم. لقد فقد الكثير من جودته، أنا آسف جدا له لأنه اضطر إلى التوقف عن لعب كرة القدم. كان موهبة كبيرة".
عودة بعد الاختفاء
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاختفاء عن عالم كرة القدم، عاد هان كوانج سونج إلى الظهور من جديد، حيث شارك مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم الأخيرة وسجل هدفا في الفوز 6-1 على ميانمار بشهر نوفمبر 2023، فيما ظهر قبلها بأيام وهو يرتدي قميص رقم 10 لمنتخب بلاده ضد سوريا.
وقال ماكس كانزي، الذي درب هان في فريق كالياري تحت 19 عاما، إنه "سعيد جدا" لعودة المهاجم.
وبعد أن علم كانزي أن هان قد عاد للظهور مرة أخرى في الخسارة أمام سوريا قال: "أنا فضولي للغاية بشأن مستوى أدائه بعد غيابه لفترة طويلة".
وبحسب موقع ترانسفير ماركت يلعب هان الآن لفريق 4.25 SC الكوري الشمالي.
وفي التوقف الدولي الجاري شارك في الفوز على سوريا ثم صنع هدفا ضد مينامار في الجولة الأخيرة وخرج مصابا، لكنه قاد كوريا الشمالية للوصول للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس آسيا 2027.
وربما رغم كل ما مر به هان خلال السنوات الـ 3 التي اختفى فيها، قد يأتي يوم ويقود بلاده لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها ولأول مرة منذ 2010.