يورو 2024 - كيليني.. أحد أفراد "ولاد رزق" إيطاليا الذي منح بلاده الكأس بعد غياب 53 عاما

"أنا وبوفون وبونوتشي وبارزالي، نحن الأربعة جزء من تاريخ يوفنتوس، تشاركنا في كل شيء في النادي لمدة 10 سنوات".

كتب : عمرو عبد المنعم

الخميس، 13 يونيو 2024 - 20:04
صورة تقرير كيليني - يورو 2024

"أنا وبوفون وبونوتشي وبارزالي، نحن الأربعة جزء من تاريخ يوفنتوس، تشاركنا في كل شيء في النادي لمدة 10 سنوات".

"جيجي أصيل، هو يؤثر عليك بكل ما يقوله ويفعله، إنه مميز. وبوفون هو أكثر من لعبت معه في حياتي سواء في النادي أو منتخب إيطاليا".

"يأتي بعده بونوتشي الذي كان يمتلك الطاقة الهائلة خارج وداخل الملعب، وكان دائما ما يثبت أن العديد من منتقديه مخطئون".

"بارزالي كان بمثابة صخرة لنا جميعا سواء داخل وخارج الملعب لأنه يتمتع بقدرة تجعل الناس تثق فيه، وكان أيضا على علاقة جيدة مع كل اللاعبين الشباب واللاعبين من أمريكا الجنوبية".

"يمكنه التواصل مع كل الناس بطرق مختلفة وكسب احترامهم وبالنسبة لنا كان سفيرنا في أمريكا الجنوبية".

"نحن الأربعة ساهمنا في تطوير بعضنا البعض وكنا لن نصل إلى هذا المستوى إذا لم نتواجد معا".

هكذا وصف جورجيو كيليني قائد منتخب إيطاليا ويوفنتوس السابق علاقته مع زملائه في فريقه والمنتخب.

ثلاثي دفاعي لعب معا لسنوات وسنوات، في يوفنتوس وفي منتخب إيطاليا، ومن خلفه يقف بوفون حارس المرمى التاريخي.

لكن كيليني بطل هذا التقرير يؤكد أنهم الأربعة ليسوا مجرد أصدقاء ملعب أو زملاء في الفريق أو المنتخب، بل أنهم جميعا أصدقاء مقربين داخل وخارج الملعب ويتشاركون في كل شيء في الحياة.

لوهلة تعقد أن كيليني لا يتحدث عن 4 لاعبين كرة قدم وتعتقد أنه يتحدث مثلا عن شخصيات فيلم four brothers الأمريكي الشهير أو حتى الأشقاء الأربعة في فيلم ولاد رزق.

مسيرة طويلة في الملاعب الإيطالية أصبح خلالها كيليني أحد أساطير يوفنتوس ومنتخب إيطاليا.

"جرينتا" وحماس كبير اشتهر به كيللني المدافع الذي كان يصعب على المهاجمين اللعب ضده، كلما أنقذ فرصة خطيرة أو هدف محقق من أمام مرمى فريقه.

تشجيع لنفسه ولزملائه في الدفاع وبوفون في المرمى كلما تألق أحدهم في الدفاع عن شباك فريقه.

بدأ كيليني مسيرته مع نادي ليفورنو في عام 2000 ثم انتقل إلى روما في 2002 ومنه إلى يوفنتوس في 2004 ليبدأ كتابة التاريخ مع السيدة العجوز.

أول مشاركة لـ كيليني مع يوفنتوس كانت بدلا من الأسطورة بافيل نيدفيد في 2005.

واستمر لمدة 18 عاما مع يوفنتوس حقق خلالها 19 بطولة بالإضافة إلى لقب دوري الدرجة الثانية الإيطالي وقت هبوط الفريق في 2006.

ومع منتخب إيطاليا لعب كيليني منذ عام 2000 مع منتخبات الناشئين إلى أن وصل للمنتخب الأول في 2004، واستمرت مسيرته بالقميص الأزرق حتى 2022 بعدما فشل في التأهل لكأس العالم، ولكن بعد التتويج ببطولة أمم أوروبا 2020.

ورغم أن مسيرته مع منتخب إيطاليا بدأت في 2005 إلا أنه لم ينضم إلى قائمة الفريق في كأس العالم 2006 نظرا لأنه كان للتو منضما لصفوف يوفنتوس ولم يشارك كثيرا مع الفريق.

بعدها شارك في يورو 2008 مع إيطاليا وكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وأيضا لعب يورو 2012 وخسر النهائي أمام إسبانيا.

شارك كيليني أيضا في كأس العالم للقارات 2009 ولعب المباراة الشهيرة ضد مصر والتي فاز بها الفراعنة بهدف محمد حمص.

ولعب كأس العالم 2014 في البرازيلي وكان صاحب أشهر لقطة في المونديال عندما تعرض للعض من قبل لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي.

ولعب مرة أخرى بطولة اليورو في 2016 قبل الخسارة أمام ألمانيا في ربع النهائي بركلات الترجيح.

استمرت مسيرة كيليني مع إيطاليا في يورو 2016 قبل الخروج أمام ألمانيا بركلات الترجيح.

فشل منتخب إيطاليا في التأهل إلى 2018 في روسيا في مفاجأة كبرى، واستمرت المفاجآت مرة أخرى عندما فشل المنتخب في الوصول لمونديال قطر 2022.

ولكن بين بطولتي كأس العالم استطاع كيليني قيادة منتخب إيطاليا للفوز بكأس الأمم الأوروبية يورو 2020 والتي أقيمت عام 2021 بسبب انتشار فيروس كورونا.

والنهاية كانت أسعد بالنسبة لـ كيليني الذي كان قائد إيطاليا ورفع كأس البطولة.

اللقطة الأهم في طريق إيطاليا نحو الفوز باللقب كان صاحبها كيليني في المباراة النهائية.

كانت الدقيقة +6 من الوقت الضائع والنتيجة تشير إلى التعادل 1-1 بين إيطاليا وإنجلترا في نهائي يورو 2020 في ملعب ويمبلي.

الكرة وصلت إلى بوكايو ساكا الذي باغت كيليني وكان يستعد للانطلاق نحو المرمى من وسط الملعب من ناحية اليمين.

سباق سرعة كان سيخسره كيليني البالغ من العمر وقتها 36 عاما مع لاعب لم يكمل عامه العشرين بعد.

كيليني لم يفكر كثيرا، الحل الأمثل والوحيد هو ارتكاب الخطأ، ولكن بطريقة صريحة وواضحة للجميع، ومستفزة للبعض.

أمسك كيليني بـ ساكا من قميصه وأسقطه أرضا، وحصل على الإنذار وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل ثم الوقت الإضافي.

وكانت ركلات الترجيح هي الطريق لفوز إيطاليا بلقب كأس الأمم الأوروبية بعد غياب 53 عاما بالتحديد منذ أن توج المنتخب الإيطالي باللقب عام 1968.

والسبب الأهم في فوز إيطاليا بكأس الأمم الأوروبية هو القائد كيليني.

يحكي كيليني ويقول عن هذه اللقطة:

"هذه الصورة أصبحت رمز يورو 2020 والميم الأكثر استخداما في صيف 2021".

"لكن على أرض الملعب لم أكن أعتقد أنها ستصبح مثل هذه الصورة المميزة".

"ربما كان هذا أحد الأخطاء الفردية التي ارتكبتها خلال البطولة".

"قرأت اللعبة والكرة في الهواء واعتقدت أنني يمكنني إبعادها وكان بالفعل بإمكاني التحكم بها حقا".

"كنت مقتنعا أنني أستطيع وضع جسدي بين ساكا والكرة وأتركه خارج الملعب، لكنه كان يتلوى من خلفي وكانت أمامه المساحة ليركض إليها".

"لذا كان رد فعلي هو الإمساك به، وأمسكت به جيدا".

"كان هذا التصرف بمثابة الكريز الموجود أعلى الكعكة".

"لم يسبق لي أن فزت بأي لقب مع منتخب إيطاليا".

"ولم أكن محظوظا في كأس العالم وفي بطولة أوروبا كانت الأمور تسير على ما يرام حتى نصل إلى النهاية ويقول الحظ كلمته".

"كرة القدم هي رياضة الشيطان كما يقول أليجري دائما، في ذلك الصيف كنت مقتنعا أننا سكون منافسا قويا لكل المنتخبات، ولكن الانتقال من هذه النقطة إلى الفوز باللقب يتطلب بعض الحظ".

"من المؤكد أن الغياب عن نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين ترك فراغا لدينا، وهذا الأمر سيترك فراغا عاطفيا في حياة العديد من الأطفال في إيطاليا، أستطيع أن أشهد على ذلك لأنني شاهدت إيطاليا في كأس العالم أثناء طفولتي".

يكمل كيليني ويقول:

"إذا جعلتني أختار أننا سنحتل المركز الثاني أو الثالث في بطولة أوروبا أم تذهب إلى كأس العالم أو تفوز ببطولة أوروبا ولن تشارك في المونديال بالتأكيد سأختار أنا والكثير من زملائي الفوز بلقب اليورو".

"صحيح أنه من الصعب الاختيار لكنني أوضحت مدى تأثير تلك المشاعر القوية بعد الفوز باللقب والتي لا تمحي خيبة الأمل لعدم المشاركة في كأس العالم".

"بعد كل مباراة في يورو 2020 كنا نقيم حفلة شواء ونحتسي النبيذ أثناء مشاهدة المباريات الأخرى وانتظار خصمنا التالي، كان ذلك من أفضل اللحظات التي عشناها معا".

"عندما عدت إلى منزلي بعد انتهاء البطولة كانت عائلتي تنتظرني وأقاربي وابنتي وكانوا يبكون، كانت لحظة لا يمكن أن أنساها".

****

الآن يذهب منتخب إيطاليا إلى يورو 2024 بدون كيليني – بوفون – بارزالي – بونوتشي، بدون الأصدقاء الأربعة، فهل يستطيع الجيل الجديد قيادة إيطاليا للحفاظ على لقب كأس الأمم الأوروبية أم يحتاج الفريق الأزرق لقائد جديد مثل كيليني للفوز باللقب.