كتب : محمود حمدي
من السهل أن تتجاهل غرور كريستيانو رونالدو الذي يؤمن بأنه أكبر وألمع نجم في كرة القدم ولكن عليك ألا تجادل أبدا مع أرقامه وتاريخه والأهم من ذلك تفانيه مع منتخب بلاده البرتغال.
"لديه قوة داخلية هائلة وتمكن من مواصلة المحاولة. وأظهر مدى رغبته الشديدة في الفوز. أراد أن يفوز بأشياء لبلاده أكثر من أي شيء آخر" هكذا تحدث ريكاردو كارفاليو نجم البرتغال السابق عن زميله كريستيانو رونالدو عقب يورو 2004.
نعم منذ 20 عاما كان هذا الحديث عن لاعب شاب يبلغ من العمر 19 عاما ويقود منتخب البرتغال الذي كان يعج بالنجوم على غرار لويس فيجو وروي كوستا والقائمة تطول.
يورو 2004 التي شهدت انطلاقة صاروخ ماديرا مع البرتغال هي واحدة من القصص العالقة في الأذهان التي تخلط بين الملحمة والمأساة.
ومنذ ذلك الحين لم يغب رونالدو عن أي بطولة كبرى يشارك فيها منتخب البرتغال سواء كأس العالم أو يورو أو كأس القارات.
رونالدو سيذهب إلى يورو 2024 هذا الصيف، وهو أكثر من لعب مباريات دولية بواقع 206 مباراة وسجل 128 هدفا، أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ كرة القدم الدولية.
"من الجيد أن تفوز بدوري أبطال أوروبا، والدوري، والكرة الذهبية، والحذاء الذهبي، ولكن عندما تفوز بشيء لبلدك، فإن الأمر مختلف تماما" هكذا يتحدث رونالدو في كل مرة يرتدي فيها قميص منتخب البرتغال.
كريستيانو رونالدو، الذي يلعب لنادي النصر السعودي منذ يناير 2023، أصبح ضروريا للإسباني روبرتو مارتينيز خليفة فرناندو سانتوس في تدريب منتخب البرتغال.
مارتينيز قال عن استدعاء رونالدو ليورو 2024: "هو لاعب سجل 42 هدفا في 41 مباراة مع ناديه وهذا يوضح استمراريته وقدرته البدنية على أن يكون لائقا وأنه يتمتع بالإمكانيات اللازمة أمام المرمى التي نحتاجها".
وشدد المدرب البلجيكي "لا نقوم باختيارات بناء على أين يلعب هؤلاء اللاعبين، نريد صناعة أفضل فريق بضم أفضل 26 لاعبا".
وأكمل "نحن نتابع اللاعبين ومستوياتهم ودورهم في غرفة خلع الملابس".
وأتم مارتينيز "هناك لاعبون لديهم أدوار ثانوية في غرفة تبديل الملابس وهناك من لديهم أدوار أخرى، نحن نتابع الجميع منذ شهر مارس 2023 ولدينا الكثير من المعلومات".
الرقصة الأخيرة
في كل مرة كان آمال البرتغال يحملها رونالدو على عاتقه بفضل شهرته العالمية وأرقامه المرعبة ولكن للسن أحكامه وسيكون رونالدو صاحب الـ 39 عاما في أشد الحاجة إلى معاونة زملائه من أجل تحقيق اللقب القاري الثاني لكاس أمم أوروبا.
بعد عشرين عاما من ظهوره الأول في يورو 2004 التي نُظمت في البرتغال وبعد ثماني سنوات من تتويج "برازيل أوروبا" في يورو 2016، يستعد مواطن ماديرا للعب بطولة أوروبا السادسة التي غالبا ستشهد غالبا ظهوره الأخير في اليورو.
المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو قال عبر قناة " Antena 3 CNN " الرومانية: "البرتغال لديها فريق رائع ولاعبون لا يصدقوا وأصحاب جودة عالية".
وأضاف "أعتقد أنه أفضل جيل على الإطلاق ويمكنهم الفوز ببطولة أوروبا وكأس العالم".
قائمة البرتغال
اختيارات روبرتو مارتينيز نالت استحسان الشارع البرتغالي، بينما ستحرم الإصابة الثنائي أوتافيو لاعب النصر السعودي ورفائيل جيريرو لاعب بايرن ميونيخ.
مارتينيز الذي سيخوض اليورو خلفا لفرناندو سانتوس الذي قاد البرتغال خلال السنوات الماضية، وجه الدعوة إلى الجناح الشاب فرانسيسكو كونسيساو، الذي يلعب لنادي بورتو.
بالإضافة إلى رونالدو، اختار روبرتو مارتينيز المهاجمين رافائيل لياو وجواو فيليكس وجونزالو راموس، بالإضافة إلى بيدرو نيتو.
سيكون الإبداع في الوسط من مسؤولية برونو فيرنانديز وبرناردو سيلفا وفيتينيا، بينما سيكون استرداد الكرة والسيطرة من مسؤولية جواو بالينيا أو روبن نيفيز أو جواو نيفيز.
وسيعتمد مارتينيز في خط الدفاع على كل روبن دياز جنبا إلى جنب مع دانيلو بيريرا أو أنطونيو سيلفا أو جونزالو إيناسيو.
كما تم استدعاء المخضرم بيبي، 41 عاما، بسبب "دوره المهم في غرفة خلع الملابس" كما أوضح مارتينيز.
تضم قائمة مارتينيز أيضا جواو كانسيلو ونونو مينديز وديوجو دالوت ونيلسون سيميدو.
وسيتم الدفاع عن المرمى البرتغالي من قبل حارس المرمى ديوجو كوستا، ومعه الثنائي روي باتريسيو وخوسيه سا بديلان.
وجاءت قائمة البرتغال النهائية لخوض يورو 2024 كالتالي:
الحراس: ديوجو كوستا (بورتو) – خوسيه سا (ولفرهامبتون) – روي باتريسيو (روما).
الدفاع: أنطونيو سيلفا (بنفيكا) – دانيلو بيريرا (باريس سان جيرمان) – ديوجو دالوت (مانشستر يونايتد) – جونسالو إيناسيو (سبورتنج لشبونة) – جواو كانسيلو (برشلونة) – نيلسون سيميدو (ولفرهامبتون) – نونو مينديز (باريس سان جيرمان) – بيبي (بورتو) - روبن دياز (مانشستر سيتي).
الوسط: برونو فيرنانديز (مانشستر يونايتد) – جواو نيفيز (بنفيكا) – جواو بالينيا (فولام) – روبن نيفيز (الهلال) – فيتينيا (باريس سان جيرمان) – ماتيوس نونيز (مانشستر سيتي).
الهجوم: كريستيانو رونالدو (النصر) – برناردو سيلفا (مانشستر سيتي) – ديوجو جوتا (ليفربول) – فرانشيسكو كونسيساو (بورتو) – جونسالو راموس (باري سان جيرمان) – جواو فيليكس (برشلونة) – بيدرو نيتو (ولفرهامبتون) – رافاييل لياو (ميلان).
الطريق إلى يورو 2024
بعدما حققت 10 انتصارات وسجلت 36 هدفا واستقبلت هدفين فقط، حجزت البرتغال مقعدها في يورو 2024.
وضمت مجموعة البرتغال كل من: سلوفيكا ولوكسمبورج وأيسلندا والبوسنة والهرسك وليشتنشتاين.
منتخب البرتغال الذي حقق 10 انتصارات من أصل 10 مباريات خاضها تصدر ترتيب المجموعة السابعة بتصفيات اليورو.
النتائج تركت البرتغال كالعادة على الصدارة بالعلامة الكاملة (30 نقطة)، فيما حسم منتخب سلوفاكيا تأهله بالمركز الثاني برصيد 22 نقطة.
مجموعة متوازنة
البرتغال ستلعب رفقة منتخبات: التشيك وتركيا وجورجيا في المجموعة السادسة من اليورو، والتي ستقام في ألمانيا في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو.
وسيفتتح منتخب البرتغال مبارياته في يورو 2024 بمواجهة التشيك يوم 18 يونيو الجاري على ملعب ريد بول أرينا.
ويخوض منتخب البرتغال ثاني مبارياته أمام تركيا يوم 22 يونيو على ملعب سيجنال إيدونا بارك.
ويختتم منتخب البرتغال مبارياته في دور المجموعات بمواجهة جورجيا يوم 26 من شهور يونيو على ملعب فيلتنس أرينا.
البرتغال واليورو
منتخب البرتغال شارك في 8 نسخ سابقة من بطولة أوروبا ويستعد لخوض النسخة التاسعة.
المشاركة الأولى لمنتخب البرتغال جاءت في عام 1984، وخلال جميع مشاركاته السابقة تخطى منتخب البرتغال دور المجموعات بنجاح.
منتخب البرتغال وصل إلى الدور نصف النهائي في 5 مناسبات، ووصل إلى النهائي كمضيف في عام 2004، لكنه خسر أمام اليونان في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة على مدار تاريخها.
وفي 2016 استضافت فرنسا نهائيات بطولة أوروبا وحلمت بتحقيق اللقب على غرار كأس العالم 1998 لكنها اصطدمت بالبرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو.
القصة بدأت في سبتمبر من عام 2014 عندما تعاقد الاتحاد البرتغالي مع فرناندو سانتوس ليتولى المسؤولية خلفا لباولو بينتو الذي أقيل بسبب سوء النتائج.
في يورو 2016 تعادل المنتخب البرتغالي في كل مباريات دور المجموعات مع المجر وأيسلندا والنمسا، واستفاد الفريق من اللائحة الجديدة التي تنص على تأهل أفضل ثوالث ليحجز مكانه في دور الـ 16.
وتغلب المنتخب البرتغالي على كرواتيا ثم بولندا وويلز وأخيرا فرنسا بهدف إيدير الشهير وخروج رونالدو للإصابة في النهائي ليظفر باللقب التاريخي.
وقال رونالدو عقب تلك المباراة، التي اضطر إلى مغادرتها في الدقيقة 25، بسبب إصابته بالتواء في الركبة "لطالما قلت إنني أرغب في الفوز بشيء مع البرتغال لأدخل التاريخ ولقد حققت هذا، فزت بكل شيء على مستوى الأندية، ولكن كان ينقصني شيء مع المنتخب".
وبما إنه لم يتمكن من تقديم خدماته داخل الملعب في تلك الليلة، حاول القيام بهذا الأمر من على مقاعد البدلاء، حيث شوهد عدة مرات وهو يعطي التعليمات للاعبين أكثر مما يفعل مدرب المنتخب البرتغالي، فرناندو سانتوس.
البرتغال خلال مشاركاتها الأخيرة في يورو 2020 حاولت الدفاع عن لقبها، لكنها اكتفت بالوصول إلى الدور ثمن النهائي وخسرت من بلجيكا بهدف دون رد.