كتب : رامي جمال
جلس رونالد كومان على مقعده وفتح الكتاب السنوي الخاص بطلاب مدرسته واستدعى 26 اسما ليخوض بهم مسابقة على مستوى أوروبا.
ذلك الكتاب تضمن لحظات رائعة ومميزة في تاريخ الكرة الهولندية من تتويج سابق بلقب يورو بالإضافة إلى هدف روبن فان بيرسي الرائع في مرمى إسبانيا في كأس العالم 2014.
لكن أحد أبرز عيوب تلك المدرسة الهولندية هي عدم وجود نظام محدد تعمل وفقه وعلى أساسه، ليكون مدير الفريق هو أحد أسباب المشاكل قبل اختيار طلابه أو لاعبيه.
لماذا؟
الأمر يشبه إلى حد ما الكرة المصرية.
حينما كان يبحث اتحاد الكرة المصري عن مدرب للمنتخب فدائما تجد ثلاثة أسماء لا مفر منهم مع كل اختيار، حسام حسن وإيهاب جلال وحسام البدري.
ظل هكذا الأمر لسنوات عدة إلى أن تولى الثلاثي قيادة الفراعنة، لم يحقق جلال والبدري أي شيء ورحل كل منهما بطريقة أغرب من الأخرى.
والآن حسام حسن جلس على مقعد المدير ويتمنى أن يكون حظه أفضل من سلفه.
بالعودة إلى هولندا فمنذ عام 2000 تعاقب على تدريب المنتخب الملقب بالطواحين 10 مدربين.
أي أن المدرب الواحد مدة تواجده على رأس القيادة الفنية للمنتخب هي تقريبا سنة و4 أشهر فقط.
سنة و4 أشهر لمنتخب يريد أن يظفر بلقب يورو للمرة الثانية في تاريخه أو كأس العالم للمرة الأولى.
بل أن هناك أكثر من مدرب تولى قيادة منتخب هولندا أكثر من مرة، وكأن بلاد زهرة التيوليب لم تنجب أحدا سوى تلك الأسماء أو أن العالم أجمع لا يوجد فيه سوى هؤلاء المدربين.
تولى لويس فان جال قيادة هولندا ثلاث مرات، رونالد كومان وديك أدفوكات مرتين لكل منهما، وإن عدنا لما قبل بداية الألفية الجارية بعامين فقط فإن جوس هيدينك تولى القيادة مرتين هو الآخر.
كل ما يحدث يعيد هولندا دائما إلى نقطة الصفر، أساس عملية البناء به مشاكل، فالنتيجة خروج مبكر دائما من كل البطولات أو حتى أحيانا الفشل في التأهل لها من الأصل.
في كأس العالم 2022 أُسند لي مهمة كتابة تقرير عن هولندا وحينها أكدت أن العالم مدين لهم بسبب أسلوب لعب الكرة الشاملة والذي منه استقى بيب جوارديولا أسلوبه في اللعب.
لكن في ذلك الوقت قلت إن هولندا ليست فريقا عملاقا بسبب نتائجه في البطولات الكبرى. (يمكنك قراءة التقرير بالكامل من هنا)
فهل يستطيع منتخب هولندا الوصول لنصف النهائي للمرة الأولى في اليورو منذ عام 2004 ليحاول الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه؟ أم أنه سيفشل ويرحل كومان ويعود فان جال من اعتزاله مجددا أو ربما يتم الاعتماد على أدفوكات أو حتى هيدينك؟
هذا ما سنراه في ألمانيا.
مجموعة قوية
وقع منتخب هولندا في المجموعة الرابعة القوية في يورو 2024 بجوار كل من فرنسا وبولندا والنمسا.
سيبدأ منتخب هولندا مشواره في البطولة يوم 16 يونيو بملاقاة بولندا.
وفي يوم 21 يونيو سيواجه فرنسا في أصعب مباراة له في دور المجموعات.
ويختتم منتخب الطواحين مشواره في الدور الأول بملاقاة النمسا في 25 يونيو.
الفوز على بولندا والنمسا من المفترض أن يكون مضمونا في ظل أن مواجهة فرنسا ربما تميل للديوك.
لكن كيف سيظهر رفاق فيرجيل فان دايك؟
ولاية كومان الثانية
عاد رونالد كومان إلى هولندا بعد إقالته من برشلونة ورحيل فان جال بعد كأس العالم 2022.
قاد كومان منتخب هولندا في 12 مباراة فاز سبع مرات وهُزم في خمسة.
سجل المنتخب تحت قيادته 26 هدفا واستقبل 16.
نتائج وأرقام لا تبشر بالخير.
خاصة إن نظرنا أن فرنسا التي تواجدت في التصفيات رفقة هولندا دمرت فريق كومان برباعية دون رد في باريس، وانتصرت عليه في أمستردام بهدفين لهدف.
لكن بطريقة ما وجد منتخب هولندا طريقه نحو التأهل لليورو والسبب كان الانتصار على اليونان ملاحقتها.
حصد منتخب هولندا 18 نقطة في التصفيات خلف فرنسا صاحبة الـ22 نقطة.
وكان الفوز على منتخب اليونان ذهابا وإيابا هو السبب الرئيسي في إبعادها عن خطف المركز الثاني منها.
قائمة مواهب
تضم قائمة هولندا المستدعاة لليورو العديد من اللاعبين المميزين خاصة في خط الهجوم، لما لا وهو يتواجد ممفيس ديباي وكودي جاكبو وتشافس سيمونز ودونيل مالين وبريان بروبي. (تعرف على القائمة كاملة من هنا)
في الوسط يتواجد ريان جرافينبيرخ وفرينكي دي يونج، وفي الدفاع بالطبع القائد فيرجيل فان دايك وماتياس دي ليخت، وأخيرا المتألق رفقة باير ليفركوزن والمطلوب مع كبار أندية أوروبا جيريمي فريمبونج.
لو تحدثنا عن كل لاعب بشكل فردي فهو جيد لكن يظل السؤال كيف يعملون سويا في نطاق المجموعة؟
هولندا ودعت كأس العالم من ربع النهائي بسبب ركلات الترجيح أمام الأرجنتين رغم التأخر بهدفين دون رد حتى الدقائق الأخيرة من المباراة.
لذا من المفترض أن يستغل هؤلاء اللاعبين تلك الدفعة ليقوم الفريق بالبناء على ما حدث في المونديال القطري خلال مشاركتهم في اليورو.