يورو 2024 – إسبانيا.. النجاح يبدأ من مدريد

الجيل الذهبي من اللاعبين في برشلونة كان أيضا هو نواة الجيل الذهبي لمنتخب إسبانيا والذي شهد أفضل فتراته تاريخيا.

النظرية السابقة هي صحيحة كون أبرز اللاعبين في جيل إسبانيا الذهبي كانوا ضمن فريق برشلونة التاريخي مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس ودافيد فيا وكارليس بويول مع وجود لاعبين آخرين لم يقلوا أهمية بكل تأكيد ولكن الأسماء الماضية كانت هي الألمع بذلك التوقيت.

ولكن هل ينطبق ما سبق على المدربين؟

على عكس اللاعبين فإن النجاح لمنتخب إسبانيا دائما ما بدأ من مدينة مدريد، بالنظر لأي مدرب نجح في قيادة إسبانيا للأمجاد ستجد أن بدايته كانت دائما ما ترتبط بمدينة مدريد.

المجد الأول

بالنظر إلى التاريخ ستجد أن المجد الأول لإسبانيا في كرة القدم على مستوى المنتخب جاء تحت قيادة خوسيه فيلالونجا.

فيلالونجا بدأ مسيرته التدريبية مع ريال مدريد وقاد الفريق للتتويج بأول نسختين من دوري أبطال أوروبا قبل أن يرحل بسبب خلافات مع سانتياجو برنابيو رئيس النادي بذلك التوقيت.

بعد الرحيل عن ريال مدريد لم يخرج فيلالونجا من المدينة ولكنه اتجه للجار أتليتكو مدريد والذي توج معه بلقب الكأس مرتين.

وفي عام 1962 تولى تدريب منتخب إسبانيا وقاده للفوز بيورو 1964 ليتوج بلقبه الأول تاريخيا قبل أن يعتزل التدريب بشكل نهائي عقب كأس العالم 1966.

الجيل الذهبي

استمرت إسبانيا بدون التتويج بأي لقب لمدة 44 سنة بالتمام والكمال جاء الدور على لويس أراجونيس لقيادة منتخب إسبانيا.

كلاعب بدأ لويس أراجونيس من مدينة مدريد ومن بوابة خيتافي قبل الانتقال لريال مدريد في فترة غير ناجحة.

تألق أراجونيس الأكبر كانت برفقة أتليتكو مدريد كلاعب قبل أن يعتزل ويبدأ مشواره التدريبي مع نفس الفريق.

قاد أراجونيس أتليتكو مدريد لسنوات ورحل وقاد العديد من الفرق منها برشلونة بالمناسبة قبل أن يستقر به الوضع مع منتخب إسبانيا عام 2004.

المدرب الراحل قاد إسبانيا لمدة 4 سنوات كان فيها الجيل الذهبي الذي ذكرناه في بداية التقرير قد بدأ في الظهور وبدأ في اتخاذ مكانه بالتشكيل الأساسي لمنتخب إسبانيا.

عمل أراجونيس لمدة 4 سنوات مع إسبانيا تكلل بالنجاح أخيرا وقاد المنتخب للتتويج ببطولة اليورو في 2008 بعد غيابها لمدة 44 عاما.

عقب التتويج مباشرة رحل أراجونيس عن تدريب إسبانيا وتولى فيسينتي ديل بوسكي القيادة بدلا منه.

بنا ديل بوسكي على ما حققه أراجونيس من قبله ولم يكتف بذلك ولكنه أيضا قام بتعزيز تلك الإنجازات بعد أن نضج اللاعبين الذين توجوا بيورو 2008 مع إضافة بعض العناصر مثل بوسكيتس.

ونجح ديل بوسكي في قيادة إسبانيا للتتويج بكأس العالم 2010 ولأول مرة في تاريخ بلاده بالإضافة إلى التتويج من جديد باليورو في 2012 ليكتمل مصطلح الجيل الذهبي لإسبانيا.

بالنظر إلى ديل بوسكي ستجد أن بدايته كانت من مدينة مدريد أيضا مثل الذين سبقوه في صناعة المجد الإسباني.

ديل بوسكي بدأ مسيرته التدريبية في فريق ريال مدريد كاستيا أو الفريق الثاني للملكي وتدرج مع الأعمار السنية للفريق بما فيها الفريق الأول وقاده للتتويج بدوري أبطال أوروبا.

وفي 2004 ترك ديل بوسكي تدريب ريال مدريد وانتقل إلى بشكتاش قبل ومر بقادش قبل تولي تدريب إسبانيا.

بعد رحيل ديل بوسكي عن إسبانيا لم يحقق المنتخب أي لقب أو إنجاز يذكر سوى التتويج بدوري الأمم الأوروبية وهي بطولة لا تشكل أهمية كبيرة وكانت تحت قيادة المدرب الحالي للمنتخب لويس دي لا فوينتي.

بعد ذكر النماذج السابقة بكل تأكيد تحقيق الإنجازات مع إسبانيا مع مدربين بدأت مسيرتهم في مدريد ليست قاعدة ستسمر للأبد ولكن لمدة أجيال ارتطبت المدينة بأنجح المدربين الذين قادوا المنتخب ولكن بكل تأكيد قد يحقق مدرب لا علاقة له بمدريد الإنجازات مع المنتخب لأن الأمر في النهاية يعتمد على جودة المدرب واللاعبين.

وعلى الجانب الآخر فليس كل مدرب بدأ في مدريد سيحقق الإنجازات مع منتخب إسبانيا إلى الأبد لأن كل قاعدة بإمكانه أن تنكسر في أحد الأيام.

لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا الحالي لا علاقة له بمدريد سواء كلاعب أو مدرب ولكنه مدرب باسكي قضى معظم مسيرته في مدينة بلباو ولكنه الآن أمام تحدي صعب لمحاولة إعادة الأمجاد التي غابت لمدة 12 سنة حتى الآن عن منتخب إسبانيا.

دي لا فوينتي كسر القاعدة ولو نسبيا بالتتويج بدوري الأمم الأوروبية ولكنها بطولة صغيرة لا تقارن بالأمجاد السابقة لذلك فأعين الإسبان تتجه حاليا نحو يورو 2024.

منتخب إسبانيا سيدخل يورو 2024 بقائمة لا تحمل نجوما رنانة مثل الجيل التاريخي السابق ولكنه يملك عدد من المواهب صغيرة التي من الممكن أن تسطر باسمها جيلا ذهبيا جديدا في السنوات المقبلة.

المدرب

كما ذكرنا سابقا المدرب هو لويس دي لا فوينتي الذي بدأ مسيرته مع بعض الفرص الصغيرة في إقليم الباسك ومنها تولى تدريب فرق الشباب المختلفة لأتلتيك بلباو.

في 2011 تولى دي لا فوينتي تدريب ديبورتيفو ألافيس في تجربة لم تستمر سوى 11 مباراة.

وفي 2013 قاد دي لا فوينتي منتخب إسبانيا تحت 19 عاما واستمر مع الأعمار السنية للمنتخب حتى 2021 عندما صعد لتدريب المنتخب الأول بشكل مؤقت.

مع منتخبات الشباب تمكن دي لا فوينتي من التتويج يورو تحت 19 عاما ويورو تحت 21 عاما.

تجربة دي لا فوينتي الأولى كانت مؤقتة مع إسبانيا قبل أن يعود في 2023 ليقود الفريق بشكل دائم عقب رحيل لويس إنريكي بعد نهاية كأس العالم.

قاد دي لافوينتي منتخب إسبانيا حتى الآن في 12 مباراة وتمكن خلالها من الفوز في 9 مباريات وتعادل في مباراة وخسر مباراتين وقاده للتتويج بدوري الأمم الأوروبية.

المدرب صاحب الـ 62 عاما سبق له وأن قاد أكثر من لاعب في الجيل الحالي مع منتخب تحت 21 عاما وأبرزهم أوناي سيمون وميكيل أويارزابال وفابيان رويز.

الاتحاد الإسباني أعلن تمديد تعاقد دي لافوينتي حتى قبل بداية اليورو وحتى عام 2026 مما يعني على الثقة الكبيرة في المدرب الإسباني وعلى قدرته على قيادة المنتخب بكأس العالم المقبل.

مشوار التأهل

قدم منتخب إسبانيا أداء رائعة في تصفيات يورو 2024 بعد أن تصدر المجموعة الأولى على حساب اسكتلندا والنرويج وقبرص وجورجيا.

إسبانيا تمكنت من الفوز في 7 مباريات وتعرضت للهزيمة في واحدة لتتأهل برصيد 21 نقطة من 24 ممكنة.

مشوار التصفيات أضاف ثقة كبيرة في دي لافوينتي وفريقه من الشباب.

تاريخه في البطولة

منتخب إسبانيا هو الأكثر تتويجا ببطولة اليورو في التاريخ مناصفة مع ألمانيا بثلاثة ألقاب لكل منهما.

هو ثاني أكثر المشاركين أيضا في تاريخ البطولة برصيد 12 مرة وخلف ألمانيا صاحبة الـ 14 مشاركة.

الهداف التاريخي لإسبانيا في اليورو هو ألفارو موراتا برصيد 6 أهداف والذي سيكون له الفرصة لزيادة عدد أهدافه في النسخة المقبلة.

أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات بالبطولة بتاريخ إسبانيا هم أندريس إنييستا وسيسك فابريجاس وجوردي ألبا برصيد 16 مباراة.

المشاركة الأولى لمنتخب إسبانيا بالبطولة كانت عام 1964 في النسخة الثانية والتي انتهت بتتويج لاروخا.

اللقب

"الماتادور" هو اللقب الذي يطلق على منتخب إسبانيا وهو اسم يطلق على مصارعي الثيران الرياضية الأشهر في الدولة والأكثر شعبية.

اللقب الثاني هو "لاروخا" ويعني في اللغة الإسبانية الغضب الأحمر.

القائمة

تشهد قائمة إسبانيا المبدئية لليورو وجود 5 لاعبين من ريال سوسيداد وثنائي شاب.

وجاءت القائمة بالكامل كالتالي:

الحراس: أوناي سيمون (أتليتك بلباو) – دافيد رايا (أرسنال) – أليكس ريميرو (ريال سوسيداد).

الدفاع: إيمريك لابورت (النصر) – باو كوبارسي (برشلونة) – روبن لو نورماند (ريال سوسيداد) – ناتشو فيرنانديز (ريال مدريد) – داني كارباخال (ريال مدريد) – أليخاندرو جريمالدو (باير ليفركوزن) – خيسوس نافاس (إشبيلية) – داني فيفيان (أتلتيك بلباو) – مارك كوكوريا (تشيلسي).

الوسط: رودري (مانشستر سيتي) – مارتن زوبيميندي (ريال سوسيداد) – ميكيل مورينو (ريال سوسيداد) – بيدري (برشلونة) – فيرمن لوبيز (برشلونة) – أليكس جارسيا (جيرونا) – أليكس باينا (فياريال) – ماركوس لورينتي (أتليتكو مدريد).

الهجوم: ألفارو موراتا (أتليتكو مدريد) – لامين جمال (برشلونة) – نيكو ويليامز (أتليتك بلباو) – داني أولمو (لايبزج) – ميكيل أويارزابال (ريال سوسيداد) – خوسيلو (ريال مدريد) – فيران توريس (برشلونة) – أيوزي بيريز (ريال بيتيس).

أبرز اللاعبين

داني كارباخال

32 عاما

يعتبره البعض أحد أفضل من شغلوا مركز الظهير الأيمن بتاريخ كرة القدم.

لم يشارك كارباخال في التتويج الأخير لإسبانيا ببطولة اليورو إذ عرف اسمه في الموسم التالي للبطولة لأول مرة لذلك لا يعد أحد أفراد الجيل الذهبي للمنتخب ولكنه بالطبع أحد أفراد جيل ريال مدريد التاريخي.

كارباخال قدم واحد من أفضل مواسمه مع ريال مدريد وتوج أدائه بتسجيل هدف فريقه الأول بنهائي دوري أبطال أوروبا، ليتوج بشكل شخصي بالبطولة السادسة.

صاحب الـ 32 عاما شارك في 43 مباراة تاريخيا بقميص إسبانيا وصنع خلالها سبعة أهداف ولم يسجل.

وعلى الرغم من تاريخه الكبير مع ريال مدريد إلا أن كارباخال لم يشارك في أي بطولة يورو بتاريخه، إذ تعرض للإصابة قبل نسختي 2016 و2020 وغاب عن منتخب بلاده.

في الموسم الحالي لعب كارباخال 41 مباراة مع ريال مدريد وخلالها سجل 6 أهداف وصنع 5.

بيدري

21 عاما

بيدري واحد من العناصر الأساسية والمهمة لمنتخب إسبانيا حتى من النسخة الماضية لليورو عندما كان عمره 18 عاما.

على الرغم من تعرضه للعديد من الإصابات في الموسم المنقضي مع برشلونة إلا أنه لا يزال واحد من العناصر المنتظر ظهورها وبشدة.

في سنه الصغير لعب بيدري بالفعل 21 مباراة بقميص إسبانيا صنع خلالها هدف وحيد وشارك بجميع مباريات النسخة الماضية من اليورو.

ولعب بيدري 34 مباراة بقميص برشلونة في الموسم الماضي وخلالها سجل 4 أهداف وصنع 5 آخرين.

لامين جمال

16 عاما

أصغر اللاعبين المشاركين في البطولة ولكن أكثرهم انتظارا.

جمال أثبت في موسمه الأول مع برشلونة أنه موهبة من النوادر وتمكن من حمل الفريق وأن يكون نجمه الأول.

جمال لم يتم عامه الـ 17 حتى الآن وعلى الرغم من ذلك شارك في 6 مباريات بقميص إسبانيا وخلالها سجل هدفين وصنع هدفين.

أصغر لاعبي برشلونة شارك في 50 مباراة في الموسم المنقضي وتمكن من تسجيل 7 أهداف وصناعة 10 آخرين.

المجموعة

منتخب إسبانيا سيلعب في المجموعة الثانية بجانب كل من كرواتيا وألبانيا وإيطاليا.

المباراة الأولى ستكون ضد كرواتيا يوم السبت 15 يونيو على الملعب الأولمبي في برلين.

إسبانيا وكرواتيا التقيا في 10 مناسبات، كان الفوز من نصيب إسبانيا 5 مرات مقابل 3 لكرواتيا وتعادلين.

وجمعت بطولة اليورو المنتخبين في مناسبتين وانتصر كل منهما في واحدة.

المواجهة الأخيرة بينهما كانت بنهائي دوري الأمم الأوروبية وانتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف قبل أن يفوز منتخب إسبانيا بركلات الترجيج.

المباراة الثانية ستكون ضد إيطاليا يوم الخميس 20 يونيو على ملعب فيلتينس.

المواجهة بين إيطاليا وإسبانيا من الكلاسيكيات في أوروبا، إذ التقيا في 36 مناسبة سابقة.

خلال المواجهات السابقة حقق منتخب إسبانيا الفوز في 14 مباراة مقابل 9 لإيطاليا و11 تعادلا.

المواجهة الأخيرة في بطولة اليورو كانت في نخسة 2020 بربع النهائي عندما فاز منتخب إيطاليا بركلات الترجيح بعد نهاية المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق.

وكانت المواجهة الأخيرة بشكل عام في 2023 ببطولة دوري الأمم الأوروبية وانتهت بفوز إسبانيا بهدفين مقابل هدف.

المباراة الثالثة لإسبانيا في دور المجموعات ستكون ضد ألبانيا يوم الإثنين 24 مايو على ملعب ميركر سبيل.

الفريقان التقيا في 8 مناسبات سابقة انتهت جميعها بفوز منتخب لاروخا.

والمواجهة الأخيرة التي جمعت بينهما كانت عام 2022 في ودية انتهت بفوز إسبانيا بهدفين مقابل هدف واحد.