يورو 2024 - منتخب تخلى عن لقبه.. ألمانيا "النضارة" ومواهب الجبال

الإثنين، 03 يونيو 2024 - 18:21

كتب : محمد مصطفى

ميروسلاف كلوزه

ترتبط المنتخبات دائما بألقاب مثل التانجو والسامبا والماتادور، ولكن لم يفرط منتخب يوما في اسمه، حتى أتى الألمان وقرروا ذلك.

عام 2022 وبعد هجوم كبير من الجماهير قرر الاتحاد الألماني التخلي عن لقب "مانشافت"، والذي يعني "الفريق"، إذ حمل المنتخب الألماني اسمه طوال سنوات حتى أصبح العلامة التجارية الرسمية اعتبارا من عام 2015، بعد التتويج بلقب كأس العالم عام 2014 للمرة الرابعة في تاريخ ألمانيا.

التيار المؤيد لهذا تشارك الحجة ذاتها: إضافة "ألف ولام التعريف" بطريقتهم لكلمة "منتخب" تمثل نوعا من أنواع التعالي، لأن منتخب ألمانيا هو "فريق" وليس "الفريق".

الأسطورة الألمانية لوثار ماتيوس، قال وقتها لصحيفة بيلد: "من الأفضل ابتكار اسم جديد لألمانيا (لإضفاء النضارة)".

تكرار المعاناة

عانت ألمانيا بعد التتويج بكأس العالم 2014، ليتراجع أداء المنتخب من بعدها ويودع يورو 2016، و2020 من الدور نصف النهائي، والـ16 على الترتيب، وكذلك الخروج مبكرًا من دور المجموعات بكأس العالم مرتين متتاليتين 2018، و2022 للمرة الأولى في التاريخ.

تبحث ألمانيا عن العودة مجددًا للبطولات، في فترة تشبه ما بعد التتويج ببطولة يورو 1996، بالخروج من كافة البطولات وأبرزهم الخروج المهين من دور المجموعات في يورو 2000 وتسجيل هدف وحيد.

وصف بيرتي فوغتس، مساعد مدرب ألمانيا فرانز بيكنباور في كأس العالم 1990 المتوج به، والمدير الفني لمنتخب ألمانيا من 90 حتى 1998 والمتوج بأمم أوروبا 1996، حال الكرة في بلاده وقتها: "نعاني من نقص المواهب، الألمان يعتمدون على أمجادهم".

وضرب فوغتس مثالا بـ"ميروسلاف كلوزه" الهداف التاريخي لألمانيا وكأس العالم، والذي لعب كهاو في الدرجة الخامسة حتى سن 21 عاما، حيث لم يسافر الكشافة إلى بلدة كوسيل الصغيرة التي كان يعيش فيها، فالفريق الذي خرج من الدور الأول في يورو 2000 لم يكن به سوى سيباستيان دايزلر، ومايكل بالاك تحت 25 عاما، وعشرة لاعبين أعمارهم تتجاوز 30 عاما.

ثورة العقول

اجتمعت العقول الألمانية وقتها، لإحداث ثورة في كرة القدم، ووصف الصحفي الألماني أرشي ريند توت، تلك اللحظة في الكرة الألمانية لشبكة CNN: "لقد كانت تلك لحظة فاصلة إلى حد كبير".

أنفق الاتحاد الألمانية والأندية ما يزيد عن 96 مليون يورو سنويا على الشباب، وإنشاء أكثر من 52 مركز للمتميزين، و366 قاعدة تدريب إقليمية، وأطلق عام 2002 برنامج موسع للبحث عن المواهب.

وقال يورج دانييل حارس ألمانيا السابق والمشرف على برنامج كشف المواهب: "إذا وُلدت موهبة في قرية صغيرة خلف الجبال، فمن الآن فصاعدًا سنجده".

استمر الاستثمار في المواهب، وبدأت ألمانيا العودة تدريجيا، حصلت ألمانيا على ثالث العالم في مونديال 2006، وخسرت نهائي يورو 2008، حتى وصلت إلى التتويج بمونديال 2014 بقدم ماريو جوتزة أحد المواهب المكتشفة من مشروع الاتحاد الألماني.

أثمر البرنامج عن الوصول إلى أن 69 % من لاعبي الدوري الألماني، ألمان الجنسية، و14 % يلعبون في النادي الذي نشأوا فيه.

هل تعرف معنى العقلية الألمانية؟

نجحت العقلية الألمانية في إعادة ألمانيا إلى الطريق الصحيح.

كريستيان زيغي المتوج مع منتخب ألمانيا ببطولة يورو 1996، عرّف العقلية الألمانية بـ"عدم الرضا أبدا، الرضا عن الذات هو الخطوة الأولى نحو الانكسار".

وكذلك وصفها أسطورة ألمانيا لوثر ماتيوس: "العقلية الألمانية لا تراها في كرة القدم فحسب، بل في السيارات أيضا، لدينا أفضل السيارات في العالم، نحب أن نبذل قصارى جهدنا دائما".

ماتيوس أضاف: "إذا افتقدت لاعبًا، فمن المهم جدًا ألا تفقد الجودة الشاملة في فريقك، عندما أصيب ليونيل ميسي مع الأرجنتين، لم تعد الأرجنتين هي الأرجنتين.".

هل تتكرر الثورة؟

جوليان ناجلسمان المدير الفني لمنتخب ألمانيا، يحاول السير على نفس النهج بإحداث ثورة في صفوف المنتخب، قام باستبعاد ليون جوريتسكا لاعب وسط بايرن ميونيخ، وماتس هوميلز مدافع بوروسيا دورتموند، وضم 21 لاعبا من الدوري الألماني ضمن قائمة مكونة من 27 لاعبا.

ناجلسمان ضم ديفيد راوم مدافع لايبزيج، ونيكو شلوتربيك، وكريم أديمي لاعبي دورتموند، وفلوريان فيرتز لاعب ليفركوزن، المتوجون مع المنتخب الألماني ببطولة أوروبا تحت 21 سنة عام 2021.

وكذلك واصل ضم الوجوه الجديدة في ظهورهم الأول مع المنتخب مثل ألكسندر بابلوفيتش لاعب بايرن ميونيخ، وماكسيميليان بيير لاعب هوفنهايم، بالإضافة إلى استمرار موهبة ألمانيا جمال موسيالا نجم الفريق البافاري.

ناجلسمان بحث عن مواهب ألمانية أخرى رغم كبرهم، ضم روبرت أندريش لاعب وسط ليفركوزن صاحب الـ29 عاما، ووالديمار أنتون مدافع شتوتجارت 27 سنة.

قائمة ألمانيا

ضمت قائمة ألمانيا 6 لاعبين من خارج بوندسليجا بواقع 4 لاعبين من الليجا الإسباني (2 من برشلونة ومثلهما من ريال مدريد)، ولاعبان من بريميرليج (لاعب من برايتون وآخر من أرسنال).

وشهدت القائمة تواجد 6 لاعبين من بايرن ميونيخ، و3 من باير ليفركوزن المتوج ببطولة الدوري الألماني.

وجاء القائمة على النحو التالي:

حراسة المرمى: مانويل نوير (بايرن ميونيخ) - ألكسندر نوبل (شتوتجارت) - مارك تير شتيجن (برشلونة) - أوليفر باومان (هوفنهايم)

الدفاع: والديمار أنتون (شتوتجارت) - بينجامين هينريش (لايبزيج) - جوشوا كيميش (بايرن ميونيخ) - روبن كوخ (اينتراخت فرانكفورت) - ماكسيميليان ميتلشتيت (شتوتجارت) - ديفيد راوم (لايبزيج) - أنطونيو روديجر (ريال مدريد) - نيكو شلوتربيك (بوروسيا دورتموند) - جوناثان تاه (باير ليفركوزن)

الوسط: روبرت أندريش (باير ليفركوزن) - كريس فيهريش ( شتوتجارت) - باسكال جروس (برايتون) - إلكاي جوندوجان (برشلونة) توني كروس (ريال مدريد) - جمال موسيالا (بايرن ميونيخ) - ألكسندر بابلوفيتش (بايرن ميونيخ) - ليروي ساني (بايرن ميونيخ) - فلوريان فيرتز (باير ليفركوزن)

الهجوم: نيوكلاس فولكروج (بوروسيا دورتموند) - كاي هافيرتز (أرسنال) توماس مولر (بايرن ميونيخ) - دينيز أونديف (شتوتجارت) - ماكسيميليان بيير (هوفنهايم)

ويرغب توني كروس، نجم وسط ريال مدريد، في الفوز ببطولة اليورو، الكأس الوحيد المفقود في خزانة ألقابه.

كروس أعلن اعتزاله، وستكون بطولة يورو 2024 هي الأخيرة له في الملاعب، وربما التتويج بها، يجعله ضمن المقربين من التتويج بالكرة الذهبية، رفقة زميليه فينسيوس جونيور، وجود بيلنجهام، في الفريق الملكي المتوجين بثنائية الدوري، ودوري الأبطال.

قائمة ألمانيا تضم إلى جانب كروس، مانويل نوير، وتوماس مولر، المتوجين بكأس العالم 2014 في البرازيل.

ألمانيا لا تغير مدربيها

جوليان ناجلسمان المدرب رقم 12 في تاريخ المنتخب الألماني، تولى المسؤولية عام 2023 خلفا لـ هانز فليك، ليصبح ثاني أصغر مدرب يتولى تدريب المنتخب الألماني، بعد أوتو نيرتس أول مدرب في تاريخ ألمانيا (1926 - 1936).

وقام الاتحاد الألماني بتمديد تعاقد ناجلسمان حتى عام 2026، بعد استعادة المنتخب لبريقه بالفوز أمام فرنسا وهولندا مارس 2024، ليظفر بثقة مسؤولي الاتحاد، ويقطع الطريق على محاولات بايرن ميونيخ لاستعادة مدربه والتركيز مع المنتخب.

بيرند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني، علق على خطوة تجديد عقد ناجلسمان: "إشارة قوية للاتحاد ومنتخب ألمانيا. فهو مدرج في قائمة العديد من الأندية الكبرى في جميع أنحاء أوروبا".

ليست فأل خير

وتخوض ألمانيا بطولة اليورو ضمن المجموعة الأولى، مع إسكتلندا والمجر وسويسرا.

ولا تعد تلك المنتخبات فأل خير على ألمانيا إذا ما واجهتها في دور المجموعات.

المجر تحل في مجموعة تضم ألمانيا للمرة الثانية على التوالي، حيث حلت رابعة في المجموعة السادسة في يورو 2020، خلف فرنسا وألمانيا والبرتغال.

المجر كادت أن تطيح بألمانيا من دور المجموعات في اليورو، لولا هدف ليون جورتسيكا قبل النهاية بـ6 دقائق والذي منح ألمانيا التعادل 2-2 والتأهل في المركز الثاني من دور المجموعات، قبل وداع البطولة من دور الـ16 أمام إنجلترا.

ووقعت أسكتلندا رفقة منتخب ألمانيا في دور المجموعات ببطولة 1992، وفاز وقتها الماكينات 2-0، قبل أن تخسر ألمانيا اللقب في المباراة النهائية أمام الدنمارك 2-0.

فيما تعد تلك المرة الأولى التي تواجه فيها ألمانيا منتخب سويسرا في دور المجموعات.

أرقام استثنائية لألمانيا

ألمانيا هي الأكثر مشاركة في بطولة اليورو 14 مرة، وهو الأكثر تحقيقا للفوز في اليورو بـ27 فوزًا.

ألمانيا كذلك هي الأقوى هجوما بتسجيل 78 هدفا، والأضعف دفاعا بتلقي 55 هدفا.

ألمانيا لم تكتف بكونها صاحبة الرقم القياسي في التتويج 3 نسخ، وإنما هي الأكثر حصدا للميداليات بواقع 3 ميداليات فضة كوصيف، و3 ميداليات برونزية.

منتخب ألمانيا هو الوحيد الذي تأهل لنهائي اليورو 3 مرات متتالية أعوام 1972، و1976، و1980، ولكن لم تنجح في تحقيق ما أنجزته إسبانيا بالتتويج ببطولتين متتاليتين 2008، و2012، إذا خسرت الماكينات بطولة 1976.

الألمان يفوزون في نهاية المطاف

ألمانيا هي صاحبة الرقم القياسي في التتويج بلقب اليورو 3 ألقاب.

وكذلك لم تغب ألمانيا عن المشاركة طوال تاريخ المونديال سوى في نسختي 1930 بسبب صعوبة سفر المنتخبات الأوروبية إلى أميركا الجنوبية، و1950 بسبب حظر مشاركتها عقب الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك التاريخ، حصدت ألمانيا اللقب 4 مرات، والمركز الثالث على الأقل في كل عقد، حيث تحمل الرقم القياسي ببلوغ الدور قبل النهائي.

النجم الإنجليزي جاري لينيكر علق على فوز الألمان دائما: "كرة القدم لعبة بسيطة؛ فهي عبارة عن 22 لاعباً يركضون خلف الكرة لمدة 90 دقيقة ثم يفوز الألمان في نهاية المطاف".

ورغم التألق الدائم للألمان، وتواجدها ضمن المنتخبات المرشحة، إلا أنها لم تنجح في الفوز بلقب بطولة أمم أوروبا التي نظمتها عام 1988، وتوجت بالألقاب الثلاثة خارج أرضها في بلجيكا، وإيطاليا، وإنجلترا.

ألمانيا توجت بلقبين تحت اسم ألمانيا الغربية، فيما فازت ألمانيا الموحدة ببطولة 1996 على ملعب ويمبلي القديم.

ألمانيا نظمت 3 بطولات طوال تاريخها يورو خسرت بطولتين أمم أوروبا 1988، وكأس العالم 2006، فيما توجت بلقب وحيد على أرضها كأس العالم 1974.

كذلك تسعى ألمانيا لكسر سلسلة عدم فوز صاحب الأرض باللقب، والتي لم تحدث سوى في 3 نسخ إسبانيا 1964، وإيطاليا 1968، وفرنسا 1984.

أخر الأخبار
التعليقات