كتب : إسلام أحمد
قبل وصولنا لعصر الكرة الحديثة والتغييرات المتسارعة في كرة القدم بقيادة بيب جوارديولا واللعب التموضعي والذي صار غالبا على العديد من الفرق والمنتخب بأنماط مختلفة كانت كرة قدم المنتخبات مميزة.
عُرفت إيطاليا بالكرة الدفاعية و"كاتيناتشو"، وألمانيا بالماكينات حيث التنظيم والقوة، والبرازيل بالسامبا حيث المهارة والتمريرات القصيرة، إنجلترا بالكرات الطولية. كل منتخب مميز عن الآخر والقائمة تطول.
إحدى الشركات قررت إطلاق حملة دعائية قبل انطلاق بطولة يورو 2008 لأبرز منتخبات البطولة، وشعار منتخب إيطاليا كان "هنقفل وندافع، ليه نهاجم؟ ما ندافع"، وذلك على أنغام النشيد الوطني لـ إيطاليا.
خوانما ليّلو مدرب مانشستر سيتي المساعد لـ بيب جوارديولا في تقرير له نُشر على شبكة "ذا أثليتك" خلال كأس العالم 2022 صّرح بإنه يحب كرة قدم المنتخبات عن الأندية لأن اللاعبين ليسوا محاصرين بسلطات المدرب المطلقة طيلة الموسم.
لماذا؟ لأن مدرب المنتخب لا يمتلك وقتا لوضع فكرة محددة لضيق الوقت في التوقفات الدولية وقبل البطولات المجمعة، ولذلك فالأهم في كرة قدم المنتخبات هو اللاعب وليس المدرب.
لكن عولمة كرة القدم ضربت الجميع على مستوى الأندية والمنتخبات، فإذا شاهدت مباريات يورو 2020، سأراهنك أنك تفاجأت من أسلوب لعب منتخب إيطاليا المُغاير تماما عن الصورة الذهنية التي تأصلت في ذهن أي مشجع غير متابع بشكل جيد للأتزوري قبل انطلاق البطولة.
النهاية
في 2018 فشلت إيطاليا بالتأهل لكأس العالم في مفاجأة مدوية تحت قيادة جانبييرو فينتورا ضد السويد، وتولى روبرتو مانشيني مهمة قيادة الأتزوري في مرحلة إحلال وتجديد.
قبلها مرت إيطاليا بمرحلة انعدام توازن واضح، فمنذ التتويج بلقب كأس العالم 2006 مع جيل ذهبي دخلت في مرحلة قلة المواهب، فودعت مبكرا من مونديال 2010 من دور المجموعات وفي يورو 2012 كانت المفاجأة بالوصول للنهائي والخسارة برباعية ضد إسبانيا.
نفس الأمر تكرر في كأس العالم 2014 وودعت إيطاليا من دور المجموعات مجددا، وفي يورو 2016 تحت قيادة أنطونيو كونتي وصف البعض الفريق المشارك بالأضعف الذي يمثل الأتزوري في بطولة كبرى منذ كأس العالم 1950 بعد تحطم طائرة سوبرجا ووفاة لاعبي تورينو وقتها.
رغم نقص مواهب إيطاليا انتصروا على بلجيكا وإسبانيا في اليورو وودعوا بركلات الترجيح ضد ألمانيا، لكن الأمر لم يكن مقنعا، لتأتي الضربة الأهم وهي الفشل في التأهل لكأس العالم 2018.
حينها تبرز لقطة رفض دانييلي دي روسي المشاركة ضد السويد كبديل ومشيرا على زميله لورينزو إنسيني من أجل أن يشارك كبديل لحل الأمر لأن إيطاليا بحاجة للفوز وليس التعادل، والنتيجة غياب عن المونديال لأول مرة منذ 1958.
صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" الإيطالية عنونت في اليوم التالي لكارثة سان سيرو ضد السويد: "النهاية"، وأعلن كل من أندريا بارزالي وجانلويجي بوفون ودانييلي دي روسي الاعتزال دوليا لينتهي آخر ممثلي جيل 2006.
ثورة من 4 حروف
إيطاليا كان لديها أمل ومثله ماوريسيو فيشيدي والذي شغل منصب المنسق العام للاتحاد الإيطالي وهو من ساعد في بدء الثورة على كرة القدم الإيطالية من 2010.
فقال في تصريح نقلته شبكة "ذا أثليتك": "لم نذهب لروسيا في 2018 وبدا الأمر أن الكرة الإيطالية ماتت".
الأهم أن فيشيدي لديه خطة فعمل على زيادة مباريات دوري الناشئين تحت 15 عاما، وبدأ في تقسيم دوريات الشباب حتى لا يواجه فريق كبير من النخبة في الدرجة الأولى أو الثانية فرقا من الدرجتين الثالثة والرابعة.
كما عمل على تدريب المدربين على المبادئ التي يجب تعليمها للاعبين الصغار، وظهرت النتائج سريعا، في 2013 تأهل منتخب تحت 17 عاما لنهائي بطولة أوروبا، وكذلك منتخب تحت 21 عاما مع ماركو فيراتي ولورينزو إنسيني وتشيرو إيموبيلي لبطولة أوروبا، لم يحقق المنتخبين اللقب لكن هناك تطور بسيط.
فيشيدي لم يؤمن أن الحمض النووي لإيطاليا هو الدفاع فقط واللعب على المرتدات، "فالأمر يشبه أن تعلم طفلا في المدرسة كيف ينسخ فقط"، ورأى أن الأساليب الفنية تأتي قبل الموهبة في تطوير اللاعب، وانتقد فكرة أن المدربين يحاولون صناعة أسماءهم على حساب صناعة لاعبين جدد.
ووضع فيشيدي خطة مكونة من 4 أحرف: C-A-R-P يجب تعليمها للشباب بشكل عام وهي اختصارات:
كوستروزوني (بناء اللعب).
أمبيزيا (العمق).
ريفينيتورا (اللعب بين الخطوط وفي الثلث الأخير).
بروفونديتا (المساحات في الخلف).
الهدف من تلك الأفكار الأربعة وجوب أن يكون لدى كل فريق لاعبون يمكنهم البناء من الخلف، وشغل مساحة الملعب، والمساحة بين الخطوط والمساحة في الخلف بغض النظر عن التشكيل.
عمل يؤتي ثماره
عمل فيشيدي بدأ يؤتي ثماره في فترة ما بين 2016 وحتى 2020 حققت إيطاليا 4 فضيات وتأهلت لنهائي أوروبا تحت 19 عاما مرتين متتاليتين وكذلك تحت 17 عاما، وحقق منتخب تحت 20 عاما المركز الثالث في كأس العالم للشباب والذي غاب عن المشاركة قبلها 8 سنوات.
في المقابل كان واضحا انهيار المنتخب الأول الذي فشل للتأهل لمونديال 2018، حينها كانت بيلي كوستاكورتا أحد أعضاء الاتحاد الإيطالي جالسا رفقة روبرتو مانشيني المدير الفني بالمدرجات خلال لقاء السويد ولفت نظره تراجع تشيرو إيموبيلي وأندريا بيلوتي مهاجما الفريق لما قبل خط منتصف الملعب، حينها قال لمانشيني: "انظر، أريد فريقا يلاحق خصومنا في نصف ملعبهم".
جاءت الكرة في ملعب مانشيني هذه المرة والذي تولى المسؤولية خلفا لفينتورا، حينها انتقد مانشيني المسؤولين لقلة اللاعبين الشباب الطليان خاصة مع زيادة أعداد المحترفين في الفرق الكبيرة وبالتالي قلة اختيارات وصعوبة إكمال خلق جيل جديد للكرة الإيطالية.
تأهلت إيطاليا ليورو 2020 قبل 3 جولات على نهاية مرحلة التصفيات وارتقت من المركز الـ 21 في تصنيف فيفا لـ السابع وحققوا أطول سلسلة لاهزيمة في تاريخ المنتخبات برصيد 37 مباراة.
سهّل عمل فيشيدي من مهمة مانشيني، في أول 5 مباريات له كمدرب لمنتخب إيطاليا كان متوسط أعمار لاعبيه الأساسيين 25 عاما و260 يوما. في المباريات الخمس السابقة قبل وصوله، كان متوسط العمر أكبر من ذلك بثلاث سنوات تقريبا.
أنشأ مانشيني هيكلا ونمطا واضحا للعب يجب على فريقه محاكاته، حتى لو كان الأفراد الموجودون على أرض الملعب مختلفين. في 24 من أصل أول 27 مباراة تحت قيادة مانشيني، اعتمدت إيطاليا خطة 4-3-3، واستمرت بها.
كانت إيطاليا تحت قيادة مانشيني أكثر فعالية بكثير مما كانت عليه تحت قيادة المدربين السابقين. يمررون كثيرا، ويسددون أكثر، ولديهم المزيد من اللمسات في منطقة جزاء الخصم. والأهم انعكس ذلك على الدفاع، استقبلوا عددا أقل من التسديدات على مرماهم.
استخدم مانشيني 64 لاعبا مختلفا في 27 مباراة له حتى الآن، وهو أكثر من أي مدرب آخر في أول 27 مباراة له مع المنتخب الإيطالي.
التنفيذ
استمر مانشيني في تنفيذ الأفكار الأربعة التي وضعها فيشيدي فكانت إيطاليا أفضل منتخب يسترجع الكرة في اليورو بعد 13 تمريرة من الخصم، كما كانت المسافة بين خط الدفاع وخط المرمى 42.9 مترا عن مرماهم وهو ما يعني تواجد جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي عن مرماهم رغم أنهم لم لا يتميزا بالسرعة.
واحدة من أفضل نقاط قوة إيطاليا في اليورو كانت خط الوسط بتواجد الثلاثي نيكولو باريلا وماركو فيراتي وجورجينيو، فيراتي كان أكثر من قدم تمريرات مفتاحية في البطولة ورابع أكثر لاعب مرر تمريرات صحيحة في المباراة بمتوسط 87 تمريرة لكل 90 دقيقة وخامس أكتر من استعاد الكرة بعرقلة بـ 4 مرات لكل مباراة.
وهو أكثر من حمل الكرة (ركض بالكرة لأكثر من 10 أمتار) برصيد 23 مرة ويتفوق عليه فقط 5 لاعبين في البطولة.
جورجينيو كان ثاني أكثر لاعب إطلاقا للتمريرات الصحيحة في البطولة بـ 484 تمريرة صحيحة بعد إيمريك لابورت مدافع إسبانيا، وهو ثاني أكثر لاعب استعاد الكرة برصيد 48 مرة في المسابقة.
عرف مانشيني أن تشيرو إيموبيلي الذي سجل هدفين فقط خلال البطولة لن يحل يكون مصدر قوته الهجومية، فظهر الاعتماد الأكبر على فيديريكو كييزا ولورينزو إنسيني على الأطراف وكذلك على لاعبي الوسط القادمين من الخلف والتي برز فيها مانويل لوكاتيلي.
سجلت إيطاليا 10 أهداف من داخل منطقة الجزاء خلال البطولة و3 من خارج منطقة الجزاء وهو أكثر من أي فريق آخر.
رغم أن البعض عاب على مانشيني التراجع الدفاعي في الدقائق الأخيرة ضد إسبانيا في النهائي، إلا أنه دائما ما ظهر متمسكا بمواصلة اللعب بنفس الأفكار وهو ما شدد عليه قبل نهائي اليورو.
في المؤتمر الصحفي قبل المباراة النهائية صرّح المدير الفني قائلا: وقال "لعبنا دائما بهذه الطريقة. حتى أمام إسبانيا أردنا اللعب بهذه الطريقة، لكنهم قاموا بعمل جيد في الحد من قدراتنا، واحتفظوا بالكرة بشكل أفضل منا، ومع ذلك، سنحاول أن نفعل ما فعلناه حتى الآن وما أوصلنا إلى هذا الحد، لا يمكننا تغيير ذلك الآن".
مايكل كوكس واحد من أبرز محللي شبكة "ذا أثليتك" قال بعد تتويج إيطاليا باللقب في مقاله: "سنتذكر إيطاليا باعتزاز. لم يكونوا فريقا رائعا حقا، لكنهم كانوا الفائزين في بطولة رائعة لم يكن بها فريق عظيم في الواقع. لم يتعرض أحد للسرقة. لم يشق أحد طريقه إلى مرحلة خروج المغلوب قبل أن يحالفه الحظ قليلا. ولن يحسد أحد إيطاليا على انتصارها. وهذا في حد ذاته يجعل من هذه إيطاليا مختلفة".
خطوة للخلف
توقفت سلسلة انتصارات إيطاليا بعد اليورو مباشرة بالخسارة من إسبانيا في سان سيرو بنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، لكن لم يتوقع أشد المتشائمين أن يفشل الأتزوري في التأهل للمونديال.
إيطاليا أهدت سويسرا بطاقة التأهل المباشر للمونديال بعد إهدار جورجينيو برعونة لركلتي جزاء ذهابا وإيابا، تاركا بطل أوروبا في الملحق لتأتي الخسارة المدوية أمام مقدونيا الشمالية معلنة تكرار فشل 2018 مرة أخرى، رغم أن هدف مانشيني في الأساس كان التتويج بلقب كأس العالم وليس المشاركة فقط.
استمر مانشيني قليلا لكن بدا أن المنتخب فقد بوصلته تحت قيادته، وحاول إيجاد الحلول بضم لاعبين جدد وتجنيس آخرين على غرار ريتيجي وانتهت رحلته وخلَفه مدرب آخر يمتلك أفكارا مشابه وحقق ناجحا مدويا مع نابولي، وهو لوتشيانو سباليتي بطل الدوري الإيطالي.
إيطاليا لن تعود للخلف من أجل لعب كرة دفاعية، بل مدرب سيُكمل ما بدأه مانشيني ولم ينهيه بشكل جيد.
عرف سباليتي التحديات التي سيواجهها، كما قال بنفسه عندما تولى المهمة: "فاز مانشيني ببطولة أوروبا، وسجل رقما قياسيا بـ 37 نتيجة إيجابية متتالية وأدخل العديد من اللاعبين الشباب إلى الفريق. علينا الآن أن نحاول لعب كرة القدم التي يحبها الجميع. نريد أن نلعب كرة قدم تشبه دولة قوية مثل إيطاليا".
قاد سباليتي إيطاليا للتأهل لليورو في المركز الثاني خلف إنجلترا في دور المجموعات وحسم تأهله المباشر على حساب أوكرانيا في الجولة الأخيرة، لكن دون أن تغييرات في الأفكار التي وضعها مانشيني.
وقبل مباراتي فنزويلا والإكوادور في مارس الماضي أعلن بدء التغيير لأنه حان الوقت لذلك فصرّح قبل مباراتي فنزويلا والإكوادور الوديتين: "الآن لدينا الفرصة لتوسيع آفاقنا وتجربة شيء مختلف، بما في ذلك نظام تكتيكي جديد".
وقرر التحول لخطة 3-4-2-1 بدلا من 4-3-3 التي بدأ بها مبارياته الـ 6 الأولى، دفع بأسماء جديدة وانتصر في المباراتين.
وفقا للتقارير الأخيرة سيواصل سبالتي الاعتماد على الخطتين سويا خلال مباريات يورو 2024 بألمانيا، لأن إيطاليا لن تعود لعصر كاتيناتشو مجددا.
الطريق لـ يورو 2024
تواجد منتخب إيطاليا في المجموعة الثالثة رفقة إنجلترا في تكرار لنهائي يورو 2020 وخسر الأتزوري في ملعب دييجو أرماندو مارادونا بنابولي بنتيجة 2-1 أمام إنجلترا في افتتاح المشوار.
ثم حققت فوزا بنتيجة 2-0 على مالطا، غادر مانشيني وجاء سباليتي وبدأ طريقة مع مقدونيا الشمالية وتعادل بنتيجة 1-1.
وأظهر سباليتي غضبه بعد مباراته الأولى قائلا: "كانت المعاناة عندما أصبحت المباراة فوضوية ولم نكن مستعدين لإعادة خلق الصلابة الدفاعية، وافتقرنا إلى الصبر للقيام بالتمريرات الصحيحة، عندما كان لدينا الوقت والمساحة للقيام بذلك".
فازت إيطاليا على أوكرانيا بنتيجة 2-1 ثم مالطا برباعية، ورغم التقدم على إنجلترا بهدف مبكر خسر بنتيجة 3-1.
حقق سباليتي فوزه الأكبر بنتيجة 5-2 على مقدونيا واختتم مشواره بالتعادل السلبي مع أوكرانيا ليتأهل الأتزوري للدفاع عن لقبه بـ 14 نقطة و4 انتصارات فقط وتأهل في اليوم الأخير على عكس النسخة الماضية.
بعد التأهل لليورو انتقد سباليتي الأجواء في معسكرات المنتخب مؤخرا قائلا: "اللاعبون يمكنهم حمل هواتفهم، لكن لا يمكنهم الاحتفاظ بها على طاولة التدليك أو أثناء العلاج".
وتابع "أريد إحياء المعسكرات القديمة والعادات والأجواء وقتها، أشياء بسيطة وصحية، وسوف يساعدني جيانلويجي بوفون في هذا".
وواصل "إذا كانت الحداثة هي اللعب بالبلايستيشن حتى الرابعة صباحا حيث تكون هناك مباراة في اليوم التالي، فهذه الحداثة ليست جيدة".
وشدد "نحن نعيش في عالم لا يعطي حافزا كبيرا للعمل الجاد ويفضل أطفال اليوم وضع صورة على إنستجرام مع تسريح شعرهم بدلا من خفض رؤوسهم والعمل، هذه ليست القيم التي يجب على إيطاليا أن تنقلها".
وأكمل "أنت تأتي إلى المنتخب بعيون ضاحكة وقلب نابض، تكون مثل قطيع من الذئاب تسير في صف واحد لدفع زميلك في الفريق إلى المقدمة ولا تترك أحدا خلفك".
وأنهى حديثه قائلا: "الإيطاليون يطلبون فريقا وطنيا قويا ومسؤولا وشجاعا، أنت تأتي إلى المنتخب للفوز ببطولة أوروبا، وليس للفوز في Call Of Duty".
وكما أسلفنا قرر سباليتي أن يبدأ عمله الخاص في التوقف الدولي الماضي بتغيير الخطة لـ 3-4-2-1 بدلا من 4-3-3.
10 من 30
تواجد فقط 10 لاعبين في القائمة الأولية لإيطاليا في يورو 2024 ممن حققوا لقب يورو 2020.
جانلويجي دوناروما أفضل حارس في النسخة الماضية ومعه أليساندرو باستوني وجيوفاني دي لورينزو ونيكولا باريلا وبريان كريستانتي وجورجينيو ولورينزو بيليجريني ولورينزو بيليجريني وجياكومو راسبادوري وفرانشيسكو أتشيربي لكنه خرج من القائمة بسبب الإصابة.
تشهد قائمة إيطاليا في البطولة والتي سيتم تقليصها لـ 26 لاعبا في السابع من يونيو الجاري عديد التغييرات عن الفريق الفائز بلقب يورو 2020.
يغيب جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي قائدا دفاع إيطاليا بسبب الاعتزالـ، فيما يعود ماتيو دارميان لأول مرة منذ 6 سنوات لقائمة إيطاليا.
يظهر فقط في الدفاع كل من أليساندرو باستوني وجيوفاني دي لورينزو وهما من حققا لقب النسخة الماضية ومعهم مجموعة شباب أبرزهم جيورجيو سكالفيني مدافع أتالانتا وريكاردو كالافيوري مدافع بولونيا الذي تألق وعلى أعتاب الانتقال ليوفنتوس.
في الوسط يظهر نيكولو فاجيولي في ظل اعتماد سباليتي عليه رغم إيقافه 6 أشهر بسبب المراهنات، ومايكيل فولورنشو لاعب وسط هيلاس فيرونا الذي كان منذ 4 سنوات فقط يلعب في الدرجة الرابعة الإيطالية.
ويبرز تواجد جورجينيو رغم لعبه دور البديل في بعض الأوقات مع أرسنال على عكس نسخة 2020 عندما كان عنصرا أساسيا لا غنى مع تشيلسي.
هجوميا يتواجد جيانلوكا ساكاماكا الذي تألق في النصف الأخير من الموسم وقاد أتالانتا لتتويج أوروبي تاريخي، وماتيو ريتيجي الهداف الذي انضم بطلب خاص من مانشيني قادما من الأرجنتين وحاليا بقميص جنوى.
قائمة معدلها العمري 26.3 عاما، ويعد دوناروما الأكثر خبرة بخوض 61 مباراة دولية بينها، يليه باريلا وجورجينو.
فيما ينضم إيفان بروفيديل حارس لاتسيو ومايكيل فولورنشو لاعب فيرونا وكذلك كالافيوري مدافع بولونيا لأول مرة ودون أي مباراة دولية.
القائمة أيضا تعرف تواجد 14 لاعبا من أصل 30 لم يخوضوا أكثر من 10 مباريات دولية، وهو ما يعني أن نصف القائمة لا تملك الاحتكاكات القوية، وربما تمثل علامة استفهام، لكنها الخيارات المنطقية في إيطاليا.
وجاءت قائمة بطل اليورو
في حراسة المرمى: جيانلويجي دوناروما (باريس سان جيرمان)- أليكس ميريت (نابولي)- إيفان بروفيديل (لاتسيو)- جوليلمو فيكاريو (توتنام)
في الدفاع: فيدريكو جاتي (يوفنتوس)- أليساندرو باستوني (إنتر ميلان)- راؤول بيلانوفا (تورينو)- أليساندرو بونجيورنو (تورينو)- ريكاردو كالافيوري (بولونيا)- أندريا كامبياسو (يوفنتوس)- ماتيو دارميان (إنتر ميلان)- جيوفاني دي لورينزو (نابولي)- فيديريكو ديماركو (إنتر ميلان)- جيانلوكا مانشيني (روما)- جيورجيو سكالفيني (أتالانتا)
في الوسط: نيكولا باريلا (إنتر ميلان)- بريان كريستانتي (روما)- نيكولو فاجيولي (يوفنتوس)- مايكيل فولورنشو (هيلاس فيرونا)- دافيدي فراتيسي (إنتر ميلان)- جورجينيو (أرسنال)- لورينزو بيليجريني (روما)- صامويل ريتشي (تورينو)
في الهجوم: فيدريكو كييزا (يوفنتوس)- ستيفان الشعراوي (روما)- ريكاردو أورسوليني (بولونيا)- جياكومو راسبادوري (نابولي)- ماتيو ريتيجي (جنوى)- جيانلوكا ساكاماكا (أتالانتا)- ماتيا زاكاني (لاتسيو)
2012 من جديد
يتواجد منتخب إيطاليا في المجموعة الثانية رفقة إسبانيا وكرواتيا وألبانيا.
مجموعة تشبه ما حدث في 2012 عندما تأهلت إسبانيا في الصدارة بفارق الأهداف عن إيطاليا وحلت كرواتيا ثالثا آنذاك.
ودعت أيرلندا في ذيل الترتيب، وربما يحدث ذلك مع ألبانيا أيضا والتي تمتلك 10 لاعبين في قائمتها ينشطون بالدوري الإيطالي بالأساس.
سيكون لقاء إيطاليا مع ألبانيا الأسهل حيث فاز بطل النسخة الماضية في مواجهاته الـ 4 السابقة على ألبانيا دون أي مشكلة، لتكون فرصة لإعطاء الثقة لمجموعة سباليتي قبل مواجهتين حاسمتين تمثلا النهائي المبكر في البطولة.
وتكرر مواجهة إيطاليا وإسبانيا في اليورو للمرة الخامسة على التوالي، وهي المواجهة الأكثر تكررا في تاريخ البطولة.
في 2008 انتصر اللاروخا بركلات الترجيح، وفي 2012 تعادلا في دور المجموعات وفازت إسبانيا في النهائي برباعية دون رد.
في 2016 انتصرت إيطاليا بنتيجة 2-0 بدور الـ 16 وفي 2020 تفوق الأتزوري بركلات الترجيح في نصف النهائي.
ويختتم الأتزوري مشواره مع كرواتيا في لقاء سيحدث لأول مرة منذ 2015، ويأمل منتخب إيطاليا في تحقيق الفوز على كرواتيا لأول مرة منذ 1942.
المنتخبان التقيا من قبل في 9 مناسبات انتصرت إيطاليا في الأول وتعادلا في 5 وفازت كرواتيا في 3.
تاريخ كبير
تمتلك إيطاليا تاريخا كبيرا في البطولة الأوروبية، يكفي إنها ثالث أكثر منتخب تحقيقا للقب برصيد لقبين خلف ألمانيا وإسبانيا الأكثر تتويجا باللقب برصيد 3 ألقاب.
يحمل منتخب إيطاليا اللقب ولم يحقق أي منتخب اللقب مرتين متتاليتين سوى إسبانيا في 2008 و2012، لذلك ستكون مهمة سباليتي شاقة.
توديع إيطاليا المبكر ربما سيكون مخيفا إذا حدث لأنه لم يتكرر سوى مرتين في 1996 و2004.
الوصول للنهائي والخسارة مثلما حدث في 2000 و2012 ربما لن يكون نهاية العالم بل تأكيد على أن إيطاليا لا زالت تمتلك المقومات لمناطحة الكبار حتى وإن غابت عن كأس العالم مرتين متتاليتين.