كتب : محمد رؤوف
أعلن نادي ليفربول التعاقد مع آرني سلوت المدير الفني لـ فينورد روتردام الهولندي ليكون خليفة يورجن كلوب.
ويعتبر المدير الفني الهولندي من أكثر المشجعين لبيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي وكلوب نفسه من قبل ترشحه لتدريب ليفربول.
ويستعرض FilGoal.com في التقرير التالي أفكار سلوت وهل تناسب الدولي المصري محمد صلاح الذي سيقرر مستقبله على المدرب الجديد للريدز حسب التقارير الإخبارية.
فلسفته.. من أجل عدم الاعتماد على الحظ
لا يريد سلوت أبدا الاعتماد على الحظ مع الفرق التي يدربها، يكره هذه الفكرة، وبالتالي لا يعطي للصدفة أي مجال للتدخل في مستقبل فريقه.
ويقول سلوت عن فلسفته: "أريد أكبر عدد ممكن من لاعبي كرة القدم الجيدين في الفريق وأريد أن أجعلهم يعملون بأقصى طاقة والتزام وجدية".
وأضاف "أعتقد أنه عندما نعمل على تحسين عاداتنا كل يوم، تكون لدينا فرصة أكبر لعدم الاعتماد على الحظ".
ومن هنا يرفض كليا فكرة الحظ والاعتماد عليه ويعتبر ذلك جزء من فلسفته.
والجزء الآخر هو العادات اليومية وذلك يتناسب بشكل كبير مع لاعب مثل محمد صلاح الذي يعتمد على العلم في أسلوب حياته من طعام ونوم وتدريبات.
الضغط العالي
السبب الأول الذي جعل مايكل إدواردز المدير الرياضي العائد للنادي مرة أخرى يفكر في تعيين سلوت هو الشبه الكبير بينه وبين كلوب.
يعتمد سلوت كثيرا على الضغط العالي على الخصم والضغط العكسي في حال فقد الكرة من أجل استرجاعها مرة أخرى بأقصى سرعة ممكنة لعدم إعطاء الفرصة للخصم للاستحواذ على الكرة وبناء الهجمة بشكل منظم وتحقيق الانتشار والتمركز للاعبين وبالتالي ضرب الفريق في حال عدم الضغط بشكل صحيح.
ويقول سلوت حول الركض والضغط على خصمه لصحيفة ألخمين داخبلاد: "دائما ما أقول للاعبين عليكم التأكد من أنكم تخلقون أربعة أضعاف الفرص التي يخلقها خصمكم وأن تعملوا بجهد مضاعف".
وتابع "في جميع المباريات التي فزنا بها هذا الموسم، نرى في البيانات أننا ركضنا أكثر بنسبة 20 أو 30 بالمائة من المنافس، المباريات التي لم نفز بها فقط ثلاثة أو ستة بالمائة أكثر".
واختتم "يجب أن يكون لدي دقة كبيرة في كل تدريب واجتماع مع اللاعبين".
ضمن أخلاقيات العمل لدى سلوت هو التواجد قبل الفجر ليتم تحضير كل شيء من أجل التدريب ويشاهد كل حصة تدريبية ويدرس بشكل دقيق خصومه المقبلين.
وكل هذا أدى إلى تحقيق نتائج جيدة إذ أن الفريق يتمتع بلياقة بدنية عالية للغاية وفي كثير من الأوقات يسجل في أوقات متأخرة من المباراة.
وعلى العكس تماما لم يبدو سلوت كذلك عندما كان لاعبا، إذ يقول زميله السابق فان بولين بشكل ساخر: "دائما ما يريد فريقه لائقا بدنيا بشكل كبير، لم يكن لديه هذه الصفات من قبل، لا أعرف ما إذا كان قد رأى من قبل ما يوجد داخل غرفة صالة الألعاب الرياضية".
إشادة هولندية
أشاد الهولندي فيرجل فان دايك لاعب ليفربول بسلوت كثيرا وأسلوب لعبه.
وقال فان دايك عقب الهزيمة من إيفرتون في الدربي: "أعتقد أن سلوت ربما يكون أحد أفضل المدربين الهولنديين في الوقت الحالي".
وأتم "أعتقد أن طريقة اللعب والفلسفة التي لديه تجعله قادرا على أن يصبح مدربا لليفربول".
إدارة غرفة خلع الملابس
يدير سلوت غرفة خلع الملابس بشكل حماسي للغاية مثل كلوب.
استطاع فينورد بقيادة سلوت الموسم الماضي من الفوز على أياكس 3-2 في الدوري يوم 19 مارس 2023 وحقق تاريخا إذ كان الفوز الأول في أمسترادم منذ 18 عاما.
وقال في غرف خلع الملابس: "السبب وراء وصولنا إلى ما نحن فيه اليوم هو أنكم تبذلون مجهودا كبيرا كل يوم".
وواصل "هذا هو السبب وراء قدرتكم على التغلب على هذا الفريق في ملعبه، حتى دون تواجد جماهيرنا هنا".
وأتم "لكنه مجرد فوز، إنه انتصار كبير، لكن لدينا هدف أكبر هذا الموسم من الفوز للمرة الأولى منذ 18 عاما في أمستردام".
الهدف الأكبر كان التتويج بلقب الدوري الهولندي لأول مرة منذ موسم 2016-2017.
هذا يقودنا إلى نقطة هامة هل يحتاج الكثير من الأموال من أجل أن يتوج بالبطولات؟
العين الثاقبة = عدم صرف الأموال
معادلة تبدو مستحيلة أن بمجرد لديك عين ثاقبة وقرار جيد في التعاقد مع اللاعبين = عدم صرف الأموال بل مكاسب لخزينة النادي.
بالتأكيد كنت تتوقع أن فريق مثل فينورد من أجل أن ينافس أياكس فيحتاج الكثير والكثير من التدعيمات وبالتالي صرف أموال كثيرة خاصة أنه لم يتوج ببطولة الدوري منذ مدة طويلة.
المفاجأة أن موسم 2022-2023 لم يدفع سلوت أي أموال بل حصل ناديه على مكاسب أموال كثيرة للغاية، كيف؟
في فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية موسم تتويج الدوري، صرف فينورد 37 مليون يورو من أجل التعاقد مع اللاعبين، وفي المقابل باع النادي لاعبين مقابل 69 مليون يورو.
وبالتالي بطرح الرقمين فإن النادي قد حصل على 32 مليون يورو وبذلك يعتبر لم يصرف أي شيء.
أغلى لاعب في هذا الميركاتو تم التعاقد معه كان ديفيد هانكو مقابل 8 ملايين يورو من سبارتا براج.
حقق سلوت ميزانية إيجابية، وتتويج ببطولة الدوري لأول مرة منذ فترة بعيدة والوصول إلى نهائي دوري المؤتمرات الأوروبي.
هذه النقطة تنقلنا إلى نقطة أخرى هامة بالنسبة لإدارة ليفربول.
"الإدارة البخيلة"
يعرف العديد من جماهير ليفربول إدارة النادي بأنها بخيلة ولا تصرف الكثير من الأموال مثل المنافسين على غرار مانشستر يونايتد وسيتي على سبيل المثال، بالرغم من المدخولات الكبيرة لجميع أندية الدوري الإنجليزي.
لكن الإدارة لديها أسلوب مختلف في التعامل مع الجانب المادي وهو ما كان يحققه سلوت مع فينورد.
بعد انتهاء الموسم الحالي يكون سلوت قد أكمل 3 مواسم مع فينورد، فما هي المكاسب المادية التي حققها للنادي؟
تعاقد سلوت مع لاعبين طوال الـ3 مواسم مقابل 83 مليون يورو، في حين باع النادي لاعبين مقابل 116 مليون يورو، أي أن النادي قد كسب 33 مليون يورو طوال فترة سلوت وأيضا حصل على بطولتي الدوري والكأس محليا.
وخسر من روما في نهائي دوري المؤتمرات الأوروبي بهدف دون رد، وخرج من ربع نهائي الدوري الأوروبي أمام روما أيضا تحت قيادة جوزيه مورينيو.
سخرية مورينيو منه
قال سلوت من قبل: "ليونيل ميسي وبيب جوارديولا لم يخيبا ظني أبدا وأثريا كرة القدم كثيرا في العقود الأخيرة".
وشدد "ميسي لديه كل شيء، تلعب فرق جوارديولا دائما كرة قدم جيدة ومهيمنة ومدروسة جيدا".
وأتم "ثم بالطبع يوجد يورجن كلوب، بالنسبة لي مانشستر سيتي وليفربول هما أفضل ما في اللعبة".
من حظ سلوت السيء أنه اعترف بهذا الأمر قبل مواجهة مورينيو مع روما الموسم الماضي، ولذلك لم يفوت السبيشال وان هذه المناسبة ليسخر من سلوت.
وفاز روما على فينورد في ربع نهائي الدوري الأوروبي بركلات الترجيح 4-2 بعد التعادل 1-1 في الذهاب والإياب.
ولذلك سخر المدير الفني البرتغالي من سلوت قائلا: "عليك أن تشاهد روما بدلا من مانشستر سيتي أو نابولي".
لكن بعد ذلك أقر مورينيو أن سلوت مدربا عظيما بعدما سخر منه.
مفارقات مع كلوب
يجب قول إن في حالة تدريب سلوت فريق ليفربول بتلك ستكون المرة الأولى التي يعمل فيها في مجال كرة القدم خارج بلاده على الإطلاق.
لم يلعب سلوت من قبل أو درب أي فريق خارج هولندا ولذلك في سن الـ45 ستكون مغامرة كبيرة وتحدي صعب عليه أن يتأقلم خارج بلاده لأنه لم يفعل ذلك الشيء من قبل.
ولذلك التحدي خارج الملعب سيكون بقدر الصعوبة أو أكثر حتى من داخله من أجل العيش في بلد جديد وأجواء مختلفة عائليا وعمليا وكرويا.
وبهذه المناسبة فأن ليفربول عندما تعاقد مع كلوب فكان لم يخرج أبدا من ألمانيا لاعبا أو مدربا ولذلك تعتبر الظروف مشابهة إلى حد كبير بين الثنائي، وبالتأكيد المدرب الألماني نجح كثيرا مع ليفربول.
لكن كلوب كان قد تعامل مع نجوم في بوروسيا دورتموند صحيح هو من صنعهم وليس تعاقد معهم كنجوم، لكن هذه النقطة مختلفة مع سلوت الذي لم يتعامل مع نجوم صف أول على الإطلاق.
وتحدث كلوب عن سلوت قائلا: "لا أعرف أي شيء عنه. أحب الطريقة التي يلعب بها فريقه كرة القدم. إنه رجل جيد حقا. يعجبني ذلك كثيرا".
وفي النهاية يبدو أن صفات سلوت وفلسفته تتناسب كثيرا مع صلاح ولكن لا أحد يعرف ما سيحدث بينهما عندما تجري المناقشة الأولى واقتناع صلاح من عدمه بشخصية سلوت وفلسفته على أرض الواقع.