كتب : إسلام أحمد
عزيزي نواه.
أحبك، هذا أول شيء، أكثر من أي شيء آخر.
منذ اليوم الأول، أشعر أن بيننا رابط خاص، لم أقل ذلك لك مطلقا، لكن عندما اقترب موعد ولادتك، أنت فعليا انتظرني لأسجل هدفا.
هذا صحيح، أخي. كنت ألعب مباراة مهمة في ذلك الوقت، بعمر 13 عاما فقط، وأنت لم تصل لعالمنا بعد، الساعة مرت وأبي وأمي لم يعرفوا سبب الانتظار، وفجأة تلقى والدي مكالمة من صديقه حضر المباراة.
وقال: "دوجلاس، دوجلاس، إندريك سجل هدفا".
وفي نفس اللحظة، الكل سمع في غرفة المستشفى صوت ووووووووووووووواااااااااا.
جئت أخيرا لتحتفل معي، عندما ذهبت للمستشفى، أحضرت لك هدية عيد الميلاد، لم يكن لدي أموالا لشراء لعبة، لكن أحضرت كرة ذهبية حصلت عليها من البطولة.
أنت ترى؟ في عائلتنا لم نولد أثرياء، ولدنا من أجل كرة القدم.
لا أعلم متى ستقرأ هذا الخطاب، لكن الآن أنت بعمر 4 سنوات، وحياتنا تتغير بسرعة للغاية. في الأشهر المقبلة سأسافر لإسبانيا للعب لريال مدريد.
نعم الفريق الذي لعبت به في بلاي ستيشن عندما كنت تشاهدني، أعلم أن العالم يريد التعرف على قصة العائلة، وهي مجنونة يا أخي، ولذلك هذه فرصة لأقص عليك ما حدث، وكيف ساعدني أبي وأمي.
كما تعلم، في عائلتنا كل شيء يبدأ وينتهي مع الكرة، والدتي قالت إنني عندما كنت طفلا لم أقل "فرووووم" مثلك، إذا أعطتني لعبة، سأمسكها لـ 5 ثواني ثم أضعها في الصندوق، كل ما أردته "كرة، كرة، كرة".
كرة من الشرائط أو من الجوارب أو كرة سلة، لم يهم الأمر، إذا كانت دائرية أو حتى مربعة، أردت ركلها. عندما حصلت على كرة برازوكا كأس العالم من فريق والدي في "فارزيا" اعتدت النظر لألوانها، كانت أشبه باللوحة، اعتدت النوم بها، كانت في دمي يا أخي.
عندما كانت تطلب مني والدتي أن أعرّف نفسي للناس.
"ما أسمك، يا طفل؟".
"إندريك فيليبي موريرا دا سوزا، مهاجم".
أتعلم إنهم كانوا يضحكون، كم هو طفل لطيف.
لكن يا أخي، عنيت ذلك.
كنت مقتنعا بأنني سأفعلها، وأمي لا تزال تبكي عندما تتذكر ذلك.
كانت دائما تقول أن الكلمات لها قوة.
بالعودة مجددا، لم نعش في شقة فاخرة كما الآن، لم يكن لدينا ثلاجة مليئة بالزبادي الذي تحبه. عشنا في مكان يُدعى فيلا جياروا، وحياتنا كانت مختلفة.
ستسمع الكثير عن الحياة من آخرين، سيقولون أن كل هذا كان ألم وبؤس، لكن الحقيقة أنني عشت طفولة رائعة، والحمد لله، والشكر في كل شيء لوالديّ اللذان ضحيا، وشكرا لكرة القدم بالطبع.
لا أعتقد أنني قلت لك ذلك، لكن عندما كنت قريبا من عمرك، الشوارع كانت أشبه بالتل، اعتدنا لعب الكرة في الشارع مع جيراننا، وهذا سبب كوني جيدا لأنني كنت أنزل بالكرة من التل، ومن يفقد الكرة كان عليه مطاردتها نزولا لاستعادتها، لذا أنت تمر من لاعب وأهدرت الفرصة، فعليك أن تركض أكثر من أجل اللحاق بالكرة قبل أن تهبط للأسفل.
الأمر كان متعبا لكن كانت تلك قواعد الشارع بشكل واضح.
تهدر؟ تركض.
أهدرت كثيرا، عندما كنت صغيرا كانت كرة القدم مجرد لعبة، عندما نجلس كأصدقاء ونتبادل الحديث، كنت أتمنى أنا وأنت أن نمر بنفس التجربة سويا يا أخي.
عندما أفكر في ذلك، كنت سعيدا في نفس الوقت، ذكريات رائعة لا أستطيع العودة لها، أتعلم؟
حتى الذكريات السيئة، أحيانا كانت جميلة.
عندما تكبر ستسمع عن تلك القصة من "نقاش مع الأريكة" يتحدثون عن ذلك في البرازيل، لكن أغلب الناس يخطئون، يقولون إننا كنا فقراء ولم يكن لدينا طعاما كافيا، لكنها ليست الحقيقة.
لا يعرفون أمي، كانت دائما تقول "أنا امرأة جدا ولن أسمح لأطفالي بألا يخرجوا بدون طعام".
الحقيقة أنني رأيت والدي يبكي يوما، كنت بعمر العاشرة، كنت أعتقد أن هذه المرة الأولى في حياتي التي أفهم فيها صعوبة موقفنا.
على المنضدة، كان هناك ما يكفي مما نحتاجه، لكن دائما لم يكن هناك ما يكفي مما أردناه، هل تفهم الفارق؟
يقول أبي إنني جلست على الأريكة وقلت له: "لا تقلق، سأكون لاعب كرة قدم، وأخرجنا من هذا الوضع".
قبل ذلك اليوم كنت مجرد طفل وكرة القدم مجرد لعبة.
بعد ذلك اليوم، كرة القدم أًصبحت طريقا لحياة أفضل.
الأهداف كانت جزءا كبيرا من حياتي، كانت طريقي للحديث مع الله، عندما رحلت إلى بالميراس، كنت أعلم أنني سأحصل على وجبتين أو 3 يوميا في المدرسة والتدريب، للأسف بالنسبة لأمي الأمر لم يكن سهلا.
تركت حياتها خلفها لدعمي في حلمي في ساو باولو. النادي كان له مساحة فقط لي، لكنها قلت لا يوجد طريقة للذهاب بدونها، والدي استمر في العمل وأرسل لنا الأموال، انتقلت معي للعيش في منزل مع مجموعة من زملائي.
الكل تحت سقف واحد، ولكن عندما نخرج للتدريب، لم تجد من تتحدث معه، ولم يكن هناك تلفزيون أو أنترنت في المنزل، اعتادت الخروج إلى الحديقة ممسكة بالإنجيل والحديث إلى الله بنفسها، كل ما كانت تمتلك كرسيا، وتضع حقيبتها عليه، وعندما يحين وقت النوم تنام على مرتبة صغيرة على الأرض.
أعلم أنه من الصعب تخيل والدتك تنام على الأرض لكنها الحقيقة، هذا حدث بالفعل.
أحيانا أمك كانت تعد النقود المعدنية الأخيرة حرفيا، والدك يرسل أموالا، لكنها قبل أيام من ظهور "PIX" حيث يرسل الأموال مباشرة، الأمر كان يستغرق يوما أو 2 من أجل وصول الأموال، في الأيام التي كانت تصلنا فيها الأموال، أمي كانت تطبخ السجق للأولاد الأخرين، لكن في معظم الأيام، كان يكفينا الطعام فقط وكانت تشعر بالذنب للطبخ في المنزل لأنهم ربما يشمون رائحة الطعام ويسألون للحصول على بعض منه أيضا، ماذا ستقول؟ لم يبق شيئا.
فعليا الأمر كان مؤلما لها بأن تتوقف عن الطبخ بشكل كامل.
أتذكر أحيانا عندما كنت أشعر بالجوع، فقط قبل النوم، أتعلم؟ مثل أنني أريد أن آكل، واسأل أمي إذا كان هناك أي شيء، كانت ترد علي: "أذهب للنوم، إندريك، النوم سينهي هذا الشعور".
أحيانا كنت أكون محبطا من الأموال، أمي كانت تحاول استعارة الأرز أو الأموال، لكن في يوم ما، أخي.. لم يكن لديها أي شيء تبقى، لم يكن لديها أموالا أو شخص تذهب إليه.
اتصلت بوالدي وقال: "دوجلاس أنا جائعة، ولا أعلم ماذا أفعل".
أبي أرسل 50 ريال برازيلي لكن لن تصل إلا اليوم التالي، جلست على ركبتها وصلّت لله من أجل مساعدتها. ثم أحضرت حقيبتها من على الكرسي وبدأت تسحب كل شيء حتى وصلت للأسفل.
وجدت ريالين، أخي، فكة، هدية من الله.
ذهبت إلى البقالة واشترت عيشا مخبوزا من يومين، وإذا سألتها اليوم ستقول لك إن طعمه كان رائعا، كانت تقول أن الجوع هو إحساس غريب للغاية، وربما ستقول لك أن طعم الخبر القديم كأنه من الجنة.
لأكون أمينا، كنت آمل ألا أقول لك ذلك، لأن الجوع ليس شيئا جيدا، وآمل ألا تختبره مثلما حدث مع أمي، لكن في ذلك جزء مهم من قصتنا، في المرة المقبلة التي ستراها فيها ستحتضنها وتقول لها شكرا، لأنه بدون تضحيتها لم نكن نعيش هذه الحياة اليوم.
الحقيقة، لا أعلم الكثير من القصص حتى الآن، لأن والدتك دائما تخبئ ألمها من أجل الحفاظ على الحلم، لم أراها تبكي من قبل مطلقا، لكنها اعتادت الذهاب للحمام حتى لا ألاحظ.
اتصلت بوالدي كثيرا تخبره بأنها لم تعد قادرة على فعل ذلك أكثر من هذا وإنها تريد العودة للمنزل، لكن عندما أعود من المران، كنت أخبرها وأصدقائي عن قصصنا لما حدث في اليوم، والأهداف التي سجلها، بإمكانك رؤية عينيها تلمعان.
وبقيت من أجلي، ومن أجلنا.
هذه أمك، دائما تفعل ما هو مهم، أحيانا تكون كالجندي، من يقاتل ويصرخ ويقول الأشياء التي تريد أنت أن تسمعها لكن لا تريد أن تسمعها هي، وفي بعض الأحيان الأخرى يمكنها احتضانك وتحضر لك أفضل "بيض أومليت" في العالم، أي كان ما تفعل، تذكر أن كل هذا من أجل سبب بسيط، دائما تريد الأفضل من أجلنا.
والدك ضحى أيضا، بعد أشهر قليلة، جاء إلى ساو باولو من أجل دعمنا، وذهب إلى بالميراس وطلب من النادي التقدم لأي وظيفة، وكانت لديهم وظيفة شاغرة، وهي عامل نظافة داخل الملعب.
دائما ما كان يحلم أن يكون داخل غرفة الملابس، لذلك ذهب للعمل بابتسامة، عمل هناك 3 سنوات، في البداية يحمل القمامة حول الملعب ومن ثم تمت ترقيته للعمل داخل غرفة ملابس الفريق الأول، وكان يخبر اللاعبين بأن نجله سيلعب معهم أيضا.
في أحد الأيام، جاليسون حارس الفريق لاحظ أن والدي أصبح أكثر رُفعا، وكان يأكل والدي مع العمال واللاعبين في الكافيتيريا، ولاحظ أن والدي فقط يشرب الشوربة فقط، ثم وضع يده على كتف والدي وقال له: "دوجلاس أعطني هاتفك، أريد التحدث لزوجتك".
وقال والدي: "زوجتي؟ ماذا تريد منها".
رد جاليسون: "لا، لا، أريد أن أعرف منها ماذا يحدث معك، أنت لا تأكل مطلقا، هل أنت بخير".
والدي كان مُحرجا لشرح الأمر، لذلك اتصل جاليسون بوالدتي والتي أخبرته القصة الحقيقة، وكيف أحرق والدي يديه وهو طفل خلال حفل شواء، وكيف كان قريبا من فقد يديه، وإنه تلقى علاجا لمحاربة العدوى، وهو ما جعل أسنانه ضعيفة، ومع العمل في بالميراس بدأت بالتساقط فكان بإمكانه فقط شرب الحساء.
جاليسون جمع أموالا من اللاعبين وفاجأ أبي بالأموال من أجل إصلاح أسنانه. هذا عمل الله المذهل يا أخي.
والدي اعتاد القول: "حلمي أن أقضم تفاحة".
واليوم الحمد لله، يمكنه قضم ما يريد.
في ذلك الحين، وصلت إلى هدفي الثاني، انتقلت إلى شقة أعلى محل يانصيب بالقرب من ملعب بالميراس، أستطيع النظر من النافذة لأرى حلمي في كل صباح عندما استيقظ وفي كل ليلة أذهب فيها للنوم.
الأمر كان جميلا.
انتظر، نسيت أن أخبرك القصة الكاملة لوالدي.
والدتك كانت صخرتنا، ووالدك كان صديقنا، هكذا جرى الأمر دائما. لكن هناك الكثير من هذه القصة التي لم تسمع عنها.
إذا كنت تعتقد أنني واجهت صعوبة فأنت مخطئ، ولدت في الفردوس مقارنة بوالدك، عندما كان صغيرا، لم يكن جدك موجودا من أجل العالم، وكرة القدم كانت بعيدة أيضا.
عندما كان في الخامسة عشر من عمره، غادر أبي برازيليا إلى ساو باولو، ومشى نصف الطريق السريع، مشيا! هذا طريق طويل يا أخي.
لم يقل لأمي حتى، الطريق بأكمله، حمل حياته على ظهره، حذاء كرة قدم وزجاجتين الأولى للمياه والأخرى للعصير، ورغيفين من العيش الفرنسي، وكانت خطته خوض اختبارات كل الفرق في المدينة، الأمر استغرق أسبوعا، المشي لمسافات طويلة ثم المشى.
عندما وصل لساو باولو لم يكن لديه أموالا أو مكانا يذهب إليه، ظل يمشي ويطرق أبواب الأندية يسأل على فرصة لاختبار، ورآه شخصا في نادي ساو باولو ورأى كيف عانى وأعطاه بعض الطعام في الكافيتيريا.
وفي أحد الليالي الباردة، رأته سيدة من جمعية خيرية ينام تحت شجرة في الموقف ودعته للنوم في مأوى، وكان الجو دافئا به، لم ينم منذ 3 أيام، لدرجة أنه فوّت فرصة الاختبار في نادي ناسيونال إيه سي بسبب أنه أطال النوم.
بإمكانك تخيل كيف حاول والدنا؟ هل تتخيل أنه قضى أسبوعا يمشي من أجل مطاردة حلمه، وخوض اختبار واحد ومن ثم فوته؟
عندما أخبرني يا أخي، لم أكن أعرف هل أبكي أم أضحك.
كانت هناك ليلة ممطرة أخرى ولم يعرف والدك لأي مكان يذهب ومشى إلى ملعب بالميراس، ونام تحت سطح نافذة بيع التذاكر، لم يكن قادرا على جعل حلمه حقيقة، لكنه فعل كل شيء.
عاد مجددا إلى برازيليا، ولعب لفريق فارزيا من أجل رزقه، أنت تعلم فارزيا؟ لم يكن هناك رواتب يا أخي، فقط شغف طبيعي، لعبوا من أجل قليل من المساعدة، إن وُجدت.
لعب أبي من أجل فواتير الكهرباء ومن أجل كيس من الأرز، وعندما كنت صغيرا كنت أرافقه وألعب على خط الجانب، وعندما يأتي وقت بين الشوطين حيثما كانوا يشغلون الموسيقى والكل يحتفل ويراهن، كنت أنزل لأرض الملعب وأقوم ببعض المراوغات. (هل تعتقد أنني لا زالت أغني الأغاني لنفسي عندما ألعب في المباريات؟)
كان والدك يراني بعد المباراة ويقول: "إندريك كيف حصلت على تلك الزجاجة؟ إياك أن تكون حصلت عليها من شخص آخر؟".
وأرد قائلا: "لا، لا، لقد ضربت العارضة مع دودو فوق العشر مرات، واشترى لي زجاجة مياه غازية لأنني ساعدته في الفوز بالرهان الخاص به، وإذا فعلتها مجددا سيشتري لي سيخ لحم!".
كان ذلك الصخب الخاص بي، والدتك دائما ما تقول أنني كنت أعود رماديا بسبب اللعب كثيرا في التراب، أنت تعلم أن الأرض رمادية في البرازيل، وآمل أنك تعرف ذلك، والدتك كانت تحممني مثل الكلب، وعندما أصبح نظيفا، أعود سريعا للخارج كالصاروخ.
تتذكر ما قلته لك؟ ولدت في كرة القدم.
حلمي لم يكن حلمي فقط، لكن حلم والدي، وحلم جدي، وحلم الأسرة بأكملها.
هل تتذكر عندما نام والدك تحت نافذة بيع التذاكر في استاد بالميراس، هل حلّم بأن نجله سيلعب في هذا الملعب في يوم من الأيام؟
عندما أصبحت بعمر الـ 15 بات لاعبا محترفا في بالميراس، أستطيع القول إنني فعلت كل شيء تتخيله في هذه الحياة، والحمد لله، استطعت شراء منزل لوالدتي ونقلت كل من جدتيّ خارج مدينة شابارال، وهو مكان خطير للغاية، وبعد محادثة مع والدي على الأريكة، أدركت أنني وصلت لهدفي الأول: مساعدة عائلتي لتحظى بحياة أفضل.
انتظر لحظة!
لكن أيضا.. أخي.. يا له من ارتياح.
عندما كنت جنينا، كنا نعيش حياة مختلفة تماما، وهذه الحياة ستتغير في السنوات المقبلة.
في الأشهر القليلة المقبلة سأغادر إلى إسبانيا، وستأتي معي. ريال مدريد.. هذا كان هدفي الثالث، لكنني لم أجرؤ على كتابته، عندما كنت بعمر 7 أو 8 سنوات، لم يكن لدي هاتف أو أي شيء، اعتدت استعارة حاسب والدتي الآلي ومشاهدة ملخصات ريال مدريد، أعلم أنني كنت صغيرا جدا لتذكر الأسماء لكنني كنت مهووسا بفريق موسم 2013-14 مع كريستيانو ومودريتش وبنزيمة.
هذه كانت بوابتي لدخول تاريخ النادي، بدأت في المشاهدة عبر يوتيوب والتعلم عن الجلاكتيكوس وأصبحت أتعمق، بوشكاش ودي ستيفانو، صدقني، في مدريد، ستسمع الكثير عن تلك الأسماء بما يكفي.
بإمكانك تعلم كل شيء من يوتيوب، إنه مثل الجامعة، وأكثر من أي شيء، شاهدت كريستيانو وليس ملخصاته، لكن أيضا كيف عمل بجد، وماذا قال الآخرين عن عقليته. من هنا تعلمت أن العمل الجاد أكثر أهمية من الموهبة.
في يوم ما، آمل أن ألتقيه، لم يحدث ذلك بعد، في الوقت الذي أكتب فيه ذلك، نجله يتابعني على إنستجرام، وآمل إنه عندما تقرأ ذلك يكون بإمكاني مصافحته، إن شاء الله، تصبح مسيرتي جيدة في ريال مدريد، ويتابعني كريستيانو، وربما أنا وأنت. (يضحك)
أن أقابل كريستيانو رونالدو، هذا هدفي الرابع.
هدفي الخامس هو أن أنهى الفترة المتبقية مع بالميراس في انسجام بالفوز بلقب بطولة باوليستا.
هدفي السادس، لدي قصة طريفة، عندما زرت ريال مدريد لأول مرة منذ عدة أشهر، حدثت أشياء رائعة، عندما التقيت فلورنتينو بيريز، نظر في عينَي والدي وأخبره "ربال مدريد سيكون النادي الوحيد الذي سيعامل إندريك كأنه ابنه".
كان لابد أن ترى وجه والدي، كان يعني له ذلك الكثير حقا.
التقيت بيلينجهام، اللاعب الرائع الذي يسجل لي الأهداف في بلاي ستيشن، والكل يناديه "جود" لذلك قلت له "أهلا جود، في هدفي المقبل، سأحتفل على طريقتك".
وعندما سجلت أرسلت له فيديو على إنستجرام وأعاد نشره.
حتى أنني حصلت على نصيحة من رونالدو الظاهرة، كان كل شيء ضبابي كأنه حلم، لكن ما أتذكره أكثر عندما كنت في غرفة الملابس وتحدث معي لوكا مودريتش، كان قميص الرقم 10 مُعلقا وأشار إلى الكرسي المجاور له وقال لي: "رقم 9 رقم 10. من يعلم، في الموسم المقبل ربما تجلس بجواري".
هذا مس قلبي، يا رجل، مودريتش يرى أنني أستحق ارتداء القميص رقم 9، إذن لابد أن أكون ذو قيمة.
لم أصل إلى مدريد بعد، لذلك لا أعلم، لكم آمل أن أرتدي القميص رقم 9 في ريال مدريد.
وهدفي من أجل القميص رقم 7؟ أريد منزلي في مدريد مع مكتب أضع فيه لوحة حائط بيضاء كبيرة وأكتب عليه جميع أهدافي، والدتك لم توافق على أن أضع لوحة حائط في منزلها.
"لا توجد مساحة يا إندريك، ببساطة لا توجد مساحة".
هل تعلم كيف هي، عليك احترامها.
أيضا لدي هدف آخر، ولن أحدد له رقما، لأنني حققته. هذا الهدف هو أن تعيش الحياة التي تريدها وتفعل ما تريد.
عبر 3 أجيال وربما أكثر، طاردت عائلتي حلم كرة القدم، حاولنا من أجل تغيير الظروف، لكن الآن يمكننا فعل ما تريد، يمكنك أن تصبح طبيبا أو محامي، وربما بما أننا في إسبانيا بلد نادال وألكارز، ربما تصبح لاعب تنس محترف، أنت ركضت خلف الكرة بالفعل مثلي، وربما يمكنك أن تكون لاعب كرة قدم إذا أردت، لا يوجد ضغوط بعد ذلك، الحمد لله وشكرا لأبي وأمي وشكرا لكرة القدم.
فقط استمتع بحياتك كما تريد، يا أخي، هذه هديتي لك.
والآن هذا الخطاب سينتهي ويبدأ المستقبل، ستري، الناس تسألني طيلة الوقت عن ريال مدريد والمنتخب الوطني، وأعتقد أن مسيرتي ستستمر، لكن هل تعلم ما هي الحقيقة؟
ببساطة أنا لا أعرف.
في الحياة لا تعرف ما يخبئه لك اليوم التالي، ولا نعلم هل سنعيش لليوم التالي، كل ما بإمكاننا فعله هو شكر الله لما قدمه لنا.
آمل أن تفهم الآن، أخي، الحياة التي تعيشها الآن لم تأتي من العدم، بل تم اكتسابها بالعمل الجاد والكثير من الدموع، أمي دائما تقول أن خطأ واحد بإمكانه هدم كل شيء، وهي محقة.
اللحظة التي ننسى فيها من أين أتينا، نخاطر بفقدان طريقنا.
هذا سبب أنني أقدم لك هذه الهدية عن تاريخ عائلتنا.
والدتك تأكل خبر قديم.
والدك ينام تحت نافذة بيع التذاكر.
والدتك تبكي في الحمام.
والدك يبكي على الأريكة.
ربما تحتفظ بذلك في قلبك.
أحبك يا أخي من أعماق قلبي.
إندريك فيليبي موريرا دي سوزا، مهاجم.