كتب : محمد عبد العظيم
الصربي ميلوفان راييفاتش يعرفه المصريون من نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 حين كان يقود منتخب غانا في ولايته الأولى، وهو أيضا صانع إنجاز ربع النهائي في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وحلم نصف النهائي الذي تحطم على يد لويس سواريز وركلة أسامواه جيان الضائعة، قبل أن يحقق المغرب الحلم لإفريقيا والعرب في قطر 2022.
ولاية راييفاتش الأخيرة مع النجوم السوداء شهدت خروجا صاعقا من دور المجموعات لأمم إفريقيا 2021، وعن ذلك سيحدثنا أيضا المدرب الصربي.
وإليكم نص حوار FilGoal.com مع ميلوفان راييفاتش مدرب غانا السابق.
ما هي ذكرياتك عن العمل مع منتخب غانا؟
لدي ذكريات مختلفة عن المشاركة في نسختين من كأس أمم إفريقيا في 2010 في أنجولا حيث احتلت غانا المركز الثاني حين خسرنا النهائي أمام مصر ولكننا قدمنا بطولة جيدة بالعديد من اللاعبين الشباب لأن العديد من لاعبينا المهمين كانوا مصابين ولم يمنحنا أحد الكثير من الفرص ولكننا لعبنا جيدا واستخدمنا لاعبين من فريق تحت 20 عاما وبنينا فريقا قادرا على المنافسة وفي النهاية تمكننا من بلوغ النهائي ولعبنا بشكل جيد للغاية ولكن خسرنا أمام مصر للأسف وتلقينا هدفا في آخر 5 دقائق من المباراة ولكنها كانت تجربة رائعة منحتنا دفعة قبل كأس العالم في جنوب إفريقيا بنفس العام.
على الجانب الآخر النسخة الماضية في الكاميرون كانت صعبة للغاية لأن الفريق تغير ولم نملك الكثير من الوقت للتحضير وفي ظل جائحة كورونا والبروتوكولات المتبعة والمشاكل التي لم نتمكن من حلها خصوصا في آخر مباراة أمام جزر القمر حين تلقينا بطاقة حمراء مبكرة جعلت عملنا صعبا للغاية، وبالتالي إنها ليست ذكرى عظيمة حيث فقدت عملي بعدها.
ماذا حدث لغانا في نسخة 2021؟
لقد كان فريقا جديدا وكان من الصعب التعامل مع الأمور حيث تفاوضنا مع العديد من اللاعبين، هناك العديد من اللاعبين وافقوا على الانضمام للعب في كأس العالم ولكننا لم نحظَ بهم في كأس الأمم. في أول مباراة أمام المغرب لعبنا جيدا وخسرنا في النهائي بتلقي هدف وحيد. ضد الجابون لعبنا جيدا ولكن المشكلة في النهاية كانت في غياب التركيز ولم يكن هناك لعب نظيف أيضا، فبدلا من أن تعيد لنا الجابون الكرة أخذتها وسجلت ضدنا، لذلك كل شيء كان متوقف على المباراة الأخيرة ضد جزر القمر. أردنا أن نفعل أفضل ما لدينا ولكن أحيانا لا تسير الأمور حسب الخطة حيث تلقينا البطاقة الحمراء المبكرة ولعبنا بـ 10 لاعبين وجزر القمر كانت شغوفة للغاية وحين تلعب ضد غانا دائما تتحفز لإظهار أفضل ما لديك. كنا قريبين من الوصول إلى المراحل الإقصائية وكل شيء وارد إذا تمكننا من ذلك ولكننا خرجنا وكنت أشعر بالأسف. أديت عملي هناك ولم أتمكن من الذهاب مع غانا إلى كأس العالم وهذا ما كنت أتمناه للمرة الثانية ولذلك انتابني شعور سيئة، ولكن قلبي مع غانا وأشجعها وأريد لها النجاح دائما.
هل صحيح ما تردد عن وجود مشاكل وخلافات داخلية؟
لم تكن هناك أزمات في المعسكر. الأجواء كانت جيدة وكنا نتحدث كثيرا مع اللاعبين ولكن في الملعب لا يمكنك السيطرة على كل شيء. لم نكن محظوظين وبالتأكيد بعض الأشياء لم تسِر جيدا كما خططنا. لم تكن هناك مشاكل شخصية ولكن المشاكل الصحية والإصابات أشياء لا يمكن التحكم بها. لم تكن هناك أي مشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني بل ظروف تجمعت ضدنا. غانا أدت بشكل أفضل في كأس العالم وأعتقد أنها ستتمكن من ذلك في المستقبل.
وما هي توقعاتك لمنتخب غانا في المستقبل؟
غانا دائما لديها مواهب قادرة على فعل أشياء عظيمة، هكذا كان الوضع في المرة الأولى لي منذ عام 2008 حين ارتقى الكثير من اللاعبين من فريق تحت 20 عاما ومن الدوري المحلي. غانا شغوفة للغاية بكرة القدم والناس يحبون اللعبة كثيرا ولذلك ستظهر المواهب دائما ويمكنك رؤية اللاعبين مثل محمد قدوس الذي حظيت بفرصة العمل معه، ولكنه كان مصابا وقت كأس الأمم الماضية وهذه كانت خسارة كبيرة لنا، إذا كان معنا كان يمكننا أن نقدم ما هو أفضل، ويمكنكم رؤية ما يقدمه الآن كأحد أهم اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
من هم المرشحون للفوز بالبطولة؟
سأشاهد البطولة المقبلة عن قرب لأني أحب كرة القدم الإفريقية، وليس من السهل اختيار المرشحين لأن هناك الكثير من الفرق العظيمة، والمنتخبات الأخرى عملت بشكل جيد على التحسن كرويا. بالتأكيد دول الشمال الإفريقي مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس دائما ضمن المرشحين، ولكن أيضا هناك كوت ديفوار البلد المضيف ونيجيريا وغانا والسنغال، والكاميرون أيضا لديها فريق جيد وكذلك مالي وبوركينا فاسو فهما يتحسنان كثيرا ويمكنهما ترك بصمة كبيرة في البطولة.
وماذا تتوقع لمواجهة مصر وغانا في دور المجموعات؟
من الرائع دائما أن أشاهد وأن أشارك أيضا في الماضي بمباريات بين غانا ومصر. خسرت أمام مصر في نهائي كأس الأمم 2010 في أنجولا ولكن لاحقا كما تتذكر غانا فازت على مصر في تصفيات كأس العالم 2014، لذلك من الرائع مشاهدة المباريات بين هذين المنتخبين على المستوى الكروي. أتمنى أن يتأهلا معا للمرحلة التالية ويقاتلا لأجل الكأس. من الصعب توقع نتيجة المباراة في المجموعات ولكن أنا واثق أننا سنشاهد مباراة ممتعة بين الفريقين.
من هم أفضل 3 لاعبين في تاريخ إفريقيا من وجهة نظرك؟
ليس من السهل اختيار أفضل اللاعبين في إفريقيا ولكن هناك العديد من اللاعبين الرائعين، هناك ساديو ماني ومحمد صلاح خصوصا في السنوات الأخيرة، وفي الماضي كان هناك العديد من اللاعبين العظام مثل جورج ويا وأسامواه جيان ومايكل إيسيان وأحببت محمد أبو تريكة من مصر في الماضي أيضا. الأمر ليس سهلا خصوصا وأني أعرف اللاعبين الغانيين من الماضي مثل عبيدي بيليه، والآن نيجيريا لديها فيكتور أوسيمين المهاجم الرائع في الوقت الحالي. ليس من السهل اختيار 3 ولكني ذكرت العديد بالفعل.
ما هي أفضل لحظة لك في إفريقيا؟ وما هي اللحظة الأسوأ؟
أفضل لحظة لي في إفريقيا بالتأكيد هي كأس العالم 2010 مع غانا خصوصا حين فزنا على غانا وتأهلنا إلى ربع النهائي لمواجهة أوروجواي. لقد كان الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة الإفريقية بذلك الوقت (قبل وصول المغرب لنصف نهائي 2022).
التجربة الأصعب في إفريقيا والذكرى الأسوأ هي الخسارة أمام جزر القمر والخروج من دور المجموعات في النسخة الماضية من كأس الأمم الإفريقية.
من هو أفضل مدرب في تاريخ إفريقيا؟
ليس من السهل الحديث عن المدربين لأني أحترم جميع المدربين وأعرف مدى صعوبة العمل والجهد المبذول والمعاناة لتقديم الأفضل. أحترمهم جميعا ولكن دائما يجب وضع المنتخبات في الاعتبار. مصر كانت الأكثر أهمية بالنسبة لي في 2010 وأتذكر حسن شحاتة الذي كان رجلا رائعا وحقق أشياء عظيمة مع مصر في الماضي.