كتب : محمد عبد العظيم
شارك في سبع نسخ من كأس أمم إفريقيا وتوج باللقب مرتين، ويعرف أدغال إفريقيا جيدا ويحفظها عن ظهر قلب.
هو باتريس بوميل المدير الفني الحالي لمولودية الجزائر والأسبق لمنتخب كوت ديفوار.
لماذا كارلوس كيروش مدرب مصر الأسبق هو أصعب من واجهه؟ ولماذا منتخب مصر كان أصعب خصم له؟ وكيف حدثت أسعد لحظاته بشكل ليس متوقعا؟
كل ذلك أجاب عنه المدرب الفرنسي في حواره المطول لـFilGoal.com.
الذكريات السعيدة والحزينة في البطولة
وتحدث بوميل عن ذكرياته في كأس أمم إفريقيا قائلا: "لدي الكثير من الذكريات في أمم إفريقيا لأكون صادقا، وصلت القارة في مارس 2008 ولم أفوت أي بطولة منذ وصولي للقارة، وشاركت في آخر 7 نسخ أمم إفريقيا سواء كمدرب مساعد أو مدير فني".
وعن أول ذكرى له في البطولة قال: "أول ذكرى كانت اللقب الأول في 2012 مع زامبيا عندما فزنا ضد كوت ديفوار، وربما ذلك كان أفضل منتخب لكوت ديفوار في التاريخ مع يايا توريه وجيرفينيو وسيرج أورييه وكولو توريه وسيكا تيانيه وماكس جرادل، وكان أول لقب لي في إفريقيا".
وكان منتخب زامبيا فاز بلقب أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه في سنة 2012 عقب الانتصار على كوت ديفوار بركلات الترجيح بنتيجة 8-7 بعد التعادل سلبيا بدون أهداف.
وعمل باتريس بوميل آنذاك كمساعد لإيرفي رينار في تدريب منتخب زامبيا.
أما عن أسوأ ذكرى فقال بوميل: "أسوأ ذكرى كانت عندما لم نتخط المجموعات في 2013 ونحن حامل اللقب، كنا في مجموعة تضم إثيوبيا ونيجيريا وبوركينا فاسو".
وأردف "حدثت بعض المشاكل في الملاعب بسبب أرضية الملعب، وخضنا مبارياتنا في ملاعب رملية وبدون نجيلة، وتعادلنا في المباريات الثلاث 1-1 ضد إثيوبيا ونيحيريا و0-0 ضد بوركينا ولم نتأهل. أعتقد إنها أسوأ ذكرى لي في تاريخ البطولة".
"الخسارة من مصر حرمتنا من اللقب الإفريقي"
وعن البطولة المقبلة قال: "أرى البطولة المقبلة في كوت ديفوار كأنها لحظة رائعة، أعتقد أنه لا يوجد فريق قوي غائب، الكل مستعد للمنافسة على اللقب، كل الفرق الكبيرة قوية، حتى مع وجود منتخبات صغيرة منافسة ستكون كل مجموعات قوية وربما نرى مفاجآت، في رأيي ستكون بطولة رائعة".
وبسؤاله من يرشح للفوز بالبطولة قال: "فرق عديدة يمكنها حصد اللقب، ومن الصعب التنبؤ بهوية المنتخب الفائز باللقب، لأن العديد قادر على الفوز بالبطولة".
وعن منتخب كوت ديفوار وهل كان بإمكانه الفوز باللقب في سنة 2021 في البطولة التي أقيمت في الكاميرون أجاب "كوت ديفوار في أمم إفريقيا 2021 كانت منتخبا رائعا، وكنت سعيدا بما حققناه لأنني وصلت لتدريب الأفيال في 2020 خلال تفشي فيروس كورونا ولم أسافر لفرنسا خلال تلك الفترة".
وأردف بوميل "عملت بجد لفترة طويلة وعندما توليت تدريب الفريق كانت النتائج سيئة وخسروا من إثيوبيا، وبعد عدة أشهر بنيت فريقا جديدا مع لاعبين ذوي خبرة وضممت لاعبين شباب، عملت على تكوين فريق قوي".
وشدد "إذا كنا فزنا على مصر في ركلات الترجيح في ثمن النهائي كان يجب علينا أن نفوز باللقب".
أما عن شعوره بعد الهزيمة من منتخب مصر بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل سلبيا بدون أهداف قال: "بعد المباراة شعرت أن هذا الفريق افتقد بعض التفاصيل الصغيرة، لكننا فزنا قبلها على الجزائر بطل نسخة 2019 بنتيجة 3-1 في دور المجموعات ولعبنا مباراة قوية مثل تلك التي خضناها ضد مصر".
وشدد مجددا "كانت تلك المباراة ستعطينا الكثير من الثقة للفوز باللقب، رغم أن المشوار كان سيكون طويلا وصعبا في رأيي لكن كان بإمكاننا الفوز".
عن الرحيل من تدريب كوت ديفوار
وعن رحيله عن تدريب منتخب الأفيال بعد البطولة قال: "رحلت عن تدريب كوت ديفوار بعد نهاية تعاقدي الذي ينتهي بنهاية مشوارنا في أمم إفريقيا، حينها أجُريت انتخابات رئاسة اتحاد كوت ديفوار، وقلبها وخلال عامين هي فترة تولي مسؤولية المنتخب لم يكن هناك رئيس لاتحاد البلاد، وقررت أن استمر لمدة شهر واحد بعد نهاية البطولة لأننا كنا سنواجه فرنسا بطل العالم في مارسيليا ولعبنا مباراة رائعة، ثم إنجلترا في ويمبلي خلال شهر مارس 2022".
وأكمل "اللجنة المؤقتة المديرة لاتحاد الكرة في كوت ديفوار أرادت تجديد تعاقدي لحين انتخاب رئيسا جديدا للاتحاد، لكنني لم أرد التجديد، لأنني توقعت أن يتواصل معي الرئيس الجديد للاتحاد لأواصل المهمة كمدير فني للأفيال لكن (ديالو) رئيس الاتحاد الجديد لم يفعل ذلك، وقرر أن يغير المدير الفني للمنتخب، واحترمت هذا القرار".
وواصل بوميل حديثه "أكملت عقدي حتى النهاية وخلال عامين خسرت مباراة واحدة رسمية ضد الكاميرون في تصفيات كأس العالم، لم نخسر أي مباراة أخرى، حتى عندما خسرنا ضد مصر في أمم إفريقيا كانت نتيجة المباراة تعادل، وأنا فخور بما قدمته مع الأفيال بالتأكيد".
ذكريات الفوز بأمم إفريقيا مع زامبيا وكوت ديفوار
وعاد بوميل واستعاد ذكريات فوزه بأمم إفريقيا في 2012 مع زامبيا قائلا: "لم يتوقع أحد أن تحقق زامبيا اللقب سوانا، بنينا خلال 3 سنوات فريقا قويا، في 2009 أنهينا أمم إفريقيا للمحليين في المركز الثالث، وتواجد الكثير من هؤلاء اللاعبين في أمم 2012، وهو ما يعني أننا عملنا سويا 3 سنوات لبناء هذا الفريق".
وكشف "وقبل انطلاق البطولة عقدنا اتفاقا مع اللاعبين على حصد اللقب وهو ما تحقق، كنا نعلم أننا لسنا أفضل فريق أو أفضل لاعبين لكن عملنا كفريق ومع كل مباراة نصبح أفضل وأكثر حظا وفي النهاية أنهينا البطولة كأفضل فريق، كنا فريق قوي ومتواضع وأعتقد أن زامبيا استحقت هذا اللقب في هذه اللحظة".
أما عن الفوز مع كوت ديفوار باللقب في سنة 2015 فقال: "مع إيرفي رينار عملنا على تقديم نصائح للاعبين وهو ما فعلناه طيلة 3 سنوات، أن يستمتع اللاعبون في البطولة ويؤمنوا بأنفسهم وإنه لا يوجد أي لاعب أفضل منهم وهو ما فعلناه".
وأكمل بوميل حديثه متحمسا "يا إلهي، ركلات الترجيح في نهائي 2015 كانت رائعة ومجنونة، كانت من بين أطول سلاسل ركلات ترجيح في تاريخ البطولة، الكل سدد ركلاته حتى الحراس، في ذلك الوقت عندما بدأنا تأخرنا في النتيجة 2-0، وأتذكر أن جماهير كوت ديفوار غادرت المدرجات لأنهم اعتقدوا أننا خسرنا اللقب مجددا".
وأردف "قلبنا تلك التوقعات وأصبحت لدينا الأفضلية بعدما تصدى بوبكر باري الحارس لركلتي ترجيح، ومن ثم سجل كل اللاعبين، حتى وصلنا للحارسين حين أهدر حارس غانا ثم سجل باري الركلة الأخيرة وصنع الفارق، حققنا اللقب".
وانهال بوميل بالإشادة على ذلك الجيل من منتخب الأفيال "ذلك الفريق كان لديه القدرة على الالتزام ودائما قوة واحدة لأن الموهبة موجودة والروح القتالية أحدثت الفارق في كل مرة".
وعن غيابه عن المشاركة في البطولة المقبلة في كوت ديفوار قال: "لأول مرة أغيب عن أمم إفريقيا ليس لأنني لم أتأهل، لكن لأنني أدرب مولودية الجزائر ولهذا السبب لا أتواجد في البطولة، بالطبع أفتقد المشاركة في البطولة لأنها في دمي، وأحبها، شاركت في 7 نسخ من أمم إفريقيا".
وأردف "في 2021 كنت أًصغر مدرب في البطولة لكن في نفس الوقت الأكثر مشاركة وخبرة بين باقي المدربين، وسأتابع نسخة 2023 في التلفاز لأنني أحبها".
أفضل 3 لاعبين في إفريقيا وأصعب من واجهه
وعن أفضل ثلاثة لاعبين في تاريخ إفريقيا رد بوميل "من الصعب أن اختار أفضل 3 لاعبين في تاريخ القارة، أتابع أمم إفريقيا منذ صغري، في رأيي هناك لاعبين كبار وسيتفق معي الناس في ذلك مثل جورج ويا وصامويل إيتو وديديه دروجبا وروجيه ميلا وساليف كيتا ورابح ماجر وعبيدي بيليه ويايا توريه وبالطبع محمد صلاح، وكذلك رئيسي السابق في زامبيا كالوشا بواليا، كنت مقربا منه وهو من أعظم لاعبين القارة، وأيضا حسام حسن".
أما عن أصعب مدرب فقال: "بدون شك كان كارلوس كيروش، عندما تلعب ضد فريقه يبدو لك أن فريقك أفضل منه وأنك تقود المباراة، لكن قوته دائما هي أنه يفوز في النهاية، بالنسبة لي هو أصعب مدرب نافسته، لديه القدرة على الدفاع طيلة المباراة، ولديه نظرة جيدة في أحداثها وفي النهاية فاز، بالنسبة لي هو مدرب قوي".
أما عن أصعب منتخب واجهه أجاب بوميل بدون تردد "بدون شك، مصر، دائما من الصعب اللعب ضدها".