كتب : إسلام أحمد
والدته كانت سببا في لعبه كرة القدم، وهداف وقائد فريقه في الناشئين، ثم سقوط بسبب أزمة قلبية، وعودة من الباب الكبير، والحلم هو ارتداء قميص ريال مدريد، هذا هو ملخص مسيرة وسام أبو علي لاعب سيريس السويدي الذي أصبح على أعتاب الانتقال لـ الأهلي.
أصبح الدنماركي صاحب الأصول الفلسطينية وسام أبو علي قريبا من الأهلي لدعم هجومه في سوق الانتقالات الشتوية الجارية.
FilGoal.com يصحبكم في رحلة سريعة مع مهاجم الأهلي المحتمل، لنتعرف عليه عن قرب.
الكرة × الألعاب القتالية
لم يكن وسام مهتما بلعب كرة القدم في نادٍ رغم ارتباطه بها، وفضّل والده أن يتعلم أحد فنون الدفاع عن النفس، لكن عندما حضر حصة تدريبية لنادي B52 المحلي رفقة والدته وقع في حب كرة القدم.
تذكر وسام بدايته مع كرة القدم في تصريحاته لـ D'BOLD الدنماركية: "اعتقدت والدتي أنني يجب أن ألعب كرة القدم، كنت أتجول دائما والكرة بين قدمي في كل مرة تأخذني من روضة الأطفال. وأعتقد أيضا أن والدتي كانت خائفة بعض الشيء من أن أتوجه إلى الفنون القتالية، وهو ما أراده والدي. ربما كانت خائفة من أن أتأذى. ولهذا السبب سارعت إلى إشراكي في كرة القدم".
"في أحد الأيام، اختارت والدتي أن تأخذني للتدريب في نادي طفولتي B52. وسرعان ما اكتشفت أن الأمر كان ممتعا جدا. كان السبب الرئيسي في ذلك هو أن بعض أصدقائي كانوا في نفس الفريق الذي كنت سألعب فيه، ومنذ ذلك اليوم أحببت هذه الرياضة".
لم يعارض والده حب وسام لكرة القدم بل ضحى من أجله، وأكمل وسام قائلا: "كان موجودا دائما من أجلي، منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وحتى الآن كان على استعداد للتضحية بأشياء كثيرة لدعمي. إنه على استعداد للخروج والتدرب معي. لا يهم إذا كانت درجة الحرارة 30 أو هناك عاصفة ثلجية. يدعمني كثيرا، ويقدم لي أيضا الكثير من النصائح. إنه يفعل كل ذلك فقط لأنه يريد الأفضل بالنسبة لي، كما أنه يحب الرياضة".
استمر أبو علي في فريق B52 لمدة 6 سنوات، ثم رحل إلى أكبر نادي في شمال مدينة يوتلاند حيث نادي AaB وبدأ مع فريق تحت 11 عاما.
إلى الفريق الأول
ترقى وسام بين الفئات واحدا تلو الآخر، وفي 2015 كان أفضل هداف لفريقه في الدوري تحت 17 عاما برصيد 15 هدفا، وبالمركز الثاني في ترتيب هدافي المسابقة، كما أصبح قائدا للفريق.
وبدأ الكل في النادي يركز على تصعيده لفريق تحت 19 عاما.
حينها صرّح قائلا: "توقعاتي للموسم المقبل أن أكون جزءا مهما من الفريق، خاصة الجانب الهجومي. أتوقع أن أتمكن من تسجيل الكثير من الأهداف والتمريرات الحاسمة، وبالتالي أكون حاسما في المباريات".
مع فريق 19 عاما سجل 22 هدفا في 36 مباراة، وتم تصعيده للفريق الأول في بين 2018 وحتى 2019 وسجل 4 أهداف وصنع 4 في 31 مباراة.
في أغسطس 2019 أعير لصفوف فريق فينديسييل في الدرجة الأولى بالدنمارك ثم مدد الأخير الإعارة مجددا في يناير 2020.
المدير الإداري لنادي AaB أوضح آنذاك سبب تمديد الإعارة قائلا: "اخترنا فعل ذلك لأننا نعتقد أن وسام يجب أن يحصل على المزيد من وقت اللعب. في الخريف، خاض بعض المباريات الجيدة هناك، ونود أن نواصل ذلك في الربيع أيضا".
وأكمل "هناك طريق طويل للعب في الدوري الممتاز الخاص بنا. لذلك عندما يعود وسام إلى AaB في الصيف، سيكون لاعبا لديه المزيد من المباريات، وأثبت كفاءته في العودة".
خلال تلك الفترة خاض اللاعب البالغ 21 عاما حينها 22 مباراة وسجل 11 هدفا.
في ذلك الوقت خاض 8 مباريات دولية بقميص منتخب الدنمارك بين تحت 17 وحتى تحت 19 عاما وسجل خلالهم هدفا وحيدا.
عودة وسقوط
لم يعد أبو علي لصفوف AaB بل انضم في سبتمبر 2020 إلى سيلكيبورج الدنماركي، وخاض 13 مباراة وسجل 3 أهداف خلال عام واحد.
وفي أغسطس 2021 انضم مرة أخرى لصفوف فينديسييل في الدرجة الأولى بعد فترتي الإعارة وتلك المرة بعقد يمتد لـ 4 مواسم ومقابل مليون كرونه دنماركي وفقا للتقارير.
وبعد شهر واحد فقط وفي 11 سبتمبر 2021 وخلال مواجهة لونبي سقط وسام أبو علي أرضا وسط ذهول الجميع في الملعب.
وشكّل اللاعبون حاجزا حوله ونُقل للمستشفى بعد 10 دقائق من تلقي العلاج داخل أرض الملعب، وهو مشهد أعاد للأذهان في البلاد ما حدث لكريستيان إريكسن لاعب الدنمارك في بطولة أمم أوروبا يورو 2020 خاصة أنها جاءت بعد أشهر قليلة.
وأصيب صاحب الأصول الفلسطينية بتشنجات بعد ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل مفرط.
بعد استفاقته نشر له صورة في المستشفى وكتب عبر حسابه على "إنستجرام": "شكرا لكل من تواصل معي وكتب لي، شكرا لصلواتكم والدفء الذي أرُسل لي، من الرائع أن أصحو على كل هذا الدعم والحب، الأمر سريالي ويشكل صدمة في الوقت الحالي وعلى الرغم من ذلك أنا أتعافى وفي أيد أمينة، الآن تنتظرنا خطوة صعبة وطويلة في المعركة للعودة إلى 100%. أتطلع إلى العودة بشكل أقوى، وآمل ألا أنتظر طويلا".
"يجب أن أتوجه بالشكر الجزيل أيضا إلى جميع الأطباء والموظفين في الملعب، الذين كانوا على استعداد لمساعدتي، وإعادتي إلى حالة مستقرة، أنا ممتن لكم جميعا بشكل لا يصدق، وهذا شيء أقدره حقا، سواء الأطباء أو جميع المشاركين. شكرا لرجال الإسعاف والأطباء وكل من ساعدني على التعافي، وجعل هذه التجربة الرهيبة أسهل كثيرا".
"إلى كل من كان في الملعب، أريد فقط أن أعرب عن احترامي الكبير على حصولي على أكبر قدر من الدعم - شكرا جزيلا لكم على ذلك، أنا في أيدٍ أمينة. لذلك ليس عليك أن تخجل من النظر إلى وجهي بعد. شكرا لكم، أحب الجميع".
ماذا حدث؟
في حواره يوم 15 سبتمبر 2021 مع قناة sport.tv2 كشف ما حدث له في أرض الملعب قائلا: "ما زلت أشعر بألم شديد في جسدي في جميع العضلات والمفاصل وأصابع اليدين والقدمين. هذه مجرد بعض الأمراض التي أعاني منها الآن بسبب التشنجات. خلاف ذلك، أنا في حالة معنوية جيدة".
"ركضت وقمت بالإحماء وهناك تساءلت عما إذا كنت متعبا أو ما الذي يحدث. ولكن عندما ركضت في أرض الملعب قبل خمس دقائق من وقوع الحادث، شعرت أنه كان نوعا مختلفا من التعب. شعرت بألم تحت ضلوعي. هناك بدأت أتألم".
"عندما تنفست، كان الأمر كما لو أن الهواء البارد قد خرج بصعوبة. شعرت بالثقل وصعوبة التنفس. وهنا وصلت إلى النقطة التي حاولت فيها الإمساك بالحكم لأقول له إنني لا أستطيع التنفس بشكل صحيح".
"لكن عندما كنت على وشك الجلوس، لم أشعر بقدمي، وتوقف عقلي تماما. يقولون إن هذا ما يحدث عندما تتشنج. سقطت على الأرض ثم لا أتذكر أي شيء حدث".
"عند الإصابة بالتشنجات، تظهر رغوة في الفم. أغمي علي تماما، وفي مرحلة ما كان معدل ضربات قلبي منخفض للغاية، حيث تمكن أخصائي العلاج الطبيعي لدينا من معرفة أنه كان عليه العمل حول القلب لأن معدل ضربات القلب انخفض كثيرا".
عاد بعد أسبوع وسام إلى مقر النادي وصرّح قائلا: "اتفقت مع الأطباء على بدأ الركض ببطء. مع الجري وركوب الدراجات، ولن أعود لملعب التدريب وزملائي إلا بعد أن يمنحني الأطباء الضوء الأخضر".
غاب أبو علي 9 أشهر وحسب موقع "تراسنفير ماركت" لم يخض مباريات فيما تبقى من الموسم مع فريقه مكتفيا بـ 9 مباريات فقط، واستمر غيابه 200 يوم.
خاض مباراة ودية أولى عقب تعافيه تماما وسجل ضد أرهوس هدفا في مباراة انتهت بالفوز 3-2.
حينها صرّح مدربه هنريك بيدرسن قائلا: "لا شك أن وسام لاعب مهاري، وقد أظهر ذلك، لكنه أيضا لاعب لا يزال أمامه الكثير ليتعلمه. مع أخذ التقدم الذي أحرزه في الاعتبار، لا يزال هناك بالطبع طريق طويل لنقطعه، لكنني سعيد حقا بما جعلته يمر به في الأيام العشرة الماضية".
وفي فبراير 2022 وخلال ودية أقيمت في تركيا بين فريق فينيدسييل ودينامو موسكو الروسي تعرض وسام لإصابة عقب اصطدامه بالحارس تعرض على إثرها بكسر في ضلعين وثقب في الرئة. وسام أجرى جراحة ناجحة وعاد مجددا دون أي تأثر.
عاد مجددا في موسم 2022-23 وتألق مع الفريق حيث خاض 34 مباراة سجل 16 هدفا وصنع 1 في الدرجة الأولى الدنماركية وأنهى الموسم في صدارة هدافي ترتيب فريقه.
إلى السويد
انضم وسام إلى الدوري السويدي في منتصف الموسم الماضي عبر فريق سيريس في أول تجربة له خارج البلاد.
ووصفه جوناثان إديرستروم، مدير الكشافة والتوظيف للنادي السويدي بـ "نوع مثير من اللاعبين" قائلا: "يتمتع بنمط تحرك مثير للاهتمام وتقنية جيدة. إنه ماهر مع الكرة وبدونها، مما يجعله مفيدا جدا في طريقة لعبنا. في فينديسييل، طور أسلوب ضغطه الدفاعي وأظهر في الوقت نفسه أنه يمثل تهديدا مستمرا داخل وحول منطقة جزاء الخصم. نحن سعداء جدا بوجود وسام معنا".
بدأ أبو علي المشوار بكل قوة وفي أول مباراة سجل هدفا في الفوز بنتيجة 3-0 ثم سجل هدفا ثانيا في المباراة التالية.
ووقع جمهور سيريس في حب وسام أبو علي حيث حصل على أغنية خاصة به بعد أول مباراة له.
فصرّح قائلا لموقع Tipsbladet: "حصلت على أغنية بعد ربع ساعة في أول مباراة لي أسجل فيها. أنا اللاعب الوحيد في النادي بأكمله الذي لديه أغنية، لذا فإن التفكير فيها أمر غريب وسريالي بعض الشيء. عندما تسير الأمور على ما يرام في الملعب، كثيرا ما أسمع هذه الأغنية الآن".
وأكمل "تأكدت من أنني أفعل شيئا صحيحا. قد يكون بإمكانك لعب كرة القدم وتسجيل بعض الأهداف، ولكن يمكنك أيضا ترفيه المشجعين وجذبهم إلى الملعب".
أنهى وسام الموسم بالمشاركة في 16 مباراة بالدوري السويدي بواقع 14 أساسيا و2 كبديل وسجل 10 أهداف وصنع هدفا.
وتواجد في المركز الرابع بترتيب الهدافين بفارق 6 أهداف عن متصدر الترتيب الذي خاض 12 مباراة أكثر منه الموسم الماضي بالدوري.
وحصد جائزة أفضل لاعب في النادي عن الموسم الماضي.
وفي نوفمبر 2022 ومع نهاية الموسم صرّح تشيستر ماتياسون مدربه قائلا: "أبو علي هو الاسم الوحيد الذي يبدو أنه يتبادر إلى ذهن جميع أندية الدوري السويدي عندما يريدون التعاقد مع مهاجم، لكن من السهل أن ينسوا ذلك. يجب أن يبقى هنا ومن الأفضل أن يبقى لفترة أطول".
وشدد "إذا كان هناك عرض جيد لا يستطيع سيريس رفضه، فقد يفكرون في بيعه في هذه الحالة، لكنني آمل وأعتقد أنه سيكون جاهزا عندما نبدأ الدوري السويدي في أبريل".
وأشارت التقارير في وقت لاحق أن أوتريخت الهولندي أبدى اهتماما بضمه، ثم جاء الأهلي الذي بات على أعتاب إعلان الصفقة.
وفي حال إتمام التعاقد بقيمة مليوني يورو بحسب التقارير فإن أبو علي سيكون أغلى لاعب باعه سيريس في تاريخه متفوقا على الغاني كينجسلي سافرو الذي انضم لمالمو مقابل 1.45 مليون يورو في 2017.
في حواره عام 2016 مع D'BOLD صرّح أبو علي قائلا: "أحب ريال مدريد لأنني أعتقد أنهم يلعبون كرة قدم رائعة: الكثير من الهجمات المرتدة والمباشرة".
"أعتقد أيضا أنني أجيد الضغط، كما أعتقد أنني عدواني وأجيد الالتحام المباشر مع الخصم، أعتقد أن المشاركة في المرتدات هي إحدى أفضل مهاراتي، أركز على أن أصبح أفضل لاعب كرة قدم ممكن، وعلينا أيضا أن نرى إلى أي مدى يمكن أن أصل".
فماذا سيقدم أبو علي مع الأهلي عند انتقاله؟