كتب : محمد مصطفى
في شهر يونيو 2021، أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم، دعم الجهاز الفني للمنتخب بعنصر جديد في الجهاز الفني وهو جلال القادري، ليكون مساعدًا لمنذر الكبير المدير الفني لنسور قرطاج.
وبعد 6 أشهر خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في الكاميرون، تأهل المنتخب التونسي كأفضل ثالث في المجموعة السادسة خلف مالي وجامبيا، بعد تحقيق فوز يتيم أمام موريتانيا، وخسارتين.
استعدت تونس لمواجهة نيجيريا متصدر المجموعة الرابعة، التي حلت مصر في وصافتها، وقبل المباراة تعرض المدير الفني منذر الكبير لإصابة بفيروس كورونا، ليصبح حبيسا للحجر الصحي، ويقود جلال القادري منتخب بلاده في مواجهة حاسمة أمام النسور.
نجح المنتخب التونسي في تحقيق مفاجأة بإقصاء نيجيريا بهدف نظيف، أحرزه يوسف المساكني.
انقلبت الأمور مجددًا على تونس، مع عودة المدرب منذر الكبير بعد تعافيه، ليودع نسور قرطاج اللقب بالخسارة أمام بوركينا فاسو في ربع النهائي، وتضيع أحلام تونس في الظفر بلقب قاري جديد، ليقرر الاتحاد التونسي في اليوم التالي إقالة منذر الكبير، وتعيين القادري مدربا دائما للمنتخب في منصب الرجل الأول.
بعد شهرين، قاد جلال القادري منتخب بلاده إلى كأس العالم قطر 2022 للمرة السادسة في التاريخ، ليحافظ على رقمه القياسي كأكثر المنتخبات العربية مشاركة في المونديال بالتساوي مع المغرب والسعودية، بالفوز ذهابا أمام مالي في باماكو بهدف نظيف، قبل الاكتفاء بالتعادل السلبي في رادس.
إنجاز القادري
لم يتوقف إنجاز جلال القادري على التأهل لكأس العالم بل نجح في تحقيق فوز تاريخي على حساب فرنسا بطل العالم بهدف نظيف، ولكن لم يقف بجانبه الحظ ليودع المونديال من دور المجموعات.
إجمالا لعب القادري منذ توليه المسئولية خلال عامين 22 مباراة، بـ13 فوزًا، و5 خسائر، و4 تعادلات.
الأزمات تلاحق تونس
تعرض القادري لهجوم كبير بعد تلقيه خسارتين مفاجئتين وديا أكتوبر 2023، برباعية نظيفة أمام كوريا الجنوبية، وثنائية أمام اليابان، ليرفض الاتحاد التونسي التفريط في مدربه، واضعا التأهل لنصف نهائي أمم أفريقيا هدفا للمنتخب تحت قيادته في بطولة كوت ديفوار.
كما يواجه الاتحاد التونسي أزمة بعد خضوع وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي منذ عام 2012، للتحقيق على خلفية اتهامات بالإخلال بالقانون وإلحاق أضرار بالمال العام، ليصدر بحقه قرار بالتحفظ عليه.
ويرأس بعثة المنتخب التونسي في كوت ديفوار، نائب رئيس الجامعة التونسية رافع جليل.
بطولة وحيدة
المنتخب التونسي الذي يحل في المركز 28 بتصنيف فيفا، يقع في المجموعة الخامسة بكأس الأمم إلى جانب منتخبات مالي، وجنوب أفريقيا، وناميبيا، يسعى لأن يتوج باللقب الثاني تاريخيا.
منتخب تونس توج باللقب القاري مرة وحيدة، قبل 20 عاما، حيث توج بها سنة 2004 على أرضه، تحت قيادة الفرنسي روجيه لومير، أول مدرب يحقق الثنائية كأس أمم أفريقيا، وكأس أمم أوروبا مع فرنسا عام 2000.
عقدة لتونس
ستواجه تونس منتخب مالي في المجموعة والتي لم يسبق لها تحقيق أي فوز في 3 مواجهات، حيث خسر المنتخب التونسي مواجهتين، وتعادل في واحدة.
أزمات تاريخية
الحكم الزامبي، جاني سيكازوي، كان بطل الأزمة الأولى بعدما أنهى مباراة تونس ومالي في كأس الأمم الكاميرون 2021، عند الدقيقة 85.
عدل سيكازوي عن قراره واستكمل المباراة، ليقرر بعدها إنهاء المباراة في الدقيقة 89، قبل نهاية الوقت الأصلي الـ90 دقيقة، وسط احتجاجات تونسية بالخسارة 1-0 في مباراة فقدت أحد شروطها الأساسية وهي إقامتها من 90 دقيقة.
الأزمة الثانية كانت في نسخة 1978، في مباراة تحديد المركز الثالث أمام نيجيريا.
تقدم المنتخب التونسي بهدف، قبل أن يقرر الانسحاب اعتراضا على هدف تعادل نيجيريا، ليغادر اللاعبون أرض الملعب، ليقرر بعدها الاتحاد الأفريقي فوز نيجيريا بالمركز الثالث، وحرمان تونس من المشاركة في البطولة التالية 1980.
أرقام تاريخية
وتشارك تونس في بطولة أفريقيا للمرة الـ21 في التاريخ، والـ16 على التوالي منذ 1994 حتى نسخة كوت ديفوار، في رقم لم يتحقق مع أي منتخب أفريقي من قبل.
بطولة 94 شهدت خيبة كبيرة للمنتخب التونسي والذي ودع البطولة من دور المجموعات، والتي استضافها على أرضه، في سابقة لم يحدث لأي فريق مستضيف للبطولة، ولم تكن أول بطولة تنظمها تونس حيث سبق ونظمت بطولة 1965 وخسرت النهائي أمام غانا بنتيجة 3-2.
ولكن نجح في السنوات التالية في التأهل للنهائي مرتين عامي 1996 بالخسارة أمام جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، و2004 والتي توج بها نسور قرطاج بالفوز على حساب المغرب بهدفين لهدف.
ورغم كل الإنجازات التونسية، إلا أنه لم تحظ بفرصة التتويج باللقب سوى في نسخة وحيدة.
لقب نسور قرطاج
يفتحر التونسيون بمدينة قرطاج مهد الحضارة التونسية وعاصمة الدولة القديمة في العصر الفينيقي، ليتخذه المنتخب لقبا له، مضافا إليه لقب النسور نسبة للقوة والسرعة، ليصبح لقب المنتخب نسور قرطاج.
القائد المساكني ينتظر أرقاما تاريخية
ينتظر يوسف المساكني تحقيق أرقاما قياسية في كأس الأمم، حيث يفصله 3 أهداف بقميص المنتخب لمعادلة رقم وهبي الخزري ثاني هدافي نسور قرطاج بـ25 هدفا.
ولازال لاعب الترجي ومنتخب تونس السابق عصام جمعة يمتلك الرقم القياسي كهداف للمنتخب برصيد 37 هدفا.
كما سيعادل المساكني بمشاركته في بطولة كوت ديفوار الرقم القياسي المسجل باسم أحمد حسن، وريجوبرت سونج، كأكثر اللاعبين مشاركة في كأس الأمم بـ8 بطولات.
ويأمل المساكني (7 أهداف) أيضا في معادلة رقم سيلفا دو سانتوس الهداف التاريخي لنسور قرطاج في أمم أفريقيا بـ10 أهداف في 3 مشاركات وهو اللاعب التونسي الوحيد الذي سجل هاترك في مباراة لتونس أمام زامبيا في كأس الأمم في مصر 2006.
سر غياب المجبري وضم حارس التسعة
يغيب حنبعل المجبري لاعب مانشستر يونايتد، عن المشاركة مع تونس في كأس الأمم، بناء على اتفاق بين جلال القادري المدير الفني، واللاعب.
ونفى جلال القادري أي توتر في العلاقة مع اللاعب، مشيرًا إلى أنه تم استبعاده بناءً على طلب من اللاعب الذي يعيش فترة صعبة مع نادية، ويهدف للمشاركة أساسيا أو الخروج لتجربة جديدة في أحد أندية ليون الفرنسي، أو إشبيلية الإسباني، أو فرابيبورج الألماني، مؤكدًا أنه لن يضم لاعب غير جاهز ذهنيا للمشاركة.
كما يغيب فرجاني ساسي لاعب الغرافة القطري عن البطولة بناءً على قرار المدير الفني لتونس، الذي أعلن عدم جاهزيته الفنية.
فيما تشهد القائمة تواجد 8 لاعبين محليين، و19 محترفا بينهم 5 في الدوريات العربية، علي معلول ظهير أيسر النادي الأهلي، ويوسف المساكني مهاجم العربي القطري، وطه ياسين الخنيسي في نادي الكويت.
كما ضم ايمن دحمان حارس مرمى الحزم السعودي، رغم مشاركته في خسارة فريقه التاريخية أمام الهلال السعودي 9-0.
ويبرز في القائمة عيسى العيدوني من يونيون برلين الألماني، وإلياس السخيري من إنتراخت فرانكفورت الألماني، وأنيس بن سليمان من شيفيلد الإنجليزي، وإلياس العاشوري لاعب كوبنهاجن الذي شارك في عبور فريقه التاريخي لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد وجالاتا سراي.
قائمة تونس
مواعيد المباريات
الثلاثاء 16 يناير: تونس وناميبيا (ملعب أمادو جون كوليبالي).
السبت 20 يناير: تونس ومالي (ملعب أمادو جون كوليبالي).
الأربعاء 24 يناير: تونس وجنوب أفريقيا (ملعب أمادو جون كوليبالي).