كتب : محمد رؤوف
"أقاتل دائما أمام ما يشبه بعبادة النتائج التي تحكم كرة القدم، في بعض الأحيان لا يتوج عمل رائع بكأس، من الممكن إنقاذ فريق من الهبوط يكون عملا لا يصدق، ربما يكون أصعب من التتويج بكأس مع نادي آخر، لكنه لا يحظى دائما بالتقدير، أتمنى أن لا يقيم المدرب من النتائج" روي فيتوريا مدرب منتخب مصر لموقع "ذا كوتشيس فويس".
من خلال هذا الرأي من المدرب البرتغالي نصل إلى أن النتائج ليست كل شيء في الحكم على المدربين وأن المعيار يقاس بما يصل له بالمقارنة بالقوة الفنية للفريق والاقتصادية للنادي.
ويستعرض FilGoal.com في التقرير التالي أبرز المدربين الذين فاقوا المطلوب مع فرقهم في الدوري المصري بعد 6 جولات.
لا للمال نعم للأداء وللنتائج
أحمد عبد الرؤوف
ربما المثال الأبرز الذي يعبر عنه فيتوريا هو أحمد عبد الرؤوف مدرب بلدية المحلة، فالفريق الذي صعد حديثا للدوري المصري ويعاني ماليا، لم يعتمد على المال والقوة الشرائية.
لكن بدلا من ذلك راهن على مدرب هو الأصغر في الدوري المصري إذ يبلغ من العمر 37 عاما واستفاد كثيرا من عمله كمساعد مع باتريس كارتيرون في الزمالك.
مع وعي كبير من عبد الرؤوف تعاقد مع لاعبين صغار في العمر ينفذون تعليماته مثل حسام أشرف وطارق علاء وماجد هاني.
كذلك النادي هو الأقل صرفا في الدوري فبحسب موقع Transfermarkt فالنادي صرف في فترة الانتقالات الصيفية الماضية 15 ألف يورو فقط، في المقابل لم يبع لاعبين مقابل مال بل رحلوا دون مقابل.
وبالكرة الهجومية التي يتبعها عبد الرؤوف تمكن من لفت الأنظار إليه وإلى شجاعته في اللعب بالضغط العالي على خصمه مهما حتى إذا كان أقوى منه على الورق.
وسجل فريق عبد الرؤوف 10 أهداف في 5 مباريات فقط أي أقل من أغلبية الفرق الأخرى الذين خاضوا مباراة أكثر منه، ومع ذلك هو 3 أقوى هجوم في الدوري.
وكذلك حقق عبد الرؤوف أول فوز لبلدية المحلة على ملعبه في الدوري المصري منذ ما يزيد عن 15 عاما بعد الفوز على فاركو 3-2 في الجولة السادسة.
ولأول مرة يسجل البلدية 3 أهداف أو أكثر في مباراة واحدة بالدوري منذ الفوز على الترسانة بنتيجة 4-3 في موسم 2004-05.
ويحتل الفريق المركز الـ11 في جدول ترتيب الدوري المصري برصيد 8 نقاط.
رجل اللاهزيمة
مجدي عبد العاطي
بجانب مارسيل كولر المدير الفني للأهلي، فمجدي عبد العاطي مدرب زد يأتي هو الآخر بدون هزيمة في الدوري حتى الآن.
مع أفضلية لعبد العاطي الذي لعب 3 مباريات أكثر من كولر فبالتالي منطقيا أن احتمالية الخسارة تزيد، بالإضافة إلى أن زد صاعد حديثا للدوري، لكن تمكن عبد العاطي من الابتعاد عن الخسارة.
بالتأكيد أن زد لديه القوة الشرائية فصرف في فترة الانتقالات الصيفية الماضية 2.24 مليون يورو، ولم يحصل على أموال جراء بيع اللاعبين.
ويعتبر زد هو الفريق الأكثر صرفا من الصاعدين فبعد ذكر بلدية المحلية فالجونة صرف 30 ألف يورو.
لكن يحسب لعبد العاطي أن الأداء الذي يقدمه يريد من خلاله أن يقدم شيئا مختلفا وهجوميا بدون اللعب الدفاعي بدون فكرة عند الاستحواذ على الكرة.
فزد هو ثاني أقوى خط هجوم في الدوري بـ11 هدفا، ويحتل المركز الثالث بـ12 نقطة.
بطل أوروبا يغزو إفريقيا
ريكاردو فورموسينيو
فورموسينيو الفائز بدوري أبطال أوروبا مع بورتو رفقة جوزيه مورينيو والدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد رفقة نفس المدرب يسعى لغزو القارة السمراء مع مودرن فيوتشر وخوض التحدي.
فكيف وهو كان المساعد والكشاف لرجل التحديات السبيشال وان.
بعدما تمكن مودرن فيوتشر من الوصول لدور مجموعات كأس الكونفدرالية في الموسم الماضي لكن لم يتأهل لدور خروج المغلوب.
جاء فورموسينيو لمحاولة تخطي تلك العقبة فوصل إلى دور المجموعات من البطولة ذاتها.
بتبعية مساعدته لمورينيو فيتسم فورموسينيو بلعب الكرة المتوازنة خاصة مورينيو بدايته، عكس عبد العاطي وعبد الرؤوف.
بخلاف الأهلي الذي لعب أقل من الجميع، فمودرن فيوتشر هو أقوى خط دفاع في الدوري بالتساوي مع إنبي والجونة وسيراميكا كليوباترا، وسجل 8 أهداف.
ويحتل مودرن فيوتشر وصافة الدوري برصيد 12 نقطة.
صعود بعد هبوط
عبد الحميد بسيوني
تمكن عبد الحميد بسيوني المدير الفني لطلائع الجيش من استعادة أداء فريقه فبعد أول جولة قوية ضد البنك الأهلي هبط الأداء لـ3 مباريات ولم يسجل فيهم أي أهداف.
لكن الصعود مرة أخرى في أداء فريقه يحسب له فلم شمل الفريق من جديد شيء ليس بالسهل.
فتمكن فريق عبد الحميد بسيوني من تسجيل 4 أهداف في مباراتين مع الفوز فيهما بتتويج الأداء بالنتيجة.
ومع ذلك فكرته الدفاعية واللعب على المرتدات السريعة أتت ثمارها فضد الإسماعيلي تمكن من ضرب الدراويش والفوز 3-2.
استمر المدرب البالغ من العمر 51 عاما في تحقيق النتائج الممتازة لطلائع الجيش ضد الإسماعيلي، إذ لم يخسر طلائع الجيش من الإسماعيلي منذ 2020، في 7 مباريات فاز الطلائع في 4 وتعادلا في 3.
ويحتل الجيش المركز الـ6 برصيد 10 نقاط.
الخروج من عباءة الدفاع
طارق العشري
تعلم طارق العشري المدير الفني للاتحاد السكندري كثيرا من مانويل جوزيه المدير الفني التاريخي للأهلي حسب قوله.
ولذلك كان يعتمد في مسيرته على اللعب المتوازن الأقرب للدفاع.
لكن في الموسم الحالي يحاول العشري أن يهاجم أكثر عكس ما كان يعتمد عليه كثيرا.
فاستمر المدرب البالغ من العمر 58 عاما من الجولة الـ2 وحتى الـ5 في استقبال هدفين على الأقل، بينما في نفس الفترة في الموسم الماضي مع فاركو تلقى هدف واحدا فقط.
وبالتالي منطقيا أن العشري خرج من عباءة الدفاع، ويحتل ثالث أقوى خط هجوم في الدوري بتسجيل 10 أهداف بالتساوي مع بلدية المحلة.
ويحتل الاتحاد المركز الـ4 برصيد 11 نقطة.
وفي النهاية لا يقيم المدرب على النتائج فقط بل يجب أن يُؤخذ في الاعتبار قوة الفريق الفنية والمالية للنادي الذي يعمل فيه المدرب فليس التتويج هو المعيار للنجاح، فهؤلاء المدربون قدموا أكثر من المطلوب.