كتب : محمد رؤوف
"أراوخو طلب مني أثناء المباراة بأن أتوقف عن المراوغات ومن ثم سبني بوالدتي".. كلمات بريان سرقسطة لبرنامج "الشيرينجيتو" الإسباني بعد مباراة برشلونة.
عذب سرقسطة مدافعي برشلونة في مباراة غرناطة، ومن ثم انضم لقائمة منتخب إسبانيا، لكن تألقه لم يكن وليد الأمس فقط.
يستعرض FilGoal.com أرقام ومميزات سرقسطة بعد التساؤلات الكثيرة عن من هذا اللاعب الذي راوغ جول كوندي مرتين قبل تسجيل الهدف الثاني.
اللعب ليس للركض بل للمراوغة
يرى سرقسطة أن لعب كرة القدم لا يجب أن يكون للركض خلف الكرة، بل يؤمن أنها وجدت من أجل المراوغة بها والاستمتاع بانهيار المدافعين من حوله كما فعل تماما بجول كوندي مدافع برشلونة عندما سجل الهدف الثاني في شباك تير شتيجن.
يقول سرقسطة لشبكة "دازن" عقب مباراة برشلونة: "ألعب من أجل المراوغة وليس للركض خلف الكرة، لعبت بهذه الطريقة منذ أن كنت طفلا في الحي وطوال حياتي وحتى الآن".
فليس غريبا أن اللاعب البالغ من العمر 22 عاما يكون ذلك هدفه من لعب كرة القدم، لماذا؟ يجيب بريان في عام 2020 لصحيفة "في أي بي ديبورتيفو" الإسبانية "مرجعي الأول ودائما في كرة القدم هو ليونيل ميسي، وأحب أيضا نيمار، والآن أهتم كثيرا بفينيسيوس جونيور".
ولكن الغريب حقا أن سرقسطة في عام 2020 كان يلعب على سبيل الإعارة لفريق إيخيدو القابع في دوري الدرجة الثالثة، من الواضح أن لديه ثقة في نفسه كبيرة ولا يوجد دليل أكبر مما فعله في دفاع برشلونة.
سرقسطة يقول ويفعل
تظهر لنا الأرقام والإحصائيات أن سرقسطة لم يكن ينطق بكلمات هو لا يدركها لأن بعد ثلاثة أعوام من تصريحاته الآن أصبح ثالث أنجح لاعب في أوروبا من ناحية المراوغات الناجحة والأنجح في الدوري الإسباني.
مع الأخذ في الاعتبار أن غرناطة صعد حديثا ويحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الإسباني.
حقق سرقسطة 26 مراوغة ناجحة حتى الآن بفارق ست مراوغات عن الأنجح في أوروبا ليروي ساني لاعب بايرن ميونيخ.
ويبتعد عن أقرب منافس له من الدوري الإسباني وهو سافيو لاعب جيرونا بفارق سبع مراوغات.
وليست إحصائية الأكثر مراوغة في أوروبا أو في الدوري الإسباني هي القياس فقط، عند إيجاد ذلك يجب ربط هذه الإحصائية برقم آخر وهو عدد فقد اللاعب للكرة أو خسارة الاستحواذ على الكرة.
ومن هنا نجد مثلا أن ساني في الدوري الألماني وفقا لموقع "سوفا سكور" يحتل المركز العاشر في قائمة أكثر اللاعبين فقدا للاستحواذ بمعدل 17.1 في المباراة الواحدة.
بينما إذا نظرنا إلى أين يتواجد سرقسطة من هذه الإحصائية، فلن نجده في القائمة من الأساس التي تضم 50 لاعبا، أي أنه لا يخسر الكرة أو الاستحواذ كثيرا، فبالرغم من أن جسد سرقسطة ضعيفا وطوله 164 سم فقط إلا أن ذلك لا يعتمد على القوة الجسدية ولا الطول.
الحلم الذي يعيشه سرقسطة
"قبل ستة أشهر كنت ألعب في الدرجة الثالثة الإسبانية، والآن أنا أعيش رفقة الفريق الذي أعطاني الفرصة للعب".. كلمات الجناح الأيمن في شهر مايو الماضي بعد الصعود لليجا.
ولكن ليس ذلك هو الحلم الذي يعيشه بالضبط، بعد مباراة برشلونة تم سؤاله عن ماذا لو رأى نفسه في القائمة المستدعاة لمنتخب إسبانيا فقال لصحيفة "ماركا": "عندما يحين الوقت سيأتي ذلك، سأذهب إلى المنتخب إذا استدعاني المدرب".
لم يعلم سرقسطة أن ذلك سيحين بسرعة، فاليوم ذهب إلى المنتخب بعد أن سجل خمسة أهداف وصنع هدفا في تسع مباريات رفقة غرناطة.
عدم التفكير في كرة القدم من الأساس
بالنظر إلى هيئة بريان وشعره واهتمامه به وصبغه كل فترة، فالكرة ليست فقط هي أولى اهتماماته، فالموضة والأزياء كانت شغله الشاغل من قبل.
وكاد أن ينخرط في عالم الموضة والأزياء وتصفيف الشعر، فحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية فلولا وصوله إلى أعلى مستوى في كرة القدم فكان سيصب تركيزه على أن يكون مصففا للشعر.
وقال سرقسطة للصحيفة ذاتها: "الآن أكرس نفسي لكرة القدم، لكن لا أعرف كيف أصف شعوري بين الكرة وهواية تصفيف الشعر".
وفي النهاية يعيش سرقسطة الآن حلما بالانضمام لمنتخب بلاده بعد ما حقق أرقاما وإحصائيات صعبة الوصول مع فريق مثل غرناطة، وبالتأكيد سينظر له الأندية الكبيرة في فترة الانتقالات المقبلة سواء الشتوية أو الصيفية.