كتب : إسلام أحمد
"ما شاهدته أمام المقاولون العرب من أداء ستشاهده في المباريات المقبلة، ومن شاهد أداءنا في الدرجة الثانية سيعلم أننا نطبق نظاما لا يتغير"، هكذا تحدث حسام حسن قائد بلدية المحلة لـ FilGoal.com بعد تحقيق الفوز الأول في الدوري بعد غياب 15 عاما.
بلدية المحلة تحت قيادة أحمد عبد الرؤوف –أصغر مدرب في الدوري الموسم الجاري بعمر 37 عاما- حقق الفوز الأول سريعا، ربما ستتفاجئ لكن لو شاهدت المباراة ستجد أنه يستحق الفوز وهو أيضا ما قاله شوقي غريب المدير الفني لذئاب الجبل بعد اللقاء.
البلدية الموسم الماضي أنهى مجموعة بحري القوية كأقوى هجوم برصيد 46 هدفا وأقوى دفاع باستقبال 16 هدفا فقط، فخلال 30 مباراة حقق الفريق 16 انتصارا وتعادل في 10 مباريات وخسر 4 مرات فقط تحت قيادة أحمد عبد الرؤوف.
المدرب البالغ 37 عاما اعتزل منذ ما يقارب 5 سنوات بعد مسيرة مع الزمالك ووادي دجلة ومصر للمقاصة وانتهت في 2018، ومن بعدها تواجد في الجهاز الفني في الزمالك مع ميتشو وباتريس كارتيرون وتولى التدريب في قطاع ناشئين النادي، ثم مدرب عام في بورتو السويس مع أشرف توفيق وأصبح الرجل الأول في المصري بالسلوم وبلدية المحلة في ثاني تجاربه كرجل أول.
بعد فوز بلدية المحلة في المباراة الأولى بالدوري خارج أرضه، إليكم بعض الإحصائيات:
ثاني أكثر فريق استحواذا على الكرة 61% بعد البنك الأهلي 64%.
خامس أكثر فريق مرر تمريرات صحيحة بـ 326 تمريرة.
أكثر فريق مرر تمريرات طولية صحيحة بـ 41 تمريرة.
ثالث أكثر فريق سدد على الخصم 16 تسديدة، والثاني في عدد التسديدات على المرمى بـ 6.
محمود ماهر حارس بلدية المحلة أكثر حارس مرر تمريرات صحيحة حتى الآن 26 تمريرة.
إذا تابعت المباراة ستجد بلدية المحلة يعتمد على التمريرات كثيرا بدءا من حراسة المرمى، ومع الاعتماد على الكرات الطولية فأنه ينجح في الاستفادة بها، ويعرف الفريق كيفية الوصول لمرمى المنافس بشكل جيد قياسا بالكم الكبير من التدعيمات ومشاركة اللاعبين سويا بمباراة رسمية هي الأولى لهم معا في الموسم.
الفوز تحقق بقيادة عبد الرؤوف الذي له نظام أجمع عليه من لعب تحت قيادته وحتى من عمل معه.
محمود حكيم لاعب القناة والذي ارتدى قميص البلدية الموسم الماضي تحت قيادة عبد الرؤوف صرّح قائلا لـ FilGoal.com: "عبد الرؤوف يعتمد على التكتيك والتحرك وله طريقة لعب ونظام، لا يعتمد على العشوائية، يعتمد على نظام لعب يبدأ من المدافع للوسط للمهاجم، وهذا ما يقدمه لأنه مدرب كبير وسيكون له شأن أكبر".
وهو ما وافقه فيه الرأي إسلام سمير لاعب حرس الحدود والذي لعب تحت قيادة عبد الرؤوف في المصري بالسلوم والبلدية من قبل، قائلا لـ FilGoal.com: "مدرب كبير يتصف بالشخصية داخل وخارج الملعب، يعشق النظام في كل الشئ، والطموح شعاره، الجميع داخل الملعب يلعب للمنظومة التكتيكية من أجل هدف واحد وهو خدمة الفريق، ويتعامل نفسيا بطريقة جيدة مع اللاعبين ويجتمع معهم لحل المشاكل ونخرج من الحوار بالاستفادة".
على الخطوط ستجد حسام أسامة لاعب الزمالك السابق وعامر صبري لاعب الزمالك وطلائع الجيش السابق وكذلك أحمد صالح مدافع الأبيض السابق أيضا يجاورون عبد الرؤوف، ومنصب الثلاثي مدرب وليس مدرب مساعد كما
حسام أسامة تحدث لـ FilGoal.com قائلا: "عبد الرؤوف مدرب يذاكر جيدا ولديه نظام، طريقة لعب لا تتغير بالتحول من الدفاع للهجوم، كما كنا نلعب في الدرجة الثانية سنلعب في الممتاز مع جراءة هجومية".
وأضاف "طريقة تعاملنا مع بعض كجهاز فني، أنا وعامر صبري وأحمد صالح كل شخص مسؤول عن مهمة، فأنا أتولى مسؤولية خط الهجوم وعامر صبري خط الوسط وأحمد صالح للدفاع، وأيمن الطويل لحراسة المرمى".
كما صرَح القائد حسام حسن لـ FilGoal.com قائلا: "أحمد عبد الرؤوف يعمل بنظام واحد ويجتهد في المحاضرات ويحضر جيدا فطريقتنا لم تختلف عن الدرجة الثانية".
وأوضح "يقرأ الخصم جيدا ويتعب قبل كل مباراة، يحاول أن يخفف الضغط العصبي علينا، وما شاهدته من أداء ستشاهده في المباريات المقبلة ومن شاهد أداءنا في الدرجة الثانية سيعلم أننا نطبق نظاما لا يتغير".
عقب مباراة المقاولون العرب خرج أحمد عبد الرؤوف راضيا عما قدمه في اللقاء الأول بالدوري له ولفريقه، قائلا عبر شاشة أون تايم سبورتس: "شاهدنا 7 مباريات للمقاولون العرب من قبل وخضنا مباراة ودية ضدهم قبل 10 أيام، وعلمنا أن الفريق لم يغير أسلوبه ويلعب بخطة 3-5-2 صريحة، وبدأنا عملنا على ذلك".
وواصل "لعبنا على الخروج بالكرة من الخلف، والتحولات لم أكن راضيا عنها، واعتمد المقاولون أكثر على الكرات الطولية ووصلوا مرة واحدة بفرصة خطيرة على مرمانا، أريد أن تكون شخصيتنا أقوى من ذلك لأننا نادٍ جماهيري وهدفنا البقاء في الدوري".
ربما ظهرت بعض المشاكل الدفاعية في أداء الفريق، فأهدر لاعبو المقاولون العرب 4 فرق محققة للتسجيل خلال اللقاء، وأرجع عبد الرؤوف الأمر خلال حواره لعدم اكتمال الصفوف وبالأخص في الدفاع.
وأكمل عبد الرؤوف عبر صدى البلد الحديث عن اللقاء فنيا، قائلا: "لم يكن هناك ضغط على ظهيري فريقي من لاعبي المقاولون، فكان لدينا مساحة للخروج بالكرة وبالتالي لدينا زيادة عددية، بعد الهدف لم يتقدم لاعبي الوسط كما أردت لكنني راضٍ، كان ما يشغلني كيفية بداية المباراة بشخصية قوية، الهدف المبكر أعطنا أريحية لمواصلة للقاء كما أردنا".
وفي حوار سابق بقناة صدى البلد تحدث عبد الرؤوف عن كيفية وضع أساس الفريق قائلا: "الإصابات العضلية في بلدية المحلة الموسم الماضي بالدرجة الثانية كانت 0، درست أحمال بشكل جيد جدا، ولدي فكر عن كيفية بناء اللعب، في مباراة الصعود ضد دكرنس وضعت سيناريوهين من أجل الفوز حسب خطة الخصم وفي حال لعب بأخرى، وكيفية استغلال المساحات بأي منهما".
وشدد "نحن فريق صعب في التحولات لأننا أقوياء بدنيا، لدي فلسفة في بناء اللعب، في الفترة الأخيرة عملت مع الفريق على كيفية اللعب على بُعد 37 ياردة من مرمانا لأننا نفضل الاستحواذ".
في نهاية اللقاء عندما سئل عن حسام أشرف مهاجم الزمالك، قال إنه "موهبة مدفونة"، بالفعل بعد أشهر قليلة حسام انضم له بعدما أعير للبنك الأهلي الموسم الماضي ودون أن يخوض أي دقيقة، ومن أول فرصة حقيقية لمهاجم منتخب مصر الأولمبي سجل هدف تعزيز التقدم والفوز باللقاء.
إسلام سمير صرّح أن "الطموح" شعار عبد الرؤوف وبالفعل هذا ما ينتهجه فصرّح عبد الرؤوف من قبل لـ FilGoal.com في حوار سابق موضحا ما يُظهر شخصيته أكثر إذ قال: "كمدرب لابد أن تكون خطواتي حادة وجادة وأعمل على ذلك، وفي كل فترة تدريبية لابد أن يكون هناك حدث، أذاكر كثيرا وليس على مستوى الكرة فقط، النفسي والشخصي وأقوم بتأهيل نفسي أيضا".
وأتم "(لا أريد أن يكون لدي اسم وخلاص) بل أريد أ أنجح بشكل كبير ولدي طموح لقيادة الزمالك عندما أكون مؤهلا، حينها أريد أن يكون هناك ترحيب بنجاحي وبعملي وليس باسمي لأنني لاعب الفريق السابق، وسأتواجد يالسعي والاجتهاد، لأن لدي طموح لتقديم شيء كبير".
سقف التطلعات سيرتفع والأنظار ستتجه أكثر وأكثر لعبد الرؤوف، الموسم الماضي قاد البلدية لإنهاء 15 عاما عجاف والعودة للممتاز بأرقام مميزة، والموسم الجاري ربما يكتب شهادة ميلاد مدرب جديد بشكل فعلي في الدوري المصري الممتاز.