كتب : أحمد أباظة حسام أحمد
في أواخر 2010 وصل مدرب فرنسي من أصول يوغوسلافية، تحديدا من صربيا، لتولي قيادة المقاولون العرب، بالتزامن مع سطوع نجم لاعب شاب سرعان ما أصبح أسطورة الكرة المصرية محمد صلاح.
FilGoal.com أجرى حوارا مع تودوروف يستعرض من خلاله أبرز محطات تلك التجربة، ويروي خلالها المدرب الفرنسي قصته مع اكتشاف الملك المصري في صفوف ذئاب الجبل، قبل انتقاله إلى بازل، ومن تشيلسي وعبر فيورنتينا وروما وصولا إلى ليفربول، البقية دائما للتاريخ.
وإليكم جانب مما جاء في حوار FilGoal.com مع تودورف:
كنت أحد المدربين الأوائل الذين منحوا الفرصة لمحمد صلاح وسجل هدفه الأول (في الدوري) معك..
أول مباراة له كانت أمام النادي الأكبر في القارة.. الأهلي. سأحكي سريعا كيف اكتشفت محمد صلاح.
حين أتيت كان الفريق في وضع سيئ بالمركز الخامس عشر، وبالتالي شخص يعرف الكرة المصرية جيدا.. د.عمرو (أبو المجد) الذي كان مديرا بالنادي، استعلم عني ووجد ملفي مثيرا للاهتمام فطلبني النادي لإنقاذه من الهبوط.
لعبنا 4 مباريات وفزنا باثنتين وتعادلنا في واحدة وخسرنا واحدة، ولكن هذا لم يكن كافيا لما آمله.. فذهبت لمشاهدة فريق الشباب.
وجدت لاعبا بديلا بالرقم 14 يحل قبل 16 دقيقة من النهاية وفريقه متأخر 1-0، وخلال تلك الدقائق فاز بالمباراة.. حيث سجل هدفا وصنع الآخر.
قلت لمترجمي أريد هذا اللاعب في مران الخميس، وكانت المباراة يوم السبت. من ناحية لم أكن أملك الوقت ومن ناحية أخرى حين أرى لاعبا يملك الجودة، فأنا أملك الشجاعة للدفع به وأمام من؟ أمام الأهلي.. أمام أبو تريكة وهذا الفريق الرائع الذي كان يملكه.
محمد صلاح سجل هدفا وتعادلنا مع الأهلي، وانطلقت مسيرته وبعد ذلك بدأت أشركه بصفة أساسية، وكان يأتي لرؤيتي في غرفة الملابس ليسألني بعد كل مران: ماذا يجب تحسينه وماذا يجب أن أفعل؟
وبما أنه كان يصر كنت أقول له: بما أنني لا يمكنني التحدث معك كثيرا (بسبب اللغة) فلنخرج إلى الملعب، وهناك نعمل لمدة 35 أو 40 دقيقة بشكل منفرد، ونبقى بعد كل تدريب للعمل على الأشياء الأكثر أهمية مثل التسلم والتسديد.
صلاح يجيد اللعب بكلتا القدمين وقد حسن قدمه الأضعف، حتى وإن كانت الرأسيات ليست الأفضل ولكنه تطور بشكل ضخم وأنا سعيد بذلك.
رويت قصة يبكي فيها صلاح بين ذراعيك..
لقد بكى بعد المباراة الأولى فقد أخذته (من الناشئين) إلى الفريق الأول وجعلته أساسيا أيضا.
إنه ليس غبيا بل هو فتى محبب، وحين سجل الهدف كان كل اللاعبين يتقافزون عليه ليعانقونه ويهنئونه، ولكنه دفع الجميع وركض باتجاه مقاعد البدلاء وألقى بنفسه بين ذراعي وبكى، لدرجة أن الحكم طالبه بالعودة إلى الملعب.. فنظر صلاح إلى السماء ثم صرخ "شكرا لك أيها المدرب الكبير". تلك الدموع تظل ذكرى كبيرة بالنسبة لي.
كيف كانت حياتك في مصر؟
كانت كحياتي في أي مكان آخر.. من الفندق إلى الملعب إلى التدريبات، أو إلى مقهى قريب من الملعب حيث أشرب القهوة، أو ألتقي بأحد المشجعين الراغبين في التواصل بصحبة مترجمي وما إلى ذلك.
ولكني ترددت على عدد أقل من الأشخاص وكنت أفتقد هذا مقارنة بالمغرب على سبيل المثال، يجب الاعتراف بأني لم أمكث لوقت كاف من أجل الاعتياد على عاداتهم، كان هذا سيجعلنا أكثر قربا وهذا ندمي الوحيد لأن هناك مواهب ضخمة في مصر.
أتذكر أني أخرجت 4 لاعبين شباب في المقاولون العرب، محمد النني ومحمد صلاح و(محمد) دسوقي والجابري، 3 من الـ 4 أصبحوا محترفين.. وكنت أنا من ساعد الثنائي على الخروج إلى سويسرا.
دسوقي بقى في البلاد ولعب عدة مواسم، الآن عرفت أنه يملك "محل لخدمات الهاتف" وأنه استثمر أمواله ويكسب العيش بهذه الطريقة، ولكنه حظي بمسيرة كروية أقل جودة من المأمول.
محمد صلاح تعرفون كيف يسير كل شيء بالنسبة له، أما الجابري فقد عاد إلى بلاده ولا أعرف ما إذا كان لعب هناك أو لا.
فخري الدائم وسعادتي الأكبر تكمن في إخراج اللاعبين الشباب المجهولين أكثر من الفوز بالألقاب. هذا يبدو غريبا ولكن هذا الأمر أقوى مني.