كتب : ماجد توفيلس
عبر متابعة كأس العالم للسيدات منذ 2007 وحتى اليوم، وصولا إلى النسخة الخامسة على التوالي، يمكننا القول بأريحية إنها النسخة الأعظم حتى الآن.
كرة القدم النسائية قطعت آلاف الأميال في طريق التطور، واستمر تضاؤل الفوارق الفنية بين كبار المنتخبات والمشاريع الواعدة.
ويُقام كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا في الفترة بين 20 يوليو و20 أغسطس.
وإليكم أبرز المشاهد التي أوضحت حجم التطور وجعلت كأس العالم 2023 هو الأفضل حتى الآن، قبل حتى أن تنتهي الجولة الأولى من دور مجموعاته:
مباراة الافتتاح شهدت فوز منتخب نيوزيلندا أحد صاحبي الأرض، يبدو هذا طبيعيا ولكنه ليس بتلك البساطة، إذ أتى الفوز على حساب منتخب النرويج: بطل سابق لكأس العالم، ومنتخب أوروبي متمرس وصاحب تاريخ، إذ لعب جميع نسخ المونديال.
للتوضيح، تملك النرويج أدا هاجربرج أفضل لاعبة في العالم لعام 2018، وثنائي برشلونة كارولين هانسن وإنجريد إنجن، الفائزتان مع البلوجرانا بدوري أبطال أوروبا للسيدات قبل بضعة أسابيع، ناهيك عن عدة لاعبات من تشيلسي وأرسنال وبايرن ميونيخ وليون والعديد من أندية القمة في كرة أوروبا النسائية، وبالتالي فوز نيوزيلندا يظل مفاجأة كبرى.
المضيف الآخر منتخب أستراليا هو المصنف العاشر على العالم، وبالتالي من المنطقي أن يفوز في الافتتاح، ولكن فوزه كان مخيبا قياسا على الفارق بينه وبين الخصم.
أستراليا انتصرت على منتخب أيرلندا بهدف دون رد، وهو ما لا يتناسب مع حقيقة أن أيرلندا تلعب مباراتها الأولى على الإطلاق في كأس العالم، ولم يسبق لها حتى اللعب في بطولة اليورو.
منتخب سويسرا يلعب على المستوى العالمي بشكل منتظم في آخر 8 سنوات، وسبق له بلوغ دور الـ 16 لكأس العالم، وهذا يوضح الفارق بينه وبين منتخب مثل الفلبين يشارك لأول مرة في تاريخه ولا يتخطى الدور الأول لكأس آسيا. المباراة انتهت 2-0 فقط وأتى الهدف الأول بركلة جزاء.
منتخب كندا المصنف السابع على العالم وصاحب ذهبية أولمبياد طوكيو هو أحد كبار اللعبة دون أدنى شك. هذا الفريق تعثر أمام منتخب نيجيريا المصنف الـ 40 لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.
منتخب نيجيريا فشل لتوه في بلوغ نهائي أمم إفريقيا للمرة الأولى في آخر 10 سنوات، ولا يفترض أنه يعيش أفضل أحواله، ورغم ذلك خرج بالنقطة أمام أحد العمالقة.
إسبانيا التي صعدت بسرعة الصاروخ في سماء الكرة النسائية، وحققت بطولات ومراكز متقدمة في بطولات الفئات العمرية الأصغر، وتضم 9 لاعبات من برشلونة بطل دوري أبطال أوروبا، والمصنف السادس عالميا، اكتفى بالفوز على كوستاريكا 3-0، في مباراة سدد بها 45 مرة.
النتيجة ليست فقط قليلة على الفارق الفعلي المعتاد بين إسبانيا وكوستاريكا، بل قليلة للغاية مقارنة بسير المباراة.
منتخب إنجلترا بطل اليورو ورابع العالم في 2019 والمصنف الرابع على العالم، ولن نسهب في الحديث عن العناصر فالدوري الإنجليزي النسائي هو واحد من الأقوى أيضا، احتاج ركلة جزاء ليتغلب على فريق متواضع مثل هايتي المصنف الـ 53 في مباراته المونديالية الأولى على الإطلاق.
والآن إلى النموذج الذي سيوضح لماذا نستخف حتى بنتيجة مثل 3-0، فقد فازت بها الولايات المتحدة على فيتنام المغمورة، وعن منتخب سيدات الولايات المتحدة فحدث ولا حرج: المصنف الأول وبطل العالم في آخر نسختين على التوالي.
حسنا لقد فاز في نهاية المطاف و3-0 ليست نتيجة سيئة، فلمَ تسيطر حالة من الإحباط داخل الولايات المتحدة؟ للتوضيح.. منذ 4 سنوات فقط، فازت أمريكا على تايلاند بنتيجة 13-0.. علما بان تايلاند أقوى من فيتنام، وبالتالي فإن فارق الأهداف القليل هذا يُعامل معاملة الفضيحة.
منتخب السويد أحد الكبار التاريخيين، منتخب لم يغب عن كأس العالم وبلغ المربع الذهبي 4 مرات، وفاز بفضية أولمبياد ريو 2016 وطوكيو 2020، وحقق المركز الثالث ف المونديال الأخير، والمصنف الثالث الآن، فاز بشق الأنفس على جنوب إفريقيا التي تخوض مونديالها الثاني.
الانتصارات الضئيلة ليست سوى مؤشر لتقلص الفوارق، التي يبرزها نتائج فعلية، مثل التعادل السلبي الصاعق لمنتخب جامبيا أمام فرنسا خامس العالم في التصنيف.
منتخب البرتغال -ولا تخدعك سمعة رجاله- يخوض مباراته الأولى على الإطلاق، وبالتالي خسارته بهدف وحيد فقط أمام هولندا وصيف المونديال الماضي وبطل أوروبا 2017 والتاسع عالميا تظل نتيجة جيدة.
والآن يستعد منتخب المغرب لمواجهة العملاق الألماني، في أول مشاركات العرب بتاريخ كأس العالم للسيدات.. فهل يسير على خطى إثبات انتهاء زمن الفوارق والكبار؟