كتب : إسلام أحمد
"لن يكون هناك فائز بل فقط فريق ينجو"، هكذا وصف الصحفي الإيطالي تانكردي بالميري مواجهتي ميلان وإنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2022-2023.
بعد 20 عاما من الدربي الأوروبي الأول يلتقي ميلان وإنتر مجددا بجيل جديد يرغب في العودة لنهائي دوري الأبطال بعد غياب طويل.
في نفس الشهر من مايو 2003 التقى باولو مالديني قائد ميلان وخافيير زانيتي قائد إنتر في نصف نهائي دوري الأبطال، الأمر تكرر بعد عامين في ربع نهائي المسابقة والتي انتهت بشكل دراماتيكي غير متوقع.
اليوم سيلتقي مالديني وزانيتي مجددا، الأول مدير تقني في ميلان والثاني نائب رئيس النادي في إنتر.
20 عاما مرت لذلك لابد أن نتذكر ما حدث بين الفريقين في المواجهات الأوروبية الأربعة لنعش في ذكريات لطالما تغنى بها جمهور الفريقين.
2003
بين الأربعاء والثلاثاء التالي -كما هو الحال هذا الموسم- التقى ميلان وإنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
مالديني قال لموقع الاتحاد الأوروبي "يويفا": "إنه أسبوع قصير، من الأربعاء إلى الثلاثاء لدينا أسبوع كامل من التوتر التام".
وهو ما قاله كارلو أنشيلوتي المدير الفني السابق لميلان خلال المؤتمر الصحفي عشية لقاء الذهاب: "إنها مباراة تستمر 6 أيام".
بيلي كوستاكورتا أحد نجوم دفاع ميلان ورغم خوضه للعديد من مباريات الدربي لم يُخف قوة الدربي الأوروبي وتأثيره رغم خبراته: "كانت أسوأ أيام في مسيرتي الكروية، كنت بعمر 37 عاما لدي خبرة لكنني لم أتعامل مع رهبة الأداء. لكن كان من المستحيل عدم التفكير باستمرار في المباراتين".
انتهت مباراة الذهاب بين ميلان وإنتر بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر بملعب سان سيرو بالتعادل السلبي.
مباراة وصفتها صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية بـ "سان زيرو" كناية عن نهاية المباراة بشكل سلبي وعدم وجود فرص محققة لكلا الفريقين.
في الإياب بعد 6 أيام على ملعب جوسيبي مياتزا -الملعب ذاته لكنه الآن أصبح على أرض إنتر- خطف أندري شيفشينكو هدف التقدم لميلان في الدقيقة الأولى من الوقت بدلا من الضائع للشوط الأول.
شيفا قبل المباراة كتبت عنه صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية "سقوط الملك" في إشارة لمستوى الأوكراني المتذبذب والذي تأثر في ذلك الموسم بإصابته في الركبة بعد 3 مواسم رائعة على المستوى التهديفي.
سجل في الشوط الثاني النيجيري أوبافيمي مارتينيز هدف التعادل في شباك كريستيان أبياتي.
وفي الدقيقة 88 تألق أبياتي الذي عوّض غياب نيلسون ديدا المصاب في مرمى ميلان وتصدى لانفراد السيراليوني محمد كالون.
كالون قال بعد اعتزاله: "إذا حصلت على فرصة إعادة مباراة واحدة في مسيرتي ستكون دربي 2003".
في المقابل وصف أبياتي أن تصديه لفرصة كالون "كان التصدي الأكثر أهمية في مسيرته بأكملها".
أدريانو جالياني المدير التنفيذي لميلان حينها قال إنه لن يبالغ في الاحتفال أو الحزن بفريقه حسب نتيجة المباراة لكنه شاهد الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء من داخل غرفة الملابس وبجانبه المهدئات لم استطاعته مشاهدة الدقائق الأخيرة.
تأهل ميلان للنهائي بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض، ومن ثم توج باللقب على حساب غريم آخر إيطالي هو يوفنتوس.
2005
لم يتغير الكثير في ميلان بعد عامين من اللقاء الأول، زاد على الفريق ياب ستام واليافع ريكاردو كاكا وانضم هيرنان كريسبو للجانب الأحمر من المدينة معارا من تشيلسي.
في الجهة الأخرى أصبح روبرتو مانشيني مدربا لإنتر وأصبح أدريانو نجما وتواجد أكثر من اسم آخر أبرزهم الراحل سينسيا ميهايلوفيتش.
الذهاب في سان سيرو انتهى بتفوق ميلان بثنائية ستام وشيفا بعد ركلتين ثابتتين نفذهما أندريا بيرلو.
وفي الإياب على جوسيبي مياتزا سجل شيفا من جديد في الشوط الأول، لتصبح النتيجة 3-0 في مجموع المباراتين، الديافولو على مُقربة من نصف النهائي تلك المرة على حساب الغريم.
في الدقيقة 71 أوقف الحكم ماركوس ميرك اللقاء بعدما ألقت جماهير إنتر الألعاب النارية على أرض الملعب، وأصيب بسببها نيلسون ديدا في الكتف اعتراضا على إلغاء هدف استيبان كامبياسو.
أليساندرو نيستا يتذكر: "لقد بقي هناك لفترة طويلة، كان يجب أن يبتعد من هناك سريعا".
توقفت المباراة حيث أصيب ديدا وبحسب أبياتي: "رأيت آثار الحروق على ظهره وثقب في قميصه" من الإصابة بالمشاريخ.
توقفت المباراة ومن ثم رفض الحكم الألماني استكمالها وأطلق صافرة النهاية في ظل المقذوفات التي تُلقى من كل حدب وصوب من جماهير إنتر.
نتج عن كل هذا واحدة من أكثر الصور الأيقونية للكرة الإيطالية ودربي ميلانو وربما كرة القدم.
روي كوستا وماركو ماتيراتزي ينظران إلى المدرجات والألعاب النارية المشتعلة على أرض الملعب.
ستيفانو ريلانديني المصور الذي التقط تلك الصورة الأيقونية قبل 18 عاما لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC": "كان الجميع يركزون على الألعاب النارية، على الدخان، لكن بالقرب من وسط الملعب رأيت لحظة معينة".
وأكمل "ماتيراتزي لُقّب بشيء مثل الجزار؛ إنه ليس لاعبا لطيفا حقا. لكن روي كوستا عكس ذلك وأفضل فنيا في كرة القدم. لعدة ثوان وضع ماتيرازي كوعه على كتف روي كوستا".
وأردف "لذلك عندما رأيت ذلك، قمت بتصويره. لدي إطار واحد فقط في هذا التسلسل. كانت تلك هي اللحظة".
المباراة انتهت بفوز ميلان اعتباريا بنتيجة 3-0 ليتاهل إلى نصف النهائي ومنه إلى نهائي أسطنبول التاريخي ضد ليفربول.
صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" الإيطالية في اليوم التالي وصفت المباراة بـ "دربي العار".
بعدها قرر يويفا أن يخوض إنتر مباريات النسخة التالية على ميدانه في دوري الأبطال بدون جمهور وخلف أبواب مغلقة.
ديدا الذي تعرض للإصابة قال لاحقا: "تسبب هذا في إلحاق الضرر بكرة القدم الإيطالية أكثر مما أصابني".
2023
كلارنس سيدورف نجم ميلان وإنتر السابق قال لموقع "يويفا": "كان هناك توتر كبير قبل 20 عاما".
وتذكر مباراتي نسخة 2003 قائلا: "كان هناك تعادلين. في مباراة الإياب مررت تمريرة حاسمة لهدف شيفا".
وأتم "الآن ميلان وإنتر يستحقان الوصول إلى هذا الإنجاز مرة أخرى. أتوقع دربيين مثيرين، لا أطيق الانتظار. سيكون لإيطاليا فريق مرة أخرى في نهائي دوري أبطال أوروبا".
الآن لدينا معركة 6 أيام جديدة، فمن سيحصد بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا تلك المرة؟