كتب : إسلام أحمد
"لا تعلمون ما فاتكم" لافتة وُضعت أمام أكبر مقابر مدينة نابولي عقب التتويج بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة في تاريخ النادي موسم 1986-87، والآن نابولي بطل الدوري الإيطالي بعد 33 عاما من الغياب.
نابولي حقق لقب الدوري الإيطالي للمرة الثالثة في تاريخه بعد موسمي 1986-87 و1989-90.
احتاج نابولي لنقطة واحدة من مباراته ضد أودينيزي في ملعب نيو فريولي وحصدها ليصبح بطل إيطاليا رسميا قبل 5 جولات على النهاية.
33 عاما من الغياب عن التتويج عرفت الكثير لجنوب إيطاليا، في موسم 1997-98 هبط نابولي للدرجة الثانية ثم عاد مجددا بعد موسمين وسط الكبار ولم يستمر سوى موسم واحد.
وبسبب مشاكل مالية تراجع الفريق للدرجة الثالثة حتى عاد للدوري الإيطالي مجددا موسم 2007-08.
احتل وصافة موسمي 2012-2013 و2015-16، لكن في موسم 2017-18 كان نابولي أقرب من ذي قبل من التتويج بلقب الدوري الإيطالي لكن خسر الصراع لصالح يوفنتوس في الأنفاس الأخيرة رغم حصد 91 نقطة.
ظل نابولي ينافس لكنه احتاج لموسم استثنائي من أجل حصد لقب الاسكوديتو (لقب الدوري بالإيطالية) أخيرا.
بنهاية الموسم الماضي رحل أغلب عناصر نابولي الرئيسية التي كانت تنافس على لقب الدوري منذ 5 مواسم رفقة ماوريسيو ساري.
كاليدو كوليبالي صوب تشيلسي وفابيان رويز صوب باريس سان جيرمان ولورينزو إينسيني صوب تورنتو الكندي ودريس ميرتينز الهداف التاريخي صوب جالاتاسراي التركي، وفوزي غلام.
استمر لوتشيانو سباليتي في منصب المدير الفني وتعزز قوة الفريق بتعويض الراحلين فانضم الكوري الجنوبي كيم مين جاي المُلقب بـ "الدبابة" والجورجي خيفتشيا كفاراستيخليا الذي أصبح "كفاردونا" في الجنوب بفضل مهاراته وتألقه الاستثنائي وترنح المدافعين أمامه.
أصبح النيجيري فيكتور أوسيمين بفضل قناعه مهاجما يهابه الجميع في أوروبا وليس إيطاليا فقط، يتصدر ترتيب هدافي الدوري وإن حصد الجائزة سيصبح أول إفريقي يحقق لقب هداف الدوري الإيطالي في التاريخ.
انضم أيضا فرانك أنجوسيا وماتياس أوليفيرا وجياكومو راسبادوري وجيوفاني سيميوني وتانجي ندومبيلي ليكملوا مجموعة الأبطال بقيادة أليكس ميريت وجيوفاني دي لورينزو وأمير رحماني وإيلف إلماس وبيتور زيلينسكي وستانيسلاف لوبوتكا.
إذا سنحت لك الفرصة فسترى شوارع جنوب إيطاليا كلها تتزين بتشكيل نابولي في الشرفات أو معلقة في الشوارع.
لم يفرط نابولي في الصدارة منذ الجولة السابعة وظل متمسكا بها بفضل 15 جولة أولى دون خسارة منها 13 متتالية.
ورغم السقوط ضد إنتر في أول مباراة بعد كأس العالم إلا أن 8 انتصارات أحبطت المنافسين فأصبحوا يتساقطون واحدا تلو الآخر معلنين الاستسلام للمنافسة ليأتي يوم تتويج نابولي بلقب الدوري الإيطالي، فهل فاتك أي شيء؟
قبل المباراة احتشد ما يقارب 50 ألف مشجع في ملعب دييجو أرماندو مارادونا لمشاهدة المباراة التي تقام في مدينة أوديني.
وفي مدينة أوديني امتلئ ملعب نيو فريولي بجماهير نابولي وكأنه قطعة صغيرة من جنوب إيطاليا للاحتفال بلقب الدوري التاريخي.
وصف المباراة
في الدقيقة 13 باغت السلوفيني ساندي لوفريتش بتسديدة صاروخية في أقصى الزاوية اليسرى مرمى نابولي مسجلا هدف أول لأودينيزي.
ضغط نابولي بحثا عن هدف التعادل لكن كل المحاولات لم تسكن الشباك.
وفي الشوط الثاني وبعد سلسلة من التسديدات وبسالة من دفاع أودينيزي تصل الكرة إلى فيكتور أوسيمين الذي هز الشباك أخيرا في الدقيقة 52.
هدف وزنه ذهبا ساوى التتويج بلقب الاسكوديتو.
وجعل النيجيري أفضل هداف إفريقي في تاريخ الدوري الإيطالي بالتساوي مع الليبيري جورج وايا برصيد 46 هدفا.
وأكثر لاعب إفريقي يسجل في موسم واحد بالدوري الإيطالي برصيد 22 هدفا متفوقا على الكاميروني صامويل إيتو.
كما وسع الفارق مع لاوتارو مارتينيز إلى 3 أهداف في سباق جائزة هداف الدوري الإيطالي، وإذ فاز بالجائزة سيصبح أول إفريقي يحوز جائزة هداف الدوري الإيطالي في التاريخ.
سعى لاعبو نابولي أن يسجلوا هدف الفوز القاتل لكن الحكم ألغي هدفا للبارتينوبي في الدقيقة 67.
ومنع ماركو سليفستري هدفا بعد تسديدة رائعة من بيتور زيلينسكي.
الدقائق الأخيرة مرت بسلام لتمنح نابولي النقطة المنشودة ليتوج البارتنوبي وأبناء دييجو أرماندو مارادونا بلقب الدوري الإيطالي، وتقتحم جماهير السماوي أرضية الملعب احتفالا بلقب تاريخي.