كتب : محمد عبد العظيم
تنطلق منافسات بطولة أمم إفريقيا للشباب تحت 20 عاما في مصر بداية من الأحد 19 فبراير وحتى 11 مارس المقبل.
ودائما ما يثار الجدل بشأن السن الحقيقي للاعبين الناشئين خاصة في المنافسات الإفريقية.
وتعتبر أزمة التسنين - وهي تسجيل الشخص بتزوير شهادة الميلاد بسن مخالف لسنه الحقيقي- أزمة حقيقية تواجه القارة الإفريقية على الأخص.
وبدأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" في اتخاذ حلول طبية من أجل مواجهة أزمة التسنين.
وكان منتخب الكاميرون تحت 17 عاما آخر ضحايا الجهاز الطبي بعد كشف تزوير أعمار 21 لاعبا من أصل 30 تم استدعائهم.
التسنين
وقائع تزوير وإعادة تسنين للاعبين تحدث بكثرة في كرة القدم الإفريقية.
ويحدث ذلك من أجل ضمان اللاعب للمشاركة في بطولات الناشئين بخبرة أكبر وقوة جسمانية أكثر كما يضمن له المشاركة لمدة أطول في ملاعب كرة القدم.
تحاول الاتحادات المحلية والاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" منذ سنوات التصدي لظاهرة التسنين.
ومؤخرا نجح كاف في استخدام جهاز طبي لكشف أعمار اللاعبين وبالفعل تم اكتشاف أكثر من حالة وقتها.
وقائع سابقة
في عام 1989 أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قرارا بمنع منتخب نيجيريا لجميع الفئات العمرية من المشاركة في أي فعاليات دولية لمدة عامين بعد أن تم اكتشاف واقعة تزوير في اعمار ثلاثة لاعبين في قائمة المنتخب التي شاركت في أولمبياد كوريا الجنوبية صيف 1988.
ولم تنته أزمات نيجيريا مع التسنين عند تلك الواقعة إذ تكرر الأمر في كأس العالم تحت 17 عاما في نسخ 2009 و2013.
كما نتذكر جوزيف مينالا لاعب لاتسيو الإيطالي السابق الذي تم التعاقد معه في أكاديمية النادي كونه لم يكمل عامه الـ20 وكانت التقارير قد أشارت فيما بعد إلى كون عمره يتخطى 30 عاما.
وبالعودة إلى الوراء قليلا كان هناك توبي ميمبوي لاعب الكاميرون المعتزل والذي لم يتم معرفة تاريخ ميلاده الحقيقي حتى اعتزاله.
وكان توبي يستخدم أكثر من جواز سفر وكل منهم بتاريخ ميلاد مختلف عن الآخر.
ففي خلال مشاركته مع منتخب الكاميرون في كأس أمم إفريقيا استخدم جواز سفر يفيد بأنه قد ولد يوم 30 يونيو لعام 1964 أي انه كان يبلغ من العمر 32 عاما وفي عام 1997 انضم لنادي جنتشلربيرليجي التركي ووجد أن تاريخ ميلاده في جواز السفر هو 30 يونيو لعام 1974 أي أنه يبلغ من العمر 23 عاما وبعد ذلك بعام واحد فقط وخلال كأس امم إفريقيا 1998 كان يحمل توبي ميمبوي جواز سفر يفيد بأنه ولد يوم 30 يونيو لعام 1970 أي انه يبلغ من العمر 28 عاما.
حلول كاف
بدأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في استخدام جهاز لكشف أعمار اللاعبين من أجل التصدي لظاهرة التسنين.
وتواصل FilGoal.com مع مصدر من اللجنة الطبية للاتحاد الإفريقي للحديث عن ذلك الجهاز.
وأوضح المصدر "الجهاز المستخدم لكشف أعمار اللاعبين هو أحدث جهاز مستخدم في كرة القدم حول العالم، ونستخدمه منذ عام 2018".
وكشف مصدر اللجنة الطبية "نكشف السن عن طريق طول العظام بالرنين المغناطيسي وأيضا العضلات في جسم اللاعبين وبعض الفحوصات على الرأس والمخ".
وتابع "تم استخدام الجهاز بشكل رسمي منذ تصفيات إفريقيا تحت 17 عاما في 2018".
وبسؤاله عن موقف البطولة التي تستضيفها مصر بعد يومين أوضح "جميع اللاعبين المشاركين فيها خضعوا للفحوصات الطبية على مدار السنين الماضية".
وتابع "بعد إعلان جميع القوائم نقوم بمراجعة اللاعبين الذين لم يخضعوا لفحوصات سابقة وسيفعلون ذلك قبل البطولة، ولكن على الأغلب الكل خضع لذلك الفحص خلال السنوات الماضية خلال التجمعات السابقة للمنتخبات في التصفيات والمعسكرات الدولية".
الاستمرارية والنجاح
وتسائل FilGoal.com هل من الممكن إيقاف استخدام ذلك الجهاز بسبب التكاليف فأجاب مصدر اللجنة الطبية: "بالفعل الجهاز في البداية كان مكلفا بسبب عدم وفرة المواد المستخدمة فيه ولكن الآن أصبح كل شيء متوافرا".
وتابع "قد يكون الأمر مكلف أحيانا في البطولات المجمعة خاصة للاعبين الذين لم يخضعوا من قبل تحت 17 أو 15 عاما، وبدأنا تطبيقها في كل الأعمار السنية فمثلا دوري المدارس الإفريقية الذي بدأ مؤخرا للاعبين تحت 15 عاما وهو ما يسهل علينا المهمة في المستقبل".
وشدد "ما يساعدنا أيضا أن الكثير من الشباب أصبحوا يحترفون في أوروبا وهناك قياس للأعمار".
أما عن القضاء على الأمر فأجاب المصدر "من الصعب أن تقضي على التسنين بنسبة 100% ولكن نحن نعمل على ذلك وقمنا بتقديم الجهاز إلى فيفا والاتحادات القارية الأخرى لاعتماد الجهاز واستخدامه لأنه أحدث الطرق حاليا لأنه يكشف النتائج في فترة قصيرة ونتائجه صحيحة".
وكشف المصدر "آخر منتخب تم الكشف عن وجود تلاعب في أعمار اللاعبين كان الكاميرون تحت 17 عاما وقتها اكتشفنا 21 لاعبا من 30 تم قيدهم خلال تصفيات إفريقيا للناشئين وتم استبعادهم".
واختتم المصدر تصريحاته "علمنا بعد ذلك أن الاتحاد الكاميروني أوقف هؤلاء اللاعبين إلى الأبد".