كتب : زكي السعيد
هذه القصة ليست تقليدية للغاية، فبطلها -وعلى غير العادة-، لم يكن عاشقًا لكرة القدم.
حاول الهروب منها، كان مستعدًا للذهاب إلى أبعد نقطة في العالم لرمي كرة القدم خلف ظهره وإيقاف تلك التدريبات اليومية التي اضطر إليها منذ طفولته.
لكن بعد 12 عامًا من تلك المحاولة الشجاعة، يبدو أن ألبيرت رييرا فيدال قد فشل فشلًا ذريعًا، لأنه سيكون المدير الفني الذي يقود أوكلاند سيتي في مواجهة الأهلي مساء غدٍ الأربعاء في كأس العالم للأندية.
في نهاية المطاف، يبدو أن محاولات رييرا الهروب من كرة القدم لم تفلح، بل سارت بشكل عكسي، لأنه منذ ذلك اليوم في الماضي البعيد، بدأ في أخذ خطوات شاهقة نحو الأمام مع كرة القدم… دون أن يدري.
ينضم رييرا إلينا عبر زووم، وليس من الصعب تبيّن أن ذلك الوجه لشخص قد استيقظ من النوم قبل وقت قصير.
فارق التوقيت بين مصر ونيوزيلندا جعل من المقابلة ليلية لنا وصباحية له، وقد بدأ رييرا المقابلة بالتعبير عن سعادته بمواجهة الــ…. أ..ه..ل..ي!
حسنًا، حرف الهاء لا وجود له في اللغة الإسبانية، وليس غريبًا أن يواجه رييرا صعوبة في نطق اسم منافسه المقبل: الأهلي.
اعتذر لنا قائلنا: "دائمًا ما أحاول نطق الاسم بطريقة صحيحة…".
بالطبع أراد رييرا الدخول في صلب الموضوع سريعًا، الحديث عن الأهلي وكأس العالم للأندية، فعن ذلك فقط ستكون أسئلتنا، أليس كذلك؟ لا.
نفضّل أولًا أن نعرف أكثر هذا الشخص الذي حل علينا ضيفًا عبر FilGoal.com، لأن القصة لم تبدأ منذ لحظة الإعلان عن مواجهة الفريقين، بل قبل ذلك بكثير.
يقول رييرا: "مر وقت طويل منذ أن رويت كيف جاءت بدايتي مع نيوزيلندا، إنها قصة ذات شعبية كبيرة هنا في نيوزيلندا".
"مارست كرة القدم لسنوات عديدة في إسبانيا ولكني لم أحترفها أبدًا بشكل كامل، كنت ألعبها بشكل نصف احترافي".
"بعدها قررت السفر إلى نيوزيلندا رفقة 2 من أصدقائي لأتعلم اللغة الإنجليزية".
إذًا لم تكن تتحدث الإنجليزية حتى لحظك سفرك إلى نيوزيلندا لأول مرة عام 2011؟
"كنت أظن أنني أتحدثها جيدًا، ولكن عندما تسافر إلى الخارج تدرك مستواك الحقيقي، كما أن اللكنة في نيوزيلندا مختلفة تمامًا عن بريطانيا".
"بالتزامن، قام والدي بعمل بحث واكتشف أن مدرب أوكلاند سيتي هو كتالوني يُدعى رامون تريبوليتش، وطلب مني أن أتواصل معه لأخضع لفترة اختبار هناك".
"أنا شخصيًا لم أكن أرغب في ممارسة كرة القدم، كنت أبلغ 26 عامًا وكنت قد تدربت يوميًا منذ طفولتي وأردت أن أرتاح قليلًا وأنشغل بالسفر".
"لكن والدي كان مصممًا للغاية وبالتالي أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى رامون لأخبره أنني سأمر عبر أوكلاند، فعلت ذلك فقط لكي يتوقّف والدي عن مطالبتي بالحديث إليه، ولم أعتقد أبدًا أن رامون سيجيبني".
"لكن خلال يومين وصلني الرد وذهبت بالفعل للخضوع لاختبار أداء، حصة تدريبية، ثم حصتين، وفي نهاية الأسبوع وقّعت على عقدٍ احترافي مع أوكلاند سيتي".
سبب آخر دفع رييرا للتكاسل بشأن مواصلة ممارسة كرة القدم كان عمله في وظيفة ثابتة.
المدرب الحالي لـ أوكلاند سيتي، كان مسعفًا، تخصص في إنقاذ حياة البشر في حالات الطوارئ، أبعد ما يكون عن كرة القدم.
"أنا مثّلت الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يمارسون كرة القدم في إسبانيا، المنافسة شديدة جدًا هناك والمستويات عالية وبالتالي لا ينجح الجميع في الوصول لأعلى مستوى احترافي".
"عندما بلغت 17 أو 18 عامًا كنت أتدرب مع فريق قسم ثانٍ وهو يعتبر مستوى احترافي، لكن مع تغيير المدرب قاموا بتسريح اللاعبين الشبان، وفي تلك اللحظة أدركت أنني لست مهووسًا باحتراف كرة القدم مثل بقية الشبان في عمري".
"كنت أعشق فكرة التنافس، ولكني لم أمتلك هوس الوصول للقسم الأول، وبالتالي شققت طريقي في سوق العمل والتحقت بقسم خدمات الطوارئ الطببية وعملت في عربة إسعاف".
"يهاتفون 112 ونخرج فورًا بحثًا عن الحالة الطارئة، عملت في تلك الوظيفة 6 سنوات، كانت تجربة مميزة، أعمل في الصباح من السابعة لمدة 12 ساعة، ثم أتوجه فورًا للتدرب من الثامنة والنصف حتى الحادية عشر صباحًا، وهكذا يوميًا".
لعب رييرا وقتها لأندية إسبانية صغيرة مثل بينيفار، وأتليتكو مونزون، وبالاجير، وبينافينت، ومويروسا.
لكن تركيزه الأساسي كان منصبًا على مسيرته المهنية كمسعف، تلك التجربة التي علّمته الكثير.
"أتذكر الكثير من المواقف، دائمًا أول مرة تكون علامة فارقة في حياتك، على سبيل المثال أول حادث سير كبير، أول إنعاش قلبي يتوجب عليك فعله، هذا يؤثر فيك دائمًا".
"بعد ذلك تعتاد على الأمر ويتحوّل ليصير طبيعيًا في ظرف ساعتين".
"إنها تجربة حياتية غير عادية، تساعدك على معرفة قيمة الأشياء، سترى أمورًا لن تلاحظها لو لم تكن تعمل في القطاع الطبي".
بعد 6 سنوات من محاولة إنقاذ الأرواح، تفرّغ رييرا للعب كرة القدم بانتقاله إلى نيوزيلندا ولاحقًا صار مديرًا فنيًا للفريق منذ 2021 مباشرةً بعد اعتزاله.
لا بد أن ضغط مباراة في كرة القدم لا يُقارن بضغط إنقاذ حياة شخص، أليس كذلك؟
"إنه سؤال مهم، تلك التجربة ساعدتني عندما ذهبت إلى دولة أجنبية لا أتحدث لغتها".
"خبرة العمل سابقًا كمسعف ساعدتني على وضع الأمور في نصابها".
"عندما تلعب مباراة دربي هنا في أوكلاند، تشعر بالضغط من الجميع، وذلك يعتبر ضغط رياضي، وهو إيجابي للغاية، لا يمكن مقارنته بإنعاش قلبي أو محاولة الحفاظ على نبض شخص يموت".
"ولهذا أحاول إيصال تلك المعلومة للاعبين دائمًا: نحن تحت هذا الضغط لأننا نحب كرة القدم وتعجبنا ممارسة هذه الرياضة، لا يجب الهروب من هذا الضغط".
لكن حتى الانضمام إلى أوكلاند سيتي والبدء في رفع الألقاب، لم تكن حياة رييرا سهلة للغاية في نيوزيلندا.
عند وصوله إلى الدولة الأوقيانوسية البعيدة، ولكسب الأموال، عمل رفقة صديقيه في شركة تعبئة كيوي.
لا بد أنها لم تكن وظيفة ذات ضغط هائل مثل مسابقة الزمن بسيارة إسعاف، ولكنها حملت في طياتها دروسًا حياتية أخرى.
يقول رييرا ضاحكًا:
"كان ذلك عذابًا، لن أكذب عليك، الساعات كانت طويلة للغاية".
"أردنا عمل شيء مختلف، ولكننا كنا ندرك أنه عمل مؤقت، وهذا يعطيك منظورًا مختلفًا، فقد تعرّفنا إلى أناس كثر يمارسون هذا النوع من العمل الشاق جدًاطوال 20 عامًا، بينما نحن عملنا لعدة أشهر فقط".
"هذا يساعدك على تقدير ما تمتلكه ومن أين أتيت، وأن تحترم الناس المضطرة لهذا العمل لأنهم لا يمتلكون فرصًا أخرى. إنه عمل محترم للغاية، ويتلقون عليه راتبًا جيدًا".
"بالنسبة لنا، كانت طريقة للتعرف على أناس كثر من بيئات مختلفة
وكما أخبرك، كانت تجربة حياتية مهمة للغاية".
12 عامًا مرت منذ أن عبر رييرا نحو النصف الآخر من العالم معتقدًا أنه سيعود لحياته اليومية في عربة الإسعاف بعد عدة أشهر… لكنه لم يعد قط!
"تأشيرة إقامتي كانت لعام واحد، كنت أخطط للعودة إلى عملي في الإسعاف، لكن في نهاية العام اتخذت أهم قرار في حياتي".
"هاتفني المدرب رامون تريبوليتش وأخبرني برغبته في تجديد عقدي، فشرحت له أنه لا يمكنني ترك عملي الذي أتواجد فيه منذ 6 سنوات، لأني أمتلك عقدًا ثابتًا وهو عمل جيد".
"القرار عذبني كثيرًا وقتها لأني كنت أدرك أنها خطوة ستغير حياتي، وقد تمكّن تريبوليتش من إقناعي بعد أسبوع، في النهاية لم تكف كرة القدم عن مطاردتي".
"وهكذا تواصل الأمر عامًا تلو الآخر، هذا القرار غيّر حياتي للأفضل، لأن الأزمة الاقتصادية بدأت في العالم أجمع والكثير من زملائي فقدوا عملهم، وبالتالي لم أندم أبدًا على اتخاذ ذلك القرار وقتها".
"مع مرور الوقت سارت الأمور بشكل جيد على المستوى الرياضي هنا في نيوزيلندا، استمتعت كثيرًا، ولكني كنت أجدد عامًا واحدًا، لم أمتلك أبدًا نية التواجد 10 سنوات".
"في الواقع تعرّفت على فتى كوستاريكي كان زميلي، وكان يضحك كثيرًا عليّ لأنه كان قد قضى 5 سنوات هناك عندما كنت في عامي الأول".
"كان يخبرني: ستكون مثلي، خلال وقت قصير ستجد نفسك هنا لـ 5 سنوات، وأنا دائمًَا كنت أرد عليه: لويس، هذا مستحيل، سأعود خلال عام أو اثنين".
"الآن أفكر فيه دائمًا، لأني هنا منذ 10 سنوات، ولذلك تخيل كيف يمر الوقت بسرعة!".
مسيرة هائلة مع أوكلاند سيتي وألقاب عديدة، لكنه ليس الإسباني الوحيد الذي يعد رمزًا لهذا النادي.
بين إسبان آخرين، يبرز آنجل بيرلانجا لاعب الفريق الحالي الذي يمتلك رقمًا قياسيًا بكونه الأوروبي صاحب أكبر عدد من المباريات في تاريخ كأس العالم للأندية بالتساوي مع توني كروس.
فهل سيكون لـ بيرلانجا دورًا أمام الأهلي؟
إجابة رييرا جاءت صريحة للغاية:
"في الحقيقة لا نعرف ذلك حتى الآن، آنخل هو كيان في حد ذاته، إنه رمز كبير في أوكلاند سيتي وفي قارة أوقيانوسيا بأكملها، وشارك كثيرًا في كأس العالم للأندية".
"إنه بمثابة أسطورة هنا، لكن العمر تقدم به، هو يعرف ذلك، نحن صديقان مقربان، وفي العام الماضي عانى من إصابات عديدة لم تساعده".
"بالتالي من الصعب أن يحظى بدور رئيسي، لن يلعب بشكل أساسي، وهو يدرك أيضًا أنها ليست اللحظة المناسبة له، بل لحظة إعطاء الفرصة لآخرين".
"إنه فخور بكل مشاركاته في كأس العالم، خصوصًا بتسجيله هدف مهم جدًا للنادي، لكن دوره الآن ثانوي وهذا هو الواقع وهو يتقبل ذلك".
"هذا يحدث لنا جميعًا، والأهم هو تقبله كما يفعل هو ومساعدة زملائه، خصوصًا الشبان، لأنه مهم جدًا ويمتلك خبرة كبيرة، خصوصًا في مباريات مماثلة".
يشرف رييرا على تدريب أوكلاند سيتي منذ مطلع الموسم الماضي، لكنه يشارك في كأس العالم للأندية لأول مرة كمدرب.
فرصة الظهور الأول كانت حاضرة في النسخة الماضية، لكن الحجر الصحي المشدد الذي فرضته دولة نيوزيلندا لمحاربة انتشار فيروس كورونا، أجبر أوكلاند على الانسحاب في نهاية المطاف.
فهل كانت تلك ضربة قوية لطموحات المدرب الشاب؟
"لم تكن ضربة قوية، كانت لحظة حزينة بالطبع، لكننا كنا ندرك أن ذلك شيء محتمل بسبب الوباء العالمي الذي عقّد جدًا الأمور خصوصًا في بلدنا في الأنشطة الرياضية والجماعية".
"القيود التي فرضتها الحكومة جعلتنا نفهم أن حظوظنا قليلة في الذهاب إلى المونديال، حاولوا إيجاد حل، ولكن في النهاية صحة الناس أهم من أي شيء".
"حكومتنا أقرت ذلك، ولم يكن هناك ما يمكننا فعله. نتفهم، وأنا بالخصوص، أن تعذيب النفس لشيء لا سيطرة لك عليه هو أمر لن يفيد تمامًا".
"ولذلك اجتمعنا وقررنا أن الأفضل هو التطلع قدمًا إلى الأمام وأن نخطط للموسم المقبل ونفوز بدوري أبطال أوقيانوسيا لكي نضمن مشاركتنا في النسخة التالية من المونديال، وبالتالي فقد أعطانا ذلك مزيدًا من القوة ورغبة في المشاركة بالمونديال المقبل".
—---
بالحديث أكثر عن كأس العالم للأندية، فأزمة كبيرة ستواجه أوكلاند سيتي عندما يواجه الأهلي، إذ ستكون قد مرت 3 أشهر منذ آخر مباراة رسمية خاضها.
يقول رييرا:
"ظهورنا الرسمي الأخير يرجع إلى 4 ديسمبر في نهائي الدوري الوطني الكبير، كان موسمًا طويلًا جدًا خضنا فيه أكثر من 40 مباراة، خضنا كل البطولات الممكنة وهي 4 مسابقات، وفزنا بالبطولات الأربعة".
"كان موسما جميلًا ومجهدًا على حد سواء بدنيًا وذهنيًا، فأعطيت اللاعبين شهرًا إجازة".
"ولكن مع اقتراب كأس العالم للأندية، أدركنا أنه يجب بدء التدرُب مبكرًا، ولذلك لن أخدعك، مهمتنا صعبة جدًا، اللاعبون والجهاز الفني والإدارة يدركون ذلك".
"سنواجه فريقًا خاض بالفعل مباريات عديدة هذا الموسم وهو متصدر الدوري المصري، وسيكونون في أتم الجاهزية البدنية، وتلك ستكون أفضلية لهم، ونقطة ضعف كبيرة بالنسبة لنا".
بتخصيص الحديث أكثر عن الأهلي، هل يعجبك لاعب بعينه؟
"أنا معجب بعدة لاعبين، بالنسبة لي أليو ديانج هو لاعب محوري في الفريق، كما أنني انبهرت كثيرًا بالظهيرين… دعني أرى إن كنت سأنطق الاسمين بشكل صحيح… معلول؟"
علي معلول؟
"نعم، معلول التونسي، لاعب مميز للغاية، وكذلك محمد هاني، لاعب مميز أيضًا".
"هذان الظهيران يمتلكان قدرة هائلة على مط الملعب وعمل الانطلاقات الثنائية".
"كذلك يتواجد السولية الذي يساعد ديانج كثيرًا. ديانج تحديدًا يحافظ على توازن الفريق".
"أيضًا برونو سافيو خطير للغاية ويستطيع الظهور عندما لا تتوقعه تمامًا".
"والمدرب كولر يمتلك خبرة كبيرة ويعرف ما يعمله جيدًا. النتائج إيجابية، الضغط هائل في هذا الفريق ومنصب المدرب ليس سهلًا هناك، لكنهم في النهاية يظهرون عقلية انتصارية دائمًا".
في حوار سابق أجراه FilGoal.com مع رامون تريبوليتش المدير الفني التاريخي لـ أوكلاند سيتي وصاحب برونزية مونديال الأندية في 2014، فهمنا كيف باتت العقلية الكتالونية في كرة القدم عقيدة داخل النادي النيوزيلندي.
رييرا بدوره لم يغيّر كثيرًا وسار على خطى أستاذه، كرة قدم جميلة، استحواذ، بناء من الخلف، ضغط سريع بعد فقدان الكرة، التمرير من القدم إلى القدم والتخلي عن الكرات الطولية الإنجليزية التي يلجأ إليها اللاعب النيوزيلندي.
فهل تلك الأفكار الرومانسية قابلة للتطبيق في مباراة مثل الأهلي؟
"هويتنا وحمضنا النووي هو البحث عن الاستحواذ، وسأتجرأ وأقول إنني أعتقد أن أغلب المدربين واللاعبين يتمنون اللعب بهذه الطريقة".
"بالنسبة لي هي طريقة اللعب التي يحلم بها الجميع، إذا سألت أي مدرب إن كان يتمنى السيطرة على الكرة، وهو يستطيع تنفيذ ذلك، فسيفعل".
"ولكن الواقع أنه ليس كل الفرق قادرة على تنفيذ ذلك، تحتاج إلى اللاعبين المثاليين لهذا النوع من طريقة اللعب".
"ونحن نمتلك هذا النوع بالنسبة لـ نيوزيلندا، أوكلاند سيتي مشروع عمره سنوات طويلة يتم تطويره لتنفيذ أسلوب اللعب هذا. رامون تريبوليتش كان أول من طبقه، وسارت الأمور معه بشكل مميز".
"ولكن كما تقول، فالمرونة مهمة للغاية، ندرك جيدًا حدودنا، وأعتقد أننا سنعاني بدنيًا، وبالتالي يجب أن نتأقلم على مواجهة فريق سيكون أسرع وأفضل بدنيًا من فريقنا".
"بالطبع لن نختبأ، وسنحاول عندما نمتلك الكرة أن نلعب بهدفٍ واضح وأن نسيطر على اللعب".
"إنها مباراة خروج مغلوب، وبالتالي كل شيء ممكن، يجب أن نقلل الأخطاء وألا نكشف أنفسنا، ونخلق الفرص عندما نمتلك الكرة".
ستكون معجزة، لكن أوكلاند سيتي قد يواجه ريال مدريد في تلك النسخة، فقط عليه أن يتجاوز أولًا الأهلي ثم سياتل ساوندرز، مهمة شبه مستحيلة بالطبع.
ولكن ماذا لو حدث ذلك؟ كيف سيستعد المدرب رييرا لمثل هذه المباراة أمام مواطنيه؟
"سألخص لك الأمر سريعًا، سأطلب من اللاعبين أن يستمتعوا بأقصى درجة، لن نتدرب، لن نقوم بعمل محاضرات فيديو، لن يكون ذلك ضروريًا، فقط سأطلب منهم أن يتبادلوا كل الأقمصة التي يقدرون عليها لأنهم سيعيشون حلمًا، هذا ما سأقوله لهم".
في النهاية تبقى شيء واحد فقط لنسأله: كيف هي الحياة وأنت تتشارك نفس الاسم واللقب مع ألبير رييرا لاعب ليفربول ومنتخب إسبانيا السابق؟
ضحك رييرا كثيرًا وكشف لنا: "منذ يومين كنت أجري مقابلة مع وسيلة إعلامية مصرية، وبينما كنت في انتظار الترجمة، سمعت المقدّم يتحدث بالعربية واستطعت أن أميّز أنه يتحدث عن ألبيرت رييرا الآخر، لأنه قال ليفربول وجالاتساري أثناء استعراض سيرتي الذاتية".
"لم أرغب في خداعه، فقلت له إنني ألبيرت رييرا الآخر، الأقل شهرة".
"كان ذلك يحدث أيضًا عندما انتقلت إلى ويلينتون فينيكس الأسترالي، في البداية اعتقد الجمهور أنهم تعاقدوا مع ألبيرت رييرا الذي لعب لـ ليفربول، ولكن عندما رأوني خاب ظنهم".
حسنًا، ليس سيئًا أن تكون قد لعبت في ليفربول، أليس كذلك؟
"لا، لا، ليس سيئًا أن أكون لعبت في ليفربول".