كتب : إسلام أحمد
عندما يسجل دائما ما كان يحتفل بنفس الطريقة، يتحول ناحية اليسار ويركض ومن ثم يقفز بنصف استدارة ومن ثم يرفع قبضته اليمنى وكأنه يلكم الهواء.
وفي التاسع عشر من نوفمبر لعام 1969 وفي تمام الحادية عشر و23 دقيقة مساءً، على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، لم يحظ بيليه بفرصة تكرار نفس الاحتفال والسبب إنه سجل هدفه الـ 1000 في مسيرته، هدف أطُلق عليه "ميليسمو" أي الألف باللغة اللاتينية.
هدف جاء من علامة الجزاء في الدقيقة 78، بقميص سانتوس أمام فاسكو دا جاما في بطولة روبرتو جوميش بيدروسا (المسمى القديم للدوري البرازيلي) من ركلة جزاء.
اشترى حوالي 65157 مشجعا تذاكر المباراة. وبحسب بعض التقارير فإنه كان هناك 80 ألف في المدرجات.
تقدم أصحاب الأرض أولا، ثم تعادل سانتوس بهدف عكسي من المدافع الذي سبق بيليه للكرة.
وقبل 14 دقيقة على نهاية اللقاء، وبسبب التحام بين بيليه والمدافع فرناندو، أطلق الحكم مانويل أمارو دي ليما صافرته دون تردد محتسبا ركلة جزاء لصالح سانتوس، ما أثار احتجاجات لاعبو فاسكو.
أمارو بعد سنوات قال في حوار مع البرنامج الإسباني مالديني فيفر: "كنت قريبا من اللعبة وأطلقت بهدوء صافرة ركلة جزاء. إذا اضطررت إلى القيام بذلك مرة أخرى اليوم، فسأفعل ذلك لأنني فعلت ذلك بأمانة تامة".
وأضاف "لكنني أعترف أنني كنت أتطلع إلى الدخول في التاريخ كحكم تلقى هدف بيليه رقم 1000".
فيما قال بيليه مازحا منذ سنوات إنه مع تقنية الفيديو المساعد في الوقت الحالي، كان من المحتمل أن يتم رفض القرار.
واجه بيليه، الحارس إدجاردو أندرادا وحينها شعر بيليه بالقشعريرة لأول مرة قبل أن يسدد، إذا قال: "ارتجفت للمرة الأولى وقلت لنفسي: لا يمكنني أن أفشل"، قبل أن يسجل في الشباك على يمين الحارس.
بعد الهدف مباشرة قال بيليه لراديو "Jovem Pan: "لست بحاجة إلى حفلة للاحتفال بهذا، بالنسبة لي، من الأهم بكثير مساعدة الأطفال الفقراء والمحتاجين، أنا أفكر قبل كل شيء في شكل الكريسماس الذي سيقضيه هؤلاء الأشخاص".
ويتذكر بيليه بعد سنوات في ذكرى هدفه الألف قائلا السبب وراء ذلك التصريح: "قبل أيام قليلة من الهدف كنت في سانتوس ورأيت بعض الأطفال يحاولون سرقة السيارات وقلت: "يا شباب، ماذا تفعلون؟" لقد حاولوا تبرير ذلك بالقول إنهم لن يستهدفوا سوى السيارات القادمة من ساو باولو، لذلك أخبرتهم أنه لا ينبغي عليهم سرقة أي شخص على الإطلاق. كانت هذه هي الرسالة من هدفي الألف".
الطريق للهدف الألف
في 15 أكتوبر من نفس سجل بيليه 4 أهداف أمام بورتوجيزا في الفوز 6-2 ووصل لـ 993 هدفا ثم ثنائية ضد كوريتيبا.
لم يسجل أمام فلومينينسي ثم هدف واحد أمام فلامنجو، وبعد ذلك تعادل سانتوس في مباراتين متتاليتين سلبيا.
في نوفمبر 12 سجل بيليه ثنائية ضد سانتا كروز.
بيليه بعد ذلك قال إنه تأخر عن تسجيل هدفه رقم 1000 حتى يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز على المسرح الكبير في ماراكانا.
في الرابع عشر من نوفمبر لعام 1969 سجل بيليه هدفه رقم 999 في شباك بوتافوجو.
ربما كان بيليه ليسجل الهدف الألف في تلك المباراة لولا إصابة الحارس أجينالدو، واضطراره للمشاركة كحارس مرمى لتعويض غيابه في ظل عدم وجود تغييرات متاحة حينها.
وبعد يومين فقط شتت مدافع فريق باهيا الكرة من على الخط ليتأجل هدف بيليه الألف في مسيرته.
فقال بيليه: "أردت أن يكون الهدف في مباراة رسمية، لذلك توقفت عن التسديد على المرمى في تلك المباراة. كنت أخشى أن يسمح اللاعبون للكرة بالدخول".
* فيديو يسرد قصة هدف بيليه الـ 1000.
قبل ساعات من نفس اليوم لهدف بيليه هبطت مجموعة ثانية من الأمريكيين على سطح القمر، مع سفينة فضاء أبولو 12.
لذلك في رئيسية صحيفة ريو أو جلوبو البرازيلية لصباح اليوم التالي 20 نوفمبر 1969، كانت العناوين الرئيسية عن الهبوط على سطح القمر وإنجاز بيليه، مع عناوين رئيسية مثل "القمر" و"الهدف" تزين صفحتها الأولى.
نادي سانتوس كشف من قبل أن بيليه سجل 1091 هدفا بقميصه فقط، وإنه سجل 106 هدفا فقط في عام 1965.
لكن ذلك العدد من الأهداف لم يُحتسب لأنه خاض مع سانتوس ما يقارب 550 مباراة ودية داخل وخارج البرازيل.
كان على سانتوس أن يخوض كما ضخما من المباريات الودية والسفر حول العالم من أجل توفير راتب بيليه للإبقاء عليه في الفريق في ظل أن الحضور الجماهيري آنذاك كان المصدر الوحيد للأندية ماليا.
على سبيل المثال في عام 1959 أي قبل موعد هدف بيليه الألف بقميص سانتوس خاض الفريق رحلة أوروبية لعب خلالها 22 مباراة في 43 يوما، في بعض الأحيان لعب الفريق مباريات في أيام متتالية دون راحة أو تدريبات.
فازوا آنذاك على إنتر الإيطالي 7-1 ثم برشلونة الإسباني 5-1، في ذلك العام فقط سجل بيليه 126 هدفا.
بقميص البرازيل فقط سجل 95 هدفا لكن هناك 18 هدفا جاءت ضد أندية أو في مباريات ودية غير رسمية ليصبح عدد أهدافه الرسمية بقميص البرازيل 77.
وهو ما يعني أن أكثر من 500 هدف سُجل في مباريات غير رسمية.
رقم عادله نيمار في كأس العالم الأخيرة.
سبق وأن كشف فيفا من قبل أن بيليه سجل مرتين أكثر من 100 هدف في نفس الموسم، 127 في عام 1959، و110 هدف في 1961.
لكن ما يعرف في الأوراق الرسمية بفيفا حاليا هو تسجيل بيليه لـ 757 هدفا في 812 مباراة بالمباريات الرسمية المعتمدة.
بحسب بيليه فإنه سجل 1283 هدفا في 1366 مباراة، أي بمعدل 0.93 هدفا لكل 90 دقيقة.