قواعد لمس كأس العالم.. هل انتهكت قدسية الجائزة الأقيم في احتفالات الأرجنتين؟

"لا يمكن إلا لأشخاص مختارين أن يلمسوها أو يحملوها، بما فيهم الفائزين السابقين بها ورؤساء الدول"، هذا ما أوضحه موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن قواعد التعامل مع النسخة الأصلية من كأس العالم.

توج منتخب الأرجنتين بلقب كأس العالم 2022، على حساب فرنسا في استاد لوسيل.

وعقب مراسم التتويج شوهد العديد –ليسوا من قائمة منتخب الأرجنتين أو الطاقم الفني أو حتى الاتحاد الوطني- يتواجدون في أرضية الميدان بل ويحملون اللقب والتقطوا به الصور بالفعل.

قبل كأس العالم وأثناء رحلة الكأس الذهبية حول العالم خلال 51 دولة استطاع جو بايدن رئيس أمريكا لمس الكأس بيديه ليصبح الوحيد بين 330 مليون أمريكي يستطيع لمس كأس العالم.

شاهدنا من قبل أيضا في 2018، الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل الكأس أثناء تواجده في مصر قبل المونديال الروسي.

في البداية لنتعرف على النسخة الأصلية من كأس العالم

كأس العالم ذهبية "صلبة".

يبلغ طوله 36.5 سم ومصنوع من 6.175 كجم أو 30875 قيراطا من الذهب عيار 18 قيراطا.

يبلغ قطرها 13 سم ويتميز بشريحتين من الملكيت.

تقدر قيمة كأس العالم بحوالي 20 مليون دولار، لذلك لا يخاطر فيفا بإخراج الكأس الأصلية من مقره في زيورخ بـ سويسرا، إلا في 3 حالات.

رحلة كأس العالم التي تبدأ قبل البطولات وتطوف حول العالم، المباراة الافتتاحية والنهائية من كأس العالم.

قبل المباراة الافتتاحية ظهر مارسيل ديسايي الفائز بلقب كأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا، وهو يحمل اللقب لأرض ملعب استاد البيت في أرضية الملعب.

وقبل المباراة النهائية ظهر إيكر كاسياس حامل لقب نسخة 2010 مع إسبانيا في أرض الملعب رفقة الكأس على أرضية ملعب لوسيل.

لماذا يفعل فيفا ذلك؟

بسبب محاولات سابقة سرقة نسخة جول ريميه والتي يحتفظ بها منتخب البرازيل عقب تتويجه بها للمرة الثالثة في 1970.

وبحسب موقع "NBC Washington" فأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يرفض أن تحتفظ الدول الفائزة باللقب لأسباب تتعلق بالأمن خاصة مع المحاولات العديدة لسرقته في السنوات العديدة الماضية.

في عام 1938 أوتورينو باراسي رئيس الاتحاد الإيطالي خبأ كأس جول ريميه في صندوق الأحذية تحت سريره خوفا من سرقته إبان الحرب العالمية الثانية. (تعرف أكثر من خلال متحف في الجول لـ كأس العالم)

وفي 1966 سُرق الكأس في لندن وعُثر عليه عن طريق الكلب "بيكلز".

بإمكانكم معرفة القصة كاملة:

في 1983 سُرق كأس جول ريميه والذي احتفظ به المنتخب البرازيلي من مقر الاتحاد البرازيلي ولم يُعثر عليه حتى الآن.

وبحسب تقرير شبكة "The Athletic" إذا تم تصديق الشائعات، تم إذابة الكأس وبيعها.

ولذلك قرر فيفا أن تُمنح نسخة بديلة للفريق الفائز باللقب عوضا عن الاحتفاظ به بشكل نهائي.

منتخب ألمانيا حصد لقب كأس العالم أعوام 1974 و1990 و2014 ولم يحتفظ باللقب على سبيل المثال.

وأصبح هنا السؤال هل يمكن لأي شخص أن يلمس كأس العالم؟

إليكم القاعدة التي أعلنها فيفا عبر موقعه الرسمي:

"باعتبار كأس العالم واحدة من أكثر الرموز الرياضية شهرة في العالم وأيقونية لا تقدر بثمن، فإنه لا يمكن لغير أشخاص مختارين أن يلمسوها أو يحملوها، بما فيهم الفائزين السابقين بها ورؤساء الدول، وبما أن اللوائح تنص على بقاء الكأس الأصلية في حيازة فيفا ولا يمكن الفوز بها، فإن الفريق الفائز ببطولة كأس العالم يحتفظ بالكأس الأصلية مؤقتا ويحصل بشكل دائم على كأس طبق الأصل (بديلة)، والمسماة بكأس الفائز بكأس العالم (ليست ذهبية وإنما مطلية بالذهب، ويُنقش على سطحها سنة الفوز بها واسم البلد المضيف واسم الفائز بها)".

إذا يُسمح للاعبين فقط الاحتفال في أرض الملعب وفي غرفة تبديل الملابس الخاصة بهم بالنسخة الأصلية.

وبعد ذلك يتسلم المنتخب الفائز باللقب الكأس البديلة، بحسب موقع infobae.

في 2022 لمس أكثر من شخص الكأس داخل أرض الملعب مثل الطباخ التركي "نصرت".

وتلك لم تكن المرة الأولى التي يلمس شخص من خارج المنتخب الفائز اللقب.

في 2014 التقطت الفنانة الأمريكية "ريهانا" صورا مع منتخب ألمانيا عقب التتويج باللقب بل وقبلته.

وهو ما كشفته عبر حسابها الرسمي على "تويتر" آنذاك.

إذن استغل هؤلاء الأمر لالتقاط الصور مع كأس العالم، والتي يأمل المليارات في لمسها وملايين في الاقتراب منها فقط حتى لو من خلف لوح زجاجي.

بالتالي فإن الكأس الذي وصل للأرجنتين رفقة بعثة التانجو والذي التقط معه ليونيل ميسي الصور، ليس النسخة الأصلية بل البديلة المقدمة من فيفا.

وهو ما يعني أيضا أن رحلة النسخة الأصلية انتهت بالفعل في أرض الملعب ومع التقاط الصور داخل الملعب ومن ثم ستشق طريقها لمقر فيفا في زيورخ حسب موقع

infobae الأرجنتيني.

الموقع أوضح أيضا "بالفعل سافرت الكأس قبل جميع لاعبي كرة القدم إلى مدينة باديرنو دوجنانو في ميلانو بإيطاليا، حيث ستضعها شركة GDE Bertoni (الشركة المصنعة للكأس) في حالتها حتى يتم إعادتها إلى سويسرا".

وهي نفس الشركة هي التي صنعت النسخة المطلية بالذهب، والتي يطلق عليها رسميا "كأس العالم الفائز"، والتي يحتفظ بها الفريق الأرجنتيني في رحلته.