كتب : زكي السعيد
فاز منتخب فرنسا على نظيره البولندي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في ملعب الثمامة، بدور الـ 16 لكأس العالم 2022.
سجّل أوليفيه جيرو هدف فرنسا الأول، ثم أضاف كيليان مبابي الهدفين الثاني والثالث. فيما سجّل روبيرت ليفاندوفسكي الهدف الوحيد لـ بولندا في الثانية الأخيرة من اللقاء.
وتأهلت فرنسا لمواجهة الفائز من إنجلترا والسنغال، مواجهة ستقام يوم 10 ديسمبر في استاد البيت.
ولم تخسر فرنسا أبدًا أمام بولندا منذ عام 1982، أي منذ ما يزيد عن 40 عامًا.
وتصل فرنسا لربع نهائي كأس العالم للمرة التاسعة في تاريخها، والثالثة على التوالي.
وشهدت المباراة حدثًا تاريخيًا، إذ بات أوليفيه جيرو هدافًا تاريخيًا لمنتخب فرنسا.
ماكرون يرى المستقبل
إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا تنبأ قبل المباراة في حديثه مع ليكيب بأن تُسفر على نتيجة 3-1 لصالح بلاده، بل فوق ذلك قال ماكرون: "ليفاندوفسكي سيسجل هدفًا، تمامًا مثل مبابي وجيرو الذي يريد صنع التاريخ".
عميد الفرنسيين
ظهور هوجو لوريس قائد فرنسا في حراسة مرمى الديوك، جعله يعادل ليليان تورام في المركز الأول لأكثر اللاعبين خوضًا للمباريات في تاريخ منتخب فرنسا برصيد 142 مباراة.
كما بات لويس أكثر شخصًا يمثّل فرنسا في كؤوس العالم بواقع 17 مباراة، بالتساوي مع تييري هنري وفابيان بارتيز.
وشهد التشكيل عمومًا 9 تغييرات عن الذي واجه تونس في مباراة التحصيل حاصل بنهاية دور المجموعات.
في المقابل عاد تشيسواف ميخنيفيتش لطريقة 3-4-3 ودفع بـ ياكوب كامينسكي جناح فولفسبورج في الهجوم بجوار القائد روبيرت ليفاندوفسكي.
كما وصل كاميل جليك المدافع المخضرم لمباراته الدولية رقم 103 في المركز الثالث على لائحة اللاعبين البولنديين، خلف ليفاندوفسكي (138 مباراة)، وياكوب بواشتشيكوفسكي نجم بوروسيا دورتموند السابق.
سيطرة فرنسية
فرنسا كانت أكثر فرصًا في الشوط الأول، لكن بولندا امتلكت التهديد الأكثر خطورة.
في الدقيقة الرابعة أرسل أنطوان جريزمان ركلة ركنية قابلها رافاييل فاران برأسية خطيرة علت العارضة.
مبابي -أخطر لاعبي الشوط الأول- انطلق من الجهة اليسرى في الدقيقة العاشرة ومرر الكرة نحو عثمان ديمبيلي الذي تباطأ، ليبعدها الدفاع من أمامه في آخر لحظة.
الظهور الهجومي الفرنسي تواصل بتسديدة بعيدة المدى من أورليان تشواميني في الدقيقة 13، لكن فويتشك تشيزني تصدى بثبات.
ديمبيلي عاد للتهديد وانطلق مخترقًا دفاع بولندا في الدقيقة 17، لكن تسديدته اليسارية الضعيفة استقرت بين قفازي تشيزني.
التسديدات جاءت من كل حدب وصوب، وهذه المرة كان كوندي -الذي ظهر في الشوط الأول مرتديًا قلادة في رقبته- بالدقيقة 22، لكن تشيزني تصدى بثبات أيضًا.
أسهل إهدار
أغرب فرصة في البطولة كان موعدها الدقيقة 29 عندما أرسل ديمبيلي عرضية نحو جيرو الذي سدد خارج الملعب بغرابة أمام المرمى الخالي.
التواجد الهجومي الأول لـ بولندا انتظر حتى الدقيقة 33 عندما تسبب تشاوميني في مخالفة نفذها ليفاندوفسكي في الحائط البشري.
التهديد الفرنسي عاد في الدقيقة 35، والأخطر كالعادة كان مبابي الذي تلاعب بـ ماتي كاش وأطلق قذيفة يسارية تصدى لها تشيزني.
فرصة بـ 3 أرواح
أخطر فرص الشوط الأول كانت من نصيب بولندا في الدقيقة 38.
بيوتر زيلينسكي سدد من داخل منطقة الجزاء ليتصدى لوريس ببراعة، ثم تابع بنفسه الكرة ليبعدها تيو هيرنانديز، وأكملها زميله ياكوب كامينسكي لكن فاران شتتها من على خط المرمى ببسالة.
في الدقيقة 42 أخيرًا تنبّه الحكم المساعد لارتداء كوندي قلادة في رقبته، وأجبره على خلعها، عملية تمت بمساعدة أفراد طاقم فرنسا.
التاريخ يُكتَب
في الدقيقة 43، لم تتقدّم فرنسا فحسب، بل أيضًا تغيّر تاريخ منتخب الديوك إلى الأبد.
تغيّرت هوية الهدّاف التاريخي لـ فرنسا، لم يعد تييري هنري، بل صار أوليفيه جيرو!
مبابي مرر إلى جيرو بشكل رائع، ومهاجم ميلان لم يفكر مرتين وسدد بقدمه اليسرى ليقهر حارس مرمى يوفنتوس ويتقدّم لبلاده بالهدف الأول.
جيرو وصل بذلك للهدف رقم 52، وتجاوز هنري صاحب الـ 51 هدفًا.
وبات جيرو أكبر لاعب يسجل في الأدوار الإقصائية لكأس العالم بعمر 36 عاما وشهرين منذ روجيه ميلا في 1994 عندما سجل ثنائية أمام كولومبيا بعمر 38 عاما.
ورفع جيرو رصيده إلى 3 أهداف في النسخة الحالية لكأس العالم، و4 عمومًا باحتساب هدفه في نسخة 2014.
وصار جيرو أول لاعب من ميلان يسجّل هدفًا في الأدوار الإقصائية لـ كأس العالم منذ التركي أوميت دالفالا في مونديال 2002.
هجوم أزرق
فرنسا لم تتوقف في الشوط الثاني، فهددت بعد مرور دقيقتين فقط من بدايته بتسديدة جانبية صاروخية بواسطة جريزمان، لكن تشيزني واصل التألق.
إعصار مبابي ظهر في الدقيقة 56 عندما اخترق جناح باريس سان جيرمان لعمق الملعب وأطلق تسديدة قوية غيّرت اتجاهها ومرت بجوار قائم مرمى بولندا بقليل.
التغيير الأول في المباراة انتظر حتى الدقيقة 64، فدخل أركاديوش ميليك في هجوم بولندًا على حساب سيباستيان سيمانسكي لاعب الوسط.
بعدها على الفور تدخّل ديشامب وأقحم يوسف فوفانا على حساب تشواميني.
التغييرات تواصلت، فدخل الثنائي نيكولا زاليفسكي وكريستيان بيليك، على حساب كامينسكي وجريجوري كريخوفياك في الدقيقة 71.
بووووووم
في الدقيقة 71 قتل مبابي المباراة بعد تمريرة ديمبيلي، إذ سدد نجم سان جيرمان في الزاوية القريبة لـ تشيزني، لينضم حارس مرمى بولندا إلى قائمة طويلة من ضحايا الزاوية الضيقة لـ مبابي.
ليرفع مبابي رصيده إلى 4 أهداف كهدّاف لكأس العالم 2022 حتى اللحظة.
كما يمتلك مبابي تمريرتين حاسمتين، ليكون أكثر من ساهم في الأهداف في البطولة الحالية.
وبات مبابي أول لاعب فرنسي يساهم بـ 6 أهداف في نسخة واحدة بكأس العالم منذ رايمون كوبا في 1958.
كما صار أول لاعب يسجل 4 أهداف في نسختين مختلفين مع فرنسا بكأس العالم.
وعادل مبابي الثنائي كريستيانو رونالدو ودييجو أرماندو مارادونا بـ 8 أهداف في مسيرتهم بكأس العالم.
كما تجاوز مبابي الأسطورة زين الدين زيدان ووصل إلى 32 هدفًا بقميص منتخب فرنسا.
أخيرًا، فمبابي هو أول لاعب يسجل 8 أهداف في كأس العالم قبل أن يبلغ 24 عامًا.
ديشامب تحوّل لإراحة نجومه، فأخرج جيرو وديمبيلي في الدقيقة 76، وأقحم ماركوس تورام وكينجسلي كومان.
فيما استهلكت بولندا كل التغييرات في الدقيقة 87 بدخول يان بيدناريك وكاميل جروسيكي، بدلا من ياكوب كيفيور، وبروسيلاف فرانكوفسكي.
مبابي بوووووووووووم الجزء الثاني
مبابي لم يكتف برائعة الدقيقة 75، فعاد في الدقيقة 90 وأضاف الهدف الثالث بتسديدة خارقة في الزاوية البعيدة هذه المرة.
الآن بهذا الهدف تجاوز مبابي كل من رونالدو ومارادونا، وعادل ليونيل ميسي ودافيد فيا وروبيرتو باجو بـ 9 أهداف في تاريخ كأس العالم.
ورفع مبابي رصيده إلى 5 أهداف في النسخة الحالية لكأس العالم وبات مرشحًا رئيسيًا لجائزة هداف البطولة.
فرنسا أجرت التبديل الأخير بدخول أكسيل ديساسي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بدلًا من كوندي.
واحتاج ديساسي 4 دقائق فقط على أرض الملعب ليرتكب ركلة جزاء كشفتها تقنية الفيديو على إثار لمسة يد.
انبرى روبيرت ليفاندوفسكي قائد بولندا، لكنه أهدر للمرة الثانية هذه البطولة بعد أن فشل في مواجهة جييرمو أوتشوا بالمباراة الأولى.
لكن الحكم تدخّل وأنقذ ليفا، وأمر بإعادة الركلة بسبب تقدم هوجو لوريس عن خط المرمى.
في الثانية لم يهدر هدّاف الدوري الإسباني، فسجل بنجاح رافعًا رصيده لهدفين في مسيرته بكأس العالم، وبابتسامة ليفاندوفسكي كانت نهاية المباراة.