كتب : إسلام أحمد
في مارس الماضي، أجرى موقع total football analysis تقريرا فنيا عن إنزو فيرنانديز تحت عنوان "لماذا يهتم كبار أوروبا بلاعب وسط ريفر بليت".
حينها ارتبط اسمه بكبار أوروبا بالفعل، ريال مدريد وميلان وقطبي مانشستر يونايتد لكنه انتقل في النهاية إلى بنفيكا البرتغالي.
الإجابة كانت: "فيرنانديز هو لاعب خط وسط متعدد الاستخدامات، أفضل مركز له هو لاعب وسط رقم 8. فيرنانديز فعال بنفس القدر داخل وخارج عملية الاستحواذ، مساهمته في الاستحواذ بأوجه متعددة مع القدرة على دخول منطقة الجزاء وتسجيل الأهداف ولكن أيضا يتعمق أكثر ويساعد في كسر الكتل المنخفضة. دفاعيا يتفوق في عمليات قطع مسار الكرة والضغط المضاد".
في الصيف كان بنفيكا أسرع من الجميع وتوصل لاتفاق مع ريفر بليت على ضم إنزو مع نهاية مشوار الفريق في كوبا ليبرتادوريس ولحسن حظ النسور البرتغالية فأن مشاركة المييوناريوس انتهت من دور الـ 16 لينضم الأرجنتيني الشاب في أغسطس الماضي بشكل رسمي للنسور.
بحسب موقع breaking the lines فأن إنزو فضل اللعب في الجانب الأيمن لمنتصف الملعب رفقة ريفر بليت، وهو ما توضحه الخريطة الحرارية للاعب.
رقميا كان إنزو بين أكثر اللاعبين إكمالا للعمليات الدفاعية الناجحة في الدوري الأرجنتيني، والأكثر على مستوى التمريرات التقديمة (تمريرات أمامية تقطع أكثر من 10 ياردات في الملعب) والتمريرات البينية لكل 90 دقيقة.
* صورة توضح تفوق إنزو في التمريرات التقدمية والبينية في الدوري الأرجنتيني بين جميع اللاعبين.
كما احتل المركز الثاني في قطع مسار الكرات والتفوق في الثنائيات، كما توضح الصورتين التاليتين.
بعدما سجل إنزو أول أهدافه في كوبا ليبرتادوريس في أبريل الماضي مع ريفر بليت، نشر حساب البطولة الرسمي فيديو لأفضل ما قدمه في المباراة مع عبارة "الكرة تجري في دمه".
تألقه في العام الحالي ظهر بشكل جلي، فخطف الأنظار بتسجيل 10 أهداف وصناعة 7 في 28 مباراة فقط بقميص ريفر بليت.
مات هوبز رئيس التعاقدات في ولفرهامبتون سافر خصيصا إلى الأرجنتين لإقناع اللاعب بالانتقال لفريقه في الصيف الماضي، لكن في النهاية فضل إنزو الانتقال لـ بنفيكا.
في 24 مباراة شارك إنزو بها مع بنفيكا لم يخسر الفريق، يتصدر ترتيب الدوري البرتغالي وفي دوري الأبطال حسم بطاقة التأهل كأول مجموعة تضم باريس سان جيرمان ويوفنتوس.
سجل 3 وصنع 5 في 24 مباراة بأول 4 أشهر بالكرة الأوروبية.
لكن الأهم أن أداءه لم يتغير أو يتراجع.
أكثر من مرر تمريرات في الثلث الأخير بالدوري البرتغالي (142)
أكثر من مرر تمريرات تقدمية بالدوري البرتغالي (110)
رابع أكثر من مرر في منطقة جزاء الخصم بالدوري البرتغالي (24)
سابع أكثر من مرر تمريرات مفتاحية بالدوري البرتغالي (25)
أكثر من لمس الكرة في الدوري البرتغالي (1353)
خامس أكثر من خلق فرصا للتسجيل (8)
شبكة "ذا أثليتك" أيضا قبل كأس العالم أشارت لأبرز أرقام اللاعب في الدوري البرتغالي مع بنفيكا ومقارنة بلاعبي الدوري الإنجليزي.
كلما ازدادت النسبة في فئة ما، يعني أن عدد قليل فقط من يمكنه تقديم أداءً أفضل، والعكس صحيح.
الصورة والتي تُقارن بين إنزو وأقرانه في الدوري الإنجليزي، تُظهر أن إنزو يعاني في الصراعات الهوائية وأن العديد يتفوق عليه في التمريرات التقديمة رغم أنه الأفضل في الدوري البرتغالي.
وتوضح مدى تفوقه على المستوى الهجومي والدفاعي.
أحد لاعبي خط الوسط الكبار القادمين في كرة القدم العالمية، سجل أول هدف له بقميص الأرجنتين في خامس مبارياته الدولية.
قبل شهرين من الآن أثمر ضغطه على لاعب وسط هندوراس عن هدف رائع لـ ليونيل ميسي وديا.
وسجل لأول مرة من تمريرة حاسمة من ميسي أول أهدافه الدولية أمام المكسيك كأصغر لاعب يسجل للتانجو منذ ميسي في 2006.
لكن الأهم تأثيره في أرض الملعب.
شارك إنزو في الدقيقة 57 من عمر اللقاء، ما قبل مشاركته تُظهره الصورة التالية، منتخب الأرجنتين يلعب أكثر في منتصف ملعبه ويعاني من أجل الوصول للثلث الأخير للمكسيك.
بدءا من الدقيقة 57 ومشاركته تحولت الدفة تماما لصالح التانجو بزيادة معدلات السيطرة في منتصف ملعب المكسيك والثلث الهجومي للأرجنتين، وهو ما نتج عنه هدفين وحصد الفوز الأول في كأس العالم 2022.
* مناطق استحواذ منتخب الأرجنتين بدون ومع إنزو أمام المكسيك.
موقع Buenos Aires Times كشف في تقريره أن "إنزو يمد المنتخب بالأكسجين المطلوب" وهو ما حدث بالفعل.
أمام بولندا بات أصغر لاعب يشارك أساسيا مع الأرجنتين ويصنع هدفا منذ ليونيل ميسي في كأس العالم 2006 أمام صربيا.
أمام بولندا كان ثاني أكثر من أكمل عرقلات ناجحة (2) وثالث أكثر من مرر الكرة بـ 86 تمريرة.
فاز بـ 5 صراعات ثنائية من أصل 5 سواء أرضية أو هوائية بنسبة 100%.
صنع فرصتين في اللقاء وأرسل كرتين طوليتين صحيحتين.
النتيجة منتخب الأرجنتين هيمن على جميع أجزاء المباراة بل وتأكد فوزه بهدف من صناعة إنزو.
اليوم الأرجنتين ستواجه أستراليا في ثمن نهائي كأس العالم وستكون الأعين مصوبة على إنزو فيرنانديز أكثر من أي وقت مضى.
فهل سيواصل مد التانجو بالأكسجين؟