كتب : أحمد أباظة
Shinzou wo Sasageyo!
صيحة لا يخطئها متابع لمسلسل هجوم العمالقة الياباني، وما العنوان إلا أقرب ترجمة حرفية ممكنة لتلك الصرخة الشهيرة التي لا تحمل سوى معاني التضحية والتفاني حتى آخر لحظة.
مرة أخرى لم ينفصل اليابانيون في عالمهم الحقيقي عن شلالات إبداعهم الخيالي، وقدموا كل ما لديهم لينتزعوا صدارة فوق الخيال نفسه.
لو قال لك أحد قبل بداية كأس العالم 2022 أن اليابان ستتصدر مجموعة إسبانيا وألمانيا بالفوز عليهما معا لاتهمته بالجنون، الآن الجنون الحقيقي هو أن هذا الفريق هزم الكبيرين وخسر أمام كوستاريكا..
نهاية ملحمية لمنافسات المجموعة الخامسة تليق بكل الدراما التي شهدتها، بتأهل إسبانيا رغم الخسارة بفضل فارق الأهداف الضخم من سباعيتها في شباك كوستاريكا، بينما لم يكن فوز ألمانيا في الجولة الأخيرة كافيا.
المسار المتوقع
بدأ سيرجيو بوسكيتس بتسديدة في الدقيقة السابعة من متابعة ولكن مرت فوق العارضة.
وفي الدقيقة الثامنة رد اليابانيون سريعا بتسديدة من جونيا إيتو في الشباك من الخارج.
حاول ألفارو موراتا في الدقيقة العاشرة برأسية تصدى لها الحارس، ولكن ما يحدث مرة لا يحدث في الثانية..
في الدقيقة 12 تلقى موراتا عرضية سيزار أزبيليكويتا وسجل الهدف الأول بالرأس.
حاول موراتا مرة أخرى في الدقيقة 23 ولكن خرجت تسديدته ضعيفة بين يدي الحارس شويتشي جوندا.
فيما اختتم داني أولمو محاولات الشوط الأول بتسديدة على حدود المنطقة في الدقيقة 43، اصطدمت بالدفاع في نهاية المطاف.
والمسار الذي كان توقعه مستحيلا..
مع بداية الشوط الثاني دفع لويس إنريكي مدرب إسبانيا بظهيره داني كارباخال بدلا من سيزار أزبيليكويتا، على الجانب الآخر ألقى نظيره هاجيمي مورياسو بالثنائي ريتسو دوان وكاورو ميتوما بدلا من تاكيفوسا كوبو ويوتو ناجاتومو.
البديل الأول سجل هدف التعادل، أما الثاني فقد صنع هدف الفوز..
بعد مرور أقل من 4 دقائق على نزوله، سجل ريتسو دوان هدف التعادل في الدقيقة 49 بتسديدة رائعة عجز أوناي سيمون عن التعامل معها.
وفي الدقيقة 51 سجل أو تاناكا الهدف الثاني بعد تمريرة من كاورو ميتوما، وهنا بدأ الجدل حول خروج الكرة من الملعب قبل وصولها إلى تاناكا، وهو ما حسمته تقنية الفيديو لاحقا بتأكيد احتساب الهدف، لتنطلق الاحتفالات اليابانية.
تحرك إنريكي سريعا وسحب نيكو ويليامز وألفارو موراتا ليأتي فيران توريس وماركو أسينيسو بدلا منهما في الدقيقة 57.
وفي الدقيقة 62 على الجانب الآخر أتى تاكوما أسانو بدلا من دايزن مايدا، ثم استمرت تبديلات الإسبان في الدقيقة 68 بنزول أنسو فاتي وجوردي ألبا بدلا من جافي وأليخاندرو بالدي.
مورياسو لم يقف مشاهدا، فأشرك تاكيهيرو تومياسو بدلا من دايتشي كامادا في الدقيقة التالية، وكاد أسانو أن يقتل المباراة في الدقيقة 70 بتسديدة مرت بجوار القائم.
غابت الفاعلية عن إسبانيا، التي اكتفت بتسديدة من أولمو في الدقيقة 80 أبعدها الدفاع، وإبعاد سيمون لتسديدة كو إيتاكورا الرأسية في الدقيقة 83، ثم محاولة من أسينسيو ارتطمت بالدفاع في الدقيقة 85.
غادر تاناكا بطل الهدف الثاني أرض الملعب في الدقيقة 87، ليأتي واتارو إندو بدلا منه، ومع مرور الدقائق الأخيرة، تم الإعلان عن فوز اليابان على إسبانيا بهدفين مقابل هدف وحيد.
الفوز منح اليابان صدارة المجموعة الخامسة على عكس كل التوقعات، برصيد 6 نقاط، يليها منتخب إسبانيا بـ 4 نقاط، وبفضل سباعيته في شباك كوستاريكا التي منحته أفضلية فارق الأهداف.
فيما خرج منتخب ألمانيا بـ 4 نقاط في المركز الثالث، وتذيلت كوستاريكا المجموعة بـ 3 نقاط حصدتها من المتصدر نفسه، اليابان.
بذلك ضرب منتخب اليابان موعدا مع كرواتيا وصيف العالم في دور الـ 16، بينما يلتقي منتخب إسبانيا مع بلد ليس بالغريب عليه إطلاقا، فهو المغرب الملاصق له حدوديا.