كتب : أحمد أباظة
ألكساندر فراي.. الهداف التاريخي لمنتخب سويسرا، نجم بازل وبوروسيا دورتموند السابق، ومدرب بازل الحالي أيضا.
لعب فراي مع 3 لاعبين مصريين من قبل، هما محمد صلاح ومحمد النني في بازل، ومحمد زيدان في بوروسيا دورتموند.
يملك النجم السويسري ذكريات عديدة مع كأس العالم، نسترجعها سويا في حواره مع FilGoal.com.
قلت سابقا إنك دربت محمد صلاح على التسديد حين لعبتما معا في بازل، هل يمكنك أن تحدثنا أكثر عن هذه التدريبات؟
كان يجب أن يصل إلى إجادة التسديد على المرمى، لأنه كان رائعا في المراوغة والسرعة ولكنه لا يجيد التسديد على المرمى، لذلك بدأنا العمل شيئا فشيئا على التسديد.
أنا لا أمثل أكثر من 5%، أما بقية الـ 95% هم صلاح نفسه وليس أنا.
لعبت مع صلاح في بازل وتدربت مع يورجن كلوب في دورتموند، كيف ترى شراكتهما في ليفربول؟
أعتقد أن يورجن يجيد التعامل 100% مع صلاح كلاعب وشخصية، إنها ميزة يورجن الخاصة بجعل كل اللاعبين يركضون لأجله.
ربما يمر بفترة صعبة ولكن في الأندية توجد مراحل كتلك، في الموسم الماضي كان رائعا مع ليفربول، وأعتقد أن صلاح جدد عقده ولا يريد الرحيل. تجديد العقد يعني أن الرابط بينهما يعمل بكفاءة 100%
زاملت محمد النني لوقت قصير أيضا، كيف تتذكره؟
إنه شخص يركض كثيرا ويملك تأثيرا كبيرا على اللاعبين ويجيد سد الثغرات ويعمل دفاعيا بشكل استثنائي ويتحسن أيضا في العمل الهجومي.. إنه لاعب مثير جدا للاهتمام، وهو شخص رائع أيضا، كلاهما (صلاح والنني) شخصان رائعان.
لعبت أيضا مع لاعب مصري آخر وهو محمد زيدان في دورتموند، كيف كانت علاقتكما داخل وخارج الملعب؟
رائعة، ولكنه كان مجنونا، لقد كان مجنونا ولكنه عظيم. لقد أحببت زيدان لأنه كان يملك عنصر المفاجأة طوال الوقت، لن تعرف ماذا سيحدث، كل دقيقة تتغير الأمور.
لديه الكثير من الطاقة ويكلفك الكثير من الطاقة أيضا داخل الملعب وخارجه، ولكن وقتي معه كان رائعا.
كيف كان مجنونا؟ هل يمكنك أن تروي لنا شيئا؟
عنه؟ لدي الكثير من الحكايات الطريفة، لقد كان مثل الكرة المتقافزة باستمرار. هل تعرف هذه الكرة التي تلقيها على الأرض فتقفز طوال الوقت في كل مكان؟ هكذا كان محمد زيدان.
يقولون إن يورجن كلوب الآن يمر بمرحلة التراجع التي مر بها في نهاية فترته مع دورتموند، ما رأيك في ذلك؟
إنه وضع صعب، بالنسبة لي هذا يؤلمني. تصبح الأمور صعبة للمدربين بعد 4 أو 5 سنوات، ولكني أتمنى ألا تكون هذه هي الحالة بالنسبة ليورجن. أتمنى أن يتمكن من البقاء لـ 10 سنوات في ليفربول وأعتقد أن هذا هدفه.
للأسف في كرة القدم هذا هو الوضع، بعد 4 أو 5 سنوات عادة، يعتبر هذا وقت طويل للمدرب ليقضيه في نفس المكان، ولكني أتمنى له أن يبقى لعامين أو ثلاثة أو حتى إلى نهاية مسيرته في ليفربول.
أعتقد أن هذا ما يستهدفه ولكن هناك مراحل كتلك في كرة القدم، ويجب تقبلها ولكن يجب أيضا فعل كل شيء للخروج منها.
مهنة صعبة بالتأكيد
التدريب، نعم إنها صعبة للغاية لأن اللاعبون ليسوا بتلك السهولة أيضا
كيف ترى الاختلافات بين اللاعبين في زمنك واللاعبين الآن؟
هناك شيء من الاختلاف، كل اللاعبين الذين يرتقون للمستوى الاحترافي الآن، يأتون وقد تم تعليمهم جيدا عن كرة القدم، ويتلقون تدريبا جيدا على مستوى الأمور الفنية والتكتيكية والبدنية أيضا، ولكن الأمور تسير بسرعة كبيرة.
أعتقد أن اللاعبين الشباب اليوم يعلمون أن الإمكانية تعني الكثير، وأكثر حتى من الاستمرارية في الأداء. ما تغير عن زمني هو أنك كان يجب أن تؤدي لـ 30 أو 40 أو 50 مرة بشكل جيد للغاية حتى تحترف في الخارج، والآن تكفي 5 مباريات فقط لأخذ الخطوة.
هذا لا يساعد كثيرا لأني أعتقد أنه على مستوى الشخصية وتطورها وتحمل المسؤوليات داخل الملعب، من الأفضل أن تؤدي لموسمين أو 3 أو 4 في نفس النادي لزيادة مميزاتك الشخصية، ولكن للأسف الوضع اليوم هو أنك تلعب 5 مباريات جيدة ثم ترحل، هذا ليس جيدا طوال الوقت.
البعض يقول الآن أن الإدارات تفقد صبرها على المدربين أسرع مما كان عليه الوضع في الماضي.. ما رأيك؟
نعم ولكني أعتقد أنك كمدرب إذا أتتك الإمكانية لاختيار الخطوة المقبلة، وأعرف أن العديد من المدربين لا يملكون هذه الإمكانية، ولكن إذا كنت في وضع مثل وضعي على مستوى امتلاك الماضي كلاعب وما إلى ذلك، وتملك إمكانية اختيارك ناديك المقبل إلى حد ما، يجب عليك أن تحسن الاختيار.
هذا يعني أنك إذا ذهبت إلى ناد غير 10 مدربين في آخر 3 سنوات، فهناك فرصة كبيرة أن تصبح الحادي عشر، ولكن إذا ذهبت إلى ناد دربه اثنان فقط في آخر 12 عاما، حين تكون ثالثهما، هناك فرصة كبيرة أنهم سيحتفظون بنفس المدرب لعامين أو ثلاثة.
في النهاية مصير كل المدربين يرتبط بالنتائج، ولكن إذا كنت تملك فرصة اختيار ناد مستقر ويملك أفكار واضحة ويدعمك، فهذا ما يهم. بالنسبة للبعض هذا صعب ولكن في مسيرتي كمدرب عبر 3 خطوات لي كنت أملك هذه الإمكانية.
الهداف التاريخي لمنتخب سويسرا، يسهل القول بإن الكثير من المشجعين ينتظرون اللحظة التي سيصبح فيها مدربا للمنتخب.. هل هذا الأمر ضمن خططك؟
نعم في يوم ما، ولكن عادة تدريب المنتخبات يبدأ من عمر 55 عاما لذلك أعتقد أني أملك المزيد من الوقت.
لنتحدث عن كأس العالم، 2006 على وجه التحديد.. سجلت الهدف الأول لسويسرا ضد توجو واحتفلت بشدة فما كان سر هذا الاحتفال؟
هكذا كانت الذكريات بالنسبة لكل اللاعبين هناك في دورتموند (ملعب المباراة). أمام 55 ألف مشجع سويسري، هذا يبقى في الذاكرة لأنها ربما تكون المباراة الأكثر تأثيرا في تاريخ منتخب سويسرا، بالنظر للعب أمام الجماهير في هذا الملعب والفوز بهدفين دون رد.
لقد سجلت الهدف الأول، واحتفلت بهذه الطريقة لأني تم انتقادي بعض الشيء من الصحفيين، حين كنت لاعبا لم تكن الأمور جيدة طوال الوقت مع الصحفيين.
هذا مفاجئ..
ولكن مع الصحفيين المصريين لم يكن لدي أي مشاكل أبدا
ولن يكون
شكرا، ربما في يوم ما سأتولى قيادة منتخب مصر
هذا سيكون ممتازا
سنرى
في المباراة ضد كوريا الجنوبية قبل هدفك، سجل فيليب سينديروس هدفا وأصيب في رأسه واحتفل كثيرا دون أن يلحظ، ما الذي حدث في ذلك الوقت؟
لقد سجل الهدف برأسه ثم لمسه المدافع وفتحت رأسه هنا بعض الشيء، ولكنه لم يلحظ وجود الجرح.
تسجيل هدف في كأس العالم لصالح سويسرا هو شيء هائل، تماما مثلما تسجل هدفا لمصر في كأس العالم، هذا يبقى في الذاكرة.
إذا كنت تلعب لألمانيا أو إيطاليا أعتقد أن فرص تسجيلك أعلى، ولكن كل هدف في كأس العالم له طريقته الخاصة في الاحتفال.
هناك هدف آخر تتذكره بالتأكيد فهو هدفك، كان هناك بعض الفوضى إذ رفع الحكم المساعد رايته بينما أمر حكم الساحة باستمرار اللعب، اللعبة كانت مركبة لدرجة أن الحكم اختل توازنه حين دخلت الكرة..
أعرف أن الكرة عادت لنا من الخصم وأعتقد أن الحكم كان معه كل الحق.
ما الذي حدث بتلك اللحظة؟ هل رأى الحكم الراية أم لا؟
لا، كنت أعرف أن الكرة عائدة من الخصم، وكمهاجم يجب عليك أن تنهي العمل أولا ثم تأمل (في احتسابه). رأيت أن الكرة عائدة من الخصم وبالتالي لم أكن متسللا.
في دور الـ 16 خرجت في الدقيقة 117 أمام أوكرانيا.. لماذا؟
هذا خيار المدرب (كوبي كون).
هل كان هناك شيء معين بخصوص ركلات الترجيح؟
لا ولكنه كان خيار المدرب، في تلك اللحظة لم أفهم ولكني لم أملك الخيار. إذا أخرجني سأخرج، ولكني أفكر الآن أني كان يجب أن أستمر، لأني كنت مسدد ركلات الجزاء وفوجئت حين أخرجني.
هل شرح (المدرب) هذا القرار بشكل منطقي؟
نعم لقد شرح لي بعد المباراة وبعدها بأسبوع أيضا، ولكن بالنسبة لي لا توجد أي مشاكل. يجب العلم بأن المدرب قد توفي قبل عامين.
كان القرار مفاجئا لأن سويسرا أضاعت كل ركلات الترجيح أمام أوكرانيا.. ما سر هذا التوتر؟
القليل من كل شيء. أنا فوجئت أيضا حين لم نتمكن من تسجيل ركلة واحدة، بفعل الضغط وصغر السن والسذاجة والمفاجأة في ركلات الترجيح. في النهاية لم نكن مستعدين ذهنيا لخوض ركلات الترجيح
خلال يورو 2008 تعرضت لإصابة قوية في مباراة الافتتاح أمام التشيك وغادرت سويسرا البطولة لاحقا، هل هي أسوأ ذكرياتك الكروية؟
واحدة من أسوأ ذكرياتي، لأني كنت أشعر أني في المستوى الأفضل، وكان هناك تواصلا بيني وبين بايرن ميونيخ، وبينما كان كل شيء مجهزا لانتقالي إلى ميونيخ تعرضت للإصابة وتم إلغاء انتقالي.
ولكن هكذا تسير الحياة، لقد كنت حزينا لأجل المنتخب والشعب في ظل ظروف يورو 2008. لقد أصبت وكنت أعلم في عقلي أني سأبدأ من جديد، 3 أشهر من العلاج الطبيعي وعملية جراحية وما إلى ذلك، وليس من السهل أبدا أن تتعافى ذهنيا.
ذهنيا.. كيف يعود اللاعب بعد تلك الظروف؟
يجب أن يكون قويا من الناحية الذهنية. لديك خيارين، إما أن تترك نفسك لهذه المشاعر وهذا سيجعل الأمور أصعب، أو تقول لنفسك: سأعود أقوى مما كنت عليه.
إسبانيا بطلة العالم في 2010 خسرت مباراة واحدة وكانت ضد سويسرا. سويسرا فازت بمباراة واحدة وهي نفس المباراة، ما هي كواليس تلك المباراة وكيف رأيتها؟
لقد اخترنا تكتيكا دفاعيا للغاية فطريقة لعب إسبانيا ترتكز على الاستحواذ، وبالتالي كان هناك لحظات متاحة للهجمة المرتدة، فذهبنا بـ 3 أو 4 وسجلنا واحدة.. كان هذا هو السر.
لعبت 42 دقيقة ضد تشيلي ثم شاركت كبديل ضد الهندوراس مما دفع البعض للتساؤل: هل كنت جاهزا للعب في كأس العالم 2010 بنسبة 100% أم تحاملت على نفسك؟
الاثنان.. أنا لا ألعب أبدا إن لم أكن جاهزا، ولكن في النهاية كنت مصابا في البداية قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، فسألت المعالج كم سأحتاج من الوقت للعودة، فقال لي: ستكون جاهزا في المباراة الثانية.
ربما ضغطت على جسدي لأني كنت أعرف أن العودة للعب ستكون صعبة، وهم أرادوا قطعا أن أذهب معهم، اليوم لا يمكنني القول ما إذا كنت لأرفض وأبقى في المنزل. لا يمكنني إجابة هذا السؤال لأني لم أعد في هذا الوضع، لحسن الحظ.
الهداف التاريخي بـ 42 هدفا وهو رقم كبير بالتأكيد لمنتخب سويسرا. الأقرب لك من الجيل الحالي هما شيردان شاكيري (31 عاما – 26 هدفا) وهاريس سيفيروفيتش (30 عاما – 25 هدفا). رقم كبير والبعض يقول إنه قد يستحيل تحطيمه، هل تعتقد أنه من الممكن حدوث ذلك في حياتك؟
أعرف أن هناك من سيكسر الأرقام طوال الوقت، الآن أو لاحقا هناك لاعبين سيكون الأمر ممكنا أمامهم. ولكني أعتقد أنه سيكون صعبا للغاية. في يوم ما سيأتي لاعب يسجل 43 هدفا.. هكذا يسير الأمر.
ولكن هذا لا يبدو ممكنا الآن..
ليس بعد الآن
مؤخرا عمل 3 مدربين سويسريين في مصر: كريستيان جروس في الزمالك وريني فايلر في الأهلي والآن مارسيل كولر مع الأهلي أيضا.. هل لك علاقة بأي منهم داخل أو خارج الملعب؟ وهل لعبت ضد أي منهم؟ وما رأيك بهم بصورة عامة؟
كلاعب لم أواجه أي منهم على الأرض ولكني لعبت ضد كولر وجروس حين كانوا مدربين لفرق منافسة، أعرف الثلاثة ولكن من أعرف بشكل أفضل هو كريستيان جروس الذي تحدثت معه عدة مرات، لأني أجد آراء المدربين الأكثر خبرة أمرا مثيرا للاهتمام، ولكن ليس لدي أي علاقة شخصية مع أي من الثلاثة.
إلى أي مدى يمكن لسويسرا أن تذهب في كأس العالم 2022؟
إلى أي مكان، يمكنها الذهاب إلى النهائي، إذا لعب الكل وكانوا جميعا في يومهم يمكننا الذهاب إلى النهائي، ولكن المشكلة في هذه البطولة أنك يجب عليك الفوز بالمباراة الأولى.
المباراة الأولى ستكون أمام الكاميرون وإذا لم نفز سنضطر للذهاب ضد البرازيل تحت ضغط كبير لتحقيق الفوز وأمام البرازيل إذا لعبنا 10 مرات سنخسر .8
ولكن يمكننا الفوز مرتين، ويجب الانتباه أن فرصة المرتين ستأتي في هذا اليوم (الأفضل للجميع).
أين سيذهب منتخب سويسرا.. هذا أمر ستحدده المباراة الأولى أمام الكاميرون، هناك سيمكننا القول ما إذا كنا سنذهب إلى دور الـ 16 أم لا.
تنويه: تم إجراء الحوار قبل مباراة سويسرا والكاميرون، وانتهت بفوز سويسرا.
سويسرا لديها عادة في صعق المنتخبات الكبرى مثل إسبانيا في 2010، ومثل فرنسا في اليورو (2020)، هل من الممكن أن يساعد ذلك سويسرا ضد البرازيل؟
هؤلاء اللاعبون لديهم الخبرة الكافية بلعب مباريات كبيرة كل يوم سبت. معظمهم يلعبون خارج سويسرا في بطولات كبرى وفي فرق يجب عليها الفوز طوال الوقت.
لذلك الأمر لا يتعلق بالضغط بل بالمستوى، أن يكون اللاعب في أفضل أحواله وألا يكون مصابا.
من هو المنتخب الذي تعتقد أنه سيفوز بكأس العالم؟
مصر (يضحك). في النهاية هناك نفس المرشحين، فرنسا وألمانيا وإنجلترا والبرازيل والأرجنتين. هؤلاء هم المرشحين ولكني أتمنى في يوم ما أن نرى منتخبا إفريقيا يفوز بكأس العالم.
بالنسبة لمسيرتك كمدرب ما هو طموحك؟
طموحي هو تطوير اللاعبين والفرق والفوز بالمباريات أيضا. بالنسبة لي ليس لدي هدف لتحقيقه مثلما كان الوضع حين كنت لاعبا.
أنا آخذ يوما تلو الآخر وأؤدي عملي وسأرى أين يقودني ذلك، إذا سألتني أين أريد الذهاب سأود أن أعرف إلى أين أذهب في مسيرتي كمدرب، ولكن كيف سأفعلها هذا يختلف عما كان الأمر عليه حين كنت لاعبا، فحين كنت ألعب كنت أعرف أن عليَّ فعل أشياء بعينها لأجل خطوتي القادمة، ولكن كمدرب أنت تعتمد على الإدارة والمدير الرياضي ورئيس النادي وهذا ليس بتلك السهولة.