نجم ألمانيا: منذ عام كنت في الدرجة الثانية.. وهددوني بسبب ما حدث مع فالفيردي

يواجه ديفيد راوم لاعب منتخب ألمانيا ونادي لايبزج، صعوبة في تصديق ما وصلت إليه مسيرته خلال فترة قصيرة.

كتب : زكي السعيد

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 - 13:39
ديفيد راوم - ألمانيا

يواجه ديفيد راوم لاعب منتخب ألمانيا ونادي لايبزج، صعوبة في تصديق ما وصلت إليه مسيرته خلال فترة قصيرة.

راوم (24 عامًا) كان يلعب في فريق جروثر فيورث بالقسم الثاني الألماني حتى العام الماضي، وفي ظرف أشهر، بات لاعبًا أساسيًا في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم.

وحصل راوم على ركلة الجزاء التي سجلت منها ألمانيا هدفها الوحيد في شباك اليابان بالمباراة الافتتاحية للماكينات.

وأجرت صحيفة "ماركا" الإسبانية حوارًا مطولًا مع الظهير الأيسر قبل مواجهة إسبانيا المرتقبة.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف تشعر بعد ظهورك الأول في كأس العالم؟

"حسنًا، ليست النتيجة التي انتظرناها بكل صراحة. لكن لا يزال أمامنا فرصة قلب الوضع، لم نخرج من البطولة".

وعلى المستوى الشخصي، هل تجربة اللعب في كأس العالم من أفضل تجاربك؟

"إنها تجربة جنونية، تمامًا كما حدث معي في آخر 3 سنوات والتي كانت مذهلة. كنت ألعب في القسم الثاني الألماني والآن ألعب في كأس العالم. لا أستطيع القول إن الحلم يتحقق، لأني لم أكن أحلم بذلك من الأساس".

أنت أساسي في كأس العالم بعد موسم واحد كامل في الدوري الألماني.

"هذا ما أقوله. كنت في القسم الثاني وحلمي كان لعب مباراة في الدوري الألماني الممتاز. والآن ألعب في دوري أبطال أوروبا مع لايبزج، وفي كأس العالم. خضت 12 مباراة مع المنتخب، وانظر كل ما حققته خلال هذه الفترة".

وكيف حدث قفزك المفاجئ إلى المستوى العالي؟ عمرك 24 عامًا وكنت تلعب منذ فترة قصيرة في القسم الثالث والثاني.

"كنت مهاجمًا صريحًا حتى عمر التاسعة عشر، كما كنت ألعب كحناح أيمن. مضى وقت لم أكن أشارك فيه والأمور لم تسر بشكل جيد. وخلال أحد التدريبات وظّفوني كظهير أيسر لأني كنت اللاعب الأعسر المتاح الوحيد يومها. شعرت بغضب شديد! لا يرغب أي مهاجم في اللعب كمدافع، أردت تسجيل الأهداف، وأن أثبت قدرتي على اللعب في الهجوم".

"بعدما مر الغضب، بدأت أكتشف أنني أمتلك الجودة اللازمة للعب في هذا المركز. المدرب علّمني اللعب في هذا المركز، واكتشفت أنني أستطيع الهجوم أيضًا من هذا المركز، وأن الفريق يمكنه الاستفادة من عرضياتي. هكذا بدأ كل شيء. صعدت إلى القسم الثاني وبعدها وقّع معي هوفنهايم لألعب في الدوري الممتاز، وبعد عام واحد فقط ضمني لايبزج لأشارك في دوري أبطال أوروبا. هذا مذهل!".

تعرّف على كل شيء يخص ديفيد راوم عبر كرنفال في الجول.

وما رسالتك الآن لهؤلاء المدربين؟

"أشكرهم. أعتقد أن وضعي كظهير أيسر في أول مرة لم يكن منطقيًا تمامًا (يضحك). لكني تعلّمت وكانت نقطة التحوُل. قدّمت 15 تمريرة حاسمة في آخر موسمين".

وفي المنتخب تلعب منذ أقل من عام.

"نعم. لعبت 12 مباراة. تلقيت الدعوة في سبتمبر 2021 لأول مرة، كنت قد لعبت مباراتين فقط مع هوفنهايم في الدوري الألماني. هانزي فليك وثق في قدراتي وسمح لي بارتداء هذا القميص. اللعب لمنتخب بلادك هو أقصى ما يمكن تحقيقه".

كيف كانت مكالمة الاستدعاء من المدرب؟

"إنها قصة رائعة. انضممت إلى هوفنهايم قادمًا من القسم الثاني، وبعد مباراتين فقط رن هاتفي، كان ذلك قبل مران، كنت أغيّر ملابسي في غرفة خلع الملابس. لم أكن أملك رقم المدرب، ولذلك لم أجب المكالمة".

"كنت قد انتقلت إلى منزل جديد لتوي، واعتقدت أنه أحد عمال الإصلاحات يهاتفني. ثم عاد الهاتف ليرن مجددًا وتعجبت من إصرارهم على الحديث معي، وبالتالي لم أرد أيضًا، لأني كنت على وشك الدخول إلى المران وفضّلت أن أتحدث معهم في منزلي لاحقًا".

"بعدها لم يرن الهاتف، وإنما وصلتني رسالة نصية: أنا هانزي فليك. هاتفني.".

"بدأت في الارتعاش وخرجت ركضًا من غرفة خلع الملابس لأهاتفه. ظننت أنه سيخبرني أنه يتابعني. ولكن لا. قال لي إنه يشاهدني منذ عم كامل، منذ أن كنت في القسم الثاني، وأنه سيضمني بالفعل. بعدها خضت أسوأ مران في حياتي، لم أكن أصدق ما حدث".

"عند وصولي للمنزل كان الأمر جنونيًا، الكل كان سعيدًا. تخيّل أن أنضم للمنتخب بعد مباراتين فقط في الدوري الألماني! صديقتي لم تصدق الأمر، خرجنا لتناول العشاء وشربنا كأسًا من الخمر. كانت لحظة لا تُنسى".

هل حضرت عائلتك لمساندتك في قطر؟

"حضرت صديقتي فقط. أمّا البقية فسيشاهدون كأس العالم من المنزل. صديقتي هي أهم جزء في حياتي حاليًا، وهي هنا لمساندتي".

ليست مجموعة سهلة، وبدايتكم لم تكن جيدة.

هذا صحيح. كنا ندرك أنها ستكون مجموعة صعبة. كلها فرق مميزة، واليابان لديها الكثير من اللاعبين في الدوري الألماني. لقد أثبتت اليابان أنها منتخب قوي بفوزها علينا. لكن المجموعة لا تزال مفتوحة على كافة الاحتمالات".

إسبانيا تفكر بنفس الطريقة، أن المجموعة لا تزال مفتوحة على كافة الاحتمالات.

"قبل المباراة الأولى تحدثت مع داني أولمو، صديقي في النادي، أخبرته أنهم يملكون منتخبًا مميزًا. قلنا إن ربما إسبانيا وألمانيا غير مرشحتين للفوز بكأس العالم هذا العام، لكننا نمتلك القدرات ويجب الحذر مننا. إسبانيا تمتلك لاعبين رائعين، خصوصًا داني الذي يعد لاعبًا مذهلًا. أحترم إسبانيا كثيرًا وأعتقد أنها ستكون مباراة كبيرة".

هل تجمعك علاقة مميزة بـ داني أولمو؟

"نعم، نتفاهم بشكل جيد. للأسف كان مصابًا في بداية الموسم، لكنه عاد للملاعب. إنه شخص رائع خارج الملعب وأعشق اللعب معه. سأطلب قميصه مباشرةً بعد المباراة".

كلاكما كان أساسيًا في المباراة الأولى، وبالتأكيد ستتواجهان على نفس الجهة في لحظة ما. هل ستقوم بركله؟

"أحب اللعب أمام أفضل اللاعبين وخصوصًا داني الذي أعرف خدعه. لكني لن أتحدث كثيرًا حتى لا أبدو أحمقًا لاحقًا (يضحك). في الملعب ليس هناك أصدقاء، لكني سأعانقه بعد ذلك".

هل النجوم الأربعة على قميص ألمانيا تضع حملًا كبيرًا على اللاعبين؟

"اللعب لـ ألمانيا يعد مسؤولية كبيرة بسبب تاريخها الكبير وبسبب اللاعبين الذين تمتلكهم. لكن الضغط جزء من كرة القدم وأنا أحبه. أتدرب بقوة لأكون مستعدًا للتحديات".

تلعب مع أساطير مثل مانويل نوير وماريو جوتسه وإلكاي جوندوجان وتوماس مولر...

"إنهم أبطال عالم، من الشرف لي مجاورتهم. أتذكّر أول يوم لي في معسكر المنتخب، كان مذهلًا، لأني جئت من الدرجة الثانية ولم أكن قد رأيت هؤلاء اللاعبين أبدًا عن كثب. كانوا لاعبين لم أكن قد واجهتهم قط. فقط كنت أعرف عبر التلفاز، ولذلك تخيّل الشرف الكبير! الآن نمتلك أيضًا معنا بطل مونديال البرازيل: جوتسه".

أين كنت يوم الفوز 7-1 على البرازيل؟

"شاهدت المباراة مع أصدقائي في المنزل. كان مذهلًا رؤية مشجعي البرازيل يبكون، لم يصدّق أحد ذلك، كانت مباراة تاريخية".

يجب أن أسالك بخصوص موضوع جدلي: ماذا حدث مع فيدي فالفيردي في سانتياجو برنابيو؟

"يُسعدني أن توجّه إليّ هذا السؤال لأنه شيء أردت توضيحه بعد الكثير الذي قيل في هذا الشأن، خصوصًا في إسبانيا. ما قيل كان خاطئًا. أنا لاعب يمتلك الكثير من الشغف في الملعب، وفي الشوط الأول أوقفت كرة عرضية من كروس وأرسلتها إلى ركلة ركنية، كنت بالقرب من مشجعي فريقنا، وما فعلته كان رفع ذراعي للاحتفال بهذا الإبعاد معهم. لكن المشكلة أن فيدي كان يمر في تلك اللحظة من هناك، واعتقد أنني كنت أقصده هو بهذه الإشارة"

"أحترم فيدي إلى أقصى حد، إنه أحد أكثر اللاعبين الذين نضجوا ومن أفضل لاعبي ريال مدريد والدوري الإسباني حاليًا. لم أقلل احترامه أو احترام ريال مدريد. كانت مباراتي الأولى في برنابيو، إنه ملعب رائع وأعشقه للغاية".

"المشكلة أنه بعد ذلك، أنا وصديقتي تلقينا تهديدات في مواقع التواصل الاجتماعي. كان الأمر سيئًا. وفي نفس المباراة هو احتفل بالهدف أمامي وقد تقبلت ذلك. لكني لم أفعل له شيئًا. لم يكن خطأي، كنت مواجهًا لجماهيرنا ولم أكن أقصده هو. لكن الأمر انتهى. لو قابلته في هذا المونديال سأصافحه بكل سرور. آمل أن تكون الأمور واضحة. أنا لاعب حماسي لكني أتحلى أيضًا بالاحترام. آمل أن أتمكّن من الذهاب إلى مدريد وإسبانيا دون مشاكل (يضحك)".

هل طلبت مساعدة روديجير لتوضيح الأمور مع فيدي؟

"لم أتحدث مع فيدي، لكني أخبرت روديجير بما حدث. لا أعلم إن كان قد نقل له ذلك. أتفهم رد فعل فيدي، لأنه لاعب حماسي جدًا أيضًا، لكني لم أقصد أبدًا استفزازه".

فيدي فتى مميز.

"يسعدني سماع ذلك، لأن أوروجواي ثار جنونها بسبب هذا الموقف. لكن الأمر انتهى لحسن الحظ، أحترم فيدي للغاية".

ربما في المستقبل ستلعب في ريال مدريد بالنظر لتطورك حاليًا.

"سيكون حلمًا. لا أغلق أي باب. أنا سعيد في لايبزج، لكن ريال مدريد نادٍ من الجنون اللعب له".

هل تتمنى لعب مباراة معينة في كأس العالم؟

"لعب المونديال هو حلم في حد ذاته، ومباراتنا المقبلة ضد إسبانيا أحد أقوى المنتخبات. أحب اللعب أمام أفضل الفرق، وإسبانيا من ضمن الأفضل. أحترم البلد والمنتخب الذي يمتلك لاعبين مميزين".

وما الأجواء داخل منتخب ألمانيا الآن؟

"الأجواء مميزة. نبعد 100 كيلومتر عن الدوحة ولدينا الكثير من الأشياء لنفعلها. نمارس ألعاب الفيديو، نشاهد الأفلام في السينما سويًا. الأجواء مميزة ونحن أصدقاء خارج الملعب. يجب أن ترى مبارايت ألعاب الفيديو التي نخوضها في المساء، هناك الكثير من الصراخ الذي يمكن سماعه في الفندق بأكمله".

أرى أن الأوشام أيضًا تعجبك للغاية.

"نعم، جدًا".

وما هو وشمك الأول؟

"حصلت على أول وشم لي في السادسة عشر من عمري في كاحلي، وضعت صليبين لحماية قدمي، لأني أحتاجها للعب كرة القدم. أستغل الصيف دومًا للحصول على أوشام جديدة، أعشقها وسأواصل الحصول عليها".

وما هو الوشم الأقرب إلى قلبك؟

"إنه الوشم الموجود على صدري وأُظهره عندما أسجل هدفًا. يقول "عيش الحلم". آخر عامين كانا جنونًا ولهذا وضعت هذا الوشم، لأني أعيش حلمًا".