كتب : FilGoal
وصيف دوري أبطال أوروبا مع باير ليفركوزن وكأس العالم 2022 مع منتخب ألمانيا وصاحب المركز الثالث في مونديال 2006 إنه بيرند شنايدر.
في حواره مع FilGoal.com تحدث شنايدر عن ذكرياته في كأس العالم وهدف زين الدين زيدان التاريخي مع ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال بالإضافة لرأيه في هاني رمزي ومحمد زيدان وأخيرا توقعاته للمونديال المقبل.
** دعنا نتحدث عن مباراة السعودية والفوز بالثمانية، مثل هذه النتائج غير التقليدية في كرة القدم نراها عادة من الألمان، هل هي عقلية النهم والرغبة في المزيد؟
في البداية، يجب القول إننا لم نكن نعرف أنفسنا جيدًا في 2002 أو أين سيصل بنا مستوانا، عرفنا أنه يتوجب علينا الفوز أمام السعودية، لكن مستوانا فاجأنا.
كنا في مستوى جيد وأردنا تقديم كل شيء خصوصًا في كأس العالم، ولا يمكنك التوقف بعد 3-0، ولهذا كانت مباراة عظيمة بالنسبة لنا، لكن ربما ليست عظيمة للغاية لهم.
بعد المباراة حضر لاعبو السعودية لالتقاط الصور معنا، ولذا لا أعتقد أن النتيجة كانت بهذا السوء حقًا بالنسبة لهم.
** أوليفر كان حارس المرمى كان أفضل لاعب في مونديال 2002، وكان سببا رئيسيا في وصول ألمانيا للنهائي، هل صدمك الخطأ الذي ارتكبه أمام رونالدو؟
أنت قلتها بنفسك: لولا أوليفر كان لما وصلنا أبدًا للنهائي، كنا سنحظى جميعًا بإجازة صيفية أطول، في رأيي لم يكن خطأ كبيرًا من كان.
المشكلة أنه كان عظيمًا دائمًا حتى عندما نلعب بشكل سيئ، وفي النهائي لعبنا بأفضل مستوى لنا، لكن لسوء الحظ خسرنا المباراة، وهذا ما أحبطنا أمام منتخب برازيلي عظيم ضم في صفوفه لاعبين كبار مثل رونالدو، رونالدينيو، لوسيو كان هناك أيضًا روبيرتو كارلوس، والعديد من اللاعبين، لكننا لعبنا جيدًا رغم ذلك، والخسارة كانت مؤلمة جدًا لنا.
** لاعبون قلائل جدا حملوا شارة قيادة منتخب بلادهم في افتتاح كأس العالم، صف لنا هذا الشعور.
من الصعب للغاية وصف هذا الشعور بكلمات، لكنها بالطبع لحظة لا تُنسى أبدًا.
إقامة كأس العالم في بلدك هو شيء نادر جدًا، وأن تستطيع المشاركة فيه كلاعب هو أكبر إنجاز يمكن أن تعيشه، وفوق ذلك أن تكون القائد، فهذا أمر عظيم، أنا لن أنسى ذلك أبدًا، ستكون ذكرى سعيدة دائمًا، كانت تجربة مذهلة.
كنت القائد في مباراة الافتتاح التي شاهدها 1,5 مليار أو 2 مليار شخص، استطعت قيادة الفريق في أرض الملعب، لحسن الحظ استطعنا الفوز على كوستاريكا 4-2، هذا جعل التجربة مثالية بالنسبة لي.
** ألمانيا لا تمتلك أبدا نجما بارزا عن بقية زملائه، رأينا هذا في 2002 و2006 وحتى في التتويج عام 2014، بماذا تفسر ذلك؟
أعتقد أن هذا هو الحال دائمًا في الفرق الكبرى، أن تلعب بشكل جماعي، الفرق تفوز معًا وتخسر معًا، النجاحات والإخفاقات نواجهها كفريق، وكل لاعب في الفريق مهم.
في رأيي سيتكرر هذا الوضع مجددًا في قطر، الألمان يلعبون دائمًا بشغف وعقلية قوية وجاهزية، لكن في رأيي فإن المنتخب الآن يمتلك لاعبين أفضل على المستوى المهارى والخططي، نمتلك لاعبين عظماء في منتخبنا، لا يمكن أن نقارن أنفسنا برونالدو وميسي ونيمار، ولكن الوضع نفسه دائمًا.
فرنسا مثلًا لا تمتلك نجمًا أوحد رغم وجود مبابي معهم، لا يمكنك مقارنة المنتخبات الأوروبية بنظيرتها في أمريكا الجنوبية التي تمتلك عادةً لاعبًا نجمًا مذهلًا بين صفوفها.
** ما هي الذكرى المفضلة لك في كأس العالم خلال طفولتك؟ وما هي الذكرى المفضلة لك في كأس العالم كلاعب؟
بالنسبة لي الذكرى الأكبر كانت 1978 مع الأرجنتين، ثم 1982 مع مارادونا، لقد فوجئت وتلقيت الإلهام أمام التلفاز، لأن مارادونا كان قدوتي.
ترعرعت في ألمانيا الشرقية، كانت تدعى وقتها جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وما علق في ذهني أكثر من أي شيء كطفل هو أنهم لم يستسلموا أبدًا وظلوا مرفوعي الرأس دومًا.
لكني شاهدت بعض المنتخبات الأخرى أيضًا وكنت سعيدًا لأجلهم وأتمنى لهم التوفيق، أمّا فيما يخص فترتي كلاعب، فأقرب ذكرى إلى قلبي هي مباراة السعودية.
** خسارة نهائي دوري الأبطال ونهائي كأس العالم في خلال شهر ونصف تقريبا هل هي أقسى ما يمكن أن يتعرض له لاعب كرة قدم؟
أنت ذكرت بطولتين فقط، لكن للأسف فليفركوزن في هذا الموسم خسر نهائي الكأس وأنهى الدوري في المركز الثاني، وبالتالي فإني حللت ثانيًا في 4 بطولات، والوصيف هو الخاسر الأول، ولذا لا يمكن أن تكون سعيدًا أبدًا.
كنا محبطين، لكن الوصول لنهائي دوري الأبطال كان شرفًا رغم ذلك، لا أعتقد أن هناك أي أحد في ألمانيا اعتقد أننا قادرين على الوصول للنهائي، ربما دور الـ 16 أو حتى ربع النهائي، لكن انتهى بنا المطاف في المباراة النهائية.
لا أستطيع القول إنه كان نجاحًا، أتمنى لو استطعنا الفوز باللقب، لكنها كانت مسيرة رائعة مع ليفركوزن.
وفي النهائي أمام البرازيل كنا غير محظوظين، أوليفر نويفل سدد كرة ارتدت من العارضة، كان يمكن أن تدخل تلك الكرة
وفي نهائي دوري الأبطال امتلك ريال مدريد تشكيلة هائلة، فيجو، زيدان، وكاسياس الذي دخل مع الفريق، تحتاج إلى الحظ في مثل هذه المباريات، وهذا ما افتقدناه.
لكن مجرد الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم في العام نفسه هو أمر لا يستطيع الكثيرون القول إنهم حققوه .
** كيف بدا هدف زين الدين زيدان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 من الملعب؟
بصراحة خلال المباراة كنت أفكر فقط في أننا تأخرنا بالنتيجة، لكن اليوم عندما أعود لمشاهدة ذلك الهدف، فإني أراه مذهلًا، وبصراحة زيدان كان الوحيد وقتها القادر على تسجيله.
لقد كان زيدان قدوتي، كان لاعبًا رائعًا قام بأمور مذهلة وتمتع بمهارة كبيرة، لأجل إطلاق تسديدة مماثلة يجب أن تمتلك قدرات خاصة للغاية، لكن لحظة الهدف في الملعب شعرت بالغضب لأننا تأخرنا في النتيجة.
بالطبع لو كنت في المدرجات لوقفت وصفقت، لكن كلاعب كنا متأخرين 2-1 وهذا أثار غضبي.
** نحن المصريون امتلكنا لاعبًا واحدًا في نهائي دوري أبطال أوروبا: محمد صلاح، لكن أنت واجهت العديد من اللاعبين المصريين في الدوري الألماني، أبرزهم هاني رمزي ومحمد عمارة، كيف تتذكر هذه المواجهات؟
أتذكر رمزي، لعب في كايزرسلاوترن وفيردر بريمن على ما أتذكر، كان لاعبًا كبيرًا وذكيًا ويتمتع بالمهارة، كان ودودًا للغاية وأراد الفوز دائمًا وتقديم أفضل ما لديه لفريقه.
أتذكر محمد زيدان أيضًا، كان مصريًا، أليس كذلك؟ أتذكر أنه كان لاعبًا سريعًا يجيد تسجيل الأهداف، بالنسبة لي تلك كانت صفات اللاعب الإفريقي، يتمتع بالمهارة والقوة والسرعة في آن واحد.
** أخبرنا عن لحظة عودتك من الإصابة يوم 16 مايو عام 2009 في مواجهة بوروسيا مونشنجلادباخ، كيف شعرت في تلك اللحظة؟
كان شعورًا عظيمًا لأني كنت غائبًا قبلها لفترة طويلة، أتذكر أننا كنا نواجه مونشنجلادباخ على أرضه ومتقدمين 4-0، وعندما دخلت، حتى جماهير جلادباخ صفقت لي، هذا جعلني أشعر بالعظمة، وجعل قيمة من غيابي الطويل، تلقيت التصفيق من كل شخص في الملعب.
وأتذكر أنني قدّمت تمريرة الهدف الخامس الحاسمة، لم أعرف أنني سأعتزل وقتها بسبب الإصابة، ولكن تذكرها بصفتها مباراتي الأخيرة يحزنني الآن، بالاعتزال بسبب الإصابة ليس جميلًا أبدًا.
** لقد كنت لاعبًا رائعًا ومميزًا، أخبرنا عن الفرص القريبة التي كانت لديك للانضمام إلى الأندية الكبرى في إسبانيا أو إنجلترا خاصة عندما كنت قريبًا من تلقي عرض من نادي برشلونة عقب موسم 2002.
نعم، كان هناك بعض الفرق التي أبدت اهتمامها، لكن الأمر لم يكن جديًا أبدًا، برشلونة تحديدًا قدّم عرضين الفارق بينهما كان عامًا، لكن للأسف فوقتها فقد ليفركوزن العديد من اللاعبين، وأنا لم أرغب في مغادرة الفريق أيضًا حتى لا يكونوا في وضع سيئ.
الصفقة لم تكتمل حتى بعد عام، كنت سأحب اللعب لبرشلونة طبعًا، لكنها لم تتم للأسف.
أعتقد أن بالاك غادر، وكذلك لوسيو انتقل إلى بايرن ميونيخ
** ما هو اللقب المفضل لك البرازيلي الأبيض أم شنيكس (الماهر في المراوغة)؟ ولماذا؟
أصدقائي لقبوني دائمًا بـ شنيكس عندما كنت طفلًا بسبب طريقة مراوغتي بالكرة، وشنايدر في اللغة الألمانية تعني "الخياط"، والخياطون دائمًا يخيطون من اليسار إلى اليمين، وهذا كان أصل التسمية بـ شنيكس (يقص).
أمّا البرازيلي الأبيض فهو لقب أطلقه عليّ معلّق نهائي كأس العالم 2002، قال عليّ البرازيلي الأبيض، زاملت العديد من اللاعبين البرازيليين في ليفركوزن وهذا مكنني من تقليد بعض من مهاراتهم من فترة لأخرى، كان ذلك جميلًا.
** يتم تلقيبك بـ "البرازيلي الأبيض"، هل تفضل لعب الكرة على الطريقة البرازيلية أم الألمانية؟
كوني مولودًا في ألمانيا، فأنا أحب الطريقة الألمانية، ولكن الطريقة البرازيلية في المراوغة والاستعراض تنتمي إلى كرة القدم أيضًا.
** كنت أكثر من صنع الأهداف في دوري أبطال أوروبا 2002، ما هو أجمل هدف قمت بصناعته في مسيرتك وفي تلك النسخة من دوري أبطال أوروبا؟
سأختار الهدف في نهائي دوري أبطال أوروبا عندما قابل لوسيو عرضيتي إلى هدف، للأسف هذا الهدف لم يكن كافيًا
وأمام مانشستر يونايتد مررت هدفًا إلى أوليفر نويفل، إنها ذكرى جميلة أيضًا.
في ذلك العام سجلت هدفًا في ملعبنا أمام فنربخشة، كان هدف الشهر، كانت كرة قادمة من الجهة اليسرى نحو اليمنى وقد سددتها مباشرة في مقص المرمى، لن أنسى ذلك الهدف أيضًا أبدًا، جاء في نفس الموسم، أنا لم أكن أعرف أنني أكثر من صنعت أهدافًا وقتها أصلًا، سأتذكر ذلك.
** هل حدث موقف طريف من قبل بسبب تشابه الأسماء بينك وبين سائق السباقات بيرند شنايدر أو المدرب بيرند شوستر؟
نعم بالطبع، حدث خلط دائم بيننا، الصحفيون نادوني بـ بيرند شوستر أيضًا في السابق، لكن لا بأس، هذا لا يضايقني كثيرًا.
** لقد كُرمت بورقة الغار الفضية، أعلى وسام في ألمانيا للإنجازات الرياضية، كيف تشعر تجاه هذا التكريم؟
هذا ليس تكريمًا يحصل عليه الناس يوميًا، إنه لشرف عظيم أن أتلقى هذا التكريم، أشعر بفخر كبير، خصوصًا مع استلامها في برلين وأن يتولى رئيس ألمانيا تكريمي شخصيًا.
** من سيصل لنهائي كأس العالم 2022؟
سيكون من الرائع لو وصلت ألمانيا إلى النهائي، ربما البرازيل أو ألمانيا أو فرنسا التي تمتلك فريقًا قويًا، لكني أملك أملًا كبيرًا في رؤية ألمانيا في النهائي.
** ماذا عنك؟
سنرى، أود رؤية ألمانيا في النهائي أيضًا بالطبع، شكرًا جزيلًا، ونأمل أن تستمتع بكأس العالم.
** هل أتيت إلى مصر من قبل؟
لقد جئت إلى القاهرة من قبل، وقمت برحلة نيلية حتى الأقصر وأسوان، درجة الحرارة في الأقصر وأسوان مرتفعة الآن، 10 درجات أعلى من القاهرة، ولهذا الإجازة هناك في الشتاء ستكون مثالية، نعم، لقد زرتها في الشتاء، وتواجدت في القاهرة لمدة 3 أيام ورأيت الأهرامات.
** وما رأيك في الأهرامات؟
كانت رائعة، في نفس روعة قيادة منتخب بلادك بالمباراة الافتتاحية لكأس العالم.
لمشاهدة الحوار كاملا