كتب : رامي جمال
قبل أن تسبني وتتهمني بالعنصرية أنا أؤمن أنه لا يوجد أي فارق بين الجميع، كلنا إنسان بصوت الفنانة سميرة سعيد.
ولكن عنوان ذلك التقرير جاء من وسائل إعلام فرنسية ومن الفيلسوف الفرنسي آلان فينكلكروت.
لأكون أكثر دقة، "أسود أبيض عربي" هو وصف أطلقته وسائل الإعلام الفرنسية على منتخب فرنسا المتوج بكأس العالم 1998، وبعضهم أطلقه على المنتخب المتوج بالمونديال في 2018.
أما "أسود أسود أسود" أُطلق على المنتخب الفرنسي في عام 2005.
وهنا تكمن مشكلة فرنسا.. الانقسام العرقي.
لنبدأ.
كأس العالم 2018
في 15 يوليو 2018 توج منتخب فرنسا بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه.
في اليوم التالي خرج الجنوب إفريقي والذي يعمل كمقدم برنامج كوميدي في أمريكا تريفور نواه ليقول ساخرا في برنامجه: "إفريقيا توجت بكأس العالم".
وأضاف "لقد فهمت الأمر، عليهم أن يقولوا إنه المنتخب الفرنسي، لكن انظر إلى هؤلاء اللاعبين، يا أصدقائي أنتم لا تحصلون على هذه السمرة من خلال التنزه في جنوب فرنسا".
تلك الجمل لم تمر مرور الكرام على السفير الفرنسي في أمريكا آنذاك جيرار أرو الذي رد بعنف على نواه من خلال خطاب رسمي مرسل من السفارة وسوف أختصره وقال: "21 من أصل 23 لاعبا ولدوا في فرنسا وكبروا وتعلموا ومارسوا كرة القدم في فرنسا، هم مواطنين فرنسيين وفخورون ببلدهم".
وأضاف "إن التنوع في خلفيات هؤلاء اللاعبين يعكس مدى تنوع فرنسا، على عكس أمريكا لا تشير فرنسا لمواطنيها على أساس العرق أو الدين أو الأصل، بالنسبة لنا لا توجد هوية مترابطة الجذور هي حقيقة فردية".
وأردف السفير الفرنسي في خطابه "من خلال وصفهم بأنهم فريق إفريقي فيبدو أنك تنكر فرنسيتهم".
خطاب سفارة فرنسا إلى تريفور نواه
وبعد رد تريفور نواه ودفاعه عن نفسه غرد السفير عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "لم يشر إلى هوية مزدوجة، لقد قال هم أفارقة لم يتمكنوا من الحصول على هذا الاسمرار في جنوب فرنسا أي لا يمكن أن يكونوا فرنسيين لأنهم سود، هذه حجة المتعصبين لأصحاب البشرة البيضاء".
تغريدة السفير الفرنسي ردا على تريفور
حتى أن أحد الحسابات الرياضية عبر "تويتر" نشر صورة بها الجنسيات الأصلية لكل لاعبي فرنسا، لكن رد بنجامين ميندي عليهم بوضع علم فرنسا بجوار اسم كل لاعب ليؤكد فرنسيتهم.
كل ما قد قيل هنا يشير للتنوع الكبير الذي يتواجد في داخل المجتمع الفرنسي، تنوع دائما ما يلاقي بظلاله الإيجابية والسلبية على المنتخب في كل كأس عالم سواء انتهى بالنجاح أو بالفشل.
العودة إلى 1998
في عام 1998 عرفت فرنسا أخيرا التتويج بكأس العالم 1998 للمرة الأولى في التاريخ ولا يوجد أفضل من الفوز على البرازيل بقيادة الظاهرة رونالدو في النهائي.
بعدها أُطلق على المنتخب "أسود أبيض عربي" في إشارة إلى التنوع العرقي المختلف داخل المنتخب الفرنسي وفي إشارة لعلم فرنسا المنقسم إلى أزرق أبيض أحمر.
لكن قبل المونديال وبعده ظلت تصريحات رئيس الحزب اليميني المتطرف في فرنسا جان ماري لوبان التي قالها في عام 1996 تلقي بظلالها إذ قال: "إنه لأمر مصطنع بعض الشيء لجلب لاعبين من الخارج وتسميته بالفريق الفرنسي".
وعلقت عليه الصحفية الفرنسية وصانعة الأفلام رقية ديالو في مقال لها عبر صحيفة "واشنطون بوست" الأمريكية في عام 2018 قائلة: "عقله لم يكن قادرا على ترسيخ هؤلاء اللاعبين الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا على أنهم فرنسيون حقا".
وبعدها قالت: "في السنوات الأخيرة تم انتقاد العديد لعدم الغناء أثناء عزف النشيد الوطني رغم أن الأمر حدث من ميشيل بلاتيني وإريك كانتونا لكن حينما قام لاعب من أصل إفريقي بالأمر ذاته فيتم تفسيره بطريقة مختلفة تماما".
وتابعت "من الآن فصاعدا تتوقع فرنسا أن يتصرف ويعبر لاعبوها صراحة عن حبهم لفرنسا واحترامهم للعلم والمؤسسات، بعض اللاعبين في كل حوار صحفي يقولون: تحيا فرنسا، كما لو أن تلك الجملة ستساهم في قبولك كلاعب فرنسي جيد".
وأتمت "لم ينتخب أي شخص اللاعبين لتمثيل فرنسا، فلماذا نتوقع منهم أن يعبروا عن أنفسهم كسياسيين؟ آمل أن يصبح جميع لاعبينا يوما ما فرنسيين وألا يُنظر إلى أي جزء من أسلافهم على أنه يتعارض مع كونهم فرنسيين".
زين الدين زيدان نجم فرنسا التاريخي تحدث عقب التتويج بالمونديال في 1998 قائلا: "الأمر لم يتعلق بالدين أو لون جلدك، لم نهتم بأي شيء، كنا فقط مع بعضنا البعض واستمتعنا باللحظة".
لكن على عكس تصريحات زيدان تجري اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان مدى حدة العنصرية في فرنسا وفي عامي 1999 و2000 أصبح الفرنسيون أكثر عنصرية.
ففي 1999 كان هناك استطلاع حول سؤال "هل هناك عدد كبير من اللاعبين من أصول أجنبية في المنتخب الفرنسي؟" أجاب 36% من المصوتين بنعم.
لحظة أخرى.. اعذروني
في عام 2005 حدثت مشكلة في إحدى الضواحي الفرنسية واحدة ممن يعيش فيها المهاجرين وصف نيكولا ساركوزي وزير الداخلية آنذاك مسببي المشكلة بـ"الحثالة".
ليأتي رد ليليان تورام أحد المتوجين بكأس العالم 1998 قائلا: "أنا أيضا نشأت في الضواحي هو أيضا وصفني بالحثالة لكنني لست حثالة، ما أردته هو العمل، ربما لم يفهم ساركوزي هذه الدقة".
ومع أزمة فرنسا في عام 2010 في كأس العالم بين المدير الفني ريموند دومينيك ونيكولاس أنيلكا وباتريس إيفرا وصف الفيلسوف الفرنسي آلان فينكلكروت الفريق ككل بـ"مجموعة من اللصوص بأخلاق عصابات المافيا".
وطالب "علينا بإعادة تشكيل الفريق وعدم اختيار السفاحين المتغطرسين وغير الأذكياء".
كل تلك الانقسامات كانت كبيرة في حد ذاتها، لكن ما حدث في 2011 كان أكثر ضخامة مما سبق ذكره.
إذ كشف تحقيق استقصائي لموقع "ميديا بارت" الفرنسي عن انتهاج اتحاد الكرة لخطة لتقليل عدد اللاعبين الأفارقة والعرب في منتخبات فرنسا.
وأشير لجملة ذكرها مدرب فرنسا في ذلك الوقت والمتوج بمونديال 1998 لوران بلان الذي أيد فكرة عدم وجود لاعبين أفارقة في المنتخب الأول، لكنه نفى ذلك علنا.
وجاءت تلك الخطة من الاتحاد الفرنسي بحسب التسريبات لتقليل عدد اللاعبين الأفارقة والعرب بـ30% لسببين، أولهما هو تغيير أسلوب لعب المنتخبات الوطنية الفرنسية بعيدا عن التركيز على اللاعبين ذوي القامة الطويلة والقوية والسريعة نحو تفضيل أولئك الذين يتمتعون بتقنية كرة أفضل.
ويرى محللو تلك الخطة أن هذا يعكس الصور النمطية العنصرية التي تجعل السود والعرب أكبر وأقوى وأسرع من اللاعبين البيض الأكثر انضباطا وعقلا.
أما السبب الثاني فهو أن فرنسا كانت تنفق الكثير من الأموال على اللاعبين في مختلف الفئات السنية وبعد ذلك يذهبون لتمثيل بلاد أخرى.
هذا ليس مدهشا إذ أن فيديو لموقع "فوكس" الأمريكي ذكر أنه في كأس العالم 2018 كان لفرنسا تمثيلا من خلال 50 لاعبا أكثر من أي بلد آخر مشارك في المونديال.
كل ذلك بالتأكيد لم يمر مرور الكرام مثلما لم يمر تصريح كريم بنزيمة بأن استبعاده من المنتخب الفرنسي سابقا ليس بسبب أزمته مع ماثيو فالبوينا بل لأسباب عنصرية وهو ما يؤمن به زميله ولاعب المنتخب السابق سمير نصري.
والآن وقبل انطلاق كأس العالم 2022 يأمل منتخب فرنسا في تلافي كل ذلك، والاستمتاع فقط باللحظة مثلما قال زيدان في 1988 من أجل تحقيق اللقب للمرة الثالثة في تاريخه والثانية له على التوالي.
لكن في الناحية الأخرى إن أصابت لعنة كأس العالم منذ بداية الألفية المنتخبات المتوجة وودعت فرنسا المونديال من الدور الأول، فالتصريحات حول هوية المنتخب ستطفو بقوة مجددا على السطح لتدخل فرنسا في نفق مظلم جديد.
ففي أوقات الانتصار من السهل التغلب على التصريحات الشاذة، لكن وقت الهزيمة فالعديد من الناس قد يتقبل أي شيء.
طريق سهل إلى قطر
وقع منتخب فرنسا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم في المجموعة الرابعة بجوار كل من أوكرانيا وفنلند والبوسنة والهرسك وكازاخستان.
خمسة انتصارات وثلاثة تعادلات رغم البداية بتعادل ضد أوكرانيا لكن كل ذلك آمن الصدارة مبكرا للديوك حاملي اللقب.
وضمن منتخب فرنسا تأهله إلى المونديال في الجولة قبل الأخيرة واحتفل بقطع تذكرة السفر إلى قطر بثمانية أهداف في شباك كازاخستان.
سجل المنتخب الفرنسي 18 هدفا واستقبل ثلاثة فقط ليكون صاحب أقوى خط دفاع في التصفيات في القارة العجوز.
وكان أنطوان جريزمان هو هداف التصفيات من المنتخب الفرنسي بتسجيله لستة أهداف.
من العظماء الثمانية
منتخب فرنسا هو أحد العظماء الثمانية الذين توجوا بكأس العالم في التاريخ مع البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين وأوروجواي وإسبانيا وإنجلترا.
توج منتخب فرنسا باللقب مرتين في 1998 و2018 وخسر نهائي وحيد كان في 2006 بركلات الترجيح.
ويعد منتخب فرنسا ثالث أكثر المتوجين باللقب الأغلى والأعرق في العالم بعد البرازيل (5 ألقاب) وألمانيا وإيطاليا (4 ألقاب لكل منهما)، ويتساوى الديوك في عدد الفوز بالبطولة مع الأرجنتين وأوروجواي.
منتخب فرنسا كان أحد المنتخبات الأوروبية الأربعة الذين شاركوا في النسخة الأولى في المونديال في 1930 رفقة كل من يوغوسلافيا ورومانيا وبلجيكا، لكنه ودع البطولة من دور المجموعات بعدما حقق انتصار وحيد كان على حساب المكسيك.
وشارك في نسختي 1934 و1938 التي استضافها ولكنه ودع المسابقة من ربع النهائي على يد إيطاليا حامل اللقب فيما بعد.
وغاب منتخب فرنسا عن نسخ 1962 و1970 و1974 و1990 و1994.
وإجمالا شارك الديوك في المونديال باحتساب النسخة المقبلة 16 مرة وخاض 66 مباراة فاز في 34 وتعادل في 13 وهُزم في 19.
وسجل منتخب فرنسا 120 هدفا في البطولة واستقبل 77 آخرين.
سر اللقب.. الزُرق
بالتأكيد خمنت سر لقب منتخب فرنسا؟ والاسم الرسمي هو الزُرق في إشارة لارتدائهم القميص الأزرق.
على عكس اشتهار المنتخب الفرنسي في الوطن العربي بالتحديد بلقب الديوك.
أما الديوك فهو شعار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لكن لماذا وُجد الديك من الأساس ولما تعتز به فرنسا؟
يقال إنه في عصر ما قبل الميلاد أن الديك كان يعتبر رمزا دينيا في بلاد الغال التي حكمها الرومان والتي تقع في غرب أوروبيا والتي انبثقت منها فرنسا.
ويشار أيضا إلى أن أعداء فرنسا من الأوروبيين كانوا يستخدموا الديك للسخرية منهم ولكن الفرنسيين اتخذوه رمزا للعناد وعدم الاستسلام.
ويقال كذلك أن الديك يرمز للفجر الجديد والنور وانتصار الخير على الشر.
وتم رؤية الديك يُطبع على العملات الذهبية بداية من عام 1899 واليوم يُستخدم كشعار ليس فقط للاتحاد الفرنسي لكرة القدم بل هناك الاتحاد الفرنسي للرجبي، والعديد من الشركات مثل "لو كوك سبورتيف" للملابس الرياضية "ولو باثي" للإنتاج السنيمائي.
ديديه ديشامب.. من العظماء الثلاثة
قليلون من هم استطاعوا التتويج بكأس العالم، لكن ما رأيك لو قلت لك إنك ستفوز به كلاعب وكمدرب؟ إنجاز استثنائي ويخلد اسمك في التاريخ بالطبع، أليس كذلك؟
هذا هو ديديه ديشامب مدرب فرنسا.
المدير الفرنسي هو واحد بين ثلاثة فقط في العالم الذين استطاعوا وضع أيديهم على أغلى الكؤوس كلاعب وكمدرب بعد البرازيلي زاجالو كلاعب في 1958 و1962 ومدرب 1962، والألماني فرانز بيكنباور كلاعب في 1974 وكمدرب في 1990.
لكن ديشامب وبيكنباور يختلفان عن زاجالو فهما كانا قائدين لمنتخبي فرنسا وألمانيا وقت التتويج بالكأس.
في الحقيقة فإن ديشامب هو أحد كذلك اللاعبين الذين جمعوا بين لقبي كأس العالم ويورو حينما توج بالأخيرة كلاعب في عام 2000.
الرجل صاحب الـ54 عاما بدأ مسيرته التدريبية في 2005 بعد أربع سنوات من اعتزاله.
درب موناكو ويوفنتوس ومارسيليا إلى أن حط الرحال في منتخب فرنسا في عام 2012.
وجاء توليه المهمة خلفا لزميله لوران بلان الذي فشل في يورو 2012 حينما ودع المسابقة أمام إسبانيا حامل اللقب فيما بعد من ربع النهائي.
وبدأ ديشامب إعادة مهمة بناء فرنسا.
في مونديال 2014 بلغ ربع النهائي ولكنه خسر بصعوبة أمام ألمانيا بهدف دون رد والتي توجت باللقب فيما بعد.
لكن بدا أن شيئا ما يحدث في فرنسا وسط الاعتماد على العديد من اللاعبين الشباب آنذاك مثل رافائيل فاران (21 عاما) وأنطوان جريزمان (23 عاما) ولوكاس ديني (20 عاما) وبول بوجبا (20 عاما).
وفي يورو 2016 تأهل للنهائي في البطولة التي أقيمت على أرضه لكنه خسر في الوقت الإضافي أمام البرتغال بفضل قذيفة إيدير.
لكن في كأس العالم 2018 ظهر منتخب فرنسا أكثر قوة وإقناعا وتصدر المجموعة على حساب الدنمارك وأستراليا، منافسيه في المونديال المقبل، وبيرو تم استبدالها بتونس في النسخة القطرية من كأس العالم.
وتغلب الديوك على الأرجنتين في مباراة مثيرة بأربعة أهداف لثلاثة في دور الـ16 ثم أوروجواي بسهولة وبلجيكا بقوة رغم الفوز بهدف دون رد، وكرواتيا في النهائي دون عناء وبأربعة أهداف لهدفين.
لكن الصاعقة التي وقعت على ديشامب كانت في يورو 2020 بعدما ودع المسابقة من دور الـ16 على يد سويسرا بركلات الترجيح رغم التقدم في النتيجة بثلاثة أهداف لهدف حتى الدقيقة 75.
لكن استمر ديشامب في منصبه وجدد الاتحاد الفرنسي ثقته فيه.
وخاض ديشامب مع فرنسا 132 مباراة كمدرب فاز في 84 وتعادل في 26 وهُزم في 22، وسجل الديوك تحت قيادته 267 هدفا واستقبلوا 116 آخرين.
وخلال رحلته مع فرنسا عانى ديشامب من أزمة كبرى باستبعاده لكريم بنزيمة على خلفية أزمته القانونية مع زميله ماثيو فالبوينا وتم اتهامه بالعنصرية ضد مهاجم ريال مدريد لكنه كان يؤكد مرارا وتكرارا أنه قرار لأسباب رياضية.
لكن يظل ديشامب تحت التهديد في المونديال الجاري ورغم أن تعاقده مستمر لنهاية العام ويمكن تجديده لكن العديد من التقارير تشير إلى أن المونديال القطري سيكون الظهور الأخير له مع فرنسا.
لماذا؟
لأن هناك زيدن الدين زيدان ينتظر تولي ذلك المنصب بفارغ الصبر.
صحيفة "ليكيب" الفرنسية ذكرت أنه مهما حدث في كأس العالم المقبل فإن ديشامب سيرحل وزيدان سيأتي.
ليظل السؤال ماذا لو توجت فرنسا باللقب؟ هل سيملك أي شخص الجرأة على اتخاذ قرار رحيل ديشامب من منصبه حتى لو كان زيدان هو خليفته؟ أم أن الرجل نفسه هو من سيقرر الرحيل؟
لننتظر ونرى.
الكثير من الغيابات ولكن
قبل كأس العالم يعد منتخب فرنسا أحد أكثر المتضررين من الإصابات، لما لا وهو قبل البطولة تلقى ثلاث ضربات بغياب بول بوجبا ونجولو كانتي أحد العناصر الرئيسية لديشامب، هذا بالإضافة لحارس ميلان مايك مينيان وبريسنيل كيمبيمبي.
وأثناء المعسكر للبطولة وخلال إحدى الحصص التدريبية تلقى كريستوفر نكونكو ضربة قوية من إدواردو كامافينجا ليصاب ويغيب عن البطولة.
فكيف سيتعامل ديشامب مع كل تلك الاختبارات الصعبة؟
أما بالحديث عن أبرز اللاعبين فبالتأكيد يأتي على رأس الجميع المتوج بالكرة الذهبية والمتوهج في الأعوام الأخيرة كريم بنزيمة.
وهناك المخضرم والمتألق مع ميلان والذي ساهم في تتويجه بالدوري الإيطالي الموسم الماضي بعد غياب 11 عاما، أوليفييه جيرو.
ويجاورهما حدث ولا حرج كيليان مبابي وأنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي وكينجسلي كومان، هل يوجد خط هجوم أفضل من ذلك؟
وفي الوسط يتواجد ثنائي ريال مدريد الشاب كامافينجا وأوريليان تشاوميني.
أما في الدفاع فيتواجد ويليام ساليبا أحد عناصر قوة أرسنال في الموسم الحالي والشقيقان ثيو ولوكاس هيرنانديز.
على الورق ونظريا منتخب فرنسا يملك أحد أقوى القوائم على المستوى الفردي وكل لاعب له بديل وأكثر في مركزه.
مجموعة في المتناول
وقع منتخب فرنسا في المجموعة الرابعة في كأس العالم بجوار كل من تونس وأستراليا والدنمارك.
نظريا فالديوك مرشحون للصدارة بلا شك.
وإن تصدر منتخب فرنسا المجموعة فهو سيواجه وصيف المجموعة الثالثة بين الأرجنتين والسعودية والمكسيك وبولندا.
لذا إن ابتعد منتخب فرنسا عن الأرجنتين فهو سيواجه فريقا يستطيع عبوره ليصل إلى ربع النهائي ليواجه المنتصر من مباراة دور الـ16 التي ستجمع بين متصدر المجموعة الثانية التي تتواجد فيها إنجلترا والأولى التي تضم هولندا.
لذا فالطريق نظريا سيكون جيدا للديوك حتى ربع النهائي حيث تبلغ المباريات قمتها.
فهل يستطيع منتخب فرنسا عبور الطريق نحو حصد اللقب للمرة الثانية له على التوالي والثالثة في تاريخه؟
وتأتي مواعيد مباريات منتخب فرنسا في كأس العالم كالتالي:
الجولة الأولى ضد أستراليا في 22 نوفمبر.
الجولة الثانية ضد الدنمارك في 26 نوفمبر.
الجولة الثالثة ضد تونس في 30 نوفمبر.