كتب : أحمد أباظة
شاهد فرنسا تفوز بكأس العالم، وكاد أن يعانق ذات المجد بيديه لولا ركلات الترجيح. كان قاب قوسين أو أدنى من صناعة هدف الفوز لزين الدين زيدان، وشاهده يطرد بعد نطحة ماتيراتزي.
إنه ويلي سانيول، الظهير السابق لمنتخب فرنسا وبايرن ميونيخ، ومدرب منتخب جورجيا الحالي.
في حواره مع FilGoal.com، يتحدث اللاعب الذي شارك في نهائي كأس العالم 2006 عن تغير شعوره تجاه تلك اللحظة بين ليلتها والآن بعد 16 عاما.
تحدث سانيول معنا أيضا عن كرة القدم المصرية، وذكريات كأس العالم 2002 ومواجهة السنغال، وريمون دومينيك المدرب الفرنسي المثير للجدل، وتجربته التدريبية في بايرن ميونيخ والمزيد..
مشروع جورجيا
"أعتقد أنه في بلد صغير مثل جورجيا يسكنه 3 مليون و700 ألف نسمة، هذا يعني أن هناك عدد لاعبين كرة قدم أقل من مصر على سبيل المثال".
"الآن هناك لاعبين بدأوا في الانتقال إلى بطولات كبيرة، لدينا حارس مرمى فالنسيا (جورجي مامارداشفيلي)، ولدينا أيضا مهاجم في نابولي (خفيتشا كفاراتسخيليا). هذا سيساعدنا على النجاح".
كرة القدم المصرية
"الجميع يعرف الكرة المصرية. مصر بلد كبير في كرة القدم. لقد فزتم بكأس أمم إفريقيا عدة مرات، وفوق ذلك لديكم لاعب من أفضل 4 أو 5 في العالم هو محمد صلاح. إنه أفضل سفير لبلادكم في كرة القدم".
محمد صلاح وساديو ماني
"يمكنني القول بإن يورجن كلوب كان محظوظا للغاية بالحصول على لاعبين مثلهما لعدة سنوات".
"لا يمكننا مقارنتهما لأنهما لاعبان مختلفان . ماني يملك المزيد من القوة، بينما صلاح أفضل في المساحات الضيقة وفي المراوغة وأسرع بعض الشيء، ولكنهما لاعبان خارقان للعادة وكان من الرائع مشاهدتهما معا".
مساعد كارلو أنشيلوتي في بايرن
"لقد عملت لأربعة أشهر مع كارلو قبل رحيله. هذه الأشهر الأربعة كانت أشبه بدراسة كرة القدم لمدة 10 سنوات".
"إنه شخص استثنائي ولطيف وقدراته التدريبية مذهلة. أعتقد أن اليوم ما أحققه مع جورجيا يرجع لاستخدامي لبعض من طرقه".
"ليس لدي سوى الأشياء الجيدة لأقولها عن كارلو، فحين فاز بدوري الأبطال مع ريال مدريد كنت سعيدا للغاية لأنه يستحقها لأقصى مدى".
مشاكل أنشيلوتي مع روبن وريبيري
"حين لا تكون النتائج رائعة في الأندية الكبيرة تحدث المشاكل دائما، وأعتقد أنه في بعض الأوقات بعض اللاعبين الكبار في نهاية مسيرتهم لا يتقبلون قرارات المدرب بسهولة لأنهم في ذهنهم يحتفظون بصورتهم عن أنفسهم مفعمين بالشباب والحيوية والطاقة".
"أيضا تقل قدرتهم على تقبل الانتقادات في نهاية مسيرتهم، وأعتقد أن روبن وريبيري كانا في هذا التصنيف، إذ كانا أقل تقبلا للمنافسة مع كينجسلي كومان الذي كان يؤدي بشكل رائع في ذلك الوقت".
"هذه خسارة. كارلو كان حزينا وقت الرحيل ولم ينجح بايرن ميونيخ في تقديم موسم جيد، ولكن هذه هي كرة القدم في بعض الأحيان".
"تماما كما نجح أنشيلوتي لاحقا في الفوز بدوري الأبطال مع ريال مدريد، فاز بايرن ميونيخ بدوري الأبطال أيضا بعد رحيله، لذلك في النهاية صار الجميع سعداء".
كأس العالم 2002
"لقد كانت بطولة كأس عالم كارثية على كل المستويات. لا يجب نسيان أن هؤلاء اللاعبين فازوا بكأس العالم 1998 وفازوا ببطولة أوروبا عام 2000، وبالتفكير في 2002 ربما لم يكن هناك ما يكفي من الحافز".
"ربما كانت هناك منتخبات أكثر جوعا من فرنسا، وأعتقد أن غياب زيدان كان سيئا للغاية، ولكن هذه كانت نهاية جيل خارق".
"نتحدث عن دجوركاييف ومارسيل دوسايي ولاعبين استثنائيين، لقد سطروا تاريخ فرنسا في كرة القدم وهذه كانت النهاية. نهاية حزينة ولكننا لا ننسى ماذا قدموا للكرة الفرنسية".
"أحيانا يجب أن تقع أحداث كهذه مثل كأس العالم 2002 حتى ننطلق في مشروعنا الجديد وأهدافنا الجديدة. كرة القدم عبارة عن نجاحات وإخفاقات، وكأس العالم 2002 كان فشلا كبيرا".
هل تساهل منتخب فرنسا أمام السنغال؟
"لا أعتقد ذلك. كما قلت في كأس العالم هناك العديد من الفرق الجيدة، والمستويات التي قدمتها السنغال أظهرت تحفزها".
"ربما افتقرت فرنسا لشيء من القوة الجماعية، وبالتالي تساوت المستويات بعض الشيء. منتخب السنغال استحق هذا الفوز على كل الأوجه".
روجيه لومير
"روجيه كان شخصا مذهلا. لقد كان مثل الأب بعض الشيء بالنسبة لنا كمجموعة لاعبين".
"في فرنسا كنا أبطال العالم وأبطال أوروبا، ومع روجيه تم إقصاؤنا من الدور الأول لكأس العالم".
"لم يكن هناك مجال لتصبح مع أو ضد بقاء روجيه. أعتقد أن هذه أشياء طبيعية في المنتخبات الكبرى. حين يحدث فشل يرحل المدرب ويأتي آخر ويحاول كتابة قصة جميلة أخرى".
يورو 2004 والخسارة أمام اليونان
"لقد كانت بطولة أوروبية غريبة. منتخب اليونان كان بطلا بنهايتها ولم يكن الفريق الأفضل في الملعب".
"فرنسا كانت أفضل من اليونان في المباراة، مثل البرتغال التي كانت أفضل ضد اليونان في النهائي أيضا".
"هذه هي كرة القدم.. لحسن الحظ هناك بعض المفاجآت وبعض القصص المشابهة. إن لم تحدث مثل هذه الأشياء ستصبح الكرة لعبة حزينة".
"إذا كان دائما الفريق الكبير يفوز على الفريق الصغير، لن يتواجد شخص في الملعب أو أمام شاشة التلفاز. هذا ما نحبه في كرة القدم".
ضد البرازيل - 2006
"كنا نعلم أننا فريق يملك قدرات دفاعية قوية وصلابة دفاعية كبيرة، وكنا نعلم أن لدينا زيدان وتييري هنري وهما لاعبان مذهلان هجوميا".
"كنا مجموعة متضافرة للغاية وتعمل بشكل جماعي كبير. في هذه المباراة أمام البرازيل كان أداء كبيرا في تاريخ فرنسا على المستوى الجماعي".
وقع خسارة النهائي بعد 16 عاما
"أبتسم لأن 16 عاما قد مضوا، ولأني أمكنني القول لأطفالي بإني لعبت نهائي كأس العالم. هذا حلم كل لاعبي كرة القدم".
"الآن ذهب الحزن وأشعر بالكثير من الفخر بهذا الفريق، ولكن الأشهر التي تبعت الهزيمة أمام إيطاليا كانت صعبة".
"خسارة النهائي دائما صعبة، ولكن الآن أنا أبلغ من العمر 45 عاما، وأصبحت أكثر حكمة بالمقارنة بـ 20 عاما مضوا، والآن أنا سعيد حين أفكر في هذه الفترة".
عرضية سانيول إلى زيدان التي تصدى لها بوفون في النهائي
"كيف أرسلتها؟ لا يمكنني وصف ذلك.. فهو أمر غريزي. كنت في موقع معتاد عليه على الطرف الأيمن وقادر على إرسال العرضيات مع بايرن ميونيخ ومع فرنسا فهذا مكان أحبه كثيرا".
"مع زيدان.. العرضية كانت جميلة والرأسية كانت جميلة، ولكن للأسف التصدي لم يكن جميلا بل مذهلا من بوفون".
"هذا أيضا نهائي كأس العالم.. لا يمكنك أن تحظى بأشياء سهلة، كل الأمور تكون صعبة في النهائي، وربما حددت هذه اللحظة نتيجة المباراة".
"لقد فعلنا كل شيء بشكل جيد، ولكن ربما في بعض اللحظات المعينة فعل الطليان بعض الأشياء أفضل منا".
زيدان وماتيراتزي
"اليوم وبعد 16 عاما على هذا النهائي لدي الكثير من الغضب والحزن، هذا كان حدثا في لحظة سيئة للغاية في النهائي".
"هذا صعب لأن زيدان كان أكبر لاعب في تاريخ كرة القدم الفرنسية، وحين يحدث شيء كهذا معه في نهائي كأس العالم يصبح هذا حزينا للغاية.. لقد استحق خروجا مختلفا".
"بالتأكيد كل اللاعبين شعروا بالغضب، لأننا نعرف في ملعب كرة القدم هذه رياضة مليئة بالعاطفة، ولكن يجب معرفة كيفية التحكم في تلك المشاعر".
"هذه صور يمكنها أن تساعد شباب اليوم، حين ينظرون إلى مسيرة زيدان على سبيل المثال. كرة القدم صعبة.. فحتى أفضل لاعب في تاريخ الكرة الفرنسية انفجر في لحظة معينة".
"هذا درس جيد للاعبين الشباب أن كل شيء يجب أن يكون جماعيا في أرض الملعب، سواء ما يفعلونه بالكرة أو حتى على سبيل العاطفة. يجب أن نتحكم جميعا في مشاعرنا حتى نضمن أننا سنبقى 11 لاعبا".
"للفوز يجب أن نكون 11 دائما.. الأمر يصبح أصعب إن كنا 10. كرة القدم هي دراما أشبه بمسرحية أو فيلم بالكثير من المشاعر.. الكثير من الضحك والبكاء. لقد كانت بطولة جميلة".
يورو 2008.. ومصر مرة أخرى
"أعتقد أن ما حدث في 2008 كان يشبه ما حدث في 2002. لقد كانت نهاية جيل.. اعتزل بارتيز وتورام، وأنا أيضا اعتزلت وكذلك ماكيليلي".
"الكثير من اللاعبين القدامى خاضوا بطولتهم الأخيرة، وكان هناك الكثير من الشباب أيضا، أعتقد أن الخليط بين الجدد والقدامى لم يسر بشكل جيد".
"لقد كان الأمر صعبا ولكنه سمح للاعبين الشباب باللعب في بطولة دولية. في 2008 على سبيل المثال كان هناك فرانك ريبيري وباتريس إيفرا، وفي النهاية قدما مسيرة مميزة مع منتخب فرنسا".
"المنتخبات دائما تسير كدائرة.. لا يوجد منتخب يفوز طوال الوقت. كان هناك فرنسا 1998 و2000 وإسبانيا 2008 و2010 و2012. تأتي الأجيال ثم ترحل ويأتي الشباب بدلا منهم ويتوجب عليهم العمل".
"هذه هي كرة القدم. كل البلاد واجهت ذلك الأمر. أنتم مثال جيد كمصر، لقد فزتم بكأس الأمم الإفريقية 3 مرات، ثم أصبح اللاعبون أكبر سنا واعتزلوا وأتى الشباب بدلا منهم، وتطلب هذا بعض الوقت حتى يعود المنتخب".
ريمون دومينيك
"الحديث هنا صعب بالنسبة لي، فقبل أن يكون مدرب منتخب فرنسا لقد دربني حين كنت شابا. لقد لعبت معه كمدرب للشباب ومدرب للمنتخب الأول".
"يمكنني ببساطة القول إنه شخص أحبه كثيرا على المستوى الإنساني
لأنه شخص صريح ومباشر وصادق، وفي النهاية الكل يرتكب الأخطاء".
"لقد ارتكب بعض الأخطاء وأنا أيضا والعديد من اللاعبين. أحيانا الصورة التي يراها الناس عنه لا تكون الأفضل دائما، ولكن إنسانيا هو شخص جيد".
"حين تكون مدربا يحبك بعض الناس ولا يحبك البعض الآخر. المنتخب ليس مجرد فريق أو ناد بل بلد بأسره، لهذا كرة المنتخبات هي الشغف ويتحكم بها القلب أكثر من العقل".
"هذا الشغف يصنع مبالغة في كل المشاعر، وحين يقع الفشل يرغب البلد بأكمله في رحيل المدرب، بل ورؤيته يغادر البلاد".
"أحيانا يكون من الصعب أن تشرح لمشجعين في ملعب كرة القدم، فهم ينتقدون بقوة كبيرة، ولكن في المنزل يصبحون هادئين ولطفاء مع أسرهم وأطفالهم".
لماذا يفوز بايرن ميونيخ دائما؟
"هذا هو السؤال الذي يطرحه الناس دائما. لماذا بايرن ميونيخ يسود دائما وكذلك باريس سان جيرمان في فرنسا. بايرن يعمل بشكل جيد للغاية على مر آخر 50 عاما، ولكن الأندية الأخرى يمكنها أن تعمل بشكل جيد أيضا".
"لا يمكننا القول أن ذلك خطأ بايرن، فهي مسؤولية الأندية الأخرى أيضا. يجب أن يعملوا بشكل أفضل كي يتمكنوا من مجاراة بايرن ميونيخ بصورة مستمرة".
"أحيانا يوجد دورتموند وأحيانا لايبزج، ولكن البوندسليجا بحاجة لتحسن الأندية لأن المنافسة ستجعل كل الأندية أفضل".
مدرب بايرن ميونيخ لمباراة واحدة
"ليس لدي الكثير من الذكريات، لأني كنت أعلم أن النادي سيستبدل كارلو وسيأتي بدلا منه مدرب خبير".
"بالتأكيد أتذكر النتيجة فقد كانت التعادل 2-2 في برلين (أمام هرتا برلين). قدمنا مباراة جيدة ولكنه كان موسما صعبا".
"كنت أعرف أن هناك مدرب جديد سيأتي، وكنت أعرف أني سأرحل عن النادي. لا أريد أن أقول إنها كانت نهاية حزينة لهذه القصة، ولكنها لم تختتم كما كنا نفضل".
"أحببت هذه التجربة لأني تعلمت الكثير مع كارلو، ولكني واجهت حقيقة أن بايرن تغير بعض الشيء. العائلة الكبيرة من السابق صارت مختلفة".
"هذا لا يعني أنها أصبحت أقل جودة، ولكن الأشياء تغيرت والأشخاص تغيروا، ولكن النادي يبقى وكما أقول دائما".
ديدييه ديشان أم زيدان لقيادة فرنسا بعد كأس العالم؟
"لا أعرف شيئا. ديشان بطل العالم مع منتخب فرنسا وهو مدرب مذهل. زيدان فاز بدوري أبطال أوروبا عدة مرات مع ريال مدريد".
"أعتقد أنه إذا فاز منتخب فرنسا بكأس العالم، فإن ديشان يمكنه البقاء لوقت أطول في اعتقادي. أعتقد أنه يملك المزيد من الطاقة للاستمرار".
"على النقيض، إذا لم نصل إلى نصف النهائي على الأقل، أعتقد أن الأمر سيصبح معقدا، لأننا في فرنسا نعرف أن زيدان مهتم بتدريب المنتخب وأعتقد أن غالبية المشجعين الفرنسيين سيحبون رؤيته يدرب المنتخب".
"ولكن ليحدث ما سيحدث.. سواء زيدان أو ديشان، سأظل هادئا لأن منتخب فرنسا سيكون بين أيد أمينة".
حلم مختلف
"لا أريد أن أبدو مدهشا بعض الشيء ولكن تدريب فرنسا ليس طموحي إطلاقا. لقد كنت مدربا للأندية ولاعبا لمنتخب فرنسا، ومديرا رياضيا في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لعدة أعوام".
"في فترة جائحة كوفيد التي لمست العالم أجمع للأسف، الفيروس جعلنا نبقى مع عائلاتنا ولا نخرج كثيرا، وهذا جعلني أفكر فيما أريد فعله في حياتي حقا، وصار تفكيري في كيف أصبح سعيدا".
"على سبيل المثال جورجيا مشروع يجعلني سعيدا للغاية، لأنها ليست أشبه بالتعامل مع لاعبين كبار في منتخبات كبرى، بل عملية تطور مستمرة تجعل اللاعبين أفضل خصوصا الشباب".
"لذلك أنا سعيد للغاية في جورجيا، ولكن ربما غدا قد أكون في أمريكا اللاتينية أو آسيا. هناك الكثير من الأماكن في العالم التي يمكنني إيجاد مشروع مشابه فيها. أريد رؤية العالم بفضل كرة القدم".
"العالم كبير للغاية ويضم الكثير من القارات والبلدان والمشاريع. أنا لا أملك أهداف أو طموحات معينة، أنا ببساطة أؤدي عملي بشكل جيد أينما كنت".
"أعتقد أننا نعمل بشكل جيد، وربما بعد عامين أو 4 أو 6 يمكنني أن أكون في بلد أخر، ولكني أريد أن أكون سعيدا أنا وعائلتي.. هذا هدفي الرئيسي".
"الحياة قصيرة للغاية لصنع خطط وبرامج طوال الوقت. طوال الوقت هناك تغيرات، الأهم أنك ما دمت كنت سعيدا حيثما أنت.. ابق هناك".
"في الوقت الحالي أنا سعيد في مكاني وسأبقى، ولكن في المستقبل أعرف أني سيتوجب علي الذهاب لمكان آخر لاحقا".
مباراة ودية أمام مصر
"أجدها فكرة جميلة للغاية. مباراة كبيرة في القاهرة ستكون تجربة رائعة لي وللاعبين".
"مصر بلد كبير يضم 100 مليون نسمة بشغف كبير لكرة القدم. ستكون تجربة جميلة للغاية وسيكون شرفا لي".