كأس العالم - منتخب اليابان.. مر 17 عاما

في الموقع الرسمي للاتحاد الياباني، يمكنك أن تفصح بكل سهولة الأهداف التي يسعى المنتخب لتحقيقها على المديين المتوسط والبعيد.

"تعهد 2050"، هكذا أطلق الاتحاد الياباني على خطته التي أعلن عنها عام 2005.

الهدف؟ استضافة كأس العالم 2050 والتتويج به!

يومها خرج كوهزو تاشيما المدير التقني للاتحاد الياباني وصرّح: "تعتقدون أننا حالمين وستضحكون الآن، لكن هذا الحلم سيصير حقيقة".

مر 17 عامًا من ذلك التعهد، يتبقى 28، والوقت يداهم اليابان وهم شعب يُعرف عنه الإيفاء بوعوده.

اليابان أوضحت أيضًا في خطتها طويلة المدى، أن الهدف بحلول 2015 هو التواجد بين المنتخبات العشرة الأولى عالميًا في تصنيف فيفا.

كان ذلك بعيدًا جدًا عن الواقع، إذ احتلت اليابان في 2015 التصنيف 53 عالميًا، لكنها عملت على تحسينه مع مرور السنوات ووصلت حاليًا للتصنيف رقم 24.

التعهد يشمل أيضًا الوصول للمربع الذهبي لكاس العالم 2030، هدفٌ يبدو بعيدًا حتى اللحظة، إذ لم تصل اليابان لأبعد من دور الـ 16 في المونديال.

وربما أفلحت خطة تطوير كرة القدم اليابانية ولكن مع الجانب النسائي، إذ حصدت سيدات اليابان كأس العالم في 2011 بإنجاز تاريخي.

وليس سرًا أن اليابان متأخرة جدًا في أهداف الجدول الزمني الذي ألزمت به نفسها عام 2005، فهل يكون كأس العالم 2022 فرصة لتدارك الوقت المُهدَر في الطريق الطويل نحو منصة التتويج عام 2050؟

تاريخ حديث

قد يكون ذلك مفاجئًا، لكن اليابان -عملاق آسيا- لم تشارك في كأس العالم حتى نسخة 1998.

اليابان التي حصدت برونزية مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 1968، حاولت طويلًا الوصول للمونديال، ولم يحالفها الحظ إلا منذ 24 عامًا فقط، لكنها لم تغب منذ يومها هذا.

وتمتلك اليابان ذكرى كارثية في تصفيات كأس العالم 1994 وقتما كانت بطلة لآسيا، إذ دخلت الجولة الأخيرة في التصفيات وهي في حاجة إلى الفوز بأي نتيجة على العراق لتسجيل الظهور المونديالي الأول.

المباراة التي يُطلَق عليها "كارثة الدوحة" أقيمت في قطر عرفت تقدُم اليابان في النتيجة حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع عندما سجّل جعفر عمران هدفًا قاتلًا أهدى بطاقة الصعود لـ كوريا الجنوبية بفارق الأهداف عن اليابان.

التعادل حتى كان كفيلًا بتأهل اليابان لو لم تفز كوريا الجنوبية بأكثر من هدف على نظيرتها الشمالية، أو لو خسرت السعودية أمام إيران. أي من الأمرين لم يتحقق، وقضت اليابان ليلة حزينة.

لكن عندما تلمس القاع تكون اللحظة المناسبة للانطلاق، وبالفعل وصلت اليابان أخيرًا لمونديال 1998، لكنها ودعته من الدور الأول بـ 3 هزائم.

في 2002 لم تحتج عيش جحيم التصفيات، فتأهلت مباشرةً بصفتها صاحبة الأرض، بل تصدرت مجموعتها بـ 7 نقاط ودون أي هزيمة، لكنها خسرت في دور الـ 16 أمام تركيا وودعت المنافسات.

المشاركة الناجحة الثانية كانت 2010 عندما هزمت اليابان نظيرتها الكاميرون، فوز أول لليابان تاريخيًا في كأس العالم خارج أراضيها، بل تفوقت على الدنمارك في الجولة الثالثة وعبرت للدور الثاني، لكنها خسرت بصعوبة بالغة أمام باراجواي بركلات الجزاء الترجيحية.

الصعود للدور الثاني تكرر في مناسبة ثالثة بالنسخة السابقة عام 2018 إذ كانت 4 نقاط كافية لتتفوق اليابان على السنغال بعد الاحتكام للعب النظيف.

في دور الـ 16 تقدمت اليابان على بلجيكا 2-0 وظنت أنها وضعت قدمًا في ربع النهائي لأول مرة في تاريخها، لكن عودة مستحيلة من الشياطين الحمر دمّرت أحلام الساموراي.

انتفاضة في الوقت المناسب

بدأت اليابان مشوار تصفيات كأس العالم بشكل سيئ، فخسرت أمام عُمان والسعودية ولم تحقق إلا فوز وحيد من أول 3 مباريات.

لكن 5 انتصارات متتالية بعدها أعادت لها توازنها، وأوصلت للجولة قبل الأخيرة في أرض أستراليا بموقف قوي.

اليابان لم تنتظر يومها وقررت حسم الصعود من قلب سيدني، ففازت على منتخب الكنجارو بهدفي كاورو ميتوما المتأخرين في الثواني الأخيرة من اللقاء وحسمت البطاقة الثانية في المجموعة رسميًا خلف السعودية، وأرسلت أستراليا للملحق.

المسؤولية كاملة

كان هاجيمي مورياسو المدير الفني لمنتخب اليابان، هو الرجل الثاني في الجهاز الفني لبلاده بكأس العالم 2018.

عقب ترقيته لمنصب الرجل الأول، قام بمسيرة يابانية مميزة في كأس آسيا ووصل للنهائي حيث خسر محاربو الساموراي أمام قطر.

حقق نجاحاته التدريبية مع سانفريس هيروشيما، إذ حصد معه الدوري الياباني 3 مرات، وكأس السوبر مرتين، كما قاده للمركز الثالث في كأس العالم للأندية 2015.

يعد أحد تلاميذ الهولندي هانز أوفت أول مدير فني أجنبي في تاريخ منتخب اليابان، فاز تحت قيادته بكأس آسيا 1992 لأول مرة في تاريخ البلاد رغم غيابه عن النهائي أمام السعودية للإيقاف.

كان مورياسو موجودًا على أرض الملعب عندما تلقت بلاده هدف تعادل قاتل ومتأخر أمام العراق في الثانية الأخيرة من تصفيات كأس العالم 1994.

كتيبة الدوري الألماني

تضم قائمة اليابان لكأس العالم 2022 الكثير من اللاعبين الذين ينشطون في الملاعب الألمانية، إذ وصل عددهم إلى 8.

في المجمل تمتلك اليابان في قائمتها 19 محترفًا مقابل 7 لاعبين محليين فقط.

طالع قائمة اليابان النهائية لكأس العالم 2022.

تاكومي مينامينو

لاعب موناكو يعتبر أشهر لاعبي القائمة اليابانية بسبب فترته في ليفربول. سبق له أيضًا اللعب في ريد بول سالزبورج حيث شكّل ثنائية قوية مع إرلينج هالاند، كما قضى فترة معارًا لـ ساوثامبتون.

لا يعيش مينامينو أفضل فتراته إذ لم ينسجم بشكل جيد منذ انتقاله إلى موناكو مطلع الموسم، لكنه يظل عنصرًا مهمًا في تشكيل اليابان.

تاكيفوسا كوبو

ناشئ برشلونة السابق، ولاعب ريال مدريد السابق، يُطلَق عليه "ميسي اليابان" ويشارك بانتظام مع فريقه ريال سوسيداد بعد تجارب سابقة في مايوركا وفياريال وخيتافي.

تألق مع اليابان في أولمبياد طوكيو الأخيرة، لكنه لم يترك بصمة واضحة مع المنتخب الأول حتى اللحظة، وسيكون كأس العالم فرصته المنتظرة لتحقيق ذلك.

يوتو ناجاتومو

رمز الجيل الحالي وأحد أبرز لاعبيه، لاعب إف سي طوكيو يستعد لخوض كأس العالم الرابع في مسيرته في عمر الـ36.

الظهير الأيمن والأيسر قصير القامة يتميز بسرعة هائلة ويمتلك مسيرة مميزة في السابق مع إنتر ميلان.

صنع هدف تتويج بلاده بكأس آسيا 2011 على أرض قطر بالتخصص.

مايا يوشيدا

القائد. انتقل إلى شالكه مطلع الموسم الجاري لتكون ألمانيا محطته الأوروبية الرابعة بعد هولندا وإنجلترا وإيطاليا.

يعد يوشيدا أحد أفضل قلوب الدفاع اليابانيين على الإطلاق، ويعتبر ركيزة أساسية في منتخب الساموراي منذ التتويج بكأس آسيا 2011.

دايتشي كامادا

صانع ألعاب أينتراخت فرانكفورت كتب التاريخ وتوج بالدوري الأوروبي الموسم الماضي.

رغم مستوياته المميزة مؤخرًا، إلا أن دوره مع منتخب اليابان كان مدعومًا حتى فترة قصيرة، إذ لم يظهر في قائمة كأس العالم 2018 أو كأس آسيا 2019.

محاربو الساموراي

اللقب الرسمي لمنتخب اليابان هو "الساموراي الأزرق" في مزيج بين تراثهم التاريخي ولون قميصهم.

والسامواري هم المقاتلون النبلاء الذين دافعوا عن أراضي اليابان منذ القرن 12 وصولًا إلى القرن 19.

ويتميز مقاتل الساموراي بالشرف والشجاعة والتضحية، ولا يخشى الموت ويعتبره انتصارًا لقضيته.

صدامات صعبة وأولى من نوعها

وقعت اليابان في مجموعة حديدية تضم إسبانيا وألمانيا وكوستاريكا، وهي المجموعة الخامسة.

تبدأ اليابان مبارياتها بمواجهة ألمانيا يوم 23 نوفمبر في استاد خليفة الدولية -حيث حصدت لقب كأس آسيا قبل 11 عامًا-.

المباراة ستكون الرسمية الأولى على الإطلاق التي تجمع المنتخبين، والخامسة عمومًا، وبالطبع ستبحث اليابان عن معجزة لم تتحقق من قبل: الفوز.

في المباراة الثانية تلعب اليابان أمام كوستاريكا في ملعب أحمد بن علي بنادي الريان يوم 27 نوفمبر.

مواجهة رسمية أولى بين البلدين أيضًا، لكن وديًا تتفوق اليابان بـ 4 انتصارات مقابل هزيمة وحيدة في 5 مواجهات.

وتختتم اليابان دور المجموعات بصدام قوي أمام إسبانيا يوم 1 ديسمبر في استاد خليفة الدولي مجددًا.

والتقى المنتخبان مرة وحيدة سابقًا في لقاء ودي عام 2001 فازت به إسبانيا بهدف وحيد في الدقيقة الأخيرة.