كأس العالم - بولندا.. ماكينة الأهداف وحدها لا تكفي
الأحد، 13 نوفمبر 2022 - 16:22
كتب : عبد الرحمن فوزي
يد واحدة لا تصفق، مثال مشهور يشير إلى إلزامية التعاون لتحقيق النجاح وينطبق على الكثير من الأشياء في العالم ومن ضمنها كرة القدم.
كرة القدم لعبة جماعية بنسبة 100% لا يمكن للاعب واحد أن يجلب الفوز لفريقه دون مساعدة زملاؤه من اللاعبين حتى ولو كان الأفضل في العالم.
الأمر هنا ينطبق على روبرت ليفاندوفسكي ومنتخب بولندا، واحد من أفضل اللاعبين في العالم ولكن مع منتخب متوسط لا يساعد على صنع الإنجازات.
ليفاندوفسكي هو أحد الأمثلة التي ظلمتها جنسيتها في كرة القدم، الجنسية الظالمة هنا لا تكمن في الدولة نفسها لأن كل شخص في العالم يفتخر بجنسيته ووطنه أي كان ولكن الحديث عن الجنسية الكروية.
أن تكون لاعبا أسطوريا في كرة القدم أحيانا ما يكون ذلك غير كاف لصنع المجد لبلادك لأن لن تصنع الفارق وحيدا.
ليفاندوفسكي هو ماكينة أهداف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا يكل ولا يمل من تحطيم الإنجازات واحد من أفضل المهاجمين في الجيل الحالي وفي تاريخ كرة القدم ولكنه يحمل جنسية منتخب بعيد تماما عن الإنجازات.
مع الأندية تمكن ليفاندوفسكي مع التتويج بجميع الألقاب الممكنة وثاني الهدافين التاريخيين للدوري الألماني وثالث هدافي دوري أبطال أوروبا كماأنه توج بجائزة أفصل لاعب في العالم عام 2020.
مع منتخب بولندا الأمر مختلف تماما صحيح أنه الهداف التاريخي للمنتخب ولكنه لم يتوج بأي لقب برفقته أو بالتحديد لم يكن من الأصل مرشحا للتويج بأي لقب مع منتخب بولندا خلال مسيرته.
طوال مسيرته الدولية زامل ليفاندوفسكي لاعبين جيدين مع منتخب بولندا ولكنهم أبدا لم يرتقوا ليكونوا نجوما بل لاعبين جيدين أو متوسطي المستوى بإمكانهم قيادة منتخب بولندا للمشاركة في البطولات الكبرى بدون منافسة كحد أقصى.
بالنظر إلى جميع المنتخبات التي توجت بكأس العالم أو البطولات الكبرى من قبل سنجد أنها دائما ما كانت مكونة من عناصر متكاملة بداية من القيادة الفنية إلى جيل قوي من اللاعبين في جميع المراكز أو معظمها على أقل تقدير وهذا ما لا يتوافر في بولندا المنتخب الذي يواجه العديد من النواقص.
منتخب بولندا ليس ضعيفا وعلى العكس يمتلك بعض العناصر الجيدة ولكن ليس عددا كبيرا منها قد تجد العناصر المميزة هم 5 أو 6 عناصر على الأكثر بينما الباقين هم لاعبين متوسطي المستوى.
تأثير اللعب مع منتخب غير مرشح لا يؤثر فقط على مستوى الألقاب الدولية التي ستغيب ولكن أيضا على الأضواء التي تلقى على اللاعب خلال البطولة الأفضل في كرة القدم.
خلال كأس العالم 2022 العديد من المنتخبات الكبرى سيتم إلقاء الضوء عليها بسبب الانتظار لرؤية ما سيصلو إليه في البطولة وما إذا ما كانوا سيحققون المطلوب منهم ولكن هذا الأمر لا ينطبق على بولندا.
صحيح أن الجميع سيرغب في مشاهدة ليفاندوفسكي وما سيقدمه في البطولة كونه أحد أفضل المهاجمين في العالم ولكن ليس بنفس الشغف الذي ينظر به إلى منتخبات أخرى مثل البرازيل أو الأرجنتين أو فرنسا على سبيل المثال، الاستمتاع بمباريات بولندا قد يتواجد بكل تأكيد ولكن الانتظار من مباراة لأخرى على الأغلب سيغيب إلا في حالة تفجير مفاجأة بالوصول لأدوار متقدمة ليكون منتخب بولندا هو الحصان الأسود وهو أمر غير مستبعد بشكل كبير.
كأس العالم قد يؤثر على ليفاندوفسكي أيضا في ترتيب الكرة الذهبية لأن الأعوام التي تقام فيها كؤوس العالم تكون البطولة عاملا كبيرا في الفائز بها وعلى الترتيب بشكل كبير.
صاحب الـ 34 عاما سيشارك على الأغلب للمرة الأخيرة في كأس العالم حاله كحال بعض اللاعبين الآخرين في منتخب بولندا ولذلك سيرغب ليفاندوفسكي في جعلها نسخة تاريخية بالنسبة له خصوصا مع عدم تسجيله لأي هدف في النسخ الماضية.
منتخب بولندا منتخب متوسط القوة يمتلك لاعبين جيدين وآخرين متوسطين ومدعم بواحد من أفضل لاعبي العالم والذي سيعول عليه الكثير من الشعب بأكمله ولكن من الصعب أن يكون منتخب بولندا منافسا على اللقب سوى إذا حدثت معجزة كروية وهو أمر اعتاد المشجعين على عدم استبعاده على مدار التاريخ لأن كرة القدم لا تخلو أبدا من المفاجآت.
مشوار التصفيات
القرعة أوقعت بولندا في مجموعة صعبة بجانب إنجلترا والمجر وألبانيا وأندورا وسان مارينوز
صعوبة القرعة بالطبع كانت تتمثل في مواجهتي المجر وإنجلترا لأن التنافس كان سينحصر بينهم على حصد بطاقتي التأهل المباشرة والملحق النهائي.
المنافسة كانت أصعب قليلا من المتوقع لأن منتخب ألبانيا هو الآخر دخل ضمن المنافسين وكان حتى أقرب من المجر للحصول على بطاقة الملحق.
تمكن منتخب إنجلترا من حصد بطاق التأهل المباشرة مبكرا بدون التعر لأي هزيمة بينما استمر التنافس الثلاثي على بطاقة الملحق حتى الجولة الأخيرة.
منتخب بولندا أنهى التصفيات في المركز الثاني الذي حسمه في الجولة السابعة الذي حقق خلالها الفوز على أندورا بأربعة أهداف مقابل هدفا واحد.
وانتهت التصفيات بتحقيق بولندا الفوز في 6 مباريات والتعادل في مباراتين والهزيمة في أخرتين ولكن إحداهما كانت في المباراة الأخيرة بعد ضمان الحصول على الملحق.
تأهلت بولندا لنهائي الملحق مباشرة لأن القرعة أوقعتها في نصف النهائي ضد روسيا التي استبعدت من التصفيات من قبل الاتحاد الدولي بسبب الحرب بينها وبين أوكرانيا.
وفي النهائي التقى منتخب بولندا مع السويد وتمكن من التأهل لنهائيات كأس العالم بعد الفوز بهدفين دون مقابل من توقيع روبرت ليفاندوفسكي وبيوترزيلينيسكي.
ليفاندوفسكي كان هداف بولندا في التصفيات برصيد 9 أهداف وجاء في المركز الثاني في قائمة الهدافين كل هاري كين وممفيس ديباي الذي سجل كل منهما 12 هدفا.
تاريخه في البطولة
شارك منتخب بولندا في كأس العالم لأول مرة عام 1938 وهي النسخة الثالثة في تاريخ البطولة والتي أقيمت في فرنسا وفي تلك النخسة خرج من الدور الأول.
وغابت بولندا عن المشاركة لمدة 36 سنة وعاد للمشاركة في عام 1974وكانت النسخة الأفضل في تاريخه إذ وصل لدور نصف النهائي وأنهى البطولة في المركز الثالث بعد الفوز على البرازيل بهدف في مباراة تحديد المركزي الثالث والرابع.
وعاد منتخب بولندا لتكرار إنجازه من جديد في عام 1982 وحقق الفوز في مباراة تحديد الثالث والرابع على فرنسا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وبعد تلك النسخة تأهل منتخب بولندا لكأس العالم ثلاثة مرات فقط عام 2002 و2006 وفي آخر نسخة عام 2018.
وفي الثلاث نسخ الأخيرة خرج منتخب بولندا من دور المجموعات لتتشكل عقدة سيحاول حلها والتأهل للدور الثاني لأول مرة منذ عام 1986.
اللقب
يلقب منتخب بولندا بالنسور البيضاء وهو شعار النبالة الوطنية في بولندا.
لقب بولندا وشعارالدولة هو النسر الأبيض المتوج بتاج ذهبي ويرمز إلى النسر المطارد للدوقية الليتوانية الكبرى.
النسر الأبيض صاحب التاج هو رمز دولة بولندا حتى أنه يتم وضعه على أقمصة الفريق كشعارا له.
المدرب
تشيسلاف ميشنيفيتش هو مدرب منتخب بولندا منذ نهاية الدور الأول من تصفيات كأس العالم وتولى خلفا لباولو سوزا.
تاريخ ميشنيفيتش التدريبي لم يخرج عن بولندا إذ قصى مسيرته فقط مع بعض الأندية المحلية وأشهرها ليخ بوزنان وليجيا وارسو.
خلال مسيرته نجح ميشتيفيتش من التتويج بكأس بولندا مرة واحدة وكأس السوبر مرتين بالإضافة إلى لقبي دوري كان آخرهما مع ليجيا وارسو في موسم 2020/2021 وهو ما رشحه لتدريب منتخب بلاده.
عقب توليه المسؤولية تحدث مشنيفيتش عن تحقيق حلمه بتدريب منتخب بلاده قائلا: "أحلامي تحققت اليوم أنا متأثر جدا عاطفيا ولكن بطريقة إيجابية حول واجبي الذي يجب أن التزم به مع بولندا".
صاحب الـ 52 عاما يصنف نفسه كمدرب هجومي يحب الكرة الهجومي وقال في تصريحات لموقع الاتحاد البولندي الرسمي: "أنا مدرب هجومي أحب وأحب الكرة الممتعة والهجوم ولكن الأهم من ذلك أنا أحب تحقيق الفوز".
مع بولندا وعلى الرغم من تأهله لكأس العالم بعد الفوز على السويد إلا أن نتائج مشنفيتيش متذبذة حتى الآن فقد قاد الفريق خلال 8 مباريات وخلالهم حقق الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في مباراتين وخسر ثلاثة آخرين وإحداهما كانت بنتيجة كبيرة أمام بلجيكا بستة أهداف مقابل هدفا واحد في دوري المؤتمر الأوروبي والذي لينهي المجموعة في المركز الثالث ما يعني استمراره في التصنيف الأول في النسخة المقبلة.
أبرز اللاعبين
روبرت ليفاندوفسكي
أبرز لاعب في منتخب بولندا بكل تأكيد هو ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة ولاعب بايرن ميونيخ السابق.
قائد بولندا لعب مباراته الدولية الأولى مع بولندا عام 2008 عندما شارك كبديل في مواجهة سان مارينو بتصفيات كأس العالم 2010 وتمكن من تسجيل أو أهدافه الدولية في تلك المباراة عندما كان عمره 20 عاما.
بعد سنوات أصبح ليفاندوفسكي هو الهداف التاريخي لبولندا برصيد 76 هدفا خلال 134 مباراة شارك بها كما تمكن من صنع 29 هدفا.
وشارك ليفاندوفسكي مع بولندا في كأس العالم مرة واحدة كانت في 2018 ولم يتمكن من صنع أو تسجيل أي هدف.
ليفاندوفسكي حاليا يعيش أفضل فتراته الكروية حسب وصفه للسنوات الماضية، إذ حصل على الحذاء الذهبي مرتين متتاليتين وبدأ الموسم بشكل رائع مع برشلونة بتسجيله 18 هدفا خلال 19 مباراة.
أركاديوش ميليك
ميليك بدأ مسيرته الدولية عندما كان في الـ 18 من عمره عام 2012 إذ شارك كبديل في مواجهة جنوب إفريقيا الودية والتي انتهت بفوز منتخب بلاده بهدف دون مقابل.
صاحب الـ 28 عاما شارك مع بولندا 63 مباراة وتمكن من تسجيل 16 هدفا وصنع 16 آخرين.
وشارك ميليك في مباراة واحدة في كأس العالم 2018 كانت ضد السنغال وانتهت بفوز ممثل إفريقيا بهدفين مقابل هدفا واحد.
في بداية الموسم انتقل ميليك إلى يوفنتوس قادما من مارسيليا وشارك مع الفريق في 18 مباراة وسجل خمسة أهداف على الرغم من كون الفريق لا يمر بأفضل فتراته.
بيوتور زيلينسكي
زيلينسكي لاعب وسط نابولي هو أحد اللاعبين المميزين في تشكيل بولندا بدأ مسيرته الدولية عام 2013 في مواجهة ودية ضد ليختنشتاين.
ومنذ ذلك الوقت أصبح زيلينسكي لاعب أساسيا في تشكيل بولندا وشارك 74 مباراة وخلالهم سجل تسعة أهداف وصنع 13.
زيلينسكي شارك في كأس العالم 2018 في مباريات بولندا الثلاثة بالكامل وحاله كحال العديد لم يسجل أو يصنع أي هدف كونها كانت مشاركة سيئة لمنتخب النسور البيضاء.
يعيش زيلينسكي حاليا مع نابولي واحدة من أفضل حالاته الجماعية إذ أن فريقه يتصدر الدوري الإيطالي بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه وهذا ما سيستمر حتى نهاية العام الحالي على الأقل.
وفي دوري أبطال أوروبا تصدر فريقه أيضا مجموعته التي ضمت ليفربول ورينجرز وأياكس.
زيلينسكي بنفسه سجل 6 أهداف وصنع 7 خلال 21 مباراة وهذا ما يعد رقما رائعا للاعب وسط ملعب.
فويشيك تشيزني
واحد من أقدم اللاعبين وقادة منتخب بولندا هو تشيزني حارس المرمى وحارس مرمى يوفنتوس.
تشيزني بدأ مسيرته الدولية عام 2009 عندما شارك لمدة شوط في مباراة ودية ضد كندا وتمكن خلاله من الحفاظ على نظافة شباكه.
صاحب الـ 32 عاما شارك مع بولندا خلال مسيرته في 66 مباراة ونجح خلالهم من الحفاظ على نظافة شباكه في 21 مباراة واستقبل 61 هدفا.
حارس الفريق الإيطالي شارك في مباراتين خلال كأس العالم 2018 وسكنتشباكه خلالهم 5 أهداف ولم يقدم البطولة المنترة منه.
ومع يوفنتوس لا يمر الفريق بأكمه بأفضل حالاته خلال الموسم الماضي أو بداية الموسم الحالي.
تشيزني شارك في 12 مباراة فقط منذ بداية الموسم بسبب معاناته من الإصابة وحافظ على نظافة شباكه خلالهم في 6 مباريات واستقبل 12 هدفا.
طالع قائمة بولندا التي ستشارك في كأس العالم بالكامل من هنا
المجموعة
وقعت بولندا في مجموعة صعبة حسب وصف روبرت ليفاندوفسكي قائد الفريق بجانب كل من الأرجنتين والسعودية وبولندا وسيسعى خلالها النسور للتأهل إلى دور الـ 16 لأول مرة منذ 3 عاما.
البداية ستكون ضد المكسيك يوم الثلاثاء 22 نوفمبر على استاد 974 في الساعة السادسة بتوقيت القاهرة.
الفريقان التقيا مرة واحدة في كأس العالم كانت عام 1978 وانتهت بفوز بولندا بثلاثة أهداف مقابل هدفا واحد.
كما التقى الفريقان في 7 مباريات ودية كان الفوز بهم للمكسيك 3 مرات وبولندا مرتين والتعادل مرتين.
المواجهة الأخيرة كانت في 2017 وانتهت بفوز المكسيك بهدف دون مقابل.
المباراة الثانية ستكون ضد السعوديةيوم 26 نوفمبر على استاد المدينة التعليمية في تمام الساعة الـ 3:00 مساء بتوقيت القاهرة.
الفريقان التقيا في 4 مباريات ودية من قبل كانت آخرها في 2006 وتمكن منتخب بولندا من تحقيق الفوز بهم بالكامل.
الجولة الثالثة ستجمع بين بولندا والأرجنتين يوم 30 نوفمبر على ملعب 974 في تمام الساعة 9:00 مساء
بولندا واجهت الأرجنتين مرتين في كأس العالم عامي 1974 و1981 وانتهت المباراتين بفوز ممثل أمريكا الجنوبية.
وبشكل عام فإن الفريقين قد التقيا في 11 مباراة وكان الفوز خلالهم من نصيب بولندا 6 مرات والأرجنتين 3 مرات وانتهت مباراتين بالتعادل.
المواجهة الأخيرة كانت مباراة ودية في عام 2011 وانتهت بفوز الأرجنتين بهدفين مقابل هدفا واحد.