كتب : أحمد أباظة
Brasil, decime que se siente
Tener en casa a tu papa
"البرازيل أخبريني كيف تشعرين، بوجود والدك في المنزل"..
ضوضاء لا يخطئها من تابع كأس العالم 2014 على أراضي البرازيل نفسها، بدأت مع توافد الفوج الأول من الجماهير الأرجنتينية إلى ديار الغريم، وبلغت ذروتها في ليلة لا تنسى، ليلة الثامن من يوليو لنفس العام.
7 أهداف مقابل هدف وحيد. طوفان ألماني اكتسح صاحب الأرض وأطاح به من نصف النهائي، وقبل أن تعرف جماهير الأرجنتين ما إن كانت ستبلغ النهائي على حساب هولندا أم لا في اليوم التالي، كان الموقف الجماعي واضحا للغاية: سنتشفى الليلة، وغدا سنرى.
في التاسع من يوليو وبعد لحظات عصيبة لم يبق منها في الذاكرة سوى خافيير ماسكيرانو وهو يوقف نفاثة الطواحين الأخطر آريين روبن قبل أن تعض بلاد الفضة بأسرها أصابع الندم، انطلقت جحافل الأرجنتينيين في شوارع ريو وكأنها بوينس أيرس.. احتلال دام لساعات، بين الشماتة في الغريم الذي لم يبلغ النهائي، وبين أحلام تحقيق اللقب الغائب على أرضه وأمام مواطنيه.. أحلام نعرف جميعا ماذا كان مصيرها في ليلة الثالث عشر.
Te juro que aunque pasen los años
Nunca nos vamos a olvidar
"نقسم لكم أننا لن ننسى أبدا مهما مرت السنوات"..
ولن ينسى أحد.. سيفتش الجميع للأبد عما حدث، حين أوشك كل مشجع أرجنتيني على ملامسة الحلم المنتظر منذ 1986، ثم نزل سيف ماريو جوتزه قاطعا كل الأيدي. قتلهم هيجوايين؟ بالاسيو؟ سابيلا؟ ميسي نفسه؟ لا يهم.. النتيجة ستظل العنوان الخالد، وعلى الحلم أن ينتظر.. دون أن يعرف أي كائن حي فان إلى متى.
ولكن، ما الذي لن ينساه الأرجنتينيون عن البرازيل ويصرون على تذكيرهم به إلى هذا الحد؟ هذا هو المفتاح..
كل ما حدث بين تلك الليلة التي عانق فيها مارادونا كأس العالم للمرة الأخيرة في تاريخ بلاده، وبين يومنا هذا، بدأ من ذلك الحدث.
Que el Diego te gambeteó
Que Cani te vacunó
Que estás llorando desde Italia hasta hoy
"كيف تلاعب بكم دييجو، وكيف فاجأكم كاني، أنتم تبكون منذ إيطاليا وحتى اليوم"
دييجو هو مارادونا بالطبع، أما كاني فهو كلاوديو كانيجيا، صاحب هدف بلا نظير في تاريخ العداء اللاتيني الأبرز، أما إيطاليا، فهي كأس العالم 1990.
في 2014 كان من المحتمل أن نشهد أم المعارك في نهائي المونديال، لولا الغزو الألماني بالطبع، ولكن هذه المباراة لا تحتاج لحدث بهذا الحجم حتى تأخذ طابعها الشرس، فكل هذا الهتاف والإذلال نتج عن مجرد مباراة في دور الـ 16.
لم تكن المواجهة الوحيدة بينهما في تاريخ المونديال، ولم تكن الأولى، ولكنها تتحلى بميزتين لم تملكهما أي من المباريات الثلاث السابقة (انتصارين للبرازيل وتعادل):
1- لقد كانت المواجهة الإقصائية الوحيدة بينهما
2- لا تزال الأخيرة حتى اليوم
تمريرة من مارادونا وصلت إلى كانيجيا ليسجل هدف الفوز، وهكذا انتهت الكرة المونديالية بين الغريمين حتى يشاء القدر أن يتجدد اللقاء، ولكن هل تظن أن الأمر كان بهذه البساطة؟ مجرد مباراة كرة قدم؟ حسنا، هناك سبب بالتأكيد لتسميتها بـ "فضيحة الماء المقدس".
خرج برانكو نجم البرازيل متهما الطاقم التدريبي للأرجنتين بمنحه زجاجة مياه محقونة بمهدئات بينما كانوا يعتنون بأحد المصابين.. حتى وإن كان ذلك صحيحا، كيف سيتم إثباته؟ لا يوجد دليل مادي، ماذا سنفعل الآن؟ ننتظر اعتراف أحد الأرجنتينيين؟ هل هناك من يفتقر للحد الأدنى من الكياسة ليقر بذلك أصلا؟
"لقد أضاع البرازيليون 20 فرصة أمام المرمى في ذلك اليوم، لم يكن خطئي أنهم خسروا".
"يقر" ليست اللفظة الصحيحة، فهناك من يمكنه أن يتفاخر بذلك على الهواء مباشرة.. ومن غيره؟ قال مارادونا في برنامج أرجنتيني بكل سلام نفسي إن برانكو تم منحه "مياه مقدسة". صحيح أن كارلوس بيلاردو مدرب منتخب الأرجنتين آنذاك نفى تلك المزاعم تماما، ولكن بعد سطور قليلة للغاية، ستدرك وحدك أن نفي بيلاردو دليل أقوى من اعتراف مارادونا.
"دومينيجو! لاعبونا هم من يرتدون الأحمر! الأحمر! بحق المسيح أشعر كأني أموت! أنت لا تمنح حتى مجرد المياه للخصوم. كل ما تفعله للخصوم هو أن تدهسهم! تدهسهم! تدهسهم!"
هذا ليس مشهدا من حرب جزر فوكلاند، بل مجرد حديث عابر بين بيلاردو وطبيب فريقه إشبيلية في مباراة عادية للغاية بالدوري الإسباني أمام ديبورتيفو لاكورونيا عام 1992. كل ما فعله الطبيب هو أنه دخل الملعب لعلاج مارادونا، وبعد أن اطمأن عليه وجد ريبيرا مدافع الخصم بدماء سائلة من وجهه، فالتفت لمعالجته.. لا أكثر ولا أقل.
قال عنه سابقه في تدريب الأرجنتين لويس سيزار مينوتي: "كرة القدم في غاية الكرم، لقد منعت بيلاردو من أن يصبح طبيبا". دارس الطب ذاك كان آية في القذارة الكروية.. بدءا من قول أشياء قذرة عن زوجات المنافسين لإغضابهم داخل الملعب، وصولا إلى إخفاء "إبرة" لوخز الخصوم، وبينما يتلوى خصمه على الأرض من ألم غير مفهوم، كان ينظر الطبيب المسكين إلى الحكم ببراءة طفل يتهدل المخاط من أنفه.
"قد يكون فلان ابن *****، ولكنه ابن الـ***** الخاص بنا". هل تعرف هذه المقولة مجهولة النسب التي يلصقونها عادة بالرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت في سياق الحديث عن ديكتاتور نيكاراجوا؟ هكذا كان الأمر، قل عن بيلاردو ما في الخمر، سيظل هو آخر من قاد الأرجنتين إلى منصة تتويج مونديالية.
البقية للتاريخ، فبعد واقعة المياه أكمل منتخب الأرجنتين طريقه حتى نهائي 1990، ليسقط حلم الثالثة للمرة الأولى على يد عدو كروي لن ينساه الأرجنتينيون أبدا: ألمانيا، نفس طرف النهائي السابق.
A Messi lo vas a ver
La copa nos va a traer
Maradona es más grande que Pelé
"سترون ميسي، سيعيد إلينا الكأس. مارادونا أعظم من بيليه".
رحل بيلاردو وأتى ألفيو باسيلي، ومعه توج منتخب الأرجنتين بكوبا أمريكا عامي 1991 و1993، وهنا انتهى كل شيء لمدة 28 عاما.
بين فضيحة تعاطي مارادونا التي دمرت مونديال 1994، ومحاولة إصلاح مع دانييل باساريلا انتهت بربع نهائي 1998، وتقلد "إل لوكو" مارسيلو بييلسا الذي كان شاهدا على مأساة دور مجموعات 2002، وتجربة خوسيه بيكرمان التي أجهز عليها الألمان في 2006 وظل تبديل ريكيلمي عنوانها الأبرز إلى اليوم، لن تجد أبدا ما هو أمتع مما حدث حين تولى مارادونا نفسه قيادة المنتخب.
الكل يعرف ماذا قال الأسطورة عن توماس مولر، والكل يعرف كيف رد عليه مولر بهدف في الدقيقة الثالثة افتتح الرباعية الدامية، ولكن في زحام التصريحات النارية هناك ما لم يأخذ حقه أبدا..
انظر مرة واحدة إلى تشكيل الأرجنتين، لا، لن تخسر إذا ضحكت، ولكن توجد ملحوظة واحدة لا يسهل اجتيازها: هناك لاعب وسط واحد في هذا التشكيل، وهو خافيير ماسكيرانو. المفارقة أن منتخب الأرجنتين استفاد من الخماسي ذي الخصائص الهجومية الذي أشركه أمامه، إذ سدد أكثر من ألمانيا رغم الرباعية، ولكن فيمَ يفيد حشد المهاجمين والدفاع مستباح؟ أو كما قالت امرأة حكيمة ذات ليلة: ما نفع المناديل لأياد جافة؟
كيف يمكن لرجل أن يكون بطلا لكارثة كتلك ثم ينجو بفعلته؟ الإجابة.. أن يكون مارادونا. يمكنه أن يخسر أمام بوليفيا بسداسية، ويتأهل بصعوبة إلى المونديال، ويكتب فضيحة مدوية لن تمحى من الذاكرة الكروية، ثم تظل هناك كنيسة باسمه. للتوضيح، ليست "باسمه" باعتباره رجل مسيحي صالح، بل لعبادته.
على النسخة العربية لـ "ويكيبيديا" تجد تعريفا من أبسط ما يكون: "في ذكرى ميلاد مارادونا يوم 30 أكتوبر 1998، اقترح الصحفيان أليخاندرو فيرون وهيرنان آميس بابتكار دين جديد يقوم على عبادة لاعب كرة قدم لأول مرة". بهذه البساطة حقا.
مارادونا منح نفسه رصيدا يكفيه مدى الحياة، يمكنه أن يلوم أي شيء في الوجود وسيجد من يناصره، ولكن ماذا يفعل البالغ من العمر 23 عاما الذي وجد شارة القيادة على ذراعه فجأة دون أي رصيد سوى ميدالية أولمبية تافهة لا تعني شيئا لهذه البلاد؟
ليتها شارة القيادة فقط، لقد وجد بلاده بأكملها ملقاة على عاتقه، أحلام الماضي والحاضر والمستقبل، ومارادونا الذي بعث من جديد في عيون مواطنيه. طفل مصاب بنقص هرمون النمو صار حديث العالم أجمع في برشلونة، وفجأة صار عليه تحمل كل ذلك، وإلا لاحقته اتهامات التخاذل والخيانة العظمى والهروب من ساحة المعركة حين حمي الوطيس.
من سخرية القدر أن كل ما امتلكه مارادونا في الأرجنتين، لم يكن يختلف كثيرا عما حظي به ميسي في برشلونة. ضوء أخضر من الجماهير لتفعل ما شئت طوال حياتك، ولكن في حالة ميسي لم يكن له أي كرامة في وطنه.
2014، ثم كوبا أمريكا 2015، ثم كوبا أمريكا مجددا في 2016.. يقولون أن خسارة النهائي هي الشعور الأسوأ في كرة القدم، فما بالك بمن اختبره 3 مرات متتالية؟ ضغط لا يحتمل، قاد ليونيل لقرار الاعتزال الدولي الشهير.
بالطبع كان الجميع يعلم، بل ربما ليو نفسه يعلم، أنه كان مجرد قرار انفعالي، وما أن هدأت الأمور حتى تراجع عنه سريعا، وحمل هذا المنتخب في عزف منفرد تام، فـ "شبه المنتخب الأرجنتيني" بذلك الوقت ما كان ليسجل إلا إذا سجل ميسي أو صنع، وسط مشاهدة من إدجاردو باوزا وخورخي سامباولي، من هذان؟ مدربا المنتخب المتتاليان في ذلك الوقت، ليس بالخطب الجلل..
من جفف دموعه في 2014 معتقدا أن 2018 ستكون فرصة التعويض، قطعا لم يكن يملك الشعور ذاته على مشارف مونديال روسيا، فالمنتخب كاد ألا يتأهل حتى الجولة الأخيرة من التصفيات، حتى اضطر ميسي لاجتياح الإكوادور وحده، ولنختصر القصص المؤلمة، فإن خروج هذا الفريق المخيب على يد بطل العالم بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، قد يعتبر إنجازا في هذه الظروف المأساوية.
Veni veni, canta conmigo
Que un amigo vas a encontrar
Y de la mano, de Leo Messi
Toda la vuelta vamos a dar
"تعال، تعال، غنِّ معي، ستقابل صديقا، وبيدي ليو ميسي، سنركض عبر الملعب كله".
مرة أخرى، أطلق الأرجنتينيون ما لذ وطاب من هتافاتهم في ريو دي جانيرو، فقد هزموا البرازيل في قلب الماراكانا وانتزعوا اللقب اللاتيني الغائب، وتجمعت كل الخيوط الناقصة.
لم يعد الفريق يملك نفس الأسماء الهجومية البراقة كأجويرو وهيجوايين، وغادر عدد كبير من لاعبي الحرس القديم، وتشكل من الجدد فريقا جديدا حول ليونيل ميسي، وبينما يمكن القول بإن أسماء الهجوم –عدا ميسي- ليست بنفس البريق، فإن الفريق صار أخيرا أكثر من مجرد هجوم.
كيان متماسك وصلب بعدد من اللاعبين المميزين في كل مراكز الملعب، ولكن هذا ليس فقط ما يميزهم، بل حقيقة أنهم يتضافرون في كيان متماسك، وكل ذلك ما كان ليتحقق بدون رجل مهدت العديد من الصدف طريقه إلى هنا: المدرب ليونيل سكالوني.
اللحظة التي أزاحت الضغط عن كاهل ميسي تحققت على يد من علموا حقيقة بديهية ظلت طي التجاهل لأعوام: كرة القدم لعبة جماعية.
ميسي الذي قاتل طويلا لأجل الأرجنتين وجد حوله من يقاتلون لأجله، وحين قطعت تمريرة دي بول نصف الماراكانا صوب دي ماريا ليسجل الهدف الوحيد، لم تكن هناك زجاجة مياه غير عادية، لم يكن هناك بيلاردو ولا برانكو، كان هناك شيء واحد فقط: الكأس أمامنا الآن، سنعود بها ولو كلفنا الأمر حياتنا.
منذ الهدف لم تعد هذه المباراة تشبه كرة القدم كثيرا، لقد صارت حربا. هذه الأمة لن تبكي الليلة، وهذا القائد لن تنال منه نيرانكم.
مهما حاولنا تحليل كل شيء، كرة القدم هي كرة القدم وجمهورها يظل جمهورها، ولا صوت يعلو فوق صوت الفوز، ولا شيء قادر مثله على تغيير الإحباط العام إلى موجة كاسحة من التفاؤل، الأمر الذي وصفه الصحفي الأرجنتيني كلاوديو ماري قائلا:
"الأرجنتين تذهب إلى كأس العالم بشعور إيجابي واعتقاد بأنها في الموقع المناسب للقتال على اللقب، حتى وإن لم يعترف بذلك أي من أفراد الفريق علنا. إنها تشبه برحلة لخريجي مدرسة، بالنظر لمدى سيطرة التفاؤل على الأجواء بينهم".
هذا لا يعني أن الضغط قد انتهى، ولكنه أقل كثيرا من الأعوام السابقة. هناك ثقة أكثر منها مطالبة، وهناك رغبة وتشبث بفرصة أخيرة، فكما يعرف الجميع، ميسي يبلغ من العمر 35 عاما، وما لم تحدث معجزة ما، فإننا لن نراه في كأس العالم مرة أخرى..
أهلا بك في اللاتينية
بالنظر لمشوار التصفيات على صعيد النتائج فلا يوجد أي شيء لافت، لا توجد نصف دراما التصفيات السابقة. 11 انتصارا و6 تعادلات بلا هزيمة. 39 نقطة في المركز الثاني وراء البرازيل، بفارق 15 نقطة عن المركز الخامس المؤدي للملحق. مجرد تصفيات عادية للغاية في أمريكا اللاتينية.
هداف الأرجنتين في التصفيات هو.. هل تريد حقا إجابة هذا السؤال؟ الأمر الجدير بالذكر هنا فعليا، هو أن هناك أرجنتيني آخر يأتي وراء ميسي بفارق هدف وحيد. بالعودة إلى التصفيات السابقة، تجد الأقرب لميسي هم 3 لاعبين مناصفة، بفارق 5 أهداف.
ربما لاحظت أن (11 + 6 + 0 = 17) وأن هناك مباراة ناقصة، نعم إنها مباراة البرازيل والأرجنتين الأخيرة والتي تم إلغاؤها لأنها تحصيل حاصل في نهاية المطاف ولن تؤثر على شيء، ولكن لماذا وصلنا إلى هذا الوضع أصلا؟ هنا تكمن المتعة..
للكرة اللاتينية مذاقها الخاص، ولمتابعة الأرجنتين تحديدا مذاق مختلف، قل لي من هو منتخبك المفضل، ثم قل لي ما إذا كنت قد شاهدت مباراته تتعطل في دقائقها الأولى، لأن السلطات المحلية اقتحمتها بحثا عن لاعبيك المتهربين من قواعد الحجر الصحي لفيروس كورونا.
لأجل الثالث
هذه هي المشاركة رقم 18 لمنتخب الأرجنتين في تاريخ كأس العالم.
سبق له التتويج باللقب مرتين عامي 1978 و1986 من أصل 5 نهائيات.
بعيدا عن خسارتي 1990 و2014 الأوفر حظا على صعيد الشهرة، فإن بلاد الفضة قد خسرت أول نهائي في تاريخ كأس العالم على الإطلاق: عام 1930 أمام أوروجواي.
لعب منتخب الأرجنتين 81 مباراة في كأس العالم. فاز 43 مرة، وتعادل في 15 مباراة وتلقى 23 هزيمة. سجل خلالها 137 هدفا وتلقى 93.
هداف الأرجنتين في المونديال ليس مارادونا (الثاني بـ 8 أهداف مناصفة مع جييرمو ستابيلي) ولا ليونيل ميسي (الرابع بـ 6 أهداف مناصفة مع ماريو كيمبيس)، بل جابرييل باتيستوتا بـ 10 أهداف.
الهدف هو التتويج، والدابة السوداء هي دائما أبدا ألمانيا، ففي آخر 6 نسخ شهدت تأهل منتخب الأرجنتين إلى الأدوار الإقصائية لكأس العالم، أطاح به الألمان 4 مرات، بينهم 3 على التوالي من 2006 حتى 2014.
بالنظر لقرعة كأس العالم 2022 وطريقة سيرها، فإن الفريقين لا يمكنهما الاصطدام ببعضهما البعض قبل نصف النهائي إذا تصدرا مجموعتيهما معا أو تأهلا بالمركز الثاني معا، أما إذا تصدر أحدهما وتأهل الآخر بالوصافة، فلن يمكنهما الالتقاء إلا في النهائي.
ألبيسيليستي
يملك منتخب الأرجنتين لقبين: راقصو التانجو – الألبيسيليستي.
رقص التانجو من العلامات التراثية الشعبية لدولة الأرجنتين، ويتصف بسرعة الإيقاع وسلاسة الحركة الجسدية، وبالتالي أسقطت هذه الصفة على أجيال من المهاريين في هذه البلاد.
أما "ألبيسيليستي".. فهي لفظة تعني حرفيا: الأبيض والأزرق السماوي. لون العلم، ولون القميص أيضا.
لا سكالونيتا
"إذا كانت الساعة العاشرة صباحا وقال لنا: ليلة سعيدة، فهذا يعني أن الليل قد حل بالنسبة لنا".
هكذا عبر رودريجو دي بول عن مدى ثقة اللاعبين بمدربهم الحالي ليونيل سكالوني. أيا كان ما سيخبرهم به، سيصدقونه دون تفكير، كل ذلك بالطبع تولد بعد التتويج بلقب كوبا أمريكا.
ولكن قبل ذلك، كانت رحلة من الشك، الشك التام الناتج عن الفوضى، ليس فقط فوضى سابقيه باوزا وسامباولي، إذ كان قرار تعيينه بحد ذاته مخاطرة فوضوية.
ليونيل الأرجنتين الآخر، واستمرارا لمفارقات القدر، فقد بدأ مسيرته الكروية في نيويل أولد بويز، فريق طفولة ميسي.
خرج سكالوني من الأرجنتين إلى أوروبا عام 1998 عبر بوابة ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني، وفاز معه بالدوري والكأس والسوبر، ولم يعد حتى اعتزل في صفوف أتالانتا عام 2015.
اعتزل في 2015 وتولى قيادة منتخب الأرجنتين عام 2018، شيء ما ليس في مكانه، متى كون خبراته التدريبية وما هي أصلا؟ بالضبط.. صفر تقريبا.
بعد اعتزاله صار مساعدا لسامباولي في إشبيلية، ثم رافقه حين تولى قيادة الأرجنتين، وبعد إقالة سامباولي صار هو المدرب المؤقت، وبعد عدة مفاوضات مع عدة أسماء رفض أغلبها تسلم تلك التركة المهترئة، استقر رأي الاتحاد الأرجنتيني على منح سكالوني فرصة كاملة.
إذا كان هذا ما فعله سامباولي، فما بالك بمساعده؟ السؤال البديهي الذي أتت إجابته على عكس التوقعات تماما، لتستمر رحلة "لا سكالونيتا" إلى اليوم، ويصبح الرجل الذي أتى دون ذرة ثقة وحيدة موطنا لثقة أمة بأكملها في المعترك العالمي.
الطريق إلى لوسيل
يلعب منتخب الأرجنتين في المجموعة الثالثة مع السعودية والمكسيك وبولندا.
وتقام المباريات على النحو التالي:
الثلاثاء 22 نوفمبر: الأرجنتين × السعودية - استاد لوسيل
السبت 26 نوفمبر: الأرجنتين × المكسيك - استاد لوسيل
الثلاثاء 30 نوفمبر: الأرجنتين × بولندا - استاد 974
بين الأرجنتين والسعودية لا توجد سوى مواجهة رسمية واحدة في كأس القارات عام 1992، وانتهت بفوز الأرجنتين 3-1. سجل لها ليوناردو رودريجيز وكلاوديو كانيجيا ودييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الحالي، فيما سجل سعيد العويران هدف السعودية الوحيد.
أما المكسيك، فهناك تاريخ طويل بين كوبا أمريكا وكأس القارات والوديات الدولية، يضم 3 مواجهات في كأس العالم.
الأولى هي ثاني مباريات الأرجنتين في المونديال على الإطلاق، في دور المجموعات للنسخة الافتتاحية عام 1930، وانتهت بفوز الأرجنتين 6-3.
76 عاما من الانتظار حتى تجددت المواجهة في دور الـ 16 لنسخة 2006، وفاز منتخب الأرجنتين 2-1 بعد الوقت الإضافي.
وفي النسخة التالية مباشرة (2010)، وفي نفس الدور، أعيدت الموقعة وفاز الألبيسيليستي 3-1 في الوقت الأصلي هذه المرة.
أخيرا التقى الأرجنتين وبولندا مرتين في نسختين متتاليتين من المونديال، الأولى في مجموعات 1974 وانتهت بفوز بولندا 3-2، والثانية في مجموعات الدور الثاني لنسخة 1978، وفاز الطرف الأرجنتيني بثنائية ماريو كيمبيس.
إذا تصدر منتخب الأرجنتين مجموعته سيلاقي وصيف المجموعة الرابعة (فرنسا - أستراليا - الدنمارك - تونس) في دور الـ 16، وإذا فاز سيلاقي الفائز من متصدر المجموعة الأولى (قطر - الإكوادور - السنغال - هولندا) ووصيف المجموعة الثانية (إنجلترا - إيران - الولايات المتحدة الأمريكية - ويلز) في ربع النهائي.
أما إذا حل الفريق ثانيا، سيلاقي متصدر المجموعة الرابعة في دور الـ 16، ثم يلاقي الفائز من وصيف المجموعة الأولى ومتصدر المجموعة الثانية في ربع النهائي.