كتب : إسلام أحمد
"حول روبرتو باجيو هناك رنين من تحطم الكريستال. داخل روبرتو باجيو، لا يزال هناك شيء مثير للانكسار قد يكون حلم الفوز بكأس العالم، أو الارتعاش المُتعب من ركلة جزاء ضائعة. ربما عضلة. هكذا تعود نقاط الضعف القديمة والجديدة، الحدود الجسدية والنفسية لشاب يُستخدم كتعويذة، لبطل يجب أن يُسأل عنه كثيرا، وإذا لم يكن كل شيء، فلا شيء. العلاج الآن، يبدو وكأنه مسكن، أسبرين يُقدم لرجل يحتضر".
هكذا وصفت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية في سبتمبر 1994، حالة روبرتو باجيو بعد أشهر من إهدار ركلة الترجيح الشهيرة في نهائي كأس العالم.
بعد 3 أسابيع من إهدار ركلة الترجيح في نهائي كأس العالم 1994، سافر باجيو إلى مزرعته الجديدة التي تبلغ مساحتها 900 فدان في لا بامبا، وهي واحدة من أكثر المقاطعات الأرجنتينية كثافة سكانية، وتقع في قلب الأراضي العشبية الشاسعة الفارغة في البلاد.
سافر باجيو إلى الأرجنتين للابتعاد عن ضجيج ما بعد نهائي المونديال ليمارس رياضة صيد البط الذي اعتاد عليها بشكل دائم مع والده منذ أن كان صغيرا ويحصل على قسط من الراحة.
وفجأة ظهرت أَضواء الكاميرات وأصوات الصحفيين في مزرعته، وانتشرت شائعات بأنه أطلق النار عليهم، فرد الإيطالي ساخرا: "إذا كنت أطلقت عليهم النار، فإن الصحفيين الذين استهدفتهم لن يكونوا على ما يرام".
كما أصبح عدوا ليسوعيون ونشطاء حقوق الحيوان، وأصرت مجلة كاثوليكية إيطالية على طرد باجيو من الكنيسة لاتباعه البوذية، وطالبت رابطة مكافحة التشريح الإيطالي بمعرفة ما يفعله البوذي في إطلاق النار على البط.
وُصف "صاحب ذيل الحصان الألهي" بـ "الرجل الذي كلف إيطاليا كأس العالم".
وحصل باجيو على هذا اللقب الذي يظل ملازما له حتى يومنا هذا بسبب شكل تصفيف شعره واعتناقه لديانة مختلفة وهي البوذية.
ذاع صيت باجيو بقميص فيتشينزا الإيطالي في الدرجة الثالثة، وقبل يومين من انضمامه بشكل رسمي لـ فيورنتينا، تمزق الرباط الصليبي لركبته اليمنى أثناء اللعب ضد ريميني وكان عليه الحصول على 220 غرزة لإعادة بنائه.
ظن باجيو أن مسيرته انتهت وفكر كثيرا في الاعتزال المبكر، إلا أن الصفقة تمت آنذاك مقابل 1.5 مليون جنيه أسترليني، بل وانتظره الفيولا ما يقارب عامين من أجل أن يصبح لاعبا أساسيا في الفريق.
باجيو المولود لعائلة تضم 8 أطفال في عائلة كاثوليكية نموذجية من منطقة فينيتو الكاثوليكية في إيطاليا، كان الدين بالنسبة لهم شيئا اعتياديا.
وفي الأول من يناير 1988 قرر باجيو التحول للديانة البوذية بعد محادثات مع صديق بوذي يُدعى ماوريتسيو بولدريني، وزوده باجيو بالإطار الإدراكي لفهم المعاناة التي كان يمر بها.
يتذكر باجيو عن الفترة السابقة لاعتناق البوذية قائلا: "فقدت الثقة في نفسي، وخرجت قليلا جدا وكنت أشعر بالكآبة الشديدة. بدأت القراءة عن البوذية، ثم ذات يوم، في 1 يناير 1988، طرقت باب ماوريتسيو في السابعة والنصف صباحا وقلت: يجب أن أبدأ رحلتي الآن".
وأضاف "كان عليّ أن أجد الشجاعة لأعيش. كان طريق الإيمان بمثابة تدريب على الشجاعة الروحية. في بعض الأحيان، أثناء التدريب على الصلاة، كان الألم في ركبتي مثل المطرقة في عقلي لكنني لم أتوقف أبدا. كان يمكن للآخرين التوقف، لكن لم أفعل ذلك".
حصل باجيو على فرصة اللعب في كأس العالم بإيطاليا 1990، جلس على مقاعد البدلاء أمام النمسا وأمريكا، ثم شارك أساسيا في اللقاء الثالث ضد تشيكوسلوفاكيا وقبل 12 دقيقة على النهاية سجل واحدا من أروع أهداف كأس العالم عبر التاريخ.
لاحقا حصد هدف باجيو المركز السابع في قائمة أفضل هدف في تاريخ كأس العالم في استطلاع للفيفا.
شارك باجيو أساسيا ضد أوروجواي في ثمن النهائي ثم أمام أيرلندا في ربع النهائي، وشارك كبديل أمام الأرجنتين في مباراة المربع الذهبي، بل وسجل ركلته الترجيحية في مباراة انتهت بتأهل مارادونا ورفاقه على ملعب سان باولو بمدينة نابولي.
وفي مباراة المركز الثالث ضد إنجلترا افتتح باجيو السجل التهديفي للمباراة قائدا الأتزوري للمركز الثالث.
وصف العديد جوسيبي مياتزا وجياني ريفيرا بأفضل من مروا على الكرة الإيطالية عبر تاريخها حتى جاء روبرتو باجيو.
جياني بريرا، عميد الكتابة الرياضية الإيطالية لأكثر من 50 عاما كتب عن باجيو: "كان من حسن حظي أن رأيت جوسيبي مياتزا، وفكرت فيه عندما رأيت باجيو يلعب. باجيو لديه خيال".
بعد كأس العالم 1990 انتقل باجيو من فيورنتينا إلى يوفنتوس في صفقة مدوية جعلت جماهير الفيولا تخرج غاضبة في الشوارع اعتراضا على رحيل الفتى المدلل ومستقبل الكرة الإيطالية للسيدة العجوز، لدرجة أن البعض وصفه بـ "يهوذا".
مع يوفنتوس أصبح باجيو الأفضل في العالم بالفوز بجائزة الكرة الذهبية عام 1993، كما حمل شارة القيادة والتي كانت مختلفة عن الجميع.
باجيو يُعد عضوا في منظمة سوكا جاكاي البوذية الدولية. حملت شارة القيادة التي كان يرتديها طوال حياته المهنية ألوان هذه المدرسة الدينية (الأزرق والأصفر والأحمر) والشعار الياباني "نفوز. يجب أن نفوز".
في كأس العالم 1994 وصلت البرازيل وإيطاليا للمباراة النهائية، البرازيل بفضل روماريو والذي ساندته كتيبة من النجوم والأسماء الكبيرة، لكن على النقيض لم تكن لتستكمل إيطاليا طريقها نحو النهائي لولا باجيو.
كأس العالم 1994
جون فوت مؤلف كتاب A History of Italian Football صرّح من قبل قائلا: "لا أحد أحَب فريق 1994 حقا. كان الجميع يكره أرييجو ساكي كمدرب للمنتخب الوطني وكان الجدل حول تلك البطولة لا يُصدق".
افتقر منتخب إيطاليا للأسلوب في مباريات دور المجموعات وبالأخص أمام جمهورية أيرلندا في مباراتهم الافتتاحية، سقط باجيو في قبضة بول ماكجراث طيلة المباراة فخسر الأتزوري بهدف دون رد.
أمام النرويج في المباراة الثانية تعرض الحارس جيانلوكا بليوكا للطرد في الدقيقة 21، فلم يكن أمام ساكي سوى باجيو الذي قرر إخراجه من المباراة في الدقيقة التالية.
رده فعل باجيو كانت قوية، إذ وصف ساكي بـ "المجنون" بسبب لاتخاذه هذا القرار وتعجبه.
ساكي ادعى أن باجيو كان يعاني من إصابة في وتر العرقوب ومع خسارة إيطاليا لرجل، لا يمكن الاعتماد عليه للمساعدة في الدفاع.
لحسن الحظ إيطاليا فازت بهدف لباجيو لكن ليس لروبرتو، بل دينو باجيو.
تعادل الأتزوري في الجولة الأخيرة مع المكسيك وتأهل كأفضل رابع فريق احتل المركز الثالث في دور المجموعات.
الضربات لباجيو لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصف جياني أنييلي رئيس يوفنتوس آنذاك باجيو بعد نهاية دور المجموعات بأنه مثل "الأرنب المبلل" في ظل عدم تقديمه ما يفيد المنتخب.
التقى منتخب إيطاليا مع نيجيريا التي تربعت على مجموعة ضمت الأرجنتين وبلغاريا، وظل النسور الخضر متقدمين في النتيجة طيلة أحداث اللقاء حتى ظهر روبرتو باجيو بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 88 ثم سجل هدفا آخر من ركلة جزاء في الدقيقة 102.
أمام إسبانيا في ربع النهائي تكرر نفس الأمر، تقدم للاروخا، وسجل دينو باجيو هدف التعادل وفي الدقيقة 88 ظهر روبي بتسجيل هدف الانتصار القاتل.
على النقيض في مباراة المربع الذهبي سجل باجيو ثنائية في ظرف 4 دقائق خلال أول 25 دقيقة استطاعت بها إيطاليا التأهل للمباراة النهائية.
مع تبقى 20 دقيقة على نهاية مباراة بلغاريا، أُجبر باجيو على المغادرة بسبب إصابة.
في غرفة الملابس بعد ذلك، جلس بعيدا عن زملائه ووضع رأسه بين يديه. تساءل الكثيرون عما إذا كان يقدم الشكر أو يشعر بالقلق بشأن الألم في أوتار الركبة.
نفسيا، شعر باجيو بالاندفاع. كان يعاني من إصابة طفيفة نسبيا، ولكن لم يكن أمامه سوى يومان مناسبان للتعافي. وكان السفر في الولايات المتحدة غير مريح إذ توجب على منتخب إيطاليا السفر بالطائرة ما يقارب 6 ساعات لخوض المباراة النهائية.
تدريب باجيو كان بمثابة ركل الكرة في الحائط في غرفة الفيديو في فندق الفريق. في وقت لاحق اعترف بأنه شعر بالقلق لا شعوريا بشأن إيذاء نفسه في النهائي، خاصة في الدقائق الأولى المبكرة.
في صباح يوم المباراة، تجمع مئات البوذيين في معبد بنجلاديشي ودعوا أن يكون باجيو لائقا. دفع باجيو تكاليف تجديد المعبد بعد أن سافر بعض الرهبان المحليين إلى إيطاليا لمقابلته بعد ذلك.
خاض باجيو المباراة ولكن برباط كبير على فخذه وبعد الحصول على حقنة مسكنة، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي بعد 120 دقيقة.
وصف باجيو من قبل عما شعر به قبل تنفيذ ركلة الترجيح: "كنت أعرف ما يجب أن أفعله وكان تركيزي مثاليا. لكنني كنت متعبا للغاية لدرجة أنني حاولت ضرب الكرة بقوة".
شعر روبي بالحزن لأن فرانكو باريزي ودانيلو ماسارو أهدرا ركلتي ترجيح ولو حتى سجل هو ركلته لم يكن الفوز مضمونا لأن البرازيل تبقت لها ركلة أخيرة.
وصف باجيو الركلة بأنها أسوأ لحظة في حياته المهنية، وأشار إلى أنها أثرت عليه لسنوات.
فيما بعد صرّح قاثلا: "ضربات الجزاء لا يفوتها سوى أولئك الذين ليس لديهم الشجاعة لتنفيذها".
لكن لم يفكر البعض أنه لولا أهدافه الخمسة لما وصل منتخب إيطاليا للمباراة النهائية.
حصد باجيو الكرة الفضية كثاني أفضل لاعب في البطولة بعد روماريو، وحل ثانيا في ترتيب هدافي البطولة أيضا.
ورغم ذلك ستظل صورة باجيو وهو محبط ينظر للأرض وفي المقابل كلاوديو تافاريل حارس البرازيل ينظر للسماء محتفلا بالانتصار، واحدة من أكثر الصورة الإيقونية في تاريخ كرة القدم والرياضة.
صورة تعبر عن الخط الدقيق بين النجاح والفشل ، والانتصار واليأس، إنها الصورة التي أمضى باجيو بقية حياته في محاولة لإغلاقها.
انتقل باجيو إلى ميلان وظل ساكي مدربا لمنتخب إيطاليا ولم يضم باجيو معه لقائمة يورو 1996 والتي ودع منها منتخب إيطاليا من دور المجموعات، وبرر ساكي تلك المرة استبعاد روبي بأنه لم يكن لائقا.
كما لم يضمه تشيزاري مالديني لقائمة إيطاليا التي شاركت في أولمبياد أتلانتا 1996.
لم يجد باجيو ميلان مكانا مناسبا له بعد موسمين بسبب تغيير المدربين، وفكر في الانتقال لصفوف ديربي كاونتي الإنجليزي، لكن رحل صوب بولونيا ليقدم واحدة من أفضل مواسمه على الإطلاق بتسجيل 22 هدفا في 30 مباراة بالدوري الإيطالي وقيادة الفريق لاحتلال المركز الثامن.
أصبح مالديني الأب مديرا فنيا لمنتخب إيطاليا قبل كأس العالم 1998، فضم باجيو لكنه ظل متمسكا بمشاركة أليساندرو ديل بيرو الذي كان عائدا من إصابة عنيفة أساسيا عوضا عن باجيو المخضرم.
بدأ باجيو أساسيا أمام تشيلي في اللقاء الأول بدور المجموعات، صنع هدف التقدم لـ كريستيان فييري.
وقبل النهاية بست دقائق والنتيجة تشير لتقدم تشيلي 2-1، أرسل باجيو عرضية ارتطمت بيد المدافع، واحتسب الحكم ركلة جزاء.
هنا انحنى باجيو ويبدو أنه استعاد بالذاكرة ما حدث منذ 4 سنوات، اقترب منه إنريكو كييزا وكذلك دينو باجيو.
انبرى للركلة وسددها وتلك المرة على يمين الحارس كرة أرضية قوية سكنت الشباك مسجلة التعادل.
قال باجيو بعد نهاية المباراة: "بالتأكيد، فكرت في الأمر قبل أربع سنوات، ولكن بعد ذلك قلت لنفسي إنني سأضع الكرة في الشباك هذه المرة، يمكنك القول أن المعرفة تكمن في قوة الفرد".
ثم سجل ضد النمسا في الجولة الأخيرة بعدما شارك كبديل لديل بيرو، هدف جاء في وقته لأن النمسا سجلت بعدها وانتصر منتخب إيطاليا بنتيجة 2-1.
غاب باجيو عن مواجهة النرويج في دور الـ 16 وشارك كبديل ضد فرنسا وكاد أن يسجل هدفا ذهبيا أمام المستضيف لكن كرته جانبت القائم لفابيان بارتيز.
انتقلت المباراة لركلات الترجيح وسجل باجيو ركلته الترجيحية الأولى، لكنها أيضا لم تكن كافية لأن إيطاليا ودعت ضد الديوك الفرنسية.
انتقل باجيو بعد كأس العالم لإنتر ومثل تجربته مع ميلان لم يستمر سوى موسمين انتهيا بسبب علاقته المتردية مع مارشيلو ليبي، وهو ما وصل بأن ليبي نهّر كل من كريستيان فييري وكريستيان بانوتشي في أحد المباريات بسبب تصفيقهما لروبي بعد تمريرة رائعة للأول، وبالتالي غاب باجيو عن يورو 2000.
وواصل جون فوت: "يقول الناس إن باجيو لن يتبع أوامر الفريق، وأنه سيفعل ما يريد، وقد اختلف مع سلسلة من المدربين بشأن ذلك".
"ربما هذا ما جعله مختلفا تماما. إيطاليا، في ذلك الوقت، كانت لديها مشكلة كبيرة مع "اللاعبين الخياليين" وغادر العديد منهم إيطاليا. استحوذت "ثورة ساكي" على مساحة كبيرة من اللاعبين. ذهب زولا إلى بريطانيا، وكذلك فعل كاربوني ودي كانيو. هؤلاء اللاعبون الأكثر فردية لم يعد بإمكانهم العثور على مساحة".
انتقل باجيو إلى بيريشيا عام 2000 تحت قيادة كارلو ماتزوني ورغم الإصابات التي ضربته في منتصف الموسم، إلا أنه سجل 11 هدفا في 12 مباراة، منها 3 أهداف في آخر 3 مباريات ضد فيورنتينا وبولونيا.
ظل باجيو متمسكا بأمل المشاركة في نسخة 2002 من كأس العالم لكن جيوفاني تراباتوني لم يضمه في النهائية للقائمة النهائية للمونديال الآسيوي.
الصحفي إيميت جيتس تسائل من قبل "عما إذا كان ذيل الحصان الإلهي قد ولد في الوقت الخطأ؟ لأنه ربما كان سيُمنح المزيد من الحرية التكتيكية إذا لعب بعد عشر سنوات. وما الذي كان سيفعله باجيو في فريق زدينك زيمان –مدرب اتسم أسلوبه باللعب الهجومي البحت-؟".
لم ينضم باجيو إلى قائمة إيطاليا في نهائيات يورو 2004 وأعلن اعتزاله بعمر 37 عاما.
بعد اعتزاله قال باجيو إنه في المتوسط كان لائقا بنسبة 100% فقط لـ "ثلاث أو أربع مباريات في الموسم".
وقال لمجلة ورلد سوكر في حوار سابق: "لم أكن راضيا حقا عن الهدف الذي تم تسجيله بسهولة".
وقال فوت عن باجيو بعد الاعتزال: "لم تفكر إيطاليا أبدا في باجيو، إنه لا يتناسب مع ثقافة كرة القدم ولم يتم منحه أي وظيفة بعد ذلك. إنه لا يلعب اللعبة. إنه ليس جزءا من أي نظام. إنه لا يعمل بأي طريقة يمكن للناس فهمها".
لا يزال باجيو هو الإيطالي الوحيد الذي سجل في 3 نسخ مختلفة من كأس العالم، ولم يخض يتواجد في أي نسخة لليورو أو الأولمبياد.
ينُسب إلى الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان قوله: "باجيو على مقاعد البدلاء؟ إنه شيء لن أفهمه أبدا في حياتي".