كتب : هاني العوضي أحمد أباظة
في المركز الثاني عشر، برصيد 38 نقطة، وبفارق 39 نقطة عن القمة، وبفارق مجرد نقطتين عن منطقة الهبوط. هكذا أنهى الاتحاد السكندري موسمه الماضي.
الموسم الذي شهد 3 مدربين، بدأ بالعميد حسام حسن وصفقاته الصيفية، ثم عماد النحاس، ثم محمد عمر مدربا مؤقتا لنهاية الموسم.
الكل يعرف جيدا، الدوري لن يحتمل فقدان المزيد من أنديته الشعبية..
بعيدا عن الأهلي والزمالك الحصينين من التراجع إلى ذلك الحد، كاد الإسماعيلي أن يهبط قياسا على نتائج دور أول كارثي بأتم معاني الكلمة.
المصري أفلت بنفس رصيد الاتحاد السكندري في المركز الثالث عشر، أما غزل المحلة، فبالكاد بقى بفارق المواجهات المباشرة عن الجونة.
لم نعد في عام ولادة أندية المؤسسات وأندية الشركات والأندية الخاصة، بل في عصر تحولهم إلى قوة لا يستهان بها فنيا وماديا، ومركز جذب حقيقي للاعبين وبالتالي المراكز المتقدمة أيضا.
والحقيقة التي لا تخفى على أحد ولم يبذل رئيس النادي محمد مصيلحي جهدا في إخفائها: الاتحاد السكندري لا يقوى ماليا على مجابهة المنافسين.
ماذا الآن؟
مدرب جديد، وفترة إعداد جديدة، وبالطبع صفقات جديدة.
المدرب هو زوران مانولوفيتش. رجل يملك خبرات إفريقية متراكمة، وليس غريبا عن المنطقة بصورة عامة.
والصفقات حدث ولا حرج، 11 صفقة لدعم الصفوف في مختلف الخطوط:
المهدي سليمان - محمود علاء - جافين كيزيتو - إسلام عبد النعيم - ناصر ناصر - محمد صالح - أحمد عيد - أحمد سيد غريب - خالد صبحي - محمود عبد العزيز - إبراهيم حسن (تفعيل شراء من بيراميدز).
ولكن هل هذا هو الحل؟ المدرب الأجنبي خطوة جيدة بحد ذاتها، رغم أن للمدربين المصريين نجاحات عدة مع فرق في وضع مشابه لوضع الاتحاد الحالي، طالما أنه أتى لمشروع معين يتم توفير أدواته وضمان استدامته.
ولكن هل ما يحدث الآن يختلف كثيرا عما حدث في بداية الموسم الماضي؟
ماذا يقول قدامى الإسكندرية؟
يقول محيي عثمان نجم الاتحاد السابق: "تم دعم الفريق بشكل جيد، ولكن العدد كبير للغاية"".
وأضاف "لست مؤيدا لضم هذا العدد من اللاعبين في كل عام. يجب أن هناك قوام للفريق".
وأوضح "أنصح مجلس الإدارة باستمرار التدعيمات ولكن بشكل بسيط، بما لا يتضارب مع الحفاظ على كيان ثابت للفريق يُبنى عليه".
رغم ذلك، أبدى عثمان تفاؤله بالفريق والتدعيمات والمدير الفني.
في الإطار ذاته يقول عبد الفتاح الجارم نجم الاتحاد السابق: "متفائل للغاية. الصفقات سدت العجز الذي كان في مختلف المراكز".
وأضاف "أتابع المدير الفني جيدا، وهو رجل جاد وحازم ويعمل بشكل جيد وبعيد عن العاطفة".
واختتم "يزيد تفاؤلي أن جدول الدوري أتى بصعوبة تدريجية على مستوى تصاعد نسق المباريات".
نخلص من ذلك إلى وجود حالة من التفاؤل، ولكن ربما ببعض الحذر. إن كانت هذه هي المرة الأخيرة التي سيتم إدخال هذا العدد من اللاعبين دفعة واحدة، على أن يستمر مشروع المدرب الجديد لما يكفي من الوقت، فربما يمكننا القول بإن هناك ما يتحرك للأمام.
الطريق الآخر
سؤال يجب طرحه على ذكر الضجيج الذي سبق رحيل إمام محمدين رئيس قطاع الناشئين السابق بزعيم الثغر، ليتولى المنصب ذاته في إنبي لاحقا.
السؤال ليس عن كواليس الرحيل إطلاقا، بل عن فائدة قطاع الناشئين لنادي الاتحاد الاسكندري من الأساس. ما فائدة التفوق في أي من بطولات المراحل السنية ما دام القطاع لا ينتج للنادي ما يكفي من اللاعبين للتعامل مع الوضع المادي الحالي؟
يجيبنا بذلك الصدد أشرف يحيى نجم الاتحاد السابق: "تجربة إمام محمدين رغم أن ظاهرها النجاح لكنها تجربة فاشلة".
وأضاف "ماذا قدم للفريق الأول؟ لا أحد، واتضح أن هناك مشكلة تخص تزييف أعمار بعض اللاعبين".
واختتم "هذا لم يعد بأي فائدة على النادي، بل كلف ميزانيته مبالغ طائلة وحسب".
بعيدا عن محمدين والاتحاد السكندري عموما، فكر في كم من أندية الدوري المصري خصوصا الشعبية يمكن طرح السؤال ذاته على طاولته.. ثم يبقى كالعادة بلا إجابة.