الدوري المصري – هل التضحية بالمدربين كانت الحل لتحسين النتائج؟
الإثنين، 10 أكتوبر 2022 - 16:55
كتب : عبد الرحمن فوزي
تغيير المدربين واحدة من أكثر الظواهر انتشارا في الدوري المصري على مدار سنوات.
تراجع نتائج فريق في الدوري المصري لفترة ولو بسيطة قد يأتي بجانبه سريعا تغييرا في الإدارة الفنية للفريق ولكن هل التضحية بالمدرب هي الحل الأمثل لتحسين أوضاع الفرق المتراجع نتائجها؟
مع نهاية موسم 2020/2021 قرر الاتحاد المصري وضع بند في لائحة مسابقاته يمنع أي مدرب من تغيير الفريق الذي يدربه طالما قد فسخ التعاقد من طرفه ويسمح له بالتعاقد مع ناد آخر إذا تم الاستغناء عنه وذلك بحد أقصى ناديين فقط.
قرار تم التحايل عليه بكل تأكيد ولم يطبق بشكل كامل لأن المدرب كان يتفق مع ناديه على الاستغناء عنه حتى يتمكن من العمل مجددا على مدار الموسم.
مع بداية الموسم الماضي قرر اتحاد الكرة إلغاء ذلك البند من لائحته قبل أن تعيده رابطة الأندية عقب توليها مسؤولية إدارة الدوري المصري الممتاز.
وكان FilGoal.com قد أجرى تحقيقا حول لائحة تغيير منع تولي المدرب أكثر من ناد خلال الموسم الواحد.
يبقى السؤال الأبرز هل تغيير المدرب في منتصف الموسم يكون إيجابيا أم سلبيا بالنسبة للأندية؟
فاروق جعفر المدرب المخضرم تحدث لـ FilGoal.com حول ظاهرة تغيير المدربين قائلا: "لا يوجد شيء في كرة القدم يجعل المدرب يرحل عن ناديه بسبب خسارته لمباراتين أو ثلاثة، يجب أن يحصل المدرب على فرصة أو يخوض فترة إعداد جيدة".
وتابع "الفرق التي تغير مدربها كل فترة قصيرة يكون راجع إلى الضغوطات من الجماهير أو مجالس الإدارات الذين لا يستطيعون الصبر على الهزيمة وهذا خطأ".
بالنظر لحديث فاروق فإن جميع المدربين المصريين خلال الموسمين الماضيين لم يحصلوا على فرصة كاملة لأنهم لم يحظوا بفترة إعداد بسبب تلاحم المواسم وقد يكون الموسم الحالي هو الأول الذي يتيح فرصة للحصول على فترة إعداد قبل بدايته بعد الحصول على فترة راحة كافية.
وللإجابة على السؤال الرئيسي للموضوع فلنعود للموسم الماضي ونستعرض نتائج الفرق قبل وبعد تغيير المدربين للحكم بشكل صحيح عما إذا كان الأمر إيجابيا أم سلبيا.
42 مدربا قد تولوا تدريب مختلف الأندية المصرية في الدوري الممتاز خلال الموسم الماضي بدون احتساب المدربين المؤقتين وهو رقم كبير جدا، في نفس الموسم في الدوري الإنجليزي 10 مدربين فقط تم تغييرهم على مدار العام.
فيوتشر مع علي ماهر والبنك الأهلي مع خالد جلال كانا هما الناديان الوحيدان الذين لم يقوموا بأي تغيير فني منذ بداية الموسم وحتى نهايته.
وسنستعرض الآن جميع التغييرات الفنية لفرق الدوري المصري في الموسم الماضي ونتائج الفرق قبل وبعد تلك التغييرات.
الأهلي
الأهلي بدأ الموسم مع بيتسو موسيماني وتعثر في أكثر من مناسبة في الدوري ولكن الفرصة كانت لا تزال سانحة لتصدر الدوري في حال فاز بمبارياته المؤجلة.
رحل موسيماني وتولى ريكاردو سواريش مسؤولية تدريب الفريق ومع سواريش الوضع لم يتحسن إطلاقا، الفريق خسر نهائي كأس مصر أمام الزمالك وخسر لقب الدوري بل وحصل على المركز الثالث وخلال 17 مباراة حقق الفريق الفوز في 9 منهم فقط.
الزمالك
الزمالك أيضا بدأ الموسم بمدرب أجنبي وهو باتريس كارتيرون حامل لقب الدوري مع الفريق في الموسم قبل الماضي ولكنه واجه فترة من تراجع النتائج في بداية الموسم وحقق 6 مكاسب في 9 مباريات في الدوري ولكن المشكلة الأكبر كانت في دوري أبطال إفريقيا الذي لم يحقق أي فوز في دور مجموعاته ليكون الفريق على بعد خطوات من توديع البطولة.
عقب رحيل كارتيرون تولى جيسوالدو فيريرا المسؤولية، في البداية الأمر لم يختلف كثيرا وظل تذبذب النتائج وأقصي بالفعل من دوري أبطال إفريقيا حتى وجد التوليفة الصحيحة وتمكن الفريق في النهاية من تحقيق لقب كأس مصر والدوري المصري.
بيراميدز
بدأ بيراميدز الموسم مع إيهاب جلال وكان المدرب المصري مستقرا مع الفريق ويحقق نتائج جيدة إلى أن قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تعيينه مدربا لمنتخب مصر ليرحل عن صفوف بيراميدز محققا 17 فوزا وتلقى الهزيمة في 6 مباريات.
عقب رحيل جلال تولى تاكيس جونياس تدريب بيراميدز وهو المدرب السابق للفريق قبل جلال.
ومع اليوناني ظلت نتائج بيراميدز كما هي تسير بشكل جيد بالنسبة للفريق الذي أنهى الدوري في المركز الثاني كاُفضل مركز في تاريخه ولكن ينقصها تحقيق الألقاب الأمر الذي يضعه مسؤولي بيراميدز كهدف رئيسي ولم يتحقق حتى الآن.
سموحة
أحمد سامي كان من تولى مسؤولية تدريب سموحة في بداية الموسم ولكنه قرر الرحيل في منتصف الموسم من أجل تدريب سيراميكا كليوباترا.
وخلف عبد الحميد بسيوني سامي في تدريب سموحة وبدأ المهمة بنتائج جيدة نسبيا قبل أن تتراجع فيما بعد ويقرر النادي رحيله بنهاية الموسم.
وخاض بسيوني مع سموحة 19 مباراة حقق خلالهم الفوز في 5 مباريات وتعادل في8 وخسر في 6.
الإسماعيلي
الإسماعيلي كان أكثر الفرق تغييرا للمدربين خلال الموسم الماضي إذ تعاقب عليه 4 مدربين.
الأمر بدأ بطلعت يوسف الذي تولى الفريق في 3 مباريات فقط وخسرهم بالكامل حتى أنه لم يقود الفريق فنيا من أرض الملعب بسبب إصابته بفيروس كورونا ولكن يحيى الكومي رئيس النادي قرر رحيله.
وتولى خوان براون مسؤولية تدريب الفريق خلفا لطلعت يوسف والحال لم يختلف كثيرا ولم يحقق الفريق أي فوز بالدوري خلال 6 مباريات قادهم المدرب الأرجنتيني ليحتل المركز الأخير.
وبعد رحيل براون تولى حمد إبراهيم في أول فرصة له كمدير فني وحقق الفريق معه الفوز الأول في الدوري وتأهل لدور الـ 16 من كأس مصر وخلال 7 مباريات فاز في 3 وخسر مباراتين وتعادل في إثنين آخرين ليقرر الكومي رحيله عن تدريب الفريق.
المدرب الأخير كان هو حمزة الجمل والذي حقق النتائج الأفضل في موسم الإسماعيلي بتحقيقه الفوز في 5 مباريات خلال 15 مباراة قاد فيهم الفريق وخلال فترة ما كان مجلس إدارة الإسماعيلي قد قرر إقالة الجمل ولكنه في النهاية تراجع عن قراره ليكمل الجمل الموسم وينهي الدوري في المركز الـ 11 والهرب من صراع الهبوط.
عقب نهاية الموسم قرر الكومي رحيل حمزة الجمل وأرجع ذلك القرار إلى رفض المدرب إشراك اللاعبين الباب خلال المباريات الأخيرة عقب ضمان البقاء في الدوري.
المصري
المصري بدأ بداية متذبذبة في النتائج مع معين الشبعاني وفي مبارياته السبع الأولى تعادل الفريق في 5 مباريات وحقق الفوز مرتين ثم بدأت النتائج في التحسن أكثر وتعرض الفريق للهزيمة الأولى بعد 8 جولات في الدوري مقابل 3 فوز و4 تعادلات.
بعد 33 مباراة رحل الشعباني عن صفوف المصري محققا الفوز في 10 مباريات وتعادل في مثلهم وخاسرا 13 مباراة.
عقب رحيل الشعباني تولى حسام حسن تدريب الفريق وتمكن من صنع تحسن نسبي في النتائج خلال 15 مباراة حقق الفوز في 6 وخسر 3 وتعادل في 6 ونجح في إبعاد الفريق عن صراع الهبوط قبل أن يرحل بنهاية تعاقده الذي انتهى بنهاية الموسم.
الاتحاد السكندري
قبل تولي تدريب المصري كان حسام حسن قد بدأ الموسم مع الاتحاد السكندريولكنه رحل بعد 13 جولة عن تدريب الفريق حقق خلالهم 3 فوز فقط ليخلفه عماد النحاس في تدريب الفريق.
الوضع مع النحاس لم يختلف كثيرا واستمرت النتائج المتوسطة وحقق الفوز في 5 مباريات من 17 خاضهم ليرحل قبل 4 جولات على نهاية الدوري تاركا الفرق في المركز الـ 12 ولكن بفارق 6 نقاط على صراع الهبوط.
محمد عمر أنهى الموسم مع الاتحاد كمدرب مؤقت ونجح في إبعاد الفريق عن دائرة الهبوط في النهاية.
إنبي
إنبي كان يسير بشكل جيد مع مدربه الأول حلمي طولان الذي كان مستمرا منذ الموسم الذي سبقه ولكنه رحل بعد خلافات مع مجلس الإدارة ليحل البرتغالي جورفان فييرا بديلا له.
مع فييرا تراجع أداء إنبي كثيرا وخلال 14 مباراة تمكن الفريق من تحقيق الفوز 3 مرات فقط وهزم في 7 وتعادل في 4 ليرحل بنهاية الموسم.
طلائع الجيش
عبد الحميد بسيوني كان المدرب الأول لطلائع الجيش في الموسم ولكن البداية لم تسعف المدرب الذي حقق لقب كأس السوبر في الموسم الذي سبقه ليرحل بسيوني عقب 3 مباريات فقط خسر خلالهم مباراتين وتعادل في واحدة.
أحمد عبد العزيز كان المدرب الثاني لطلائع الجيش ولكنه لم يستمر طويلا هو الآخر ورحل بعد 4 مباريات فقط تاركا الفريق المركز الـ 16، ليتولى طارق العشري تدريب الفريق.
العشري خسر في المباراة الأولى ولكن النتائج اختلفت تماما معه إذ حقق سلسلة لا هزيمة هي الأطول في تاريخ النادي ب 16 مباراة وفي النهاية أنهى الفريق الدوري في المركز الرابع ولكنه لم يتأهل لكأس الكونفدرالية بسبب إرسال الأسماء المشاركة في البطولات القارية قبل نهاية الموسم.
مصر للمقاصة
توالى 3 مدربين على مصر للمقاصة على مدار الموسم وهم تامر مصطفى وطارق حجاج وعيد مرازيق ولكن لم يحقق أي منهم النتائج المأمولة وهبط الفريق في النهاية للدرجة الثانية محتلا المركز الأخير بـ 15 نقطة فقط.
الجونة
رضا شحاتة بدأ الموسم برفقة الجونة وحقق نتائج فوق المتوسطة مع الفريق قبل أن يرحل عقب الجولة الـ 15 تاركا الفريق في المركز الـ 11ويحل تامر مصطفى بدلا منه.
مع تامر مصطفى ساءت نتائج الفريق وحقق فوزا وحيدا خلال 9 مباريات ليرحل قبل 11 جولة من نهاية الدوري.
طلعت يوسف عاد للتدريب مرة أخرى عقب تجربة الإسماعيلي وتولى تدريب الجونة وتمكن من صنع تحسن نسبي في النتائج ولكن في النهاية انتهى الأمر بالفريق إلى الدرجة الثانية.
سيراميكا كليوباترا
سيراميكا كليوباترا بدأ الموسم مع هيثم شعبان ولكنه رحل بعد 17 جولة والفريق في المركز الـ 13 ليحل أحمد سامي محله.
الأمر لم يختلف تحت قيادة سامي وأنهى الفريق الدوري في المركز الـ 14 بعدما قاد الفريق في 16 مباراة حقق خلالهم الفوز في 3 مباريات وتعادل في 7 وخسر 6 ولا يزال المدرب مستمرا حتى الآن مع الفريق.
المقاولون العرب
تجربة الاتحاد لم تكن الأولى للنحاس في الموسم الماضي إذ أنه بدأ الموسم مع المقاولون العرب بعد موسمين نجح خلالهما مع الفريق وتأهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية.
نتائج المقاولون العرب تراجعت في الموسم الثالث تحت قيادة النحاس وحقق الفريق الفوز في مباراة واحدة خلال الجولات الـ 8 الأولى ليرحل المدرب عن الفريق ويتولى محمد عودة المسؤولية بدلا منه.
عودة لم يكمل الموسم هو الآخر مع المقاولون ورحل قبل 4 جولات على النهاية وهو في المركز قبل الأخير.
شوقي غريب كان آخر من يتولى تدريب المقاولون في الموسم ونجح في إنقاذ الفريق من الهبوط في آخر جولات الدوري.
غزل المحلة
عودة كان قد بدأ الموسم مع غزل المحلة ولكنه قرر الرحيل بعد جولات من أجل تدريب المقاولون وكان قد حقق الفوز في مباراتين وتعادل في 4.
عبد الحميد بسيوني أكثر المدربين الذين تولوا مسؤولية التدريب الفرق في الموسم الماضي كان من خلف عودة في غزل المحلة.
وبعد 10 جولات قرر بسيوني الرحيل أيضا عن المحلة من أجل تدريب سموحة تاركا الفريق في المركز العاشر.
مصطفى عبده تولى المسؤولية خلفا لغزل المحلة ومعه حقق الفريق 12 نقطة فقط في 15 مباراة وتجنب الهبوط في الجولة الأخيرة.
وقاد عبده غزل المحلة لنهائي كأس الرابطة المصرية ولكنه تعرض للهزيمة في النهائي من فيوتشر بخمسة أهداف دون مقابل.
فاركو
الموسم الأول لفاركو في الدوري الممتاز شهد تولي مجدي عبد العاطي مسؤولية تدريب الفريق ولكنه رحل عن تدريب الفريق بعد 13 مباراة خاضهم مع الفريق حقق خلالهم 16 نقطة ليحتل المركز الثامن ولكنه أقصي من دور الـ 32 من كأس مصر على يد كفر الشيخ.
نونو ألميدا كان المدرب الثاني الذي يتولى تدريب فاركو عقب عبد العاطي ومعه كان الفريق هو الأكثر تحقيقا للتعادلات في الدوري في 13 مباراة مقابل 4 فوز و4هزائم لينهي الموسم في المركز الثامن كما تركه عبد العاطي.
إيسترن كومباني
إيسترن كان يخوض موسمه الأول أيضا في الدوري الممتاز والبداية كانت تحت قيادة علاء نوح ولكنه رحل بعد جولات تعرض خلالهم الفريق للهزيمة.
عقب رحيل نوح تولى علاء عبد العال تدريب الفريق ولم تشد النتائج تحسنا في البداية إذ تعرض للهزيمة في 4 جولات من أول 5 قاد فيهم الفريق.
عقب الجولة الثامنة تحسن أداء إيسترن كومباني كثيرا وخلال 33 مباراة قاد فيهم عبد العال الفريق تمكن من تحقيق الفوز في 8 مباريات وتعادل في 12 وخسر 13 وحقق الفريق 36 نقطة.
عبد العال كان قاب قوسين أو أدنى من الهروب من دائرة الهبوط ولكن جدول الفريق الصعب في الجولات الأخيرة حال دون تحقيق حلم البقاء وعلى الرغم من ذلك فإن عبد العال رحل عن الفريق وحصل على ثقة طلائع الجيش في الموسم المقبل بعد الأداء الرائع الذي ظهر به مع إيسترن كومباني.
بالنظر إلى النتائج الكاملة للأندية مع كافة المدربين في الموسم الماضي، فإن التغيير قد أثر بالإيجاب بالأخص على ثلاثة فرق وهم الزمالك الذي حقق الدوري الممتاز في النهاية بعد بداية متعثرة مع باتريس كارتيرون.
الفريق الآخر كان طلائع الجيش الذي كان ينافس على الهبوط في بداية الموسم وأنهى الدوري في المركز الرابع تحت قيادة طارق العشري.
والفريق الثالث كان إيسترن كومباني الذي اختلف شكله وأصبح من الفرق الصعبة تحت قيادة علاء عبد العال ولكن بالنظر إلى الفرق الثلاثة فالعامل المشترك بينهم هو حصول المدربين على الفرصة الكاملة دون الخضوع لفكرة تغيير المدرب مع التعثر الأول والصبر كان مفتاح النجاح في النهاية.
ظاهرة تغيير المدربين قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية والصبر على المدرب بالطبع لا يعني نجاحه ولكن تجربة المدرب لا يمكن أن تقام بمباراة أو حتى 5 في منتصف الموسم وبدون فترة إعداد لأن التجربة لكي تقاس بالكامل يجب أن يحكم عليها بعد فترة طويلة وبعد حصول المدرب على فرصة كاملة.
قبل بداية الموسم الجديد الذي ينتظرنا بعد أيام قليلة ستدخل 8 فرق فقط مع المدربين الذين أنهوا الموسم برفقتهم بينما قرر 10 فرق تعيين إدارة فنية جديدة بما فيهم ناديين من الذين صعدوا للدوري الممتاز.
الموسم الجديد سيكون خير موسم للحكم على تجارب المدربين لأنه كما ذكرنا سلفا فإنه أول موسم تحظى فيه الأندية بفترة إعداد حقيقية ولكن سيكون الشرط الوحيد للحكم على التجربة هو الحصول على الفرصة بالكامل وعدم إجراء تغييرات بعد جولتين فقط.