حوار مطول - النني عن نشأته ووالدته المتوفية.. وكيف تكونت عقليته منذ الصغر في الأهلي
الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 01:08
كتب : دعاء نائل
أجرى محمد النني لاعب أرسنال ومنتخب مصر حوارا مطولا مع الموقع الرسمي للنادي عن نشأته وصولا للاحتراف.
محمد النني
النادي : الجزيرة
النني بدأ مسيرته ناشئا في الأهلي قبل أن ينتقل إلى المقاولون العرب ومنه يفتتح مشواره الاحترافي بالانتقال لـ بازل السويسري ثم أرسنال.
وينشط النني في صفوف أرسنال منذ عام 2016، تخللها فترة إعارة في بشيكتاش التركي قبل أن يعود إلى صفوف الفريق ويجدد تعاقده حتى صيف 2023.
إليكم الحوار كاملا..
النشأة
بدأ النني حواره قائلا: "منذ اللحظة التي ولدت فيها، في ذاك اليوم، أخبر والدي الجميع أنني سأصبح لاعب كرة قدم، منذ ذلك اليوم تحديدا قررا أمي وأبي ما سأكون عليه. أمر مضحك، كيف عرفوا ربما كان لديهم شعور قوي بذلك وأنه مقدّر لي".
وأضاف "لقد أرادوني أن أصبح لاعب كرة قدم منذ اليوم الأول، وعندما كبرت أحببت ذلك. في بعض الأحيان يرغب والديك أن تصبح طبيبا ولكن إذا شعرت أنك لا تريد ذلك لا يمكنك فعلها، نفس الأمر بالنسبة لكرة القدم، إذا لم تكبر على حبها فإنك لا تستطيع أن تصبح لاعبا، لا يمكنهم إجبارك على القيام بذلك".
وأسهب "لكنني أحببتها دائمًا، كان والدي لاعب كرة قدم وبسببه كانت عائلتي بأكملها تلعب كرة القدم في الشارع، الجميع في العائلة يحبها".
وتابع "أثناء نشأتي الشيء الوحيد الذي أراه كل يوم هو كرة القدم، رأيت والدي يلعب في ناديه، وكنت أذهب للمشاهدة، كان يأخذني إلى الملاعب أيضا. كل شيء في حياتي كان كرة القدم".
وأكمل "بدأت اللعب عندما كنت في الثالثة من عمري، عندها بدأت ركل الكرة، وقال الجميع إنني مختلف، كان لدي تسديدة قوية حقًا، وعادة في هذا العمر لا يمكنك ركل الكرة بشكل جيد. لكني كنت ألعب كرة قدم بشكل حقيقي وكان الناس يقولون أنني سأصبح لاعب كرة قدم جيد".
البداية مع الأهلي
قال: "بدأت في نادٍ كبير في مصر الأهلي، ومنذ ذلك الحين أريد اللعب دائما في مستوى عالٍ. تشكلت حياتي لأنني بدأت في ناد كبير، تعلمت أن يكون لدي عقلية الفوز منذ الصغر".
وأضاف "في ذلك النادي، إذا فزنا 7-0، من الممكن أن يكون هناك عقاب لنا لأنها ليست كافية ويطالبونا بالمزيد".
وتابع "تلك البيئة خلقت شيئًا في داخلي، كان عمري حوالي ست أو سبع سنوات وأرى أحدا يقول لي أنه كان من الممكن الفوز بأكثر من ذلك، وهذا خلق عقلية لي، ألهمتني كثيرا ولا تزال تلهمني للآن".
وأردف "أحيانا أقف قليلا وأفكر لأنني ألعب حاليا في أحد أفضل الأندية في العالم، أرى الشارة واسمى فوق القميص، هذا ما حلمت به عندما كنت صغيرا وأنا هنا الآن، أحيانا يكون أمرا لا يصدق بالنسبة لي".
مرارة الفقد
استرسل النني للحديث عن والدته، قائلا "والدتي توفيت منذ 15 عاما، كانت تؤمن بي دائما، عندما كنت طفلاً كنا نسافر من مسقط رأسي (المحلة) إلى القاهرة للذهاب للتدريب، هذه الرحلة تستغرق ساعتين لأننا لم نكن عائلة ثرية وليس لدينا سيارة خاصة وكان علينا استخدام وسائل النقل العام".
وأردف "لذلك كنا نستيقظ في الـ 4 صباحًا، نمشي في الظلام لمدة 30 دقيقة، ثم ننتظر القطار وبعد الوصول إلى القاهرة، ننتظر حافلة محددة ويجب أن نكون منتبهين لأن إذا فاتتنا لن يكون لدينا أي طريقة للوصول إلى التدريب".
وتابع "أذهب للتدريب ثم أفعل الشيء نفسه في طريقي إلى المنزل، كنا نقوم بهذه الرحلة ثلاث مرات كل أسبوع، كان هذا عندما كنت في السادسة من عمري، وعندما وُلدت أختي كانت أمي تصطحبها معنا، كان ذلك صعبا للغاية خصوصا أنها امرأة وفي مصر".
وواصل "المذهل في الأمر أنها كانت عندما نعود إلى المنزل، تنظفه وتطبخ وتعتني بنا وكأن شيئا لم يحدث".
وأسهب "الآن، عندما أقود سيارتي إلى لندن كولني (مركز تدريبات أرسنال) أتذكر فقط ما كان على والدتي أن تفعله، وأدرك مدى سهولة الأمر بالنسبة لي الآن".
وأوضح "أنا ممتن حقًا لما فعلته عائلتي من أجلي، استخدم ذاكرتها لتلهمني الآن، إنها ليست معي، لكنني سأتذكر دائمًا ما فعلته من أجلي وأريد أن أصبح أفضل ما يمكنني أن أكونه، ليس فقط من أجلي، ولكن من أجل أمي. لقد آمنت بي حقًا، إنها أحد أسباب وجودي حيث أنا الآن".
وأكمل "تُوفيت أمي في نفس الوقت الذي طردني فيه النادي الذي كنت فيه (الأهلي)، لعبت هناك لمدة 10 سنوات ثم أجد أحد المدربين يقول لي أنهم لا يريدونني بعد الآن، لقد قرروا أنني لم أعد جيدًا بما يكفي، لذلك كان عامًا صعبًا للغاية بالنسبة لي ولأبي كذلك".
وواصل "كان كل شيء يسير على ما يرام ثم فجأة انسكب كل شيء على الأرض، عندما أخبرت والدي تحطم".
وتابع "كنت دائما أؤمن وأريد أن أصبح لاعب كرة قدم، لكن عندما انتقلت إلى ناد جديد (المقاولون العرب) كانت السنة الأولى صعبة للغاية، لقد لعبت مباراتين فقط في ذاك العام حينها كنت في الـ16 من عمري، شعرت باليأس وقلت لوالدي أريد العودة إلى المنزل بدلا من ذلك، قال لي انتظر وسترى ماذا سيحدث".
وأردف "في العام المقبل صعدت إلى الفريق الأول حينها تغيرت حياتي وسرعان ما انتقلت إلى أوروبا ووقعت لـ بازل السويسري".
العقلية
يعود النني ويتحدث عن عقليته للفوز، قائلا "عندما لعبت في سويسرا، كنت في بازل وفزنا بالدوري أربع مرات، قال لي وكيل أعمالي "هذا النادي مهتم بك" وأقول له لا يمكنني الذهاب حتى لو كان نادٍ أكبر في مكان آخر، فأنا بحاجة للعب من أجل الألقاب، أريد أن أفوز، اللعب من أجل البقاء في الدوري لا يكفي بالنسبة لي".
وأضاف "بعض الأندية الأصغر تسعد بالبقاء في الدوري، أو لا تقاتل من أجل الألقاب، لا يمكنني فعل ذلك، أعني حقًا أنني لا أستطيع فعل ذلك، أحتاج إلى الحافز للعب من أجل الفوز".
وتابع "كان الأمر نفسه عندما خرجت على سبيل الإعارة قبل ثلاث سنوات، كان لدي الكثير من الخيارات من أندية مختلفة بعضها في إنجلترا والآخر في إيطاليا لكن لم ينافسوا على شيء، لذلك عندما جاء عرض بشيكتاش ورأيت أنهم أحد أفضل الأندية في تركيا، وينافسون دائمًا على الدوري والكؤوس وافقت، أنا بحاجة إلى هذا الدافع، الفوز يلهمني حتى عندما ألعب مع أطفالي، أنا بحاجة إلى تلك المنافسة".
وواصل "أخبر ابني باستمرارعن أهمية العمل الجاد، حياته مختلفة تمامًا عما كنت عليه في مثل عمره. لكني أخبره دائما أن لا شيء يأتي بسهولة وأشرح له أنه كان عليّ انتظار قطار وحافلة لمجرد الذهاب إلى التدريب".
واختتم النني حواره: "لقد ولد في سويسرا، لكنني أخذته إلى مصر، وعرفته على المكان الذي نشأت فيه، وكيف كان الأمر بالنسبة لي، وأقول له إنه لا شيء يأتي مجانًا. عليك أن تعمل بجد وعليك أن تتحلى بالصبر، هذا ما يمنحك عقلية الفوز".