الخرف الذي طعن نصف تشكيل إنجلترا التاريخي.. هل حان وقت إلغاء الرأسيات؟
الخميس، 04 أغسطس 2022 - 22:46
كتب : FilGoal
تحذير: الرأسيات ضارة جدا بالصحة.. وهذه ليست مزحة
أظهرت دراسات أن هناك علاقة طردية بين مركز اللاعب في كرة القدم وطول مدة مسيرته، وبين المرض العصبي الذي يصيبهم في النهاية، وهو الخرف. يشبه الزهايمر بعض الشيء، ويأكل ما تبقى من ذاكرتهم ووعيهم حتى يحين أجلهم.
تحقيق "سكاي سبورتس" يؤكد أنه على مختلف الحقب الزمنية، النتائج تظل واحدة، حيث تضم البيانات لاعبين من الثلاثينات وحتى التسعينات. جاك تشارلتون ونوبي ستايلز عانا المرض ذاته قبل وفاتهما، بينما تم تشخيص سير بوبي تشارلتون -84 عاما- أسطورة مانشستر يونايتد بنفس المرض.
استند بحث جامعة جلاسجو على السجلات الصحية لـ 8 آلاف محترف سابق في اسكتلندا، ووجد أن نسبة المخاطرة بإصابة حراس المرمى بمرض عصبي، هي نفس نسبة الأشخاص العاديين.
يقول العالم ويلي ستيوارت أن الخطورة التي يواجهها لاعبو كرة القدم يمكن تفاديها، ولكن بانتزاع جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم: ضربات الرأس.
بالضبط، بينما لا يواجه حراس المرمى مخاطرة غير عادية، إلا أن اللاعبين على أرض الميدان يواجهون نسبة تقارب 4 أضعاف الشخص العادي، خصوصا المدافعين، الذين يواجهون هذا الخطر في نهاية حياتهم 5 أضعاف العموم.
وتضاف هذه النتائج إلى بحث سابق عن 7,500 لاعب سابق، كانوا أكثر عرضة للموت بمرض الخرف بنسبة تقارب 3 أضعاف ونصف الشخص العادي في نفس الفئة العمرية.
ويوضح البحث الجديد أنه على الرغم من التغيرات التكنولوجية على مر عصور كرة القدم، وعلى الرغم من التطور الواضح في التعامل مع إصابات الرأس على مر العقود، إلا أنه لا يوجد أي دليل على انخفاض نسبة المخاطرة بالإصابة بالخرف بالنسبة للاعبي الكرة.
من جانبها أيدت سوزان كولاس مديرة مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة نتائج التقرير قائلة: "هذه الدراسة التي أجريت بعناية عن نسب المخاطرة بإصابة محترفي كرة القدم السابقين بمرض الخرف، هي قطعة جديدة في أحجية كبيرة لم يتم حلها فيما يتعلق بفهم مخاطر الخرف".
وأوضحت "سنواصل مناشدة الكيانات المسؤولة عن إدارة كرة القدم واتحادات اللاعبين والحكومات حول العالم للمساعدة في تمويل أبحاث مواجهة الخرف الآن، وليس لاحقا، وليس حين يفوت الأوان".
ونشطت هذه الموجة عقب وفاة جاك تشارلتون ونوبي ستايلز أسطورتي الكرة الإنجليزية، اللذان عانا من الخرف قبل الوفاة، كما أصيب بوبي تشارلتون، شقيق جاك، بنفس المرض.
هنا التقطت مارثا كيلنر مراسلة "سكاي سبورتس" الخيط، ووجدت أن نصف فريق بيرنلي الأساسي في موسم التتويج عام 1959-1960، قد ماتوا إما بسبب الخرف، وإما وهم مصابون به.
روب دورست، من سكاي أيضا، أجرى بحثه على جيل منتخب إنجلترا المتوج بكأس العالم 1966، ليصل إلى حقيقة إصابة 5 أفراد من هذا الفريق بمرض الخرف، منهم 4 توفوا به.
راي ويلسون كان أول الوفيات في يوليو 2018، ثم لحق به مارتن بيترز في ديسمبر 2019، ثم جاك تشارلتون في يوليو 2020، وأخيرا نوبي ستايلز في أكتوبر من العام ذاته.
يقول جيف هيرست رجل نهائي 1966 الشهير أمام ألمانيا: "أعتقد أننا كنا نعرف أنهم ليسوا بخير، ولكن دائما يكون الأمر صادما حين نسمع برحيلهم".
تحدث هيرست أيضا عن دور جائحة كوفيد-19 في إبعاد الناس عن بعضهم البعض، وبالفعل آخر حالتي وفاة وقعا في ذروتها، ما يعني أنه فقد رفاقه دون أن تأتيه فرصة الاطمئنان عليهم لمرة أخيرة.
لنواجه الواقع، هؤلاء اللاعبين السابقين لم يتم اختطافهم في ريعان شبابهم، ربما يسهل القول أنهم ماتوا في أعمار طبيعية للغاية، ولكن ربما يمكن القول بنفس السهولة، بإنهم كانوا من الممكن أن يحظوا بصحة عقلية وعصبية أفضل في أيامهم الأخيرة.
نعم، ستفقد كرة القدم الكثير من متعتها وشكلها المعهود بدون ضربات الرأس، بل قد تبدو كرياضة مختلفة تماما، لدرجة أنه في العام الأول لتطبيق إجراء مماثل، لن يكون من الغريب أن تجد مدافعا يبعد الكرة برأسه لا شعوريا ليفاجأ بصافرة الحكم، ولكن السؤال بسيط وإجابته أبسط.. لأيهما الأولوية؟ اللعبة أم الصحة الإنسانية؟
الإجابة بدأت في إنجلترا بالفعل في يوليو الماضي، حيث نال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الموافقة على إجراء تجربة في الموسم الجديد لإلغاء ضربات الرأس المتعمدة في الفئات العمرية تحت 12 عاما.
وستنطلق التجربة في موسم 2022-2023 بصورة تجريبية، وبهدف إلغاء ضرب الكرة بالرأس عمدا بصورة نهائية اعتبارا من موسم 2023-2024 إذا نجحت التجربة.
وبالفعل أصدر الاتحاد تعليماته بتحديد أو إلغاء الضربات الرأسية تماما في التدريبات، بهدف مواجهة المخاطر الصحية المتعلقة بهذا الجزء من اللعبة.
ووصف الاتحاد الإنجليزي هذه الخطوة في بيان رسمية بأنها "مقاربة حذرة لضمان اللعب والاستمتاع بكرة القدم بينما لا تزال الأبحاث جارية في هذه المسألة".
على الجانب الآخر تعمل شركة مع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على تطوير برنامج تدريبي يعتمد على الواقع الافتراضي لتفادي الرأسيات في التدريبات.
الأمر سيتطلب بعض الوقت، ولكن في يوم ما سنصل إلى لعبة خالية من الرأسيات، وبالتبعية خالية من مخاطر الخرف.
طالع أيضا
انتصار تشيلسي الأول على برشلونة في الانتقالات